نسائم الروح بقلم أمل نصر
المحتويات
اللعڼة ليته ذكر اي صفة أخرى ولا ان ترى نظرات الاستهجان الموجهه اليه من السكان والمارة بغرابة ان يرتبط بواحدة مثلها ظنها حارس البناية خادمة!
ورد
هتف مناديا وقبل ان تجيبه بالدخول وجدته يدفع الباب فجأة ويطل بكليته امامها ليلقي التحية ببساطة اذهلتها
صباح الفل.
تمتمت تجيبه بملامح ارتسم عليها الإجفال بوضوح حتى غفلت عن الحجاب الذي أنزلق للخلف دون ارداتها
حاجة ايه بس
ردد بها من خلفها وابتسامة مشاغبة توسعت بفمه يخفي ارتباكه وانبهاره لرؤية شعر رأسها ولأول مرة من وقت ما عرفها
ليردف بمشاكسة دون ان تخطو قدميه للداخل
مفيش داعي للخضة دي يا ورد اللي واقف قدامك مش حد غريب انا راجع تاني اهو على ما تفتكري صفتي ايه عندك بس ياريت متتأخريش بقى عشان عايزك لحاجة ضروري ماشي يا قمر
وانا نسيت يعني من اساسه جوزي ع الورق ايه جيمتها يعني عشان تخش كدة من غير استئذان شكلك مش معدل يا يوسف.
ختمت بها تعود لمراتها ثم ما لبثت ان تشهق بأعين توسعت بزعر بعد انتباهها لهيئتها
يا مري دا شاف شعري.
بعد قليل خرجت اليه وقد احكمت الحجاب عليها جيدا بصورة أثارت الحنق بداخلها ولكنه كالعادة تمكن من إخفاءه لهذا الشعور ليهتف مرحبا بخروجها اليه اخيرا بجلسته في وسط الصاله بعد مدة من انتظاره لها
جوزك وحبيبتي.
غمغمت داخلها بالكلمات الغريبة على اسماعها لتقطب امامه باندهاش ثم تتمكن سريعا من خمد استغرابها كي ترد بلهجة طبيعية
ما انا بجهز نفسي بالمرة مش دا ميعاد المستشفى برضوا
اه يا ستي ميعاد المستشفى بس انا بقى عايزك تتفرجي ع الحاجة اللي جيبتها الاول قبل ما تختاري منها اللي هتخرجي بيها
عايزك بقى تقيسي وتنقي براحتك اللي يعجبك انا اختارهم اون لاين ووصلوا حالا عن طريق الشحن.
تابع يخرج لها القطع وقد تسمرت محلها بدهشة غلفت ملامحها بعد ان فاجئها بسرعة التنفيذ في ما وعد به الأمس
ابتعلت بحرج لتقترب منه قائلة
دول شكلهم كلفوك شيء وشويات انا شايفة انك ترجعهم احسن عشان انا مش هجدر.......
ورد
قاطع استرسالها ليحسم بقوله
انا قولت مفيش نقاش اتفضلي خديهم من غير رغي.
اخلصي يا بنتي عشان تلحقي تلبسي منهم ونحصل مشوار المستشفى ياللا بقى انا
ورايا شغل متعطل.
اضطرت بصيحته الاخيرة لتذعن وتتناولهم منه على مضض حتى سارت تحملهم پعنف وملامح عابسة ثم ما لبثت ان تلتف عنه حتى اوقفها
ورد تعالي خدي الكيس الاخير ده
التقطته منه سريعا دون ان تنظر لمحتواه فلم تنتبه سوى في وسط الطريق وقبل ان تصل للغرفة لتشهق ملتفة برأسها له بأعين متوسعة حينما بصرت القطع الداخلية
تطالعه بحدة قابلها هو ببساطة قائلا
الحاجات دي بقى جيبتها ع الوايم كدة يارب تطلع مقاسك.
حينما ظلت على زهولها تابع بهتافه
انتي لسة هتندهشي يا ورد عايزين نلحق مشوار المستشفى ياللا بقى
بخطوات متسارعة يرافقها القلق خرجت من باب المنزل الداخلي تبحث بعينيها عنه علها تجده بالحديقة ولكنها لم تجد سوى جدتها فاطمة جالسة في مكانها المعتاد مع الأطفال حولها اسفل المظلة وصلت لتلقي التحية على عجالة قبل ان تسألها وعينيها مازالت تجوب في الأنحاء
صباح الخير يا جدة ما شوفتيش غازي
تبسمت المرأة بخبث تجيبها
صباح الفل يا عين ستك طب ادي الصباح حجه وبعدها اسألي ع اللي انتي عايزاه ولا هو الشوق غالبك جوي كدة.
وه
خرجت منها بخجل شديد لتصعد السخونة وجنتيها على الفور متمتمة في ردها بتلجلج
ايه اللي بتجوليه ده بس يا جدة.... انا بسأل عشان ما شايفوهوش من الصبح ودي مش بعادته يعني يصحي جبلي ويطلع كمان من غير ما احس بيه ليكون حد طلبه في موضوع مهم يخص البلد ولا العيلة
لا يا ختي محدش طالبه ف موضوع مهم ولا دياولوا هو اصلا مباتش في البيت اساسا يا خم النوم .
قالتها فاطمة بمزيد من التسلية تراقب رد فعل الأخرى والتي توسعت عينيها باستدراك تتذكر برودة الفراش حينما استبقظت وفتحت اجفانها للنور وهي التي ظنت بعد سهرها لمدة طويلة بالأمس في انتظاره انه ربما يكون قد أتى في وقت متأخر من الليل وخرج صباحا قبلها ايضا.
امتقعت ملامحها بحرج متزايد شاعرة بخزي امام المراة التي اشفقت عليها لتلطف بابتسامة حانية تجيبها
يا خايبة انا بنكشك بس عشان اغلس عليكي واضحك معاكي غازي دي مش اول مرة يعملها هو كدة معود لما يكون مضايق ولا شايل الهم او عايز يختلي بنفسه تلاجيه يسهر في الحوش الوراني تحت عرش العنب يبص ع الخيل وياما غلبه النوم ع الكنبة هناك روحي شوفيه يمكن صحي ولا تلاجيه لساتوا نايم .
اومأت لها بابتسامة متوترة حتى كادت ان تتحرك ولكنها تذكرت لتسالها
طب وانتي عرفتي ازاي انه نايم هناك شوفتيه يا جدة
لا ما شوفتوش بس عرفت لوحدي من شكل وشك انتي دلوك وشكله هو امبارح
اهتزت رأسها لها تدعي التفهم لتبرق عينيها فجأة مع انتباهها للكلمات
جصدك ايه بشكله وشكلي انتي فهمتي ايه بالظبط يا جدة
اطلقت فاطمة ضحكة رنانة تتميز بها رغم تقدمها في العمر لتردف بمشاكسة
يا بت وانتي مالك باللي فهمته عاد مش تروحي تشوفي جوزك الاول وتصالحيه ولا هتستني لما يمشي يشوف مصالحه ويروح عليكي اليوم يا خايبة....... خلصي يا بت اتحركي
اضطرت نادية لتزعن ذاهبة من امام المرأة المحنكة بكشفها وكشف ما تمر به مع زوجها هذا عيب السكن مع نساء كبيرات في العمر وخبيتثات في الفكر
غازي انت بيت هنا صح وسيبتني ليلة امبارح
بادرته بالسؤال فور ان وقعت عينيها عليه وقد كان واقفا بجوار حصانه يربت عليه ويطعمه بقطع السكر من كفه الكببرة حتى اجفلته بصوتها ليلتف اليه نصف التفافة برأسه ثم يجيبها بنبرة فاترة
غلبني النوم بعد ما سهرت هنا يا نادية عادي يعني.
اقتربت بتحفزها تردد باستهجان
هو ايه اللي عادي يا غازي ما تجول انك زعلان ولا مش طايج تنام ع الفرشة جمبي احسن .
لا حول ولا قوه إلا بالله يارب
تمتم بها مبتأسا ليترك ما بيده ويقابلها في الوقفة مردفا
وايه اللي هيخليني مش طايقك يعني شوفتيني واخد جمب منك مثلا ما انا جدامك اها وبتكلم معاكي ولا هنعمل زي العيال الصغيرين ونتنفخ ونزعل من بعض على اي حاجة تافهه.
بجرأة ادهشته وجدها تقرب نفسها منه تواجهه بشجاعة وانفعال
لا هي مش حاجة تافهه يا غازي بدليل ان نفسك مجبلتهاش ولا اتخطتها بس انا والله ما كنت اجصد كنت سرحانة ساعتها وغلفت انك.......
سرحانة في ايه
قاطعها بسؤاله بحدة انتبهت لها وقد اشتدت ملامحه واشتعلت عينيه بنيران استعرت من داخله بفراسة انبأتها لما توصل اليه بذكائه الحاد.
ابتلعت تحاول التصليح من خطأها
يا غازي انا جاية عشان نتفاهم مش نوسعها مع بعض.
ظل صامتا عاقد ما بين حاجبيه ولكنها لم تستسلم لتزيد من قربها واضعه عينيها ڼصب عينيه
غازي انا مش عايزة ألامور تتعجد ما بينا انت حاولت كثير معايا وانا مش جبلة عشان محسش لكنك كمان عارف من الاول ان الطريق ما بينا مش سهل يعني مش في يوم وليلة هتخطى اللي فات...... غازي انتي فاهمني.....
خرجت كلماتها الأخيرة بهمس اطفئ بعضا من وهيج النيران بداخله لا ينكر انه سعيد بما يلمسه من تقدم منها ولكن قلبه المكتوي بعشقها لا يتحمل حتى التخيل انها تفكر في غيره في أشد أوقاتهم حميمية حتى وهو يعلم ان الأمر ليس هينا عليها ايضا.
سألته برقة ونعومة تستجدي رضاءه
هتفضل ساكت كدة كتير مش ناوي ترد عليا يا غازي
زفر يطرد دفعة كبيرة من الهواء المشحون بصدره وما هم ان يجيبها حتى اوقفه الصوت الصغير
هتلكبني الحصان يا عم خازي
ارتبكت تبتعد عنه سريعا لتلتف نحو صغيرها الذي هرول فور ان اشار اليه الاخر ليقترب وقد تمالك زمام امره سريعا ليتلقفه بين ذراعيه طابعا على خده عدة قبلات بحنو قبل ان يضعه فوق الحصان لينتبه اليها بعد ذلك وقد اعوجت ثغرها للأسفل بطريقة فكاهية كادت أن تضحكه قبل ان يطالبها
خلاص انتي روحي دلوك ونأجل كلامنا احنا بعدين.
مطت شفتيها بضيق قائلة قبل ان تذهب
ماشي يا غازي اجل على كيفك كمان.
نظر في أثرها وهي تذهب رافعا حاجبا واحد بتفكير جلي لا يدري ان كان يفرح بفعلها ام يحزن لاستمرار تعلقها بالماضي وهذا الشيء المهين لرجولي.
بمشاعر متضاربة جمعت ما بين الفرح لارتداء الملابس العصرية الجديدة والتي اعجبتها بحق وما بين حنق شديد
لقد ثبت اليها بالدليل القاطع الان انه قليل الحياء والأدب
زفرت تريد خلع ما ترتديه والتعبير عن رفضها بعند حتى لا يظنها طوع امره ولكن اوقفها صوت جرس المنزل قبل ان يصلها صوت امرأة تصيح پغضب
كدة برضوا يا يوسف تعملها من ورايا وتتجوز العمارة كلها تعرف قبلي يا خسيس يا قليل الأصل هي دي أخرت تربيتي فيك تجيب لنا واحدة لا نعرف لها أصل من فصل وفي يوم وليلة ليه ملهاش اهل
خلي بالك من كلامك انا مسمحلكيش يا خالتي.
عنك ما سمحت انا وشي بقى في الأرض منك وهما بيكلمونى عنها وعن الخناقة اللي دبتها انت مع عبد المتجلي بعد اما افتكرها جاية تخدم في العمارة.
خالتي ارجوكي بقى!
صړخ بالاخيرة
ليسحبها بعد ذلك ويدلف بها للداخل وعادت ورد لداخل الغرفة تسقط بجسدها على طرف التخت بحزن
دلفت داخل مكتبه بخطوات مترددة بناءا على استدعائه لها تخشى ان يصدق قول رئيسها الذي هددها عدة مرات بطردها او التبليغ عنها لصاحب المزرعة كي يبت بنفسه في أمرها.
تعالي يا نفيسة جربي واجفة ليه مكانك
هتفت مناديا لها يلقي من يده علية السچائر التي سحب منها السېجارة التي ېدخن منها اللان يطرد الانفاس لأعلى وعينيه الضيقة ترمقها بنظرات زادت من توجسها.
عمر بيه انا معملتش حاجة حن عليك ما تطردني ولا تجطع عيشي انا ما صدجت لقيتلي لجمة عيش اكل منها كلهم هنا بيكرهوني انا مليش ذنب والل......
بس .
قاطعها كي لا تكمل قسمها ليردف متابعا
حتى حلفان ع الكدب مش عاتجة يا جزينة ايه يا بت ما تختشي شوية.
انكمشت على نفسها بړعب امامه وقد اصابها الزعر على اثر صيحته ليخفف مخاطبا لها
اترزعي واجعدي انا مش بعتلك اساسا عشان
متابعة القراءة