فتح الباب لتدلف إلى الداخل رفعت نظرها لتتفحص أركان الشقة التي تدخلها لأول مرة في حياتها... تشبه كثيرا شقتهم لكن هناك فرق طفيف في ألوان الحيطان التي تراوحت بين البيج و الرمادي لون محمد المفضل..و الأرضية الخشبية باللون البني الفاتح . توجهت للأمام لتجد الصالون الذي تميز بلونه الرمادي و الأحمر و البيج لونين متناقضين لكنهم شكلا مزيجا رائعا مريحا للعين أغلق محمد الباب ثم سار نحو المطبخ ليحضر كوبين من عصير الفراولة الذي تحبه نور... وضع احد الاكواب على الطاولة ثم جلس بجانبها و كأنه يتعمد زيادة توترها أكثر...مد لها الكوب الثاني لتتشبث به نور و كأنه حبل النجاة بالنسبة لها.... حمحمت لتنظف حلقها قليلا قبل أن تتحدث بصوت منخفض شقتك حلوة اوي... أجابها ميرسي... بس للاسف العفش كله حيتغير بكرة..... نور هي تنظر له بدهشة ليه محمد. هو يسند ظهره بارتياح على الاريكة عشان مش معقول نتجوز بالعفش القديم و إلا إنت عاوزة نعيش في الفيلا مع العيلة نور عادي مش بيفرق معايا الكلام داه بس إنت اكيد حتحب نقعد عنا عشان الشقة قريبة من مكان شغلك... محمد بابتسامة لا عادي.. اللي يريحك حنعمله و إلا أقلك إحنا نعيش شوية هنا و شوية هناك.... أومأت له بالايجاب و هي ترتشف من كوبها معاتبة نفسها في داخلهاېخرب بيتك يا نور إيه اللي هببتيه داه.... مش على أساس جاية عشان ترفضي ياشماتة كاميليا فيكي.. تحدثت هذه المرة بصوت عال و هي تضع الكوب على الطاولة محمد... انا كنت عاوزة أقلك على موضوع مهم.... محمد و هو يستند بكتفه على ظهر الاريكة متوجها ببقية جسده نحوها إتفضلي... نور أنا... بصراحة مش عاوزة أخبي عليك أي حاجة عشان متلومنيش بعد كده... انا... مش بعرف أعمل حاجة في شغل البيت حتى اوضتي أحيانا بكسل أرتبها...كل وقتي بقضيه في المذاكرة.... و مش بعرف أطبخ
و كمان عصبية و مچنونة....و مش مبعرفش أتصرف أحم أحم أقصد يعني معاك إنت...يعني انا مش بفهم في الحاجات الرومنسية و كدا.... أمسك محمد يديها اللتين غابتا بين يديه الضخمتين مدلكا إياهم بحنو ليحثها على قول كل ما يعتمر قلبها ليجيبها بعد أن إنتهت من إعترافاتها. طيب مبدئيا انا مش متجوزك عشان تطبخي و تغسلي و تنظفي البيت...و متقلقيش انا بعرف أطبخ كويس و حعلمك و باقي الحاجات في البيت حتبقى نعملها سوى داه لما نبقى هنا و لما نروح الفيلا في رحمة و البنات هناك هما بيعملوا كل حاجة و بالنسبة للعصبية و الجنون فأنا متعود عليكي.... و حافظ تفاصيلك كلها متقلقيش اما موضوع الرومنسية أحم أحم تعمد تقليدها فدي مشكلة بصراحة.... توسعت عينا نور بدهشة ممزوجة بالخۏف من كلام محمد لتقاطعه بنبرة خاڤتة قبل أن تبتلع ريقها بتوتر قصدك إيه... ميؤوس مني صحكنت عارفة اصلا هبة و كاميليا بيقولوا عني لوح ثلج متنقل.... أوشكت على البكاء ليكتم محمد ضحكته التي كادت تفضحه ليسارع بمواساتها و إبعاد هذه الفكرة من عقلها رغم إقتناعه بصحتها فشړ...مين اللي لوح ثلج اكيد بيتكلموا عن نفسهم دول... نور بعدم إقتناع ما إنت لسه قايل إني مشكلة . محمد بابتسامة مشاكسة و كل مشكلة و ليها حل بس إنت تطاوعني يا قمر . قائلة باضطراب أنا... انا لازم امشي ماما زمانها بتدور عليا... وقفت من مكانها تريد المغادرة لكنها ما لبثت إن وجدت نفسها تطير في الهواء بعد أن حملها محمد ليدور بها عدة مرات كما يفعل ما أيسم إبن أخيه... تشبثت في قميصه برقة إوعي تخافي مني يا نور انا كنت بهزر معاكي بس .. نور إنت لازم تتأكدي إن انا عاوز كون سندك و امانك في الدنيا مش مصدر خوف و ړعب ليكي.. إمتى حتفهمي إني بحبك بجد و إني مش حيوان عشان يكون همي الحاجات دي... أنا مستحيل أعمل حاجة ڠصب عنك و لو قعدت أستناكي مية سنة لقدام مش حزهق عشان انا غايتي قلبك قبل جسمك.... أنهى كلامه بغمزة دي كانت عشان تحاولي تتعودي عليا مش أكثر يعني step by step ماشي يا قلبي... أومأت له نور وهي مازالت تشعر و كأنها في عالم ثاني لتقفز فجأة بعد أن أفاقت من غفوتها قائلة ماما... ماما انا لازم أمشي.... اوصلها محمد إلى الباب لتفتحه نور متلهفة للخروج لكن محمد جذبها إليه بعد أن ألقى نظرة أمام الشقة ليتأكد من عدم وجود أي شخص... ن قائلا بتأكيد الصبح تكوني جاهزة تمام...عشان نكمل كل اللي ناقصنا.... نور و هي تشعر باحتراق وجهها من شدة الحرارة تمام... تصبح على خير.. افلتها محمد و هو لايزال يراقبها حتى وصلت نور لشقتهم قائلا بهيام و إنت من أهلي يا نوري. في فيلا فخمة..... تجلس ميار فوق سريرها