الشيطان شاهين بقلم ياسمين
المحتويات
نتعشى سوى
أومأت لها الصغيرة لتتوجه إلى باب الغرفة لتخرج توقفت عن السير و هي تتفرس الأوراق النقدية في يدها قبل أن تلتفت إلى والدتها لتسألها ببراءةماما هو بابا فين انا بقالي كثير مش شفته
إنقلبت سحنة نعمة لكنها أخفت ضيقها أمام إبنتها بصعوبة قائلة راح عند طنط جميلة يا حبيبتي متقلقيش يومين و حييجي
الصغيرة أصله واحشني اوي و عاوزة أوريه الاعداد بتاعتي
زفرت نعمة بانزعاج قبل
أن ترسم إبتسامة صفراء على وجهها و تجيبها حبقى أكلمه يا حبيبتي و أقله إنك واحشاه و هو أكيد حييجي أصل خالتك جميلة تعبانة و هو قاعد هناك عشان يهتم بيها يلا يا فيفي روحي على أوضتك دلوقتي و سيبيني اكمل الهدمتين دول
رمت بقية الملابس الاي كانت في يدها على السرير ثم أمسكت بهاتفها قائلة بهمس أما أكلم سنبل آغا أسألها جوزنا راح فين دي حية و عندها سبع عيون و أكيد عارفة مكانه فين
بعد برهة من الزمن وصلها صوت جميلة المرحب يا أهلا يا أهلا إزيك يا نعمة واحشاني عاملة إيه و إزاي البنات
نعمة بامتعاض طب بالراحة يا اختي سيبيلي فرصة عشان أجاوبك انا كويسة الحمد لله و البنات كويسين إزيك إنت
جميلة بضحكة رنانة يوووه جاتك إيه يا ضرتي دايما دمك خفيف و زي العسل انت بس واحشاني عشان
كده بسألك بسرعة
نعمة بهمهةمممم طيب يا حبيبتي تشكري بقلك إيه هو الحاج زكريا فين بقاله اربع أيام مختفي كده مش عارفاله طريق هو عندك
جميلة بنفي لا يا حبيبتي مش عندي انا زيك بردو بقالو أربعة أيام مدخلش بيتي من يوم ما جا سأل على الشنطة طلع و مرجعش ثاني
ضيقت نعمة عينيها بقلق و هي تسألها يا لهوي أمال راح فين الراجل يكونش جراله حاجة و إحنا مش عارفين
ضحكت نعمة ضحكة طويلة قبل أن تقول يستاهل اهي تجوزت واحد من كبارات البلد و إرتاحت منه بس ذيل الكلب عمره ما حيتعدل يومين كده و تلاقيه لافف على واحدة ثانية
قاطعتها جميلة باستهزاء خليه يعمل اللي هو عاوزه إن شاءالله يجيب عشرة مش واحده بس و حياتي عندي لكون مطفشاهم
كلهم
نعمة ماشي يا حبيبتي خلينا على إتصال انا دلوقتي لازم أمشي عشان البنات مستنيني على العشاء
نعمة بعد أن أغلقت الهاتف مغلطش لما قلت عليها سنبل آغا كل الأخبار عندها و مش بتفوتها حاجة
لاحقت كامليا شاهين ببصرها و هو يفتح باب الشرفة و يشير لها بأن تتبعه فركت ذراعيها بحركة لا إرادية بسبب شعورها بالبرد الشديد يلفح بشرتها
نظر شاهين إلى فستانها الأحمر الخفيف ثم هتف بنبرة مستهزءة الست ساعات اللي إنت قعدتيهم في الجنينة برا حتقضي زيهم هنا و بالفستان الحلو داه
أكمل كلامه و هو بأطراف أكمام
ثوبها سارت كامليا من جانبه لتجلس الكرسي الموجود في أحد أركان الشرفة متجاهلة كلام شاهين ركزت بصرها على المسبح الصغير و مياهه الزرقاء الصافية التي كانت تلمع تحت أضواء الفيلا اللامعة
إنكمشت بجسدها عندما شعرت به ينحني ليتحدث بجانب أذنها و هو يشير أمامه إلى المسبح و لو عايزة تنزلي المية مفيش مانع و ممكن كمان أجيبلك يلا
STORY CONTINUES BELOW
ختم كلامه بضحكة طويلة ساخرة خالية من المرح و هو يسير مبتعدا إلى داخل الغرفة ليغلق باب الشرفة بقوة مصدرا صوتا عاليا جعل كاميليا ترتعش في مكانها من الفزع
جالت ببصرها في أنحاء الغرفة تبحث عن أي غطاء او شيئ يصلح لتتدثر به من البرد الذي يكاد يجمد عظامها لم تجد سوى غطاء طاولة خفيفا ابيض اللون وضعته على كتفيها ثم عادت مرة أخرى لتجلس مكانها تمددت على الكرسي الجلدي لتشعر ببرودته تسري على كامل أطرافها لټشتم في سرها و هي تتمتمكان لازم يعني ألبس الفستان الزفت داه ېخرب بيتك يا شاهين بيه سايبني في البلكونة في عز الشتاء انا
ثانية كمان و حتجمد
شدت أطراف الغطاء على كتفيها
ثم ضمت ساقيها إلى صدرها ووضعت ذقنها فوق ركبتيها لتنظر أمامها بشرود منتظرة إنتهاء ساعات عقابها التي حددها لها
دقيقة دقيقتان عشر دقائق مرت و كاميليا مازالت متجمدة
في مكانها سمعت باب الشرفة يفتح لتلتفت نصف إلتفاتة قبل ان تعود تنظر أمامها كما كانت بعد أن لمحت إبتسامة زوجها الشامتة و هو يحمل في يده كوبا ساخنا لم تعرف ماهو
وضع شاهين يده في جيب معطفه الثقيل و هو
متابعة القراءة