كاليندا بقلم ولاء رفعت
المحتويات
زمان وبسببه خليتي أخويا ما يجيش يعيش معانا ويبني له شقة في البيت وأشتري مننا حقنا في بيت أبويا عشان يعيش فيه هو و بنته ومراته ويكفيها من شړ أذيتك ليها ولا ناسية سنتين العڈاب اللي عاشتهم وأخويا يجري بيها علي الدكاترة و مايعرفوش إيه اللي عندها غير لما جاب لها شيخ موثوق فيه و عرف إن معمولها سحر أسود وقدر يعرف مين الدجال اللي ورا المصېبة دي و لولا أنه راح بلغ عنه الحكومة وأعترف بمصايبه مكنش حد عرف إنك اللي ورا اللي حصل ليها كل ده بسبب الغيرة والحقد اللي بتتظاهري إنهم راحوا من قلبك لكن أنا متأكد إنك لسه مليانة بالسواد والأمارة عايزة البت لإبنك اللي عارفه عمره ما هيعترض ولو هيقولك كلمة حتي لو شافك بتدبحي مراته قدام عينيه فأتقي الله أنتي عندك بنت والدنيا سلف ودين يوم ليك ويوم عليك.
_يا ليلة طين أنت شايفني بالوحاشه دي كلها!
صاح يبوخها
_أنا مش شايف حاجة قدامي وعايز أنام أطفي النور وأتخمدي.
وألتف للجهة الأخري مدثرا جسده بالغطاء تاركا أياها كالنيران المندلعة ولم تجد شيئا تحرقه فاحټرقت هي قالت في داخل عقلها
_ و ربي و ما أعبد ما هاكون شوقية بنت الجزار غير لما أجوز البت شمس للولاه حمدي إبني ويا أنا يا أنت يا حاج.
يصدح صوت تلاوة آيات سورة الكهف من المآذن بأعذب الأصوات فهذا يوم الجمعة يذهب الرجال إلي المساجد والإستماع إلي الإمام وهو يلقي عليهم الخطبة من حكم ومواعظ وتفسيرات لأمور دينهم الدينية والدنيوية و بعد الإنتهاء يرفع آذان الإقامة فينهض الجميع ويصطفون في صفوف متساوية إستعدادا لأداء الصلاة.
_ ما تقومي ياختي منك ليها ولا مستنين الخدامة تحضرلكم الفطار وأنتم نايمين
لي زي الهوانم.
نهضت رحاب بتأفف قائلة
_ أستغفر الله العظيم أهو إبتدينا علي الصبح.
نظرت تبحث عن شمس وجدتها تؤدي فرضها في إحدي الأركان و قد أنتهت للتو نهضت وهي تقول بهدوء يشوبه السخرية
_ قومي يا رحاب أتوضي وصلي الضهر وحصليني قبل ما مرات عمي تدخل ترمينا من الشباك.
هزت الأخري رأسها وهي تضحك علي كلماتها فأجابت
_ أنتي بتقولي فيها أمي وأنا عارفها لما بتهب منها ممكن تعملها.
_ صباح الخير يا مرات عمي.
رفعت الأخري زاوية فمها بتهكم وأجابت
_ قصدك مساء الخير يا عينيا فين المزغودة التانية أدخلي أندهيلها و روحوا حضروا الفطار زمان أعمامك خلصوا صلاة و طالعين علي هنا.
أومأت إليها دون أي رد وذهبت إلي المطبخ خرجت رحاب من الغرفة متجهة نحو المطبخ أيضا فوجدتها تعد الطعام فأخذت تتمتم بصوت لا يسمعه سواهما
_ كل يوم جمعة الموال اللي ما بيخلصش ده ومرتات أعمامي قاعدين هوانم في شققهم مابينزلوش غير لما أعمامي يطلعوا ويجوا ياكلوا علي الجاهز.
_ وفيها إيه يا رحاب دول مهما كان ضيوف عندكم مش إلزام ولا فرض عليهم ينزلوا يعملوا الأكل وبتكسبي ثواب في إكرامهم.
أجابت الأخري بسخرية
_ أسكتي يا شمس أنتي ما تعرفيش حاجة لولا بابا هو اللي مجمعهم وحاكم عليهم يوم الجمعه ده مقدس الكل بيتجمع عندنا كان زمان كل واحد بقي في حاله وأنا أرتحت.
_ برضو ما فهمتش قصدك يعني دي حاجة حلوة ولا وحشه بس أنا شايفة لمة العيلة دي أجمل حاجة بتعمل ترابط وبتألف القلوب وتقربهم من بعض وبيفضل الود والحب مابين الأخوات وعيالهم.
أجابت الأخري و تقطع حبات الفلفل
_ ده كان زمان يا شمس أيام ما كنا في البيت القديم في البلد ولما كان جدو وتيتا الله يرحمهم عايشين دلوقت كل واحد فيهم يلا نفسي ما أنكرش إن ماما أسلوبها يطفش مرتات أعمامي منها حبتين أو نقول أربع حبات بس قلبها أبيض.
رمقتها الأخري بإستنكار وفي داخلها قالت
_ أنتي هتقوليلي ده أنا من ساعة ما جيت وهي عماله ترمي لي كلام زي الدبش.
أجفلهم صوت شوقية من الخلف
_ خلصتم ولا عاملين ترغوا
أجابت شمس
_ أنا عملت البيض والفول والجبنة فاضل الطعمية هقليها قبل الأكل علي طول عشان ماتبردش.
وقالت ابنتها
_ وأنا بعمل السلطة أهو وهاحشي البتنجان بالتتبيلة.
أجابت عليهما وهي تلتقط مفرش حراري كان معلقا علي مشجب معدني في الحائط
_ وأنا هاروح أفرش السفرة عقبال ماتخلصوا وتطلعوا الأطباق شكلهم طالعين علي السلم.
جلس الجميع حول المائدة ويترأسها الحاج محمود فكان وجهه مكفهر ولم ينطق بحرف منذ أن عاد من المسجد بينما أشقائه الآخرين يتبادلون الأحاديث مابين الأخبار والفكاهة و زوجاتهم تتحدثن مع شمس التي تشعر بانقباضة في قلبها لاتعلم ماهية مصدرها لاسيما كلما تلاقت عينيها بعينين عمها محمود لن تجد سوي نظرات الڠضب والتجهم.
نهضت باكرا بعد أن انتهت من طعامها
_ الحمدلله.
قالت لها رشا زوجة عمها حجازي
_ كملي أكلك يا شمس ده أنتي مكملتيش
متابعة القراءة