رواية كاملة
المحتويات
عليكي مش عايزك ټعيطي أبدا يا حبيبتي ربنا يهنيكي ويسعدك ..
إنحنت أمل بجسدها وقبلت كف والدها ثم قالت من بين دموعها ربنا يخليك لينا ويباركلنا في عمرك يا بابا وميحرمناش منك أبدا
نظر الحاج محمود إلي عمر وقال أوعدني يابني تحافظ عليها ومتهنهاش عمرك عشان أبقي مېت مطمن عليها
أسرع عمر واجاب عليه قائلا متقولش كده يا حاج أمل في عنيا ربنا يبارك في عمر حضرتك
ثم جلس ونظر إلي إبنته أميره الواقفه مع المعازيم وحدث نفسه قائلا عقبالك يابنتي أنتي كمان ربنا يسعدك زي اختك ....
مر إسبوع علي عقد قران عمر وأمل كانت الحالة مستقره للجميع ما عدا الحاج محمود الذي كان يتدهور يوما عن يوم ...
وفي ذات يوم في المساء
في منزل الحاج محمود
نهض عن فراشه بخطوات متثاقله ولكنها سريعه نوعا ما متجها إلي المرحاض ليتقيئ وينازع مع الآلآم التي سكنت جسده الواهن أصبح في حالة من الهزيان والمړض حاصره بل وتمكن منه ظل يتأوه بصوت
________________________________________
عال في المرحاض حتي إنتفضت نجيه في الفراش ومن ثم أسرعت متجهه إلي الخارج وهي تقول بلهفه يالهوي يا ساتر يارب مالك يا حاج
أخذ الحاج محمود يلتقط أنفاسه بصعوبة بالغة وهو يشير لها بيده ويقول بصوت متقطع ه ه ھموت يا نجية
أمسكت نجيه به وهي تقول من بين دموعها التي إنسابت بغزاره حزنا علي زوجها بعد الشړ عليك يا حاج محمود متقولش كده تعالي معايا يا حاج تعالي ...
أنتفض ثلاثتهم ونهضوا متجهين الي غرفة والديهم أسرعت أميره وهي تقول في ايه يا ماما بابا ماله
نجية من بين دموعها مش عارفة يابنتي مش عارفة
وبينما صدمت أمل وهي تري والدها يطلق أصوات غريبة عليهم ف لأول مرة يروه علي هذه الحالة ...
صړخت أميرة عاليا وقد علمت أن آباها سوف يفارق الحياة لا محالة وقالت پذعرا ب بابا بيحتضر يا ماما بابا بېموت يا أمل
لتصرخ أمل هي الأخري باكية لا لا بابا لا بابا
وكذلك سالم الذي كان مذهولا ودموعه علي وجهه تتساقط بشده وهو ينادي علي والده الممدد علي الفراش لا حول له ولا قوه !
جلست نجية بجانب زوجها وهي تبكي ولكن محاولة التماسك وقالت حاج لا متسبناش ده احنا ملناش غيرك يا حاج
صمتت لبرهه وهي تراه يحاول نطق الشهادة ولكنه عاجز فمسدت علي فروة رأسه وهي تردد له الشهادة عله يردد خلفها وظلت هكذا لعدة دقائق حتي نطقها بصعوبة بالغة ثم بعد ذلك تجمد جسده فجأه ووأخرج آخر نفس فيه ولم يستنشق نفس بعده فلقد خرجت الروح وصعدت إلي بارئها ليصبح چثة هامدة منغلقه العينين لم تصدق نجيه أن زوجها قد فارق .. فارق الحياة ولن يعود مرة ثانية لتطلق صړخة مداويه يكاد أن تهتز لها جدران المنزل بينما حضنت أمل إخواتها في آن واحد ليشهقوا ثلاثتهم باكين بمرارة فها هو الأب قد رحل ... رحل من كان سندا وأمان وحماية رحل الرجل الذي كان يفني حياته لأجلهم ويشقي ويسعي من أجل إسعادهم الآن رحل !
عاد مصطفي إلي المنزل بعد أن سار بسيارته ساعتان متواصلان ليخرج فيهما شحنة غضبه دلف إلي الداخل وأغلق الباب خلفه وإتجه إلي غرفة النوم فلم يجد زوجته فأتجه إلي غرفة إبنته فوجدها جالسة علي الأريكه الصغيرة وقد غفيت وهي جالسة أمام إبنتها الغارقه في نومها تنهد مصطفي بعمق ثم إتجه إليها ليفيقها بهدوء وهو يقول اإيمان .. إيمان !
لم تجيب إيمان عليه وتصنعت النوم وما كان من مصطفي إلا أنه حملها برفق بين ذراعيه بعد أن إعتقد أنها نائمة وإتجه بها إلي غرفتهما وكاد أن يضعها علي الفراش ولكنه تفاجئ بها تتعلق في عنقه وتقول بدلال خليك شايلني شوية يا مصطفي عشان خاطري
رفع مصطفي أحد حاجبيه وقال بجديه يعني كنتي عامله نفسك نايمه !!
إبتسمت له وطبعت قبلة علي وجنته وهي تقول أعمل إيه ما أنت أكيد لسه زعلان فقولت أتدلع عليك عشان تصالحني
أنزلها مصطفي لتقف علي قدميها وينظر إلي عينيها ايمان ملكيش كلام معايا من فضلك ياريت تخليكي في حالك ودلوقتي أنا عايزك تختاري بينا ! يا أنا يا شغلك يا ايمان !!
أغلقت ايمان عينيها في ضيق ثم أعادت فتحها وهي تقول يا مصطفي ليه عايز تمحي وجودي و....
قاطعها مصطفي پحده وهو يقول كلمة واحدة يا ايمان ومعنديش غيرها
كادت أن تتحدث ولكن قاطعها رنين هاتفها لتقول باستغراب وهي تلتقطه من علي الكومود خير يارب يا تري مين الي بيتصل !
تسرب القلق إلي قلبها حين وجدت إسم أمل علي الشاشة فأجابت سريعا قائلة بقلق أمل في ايه أنتوا ك ......
لم تكمل جملتها حتي آتاها صوت شقيقتها الباكي وهي تقول ايمان بابا ماټ يا ايمان إلحقينا بابا ماټ
تصلبت إيمان في وقفتها وقد إتسعت مقلتيها وهي تنظر إلي
________________________________________
زوجها بأعين دامعة ضائعة لينتابه مصطفي القلق وقال متساءلا بقلق في ايه يا ايمان مالك !
خرج صوتها كمن تحت صخرة كبيرة لتقول بصوت باكي مټألم ب ب بابا ماټ ب بابا أمل أنتي بتقولي ايه .... لتصرخ باكيه بهستيريه بعد ذلك فأخذ مصطفي الهاتف وقال بحزن لا اله الا الله حصل امتي يا أمل
أمل پبكاء مرير دلوقتي احنا مستنينكم ... ثم أغلقت الخط ونظر مصطفي إلي زوجته ليأخذها في أحضانه بحزن شديد فقد كان الحاج محمود عزيزا عليه ويعتبره مثل
متابعة القراءة