انا لها شمس الفصل الاخير الجزء الاول روز امين
المحتويات
تنظر إليه بحزن لتهرول على باب الحمام تغلقه وتختبئ خلفهإستندت بظهرها على الباب وأطلقت العنان لدموعها فشهقت شهقة خرجت عنوة عنها لتصل لذاك الواقف بمكانه بين نارينڼار العشق والاشتياق وقلبه الملتاعوڼار كلماتها الچارحة التي وصمته بها منذ ذاك اليوم المشؤومأغمض عينيه پألم وبات يمسح على وجهه بكف يده عله يطفئ من لهيب قلبه المشتعليشعر وكأن قدماه متسمرة بأرضها ليزفر بقوة ويقرر التوجه إليها بعدما ساقه قلبه العاشق ليدق الباب وهو ينطق بهدوء
انتفض جسدها حين استمعت لصوته يناديها بكل ذاك الحنان لينفطر قلبها من شدة البكاء لينتج شهيقا عاليا بفضل بكائها الحارشعرت بمقبض الباب يدار فابتعدت ووالته ظهرها ليلج إليها متحدثا
بطلي عياط وتعالي إرتاحي برة علشان ماتتعبيش
شهقة عالية خرجت منها وبدأ جسدها يهتز تأثرا بحالة البكاء الهيستيرية التي أصابتها لينتفض قلبه حزنا عليها وما شعر بحاله وهو يهرول إليها ليقف أمامها ممسكا كتفيها بعناية لينطق بعينين لائمتين
ما كان منها سوى البكاء بشدة لينطق وهو يضمها بين أحضانه وما أن فمنذ سبعة أيام لم يقترب أحدهما من الأخر وهذا ما جن جنون كلا منهما فتلك هي المرة الأولى التي يبتعدا عن بعضيهما منذ أن إلتحمت روحيهمالم تشعر سوى وهي ترفع ذراعيها لتحاوط بهما عنقه وكأنها كانت تنتظر الإشارةابتلع لعابه حين اقتربت منه ود لو باستطاعته حملها بين ساعديه والتوجه نحو الخارج ويضمها حتى يشبع روحه العطشة من رائحتها الذكية والنظر داخل مقلتيها الساحرة والغوص
ببحريهما العميقلكنه الكبرياء لعڼة الله عليه من منعهشعرت بتخشبه لتتنهد پألمتعلم أنه غاضب بل وثائر لكرامته التي دهست تحت قدميها على حد وصفهلكنهاتريد ضمة أحضانه الحانية التي حرمت منها طيلة الأيام المنصرمةلقد أصبحت أنفاسه ترياقها وأحضانه حصنها المنيعطالعته بعينيها الباكية وهي تقول بدلال أنثوي خفيف أرادت به كسر الحواجز التي بنيت على يد العناد والكبرياء
طالع عينيها بعتاب قائلا
أنا كمان زعلان منك قوي
قالت بنبرة أكثر دلالا عله يلين
إنت مش بتحبني
تنهد بشوق لو خرج لفاض وتكفل بقلوب العاشقين جميعا ثم قال بمراوغة
أنا فعلا مش بحبك
ليسترسل بنبرة تصرخ بأنين الهوى
أنا بعشق كل ما فيكنظرة عيونك إبتسامتك لما تكوني راضيةلمسة إيدك وهي بتطبطب عليا
أنا أسفة
نظر لأنفها الأحمر بفضل بكائها وابتسم ليقول بنبرة حنون
وأنا كمان أسف
سحبها وخرجا ليجلس فوق الفراش وتتخذ هي من ساقيه سألته بعدما استمعت لدقات قلبه العالية وهي تنبض كطبول الحړب
هو أنت لسه زعلان مني
ابتلع لعابه من مظهرها المهلك لقلبهفقد امتزج إحمرار وجهها السعيد بعودتها داخل أحضانه وإحمراره السابق بفضل بكائها ليشكلا مظهرا جعل قلبه ينتفض اشتياقا لكنه كان يمنع بل ويحارب ذاك الشعور كي لا يؤكد لها إتهامها المهين لشخصه فأراد أن يثبت لها عكس ما تشعر به لتسأله بعنلية
أجابها بمراوغة يريدها أن تكشف عما بمكنونها أكثر
باعد إزاي وأنا واخدك في حضڼي
شعرت بالخجل يعتري روحها لتميل برأسها تنظر للأسفل ثم تحدثت بنبرة حزينة
إنت زعلان من الكلام اللي أنا قولته لك صح!
لم ينطق لترفع أهدابها تتطلع عليه لتنطق
مش أنا قولت لك إني أسفةالمفروض الكلمة دي تمحي أي زعل بينا
تفتكري كلمة أسفة ممكن تزيل شعور الإهانة اللي حسيت بيه منك...نطقها لائما ليتابع بنبرة مټألمة
هو ده اللي بينا من وجهة نظرك يا إيثار!
تعمقت بمقلتيه وبأناملها الرقيقة باتت تتحرك فوق ذقنه بطريقة إحترافية جعلت من قلبه مستسلما لتنطق بنبرة أقرب إلى الهمس
اللي بينا كتير قوي يا فؤاداللي بينا مفيش حاجة في الدنيا ولا أي كلام يقدر يوصفه
انتهت من كلماتها ليخر راكعا راضخا لأمر الهوى.
تتمدد على جنبها فوق الفراش المخصص لهاتسند رأسها بكفها الموضوع فوق وسادتهاشاردة بحالة أنجالها وما حدث لهما وتبكي بانهزامفقد هاتفها حسين وقص لها ما حدث وبأن الشرطة قامت بالحجز على منزل وسيارة عمرو وهروبه للخارجأبلغها أيضا أنه يعمل بإحدى الشركات وبالكاد استطاع تأجير غرفة يستطيع العيش بداخلها لحين إشعار أخرما زاد من شعورها بالمرارة هو انتشار تلك الاخبار بالبلدة بأكملها وشماتة الناس بهم وحتى أشقائها وعائلتها رجحوا حدوث ذلك لقتل نصر لهارون والغدر بهلم تتوقع ما حدث لعائلتها الصغيرة حتى بأسوء كوابيسهابرغم ما اقترفه نصر بحقها إلا أنها مازالت تكن له عشقا عميقا داخل قلبهافتلك ال إجلال تنطبق عليها مقولةومن الحب ما قتلف لاجل الٹأر لكرامتها ډمرت أسرتها بالكاملذاك هو العشق لدى إجلال ناصفولجت زوجة شقيقها المدعوة ب شريفة لتنطق بضيق وهي ترى انتحابها المتواصل ليلا ونهارا منذ أن جاء بها زوجها وأسكنها بمنزلهم
هو احنا يا اختي مش هنخلص من الندب ده ده حتى فال شوم على البيت واصحابه
نطقت بحدة وهي تخفي أثر دموعها بكفيها
سبيني في حالي يا ولية واطلعي برة
شهقت الأخرى لتنطق باستهجان
ولولو عليك ساعة وسكتوا يا بعيدةهي مين دي اللي ولية
اتسعت عيني إجلال واحتدت ملامحها لتمتلؤ بالقسۏة وهي تعتدل سريعا لتهتف بقوة
إنت بتكلميني أنا كده يا بت!
تعمقت الاخرى وهي تتشفى بمظهرها المذبهلفقد أتت لها الفرصة ويجب
أن تغتنمها جيدافكم من المرات التي أهينت بها وتم تصغيرها على يد تلك المتجبرةوالان هو وقت الحصاد والإنتقامهتفت بنبرة حادة وهي تقوم بإھانتها
أكلمك وأكلم اللي يتشدد لك كمانفوقي وإوعي لنفسك يا إجلاللتكوني فاكرة نفسك لسه قوية زي الأول
استشاط داخلها من تعدي تلك الحقېرة عليها بتلك الطريقة المهينة
إنت اللي لازم تفوقي لنفسك وتعرفي مقامك في البيت ده يا شريفةأنا إجلال بنت الحاج ناصف ستهم اللي مهما حصل هفضل ستهم
واسترسلت بابتسامة خبيثة
اتمتعي باليومين اللي أنا قاعدة فيهم في اوضتي حزينةعلشان لما أفوق وأطلع لك من الاوضة ديمش هتبقي ست البيت زي ما أنت متعودة هتبقي الخدامة بتاعتي فاهمة يا بت
اقتربت عليها لتهتف بفحيح كالأفعى
ده في أحلامك يا إجلالإنت خلاص بقيتي منبوذة من العيلة كلها زيك زي الكلب الجربان اللي الكل بيبعد عنه ويزقه برجليه ل يعديهزمنك فات وانتهى خلاص يا بنت الحاج ناصف
لتسترسل بعينين حادة كنظرات الصقر وهي تشير بسبابتها نحو باب الغرفة
ولما يتفك حزنك على الخاېن اللي استغفلك وراح اتجوز عليك بت صغيرة وتطلعي من باب الأوضه ديهتشوفي المعاملة الجديدة اللي تستاهلها واحدة زيك
كانت إمرأة متجبرة متعالية لم تستثمر بحياتها وتجمع رصيدا في قلب أحدهم حتى يشفع لها بعد إنهيارهابل كانت تعادي الجميع وتجبرتهبت من جلوسها لتمسك ذراعها وتحاول ليه لتصرخ المرأة بقوة ومن سوء حظ إجلال ولج شقيقها ونجله للتو من باب المنزل ليستمعا لصرخات المرأة فيهرولا ويجدا إجلال وهي تعنفهاهرول الشاب ليقوم بتخليص والدته بالقوة وهو ينهرها
سيبي أمي يا عمةإنت مسكاها كده ليه
ليهتف محمد بحدة وصرامة
إنت إتجننتي يا إجلالإيه اللي بتعمليه ده
نطقت وهي تحاول الھجوم عليها بشراسة والمرأة تختبئ خلف زوجها لتحتمي به
إنت أصلك مسمعتهاش بتقولي إيه يا حاج محمدمراتك طلعت قليلة أصل
صړخت المرأة لتنطق بتزييف لما حدث
ولا قولت لها حاجة يا اخوياليه وليه داخلة بقول لها بطلي ندب وعويل في البيت أنا خاېفة على راجلي وعيالي هجمت عليا وقالت لي هشغلك عندي خدامة
ثار الشاب بعدما استمع لإهانة والدته ليهتف برعونة الشباب
كلام إيه اللي بتقوليه ده يا اماإنت ست البيت ده ومحدش يجرأ يوجه لك أي إهانة حتى لو كان مين
اتسعت عينين إجلال لتهتف بسخط
أما إنك عيل قليل الرباية صحيح بقي بتصدق العقربة أمك وتنصفها على ستهم
إجلال... كلمة أطلقها محمد بصوت زلزل أركان المنزل بأكمله ليسترسل بنظرات حادة كطلقات الړصاص
إحترمي نفسك وإتكلمي بأدب مع ست البيت
جحظت عينيها لتنطق بذهول
إنت كمان هتنصفها عليا يا محمد!
نطق بقوة وهو يحاوط كتف زوجته بذراعه
إسمعيني كويس يا بنت أبويااللي أوله شرط أخره نورشريفة هي ست البيت وكلمتها تمشي على حريم الدار كله وطالما هتعيشي في بيتها يبقي تحترميها وتسمعي كلامها كمان أنا راجل مبحبش النكد والمشاكل في بيتي وأكتر حاجة أكرهها هو الصوت العالي
واسترسل وهو يرمقها بازدراء
ومن النهاردة مش عاوز اسمع شكوى من شريفة بخصوص النويح والندب على الندل اللي راح
قال كلماته بصرامة ليخرج من الغرفة تابعه نجله لتطالعها شريفة بنظرات متشفية ثم ابتسمت بتهكم لتلحق بزوجها تاركة تلك التي اشتعلت نارها لتشعر بالقهر والعجز
تشعر وكأن روحها عادت إليها استفاقت على صوت حبيبها الذي نطق
إوعي تبعدي عني تاني
تحدثت بدلال وهي تلقي باللوم عليه
وهو أنا كنت بعدت أولاني يا باشا
ضحك بصوت خاڤت ليقول من جديد
مش فارقة مين السبب يا عمريالمهم إن اللي حصل ده ما يتكررش تاني
بطريقة مازحة أجابته
علم وينفذ جنابك
ابتسم وتنفس بهدوء ليسألها بنبرة حنون وهو يتلاعب بخصلات شعرها بين أصابع يده
إيه رأيك
أخلي سعاد تطلع لنا العشى هنا وناكل لوحدناهأكلك بأديا
نظرت تتطلع عليه بسعادة ليسترسل كي يزيل بعض الأسباب التي تؤرقها
ويا ستي فيك تختاري الأكل على مزاجك ومهما كان الصنف اللي هتختاريه هخليها تعملهولك بدون نقاش
ابتسمت لتجيبه بهدوء
هو أنت فاكرني زعلانة علشان الأكل اللي أنا ممنوعة منه يا فؤاد!
ضيق عينيه يتطلع عليها بحيرة لتكمل بنبرة جادة
طول عمري وأنا أكتر حاجة بتنرفزني وتخليني أفقد اعصابي هو الإجبار وفرض القرارات علياوده اللي حصل لما عملت لي لستة بالأكل اللي لازم أكله ولستة بالممنوعات
تنهد بهدوء ليرفع ذقنها يحثها على النظر إلى عيناه قبل أن ينطق مستفسرا
وهو أنا عملت كده علشان أضايقك يا حبيبي!
ليتابع بتذكيرها
مش لما تعبتي من الأملاح والصديد واتحجزتي يومين في المستشفي والدكاترة علقوا لك محاليلكان لازم أتدخل وأعمل لستة بالاكل علشان صحتك أولا والاولاد ثانيا وإلا كنا هندخل في مشاكل صحية لا حصر لها
ابتسمت بخفوت لتتحدث بنبرة أظهرت تشتتها هذه الفترة
أنا أسفةأنا عارفة إن أنا تعبتك معايا من يوم ما عرفتنيبس كل الظروف بتضغط عليا وبتخنقنيمش بلحق أخد نفسي من كتر الصدمات يا فؤاد
لتنطق بنبرة منكسرة
خاېفة في يوم تزهق مني ومشاكلي تكون سبب في إنك تبعد عني
بلهفة أجابها
أنا عمري ما أقدر أبعد عنك يا حبيبيهو ينفع حد يبعد عن النفس اللي بيحييه!
رفعتها كلماته لعڼان السماء لتشعر وكأن روحها تتراقص على أنغام كلماته ما جعلها ټدفن حالها بين أحضانه تتمسح به كقطة تعشق مربيها
تحمحم لينطق بحذر خشية ردة فعلها
حبيبيعاوز أفاتحك في موضوع بس مش عاوزك تزعلي ولا تاخدي الموضوع بحساسية
ابتعدت قليلا لتتطلع بتمعن وهي تقول
أنا عمري ما أزعل منك يا فؤادقول اللي إنت عاوزة وتأكد إني هفهمه مهما كان
تحمحم وتحدث بهدوء
أنا عارف إنك عانيتي كتير قوي في حياتك واتعرضتي لصدمات محدش يتحملها
قاطعته قبل أن يكمل
قول اللي إنت عاوزه بدون مقدمات يا حبيبيوأنا وعدتك إني هتفهم الوضع
أخذ نفسا عميقا قبل أن ينطق بحذر
أنا
متابعة القراءة