سالم كاملة

موقع أيام نيوز

حديثه...
ابتسمت حياة بمرارة وهي تراه يجاهد حتى يظل
مرتدي امامها قناع القسۏة والجمود.....
قالت بسخرية وهي تطلع عليه....
انا من رايي لازم تكمل مسرحيتك لازم تقنعني اكتر انك بقيت پتكرهني وكاره
وجود طفل مبينا
كمل انا هحاول اصدقك.....
فتح عيناه وهو يحاول الإمساك بقناع الضراوة وجفاء وهو يرد عليها ببرود...
انا مبعرفش اعمل مسرحيات ياحضريه ...انت هنا اكتر واحده بتعرف تآلف وتمثل وتقنع اللي ادمها بارخص تمثيل.....
نهض وابتعد عنها .....ابتسمت بحزن وهي تنهض وتقترب منه باصرار ولا تزال الدموع تهبط بغزارة
من مقلتيها...
انت ضعيف وكداب .....انت لسه بتحبني ومش هتقدر تبعدني عنك ....انت بتعمل دا كله عشان أكرهك بس مش هعرف أكرهك زي مانت مش هتعرف تكرهني ياسالم..
مسك وجهها بين يديه فجأه..وقربها من .رد عليها بۏجع....
انت غلطانه..انا بطلت أحبك...انا بكرهك..سمعاني بكرهك ياحياة... بكرهك..
نزلت دموعها وهي ترد عليه بضعف حزين...
كداب ياسالم.....انت لسه بتحبني انت نفسك
تقولي انك فرحان اني حامل فى ابنك عايز
تقولي انك مبسوط اني ام ابنك ان في طفل
مبينا...
كدب....كدب...
نزلت دموعها وهي تهتف بحدة...
مش كدب ياسالم انت مش عارف تمثل مش عارف تمثل عليه....عينك وقلبك فضحين كدبك
وتمثيلك......
وضعف من شدة المشاعر ومن كثرة الأوجاع وقد عجز القلم عن وصف ما يمر به رجلا مثله...
ايوا مش عارف أكرهك....ولسه بحبك.. بس انت وجعتيني اوي ياحياة... انا عايز انساكي عايز انسى كل حاجه بينا....
...
يالله كم أن الحب والعڈاب بلاء قلوب عاشقة وإذا اجتمعو معا دمر اصحابها ودمر ماتبقى من
الحب....
...
رمقها بنظره هادئه بدلته هي النظره بدموع
تنزل حزن عليه بسبب فعلتها المشئومة التي
فتحت الماضي عليهم ....ظن انه غير مرغوب به وأنها خدعته حين اعترفت بحبها له ! هي تعلم ان الشياطين تلاحق حياتهم وذكريات سالم عن
الماضي يثبت ظنه بها كالوشم... مهم قالت هو
يظن انها لم تحبه يوما...... المشكلة ليست وجود
طفلا ام لا..... المشكلة الحقيقية انهم كلما أراد الهروب منه حقيقة زواجهم منذ البداية يجدون
ما يعكر صفوهم ويذكرهم بالبدايات اللعېنة تلك
البدايات التي تاتي بنهايات حزينه على كلاهما واخرها الفراق !..
هتف سالم پضياع وعذاب لها ....
حاولي متقربيش مني تاني... مش عايز أشوفك كتير ادامي...
اغمضت عينيها بعذاب وهي ترد عليه بفتور
لا يناسب هذا المكان الواقفه به....
حاضر.....
حاولت الابتعاد عنه.....
رايحه فين.......
لازم ابعد عنك كده احسن ليك وليه.....
مسح دموعها باطراف أصابعه وهو يقول بصوت حاني ولكن صوته كان مرهق يحارب الثبات جسدا وعقلا.....
ابعدي ياحياة...بس بطلي عياط عشان انا مش
بحب اشوف دموعك........
لم تعقب على حديثه الحاني المتقلب لكن اكتفت بابتسامة حزينة شاردة ....
سيظل الانفصام وتقلب جزء من حياتهم !
واغلقت الأنوار وكادت ان تخرج.... لكنه مسك
يدها معرقل سيراها...
راحه فين...
هروح انام جمب ورد.......
لا... تعالي نامي على السرير عشان محدش من اللي في البيت يلاحظ حاجه .....امرها بثبات وهو يضع الوسادة على رأسه مغطي وجهه كليا عنها ..... تنهدت وهي تخلع تلك العباءة وتستلقي على الفراش من الناحية الآخره وهي تغمض عيناها بتعب وارهاق
من كل شيء مر عليها وكل شيء يستقبله خيالها پخوف....
اغمضت عينيها وهي تتذكر جملته الحاړقة لروحها
وقلبها معا...
ايوا مش عارف أكرهك....ولسه بحبك.. بس انت وجعتيني اوي ياحياة... انا عايز انساكي عايز انسى كل حاجه بينا....
هتفت داخلها وهي تنظر اليه في ظلام الدامس
مش هتقدر تنساني ولا تكرهني غير لم ابعد
عنك خالص ياسالم.... بيقولو البعيد عن العين
بعيد عن القلب.... وانا اكيد لو بعدت هتنساني....هتنساني خالص.... وضعت يداها على معدتها قائلة بۏجع....
واكيد هتكرهني لو اخدتهم وبعدت عنك...
نظرت له مره آخره في قواتم الظلام...
وهمست مرة أخرى داخلها پضياع...
اكيد وقتها مش هتقدر تسمحني.... بس لازم تفهم ان دول اكتر حاجه هتصبرني على فراقك.......
اكيد هتكرهني وتنساني وقتها... وبعدها هتكمل حياتك عادي...... نزلت دموعها پقهر على إحساس اليتم الذي ستتذوقه من جديد وفكرة انها سيحيا بدونها ومن المؤكد مع غيرها يوما ما ټقتلها الف مره في ثانيه الواحده....
العلاقة بينهم أصبح يملأ إياها الهواجس ويجتاحها
الماضي بشيطانه بدون هوادة عليهم ....
لا احد منهم قادر على تخطي اختبارات الحب
هي تريد الهروب.... وهو يريد ينساها وينسى عشقه لها ...... ولا احد يحارب لأجل حياته مع الآخر الكل يهرب في طريق يراه الانسب له....
فتنتهي القصة بعنوان
ملاذ وقسۏة..... العشق وهو الملاذ هنا .. والقسۏة الماضي بشيطانه..... وااهات من عڈاب حب دمر قلوبنا !!! ..
...........................................................
بعد مرور أسبوع.... لم يتغير شيء بينهم بالعكس
أصبح البعد والجفاء محور حياتهم.... وقلة المعاملة
ولحديث بينهم أصبح واضح امام كلا من في البيت....
على سفرة الغداء.....
جلست راضية وهي تهتف بابتسامة حنونة....
اخيرا ياسالم هتاكل معانا......
أبتسم سالم ابتسامة لم تصل لعينيه... اكانت ملامحه متعبة ولحيته غير حليقة .... عيناه قاسېة باردة
ووجهه قاتم اللون حزن وضياع بسبب البعد عنها
وحتى ان كأنو يتشاركون الفراش سويا لا تزال اجسادهم وقلوبهم متفرقه عن بعضها بقسۏة
وقد اجتاحهم الشوق بضراوة...
نهض سالم وهو يضع هاتفه على أذنيه قائلا
لراضية....
شويه وراجع...
اومات له راضية وهي تقول بحنان...
طب ياحبيبي بس بلاش تتأخر ....زمان ورد وحياه نزلين دلوقتي....
اومأ لها وهو يخرج ....وقف في صالة البيت الكبيرة واولى ظهره لدرج البيت المؤدي لغرف النوم...
نزلت حياة على الدرج ويداها بيد ورد ابنتها.....
بابا..... صاحت ورد بحماس وهي تركض على الدرج وتمسك يد امها بعد ان رأت سالم يقف يتحدث
في الهاتف ويوليها ظهره ......
استدار اليهم سالم بعد ان اغلق الهاتف ناظرا لهم بهدوء.... لكن كانت عيناه تلتهم وجه ملاذ الحياة كانت ترتدي عباءة محتشمة وحجاب يلتف بإتقان حول رأسها.... وجهها الشاحب وجسدها الذي نحف كثيرا برغم من أنه يختفي داخل تلك العباءة الفضفاضة الى ان فقدان وزنها واضح جدا وبلاخص
على قسمات وجهها...
حرك وجهه لناحية الآخرة وهو يزفر بضيق من
أهملها لنفسها ولإهمال ليس عاد عليها فقط بل
عاد على هذا الطفل الذي سياخذ نصيب من
أهملها حتما !!......
رجع بنظره لها حين سمع صړاخها وهي تزمجر في
ابنتها بتمهل....
ورد بلاش جري كده على سلالم... هقع.... ااااه..
تركتها ورد وركضت على اخر درج سلالم....
وبدون ان تلاحظ حياة وضعت قدميها على اطراف
عبائتها لتتعثر في النزول وتكاد أن تقع.....
ااااه... سالم..... هتفت بأسمه تلقائيا.....
وقبل ان تستقبلها درج السلم الصلب...كانت
يد سالم تحاوط خصرها بقوة في اخر لحظة.....
رفعت عينيها عليه بدهشة.... نظر سالم لها بقلق
....
حياه انت كويسه في حاجه ۏجعتك....
هزت رأسها بي لا .... ولم تدرك نفسها وهي
تتأوه بخفوت........ وعينيها تتشربان من مللمحه
التي اشتاقت لكل ملمح منها......
وحشتني...... همست بخفوت بها ....
أغمض عيناه بعذاب من كلمة كفيلة بحړق قلبه
.....
أبتعد عنها بجفاء ولبس قناع القسۏة البارد قائلا بجمود....
حاولي تاخدي بالك اكتر
وانت ماشيه..... حافظي على الأمانه اللي تخصني.... لانها لو جرا ليها حاجه
هتدفعي تمن اهمالك غالي.....
ابتعد عنها وحمل ورد وهو يقول بحنان....
حبيب بابا عامل إيه بقه....
ردت عليه ورد بتزمر طفلة.....
الحمدلله يابابا وحشتني اوي .... بس انت لي دايما بترجع متاخر من الشغل انا مش بلحق أشوفك عشان بنام بدري.....
هحاول ارجع بدري عشان خاطر عيون ورد
الجوري....
أبتعد عن حياة وهو يدلف لغرفة السفرة...
اغمضت مقلتيها بتعب وانسابت دمعتان ثقيلتان من
عينيها على وجنتيها ببطء.. جلست على درج السلم..... وهي تنظر بحزن أمامها..داخلها تهمس پضياع...
شكلنا عمرنا ماهنرجع.....ولا هننسى
...........................................................
عمل إيه المحامي مع وليد ياخيرية....
قال بكر حديثه وهو يستلقي على الفراش بتعب
لسه الحكم النهائي للقضيه كمان
شهر ادعيله
المحامي مش مطمن بسبب التسجيل اللي في اعتراف إبنك...
مسك بكر قلبه وهو ينزعه المۏت نزعا......
انا تعبان اوي ياخيرية انا حاسس اني خلاص نهايتي قربت......
اقتربت منه خيرية بقلق قائلة ...
مالك يابو وليد...... انت هتقلقني عليك ليه إن شاء الله خير الدكتور طمني قال الضغط واطي بس شويه
ومع العلاج هتقوم بسلامه تاني....
مسك قلبه وهو يوصيها بتعب ووجه شاحب من
قلة الهواء الذي إنسحب من أمامه فجأه.....
قولي لامي تسامحني ياخيرية قوليلهاا
تسامحني.....
انسحبت الروح لخالقها بعد عدة لحظات...
كل من عليها فان و يبقى وجه ربك ذو الجلال ولاكرام...
بكر .....بكر .....ابو وليد رد عليه..... بكر ...
صړخت في أرجاء البيت لتدوي الصړخة النجع
باكمله...
...........................................................
وضع قطعة كبيرة من اللحم في الطبق أمامها وبعضا من الأرز وشربة الساخنة وهو ينظر لها
قائلا بأمر..
ياريت تخلصي الأكل ده كله.....
قالت پصدمة يصحبها الاعتراض ...
بس ده كتير أوي.....
ضاحكة راضية وهي ترد على حياة بمزاح...
المفروض يملى الطبق مرتين تلاته....
فغرت حياة شفتيها وهي تهمس پصدمة..
مش لدرجادي ياماما راضية.... انا مش هقدر اخلص الطبق ده أصلا.....
وضع سالم معلقة الارز امام فم ورد قال بحنان
افتحي بؤقك ياورد....
انت اللي هتاكلني يابابا.... سائلة الصغيرة وهي
تلتهم ما بالملعقة...
رد عليها سالم بنبرة ذات معنى...
ااه انا اللي هاكلك اصل ماما لازم تاكل كويس وتهتم بصحتها عشان اخوكي ينزل بخير ويكون كبير وشاطر ذيك كده ..
هتفت ورد بحماس....
وعنده عضلات زيك.... يعني ياريت لو يطلع
شبهك يابابا هحبه اكتر.....
أبتسم لها بحنان وهو يكتفي بايماءة بسيطة...
محول انظاره على حياة التي تاكل بهدوء وعيناها
غامت پضياع....
مالى عليها وهو يهمس بأمر قاسې....
خلصي طبقك يامدام حياة.... وياريت تهتمي
بنفسك اكتر من كده.... وزي ماقولتلك قبل كده
اهمالك في ابني هتدفعي تمنه لو جراله اي
حاجه.....
بلعت مابحلقها وهي ترد عليه بسخط وبنفس الهمس قالت ....
متقلقش هاكل عشان ابنك ينزل سليم...
همس سالم بامر يصحبه القلق عليها ...
وخدي الأدوية بتاعتك في معادها.... عشان ميحصلكيش مضاعفة....
رفعت عينيها عليه بدهشة...
حمحم وهو يقول ببرود..
انا بقول كده عشان ابني ينزل كويس..
ابعد رأسه عنها وهو يتناول الطعام ويطعم ورد
التي تجلس بجواره من الناحية الآخرة......
اليوم التاني صباحا ......
نزلت دموع راضية وهي تمسك عكازها....
ادعيله برحمه يامي.... هتف رافت بتلك الجملة وهو يربت على كتف والدته راضية بحزن
على خبر وفات شقيقه بكر...
مسحت وجهه المجعد بمنديل ورقي وهي ترد
عليه بحزن.....
مش مصدقه اني راحه ادفن ابني وهحضر عزاه..
دا بدل ماهو اللي يدفني راحه انا ادفنه..
ربنا يخليكي لينا ياحني.. ادعيله برحمة.. نزل سالم من على الدرج بهيبته المعتادة وكان يرتدي عباءة بيضاء مهندم نفسه بجاذبية يتميز دوما بها... وكان يمسك بين يده مفتاح سيارته ......
نظرت له راضية پصدمة....
أنت رايح فين ياسالم.....
رد عليها بفتور....
هروح اوصلكم وهحضر الدفنه مع الرجاله
وقف اخد عزا عمي انا وابويا ....
قالت راضية باعتراض...
لا ياسالم بلاش انا عارفه انك ف..
مشكلتي انا ووليد هيحلها القانون.... ومشكلتي
مع عمي زمان لازم انسها انا والحاج رافت لان
بكر شاهين بقه من الأموات ولاموات مش بيجوز
عليهم غير الرحمه...... انا هستناكم في العربيه..
خرج من البيت وتركهم مصډومين من فتور حديثه ......
تطلعت عليه راضية وهي تبكي بحزن على تفرق
أولادها واحفادها بسبب الحقد وشياطين الأنس...
ربت رافت على كتف والدته قائلا بهدوء..
يلا يامي عشان نحضر الدفنه.....
تطلعت عليهم وهم يغادرون... دخلت سريعا الى
غرفتها وبدأت في تحضير حقيبة سفرها هي و ورد
كانت تطلع عليها ورد بعدم فهم....
ماما هو احنا مسفرين....
ااه ......مسفرين.....
مع بابا......
هزت راسها بنفي وهي تسرع في تحضير حقيبتهم
لا... لوحدنا..... بابا هيحصلنا .....
بعد ساعة كانت قد انتهت من تحضير حقيبة
السفر الكبيرة....... اخذت مبلغ بسيط حتى تدبر
به نفسها وحين تستلقي في مكانا ما
البارت الرابع والعشرون
شدد سرعة مقود السيارة متوجه الى محطة القطار حيث القطار الذي سيمر على محطة نجع العرب وسيكمل مساره الى محطة مصر القاهرة.....
خبط على سيارة پغضب وعيناه تتوهج بنيران
لن ترحمها قط.....
على ناحية الاخرة في محطة قطار نجع العرب...
تكاد تكون مزدحمة قليلا ببعض المرؤون والذين
لكلا منهم وجهته الخاصة....... تسير في المحطة
بعقلا لا يزال مشتت من حياة أخره بدون سالم...
شيئا ضائع منها غال ثمينا عليها لم تقدر على
ملئ فقدانه مهما حاولت سيظل عشقه وشم
صعب يمحى داخل قلبها وعقلها.....
هتفت ورد الصغيرة بتعب....
ماما أنا تعبت من المشي ينفع نقعد....
اومات لها بي لا...وحملتها على ذرعها وب. وبدأت بسحب حقيبة السفر ذات العجلات الصغيرة خلفها...
كانت مجهدة
بشكل واضح على ملامحها واتاها
الدوار مرة اخرى بسبب عدم اخذها للعلاج
وانعدام وجبة الإفطار اليوم بسبب هذا
المخطط المتسرع منها... الهروب من ...من
اكثر من عشقته في هذه الحياة البأسة
الهروب من عائلتها الوحيدة ....
انت يتيمة الآن بإرادتك ياحياة تذكري ذاك
الحرمان الذي كان بارادتك يوما ما ان تحرمي قلبك من عائلتك وعشقك الوحيد! تحدث ضميرها بعتاب
وقفت فجأه واعتصرت عينيها بتعب وضعف
هي تشعر انها تنزع روحها من جسدها
ولكن سالم لم يترك لها خيارات أخره....
هو لا يعرف غير القسۏة ونفور في خلال
هذا الأسبوع علمت جيدا ان الثقة قد انكسرت
بينها وبينه اصبح الفج الداخلي بين قلبها وقلبه
شاسع قد بات يفقدون شيء مهم وليتها تعرف
ماهو حتى تستعيده... الثقه هي الذي تنقص
علاقتهم ام ان صورة آلحب بينهم ينقصها خط
رفيع يحدد هوايتها !......
وقفت أمام استعلام المحطة.... قائلة للعامل بها
لو سمحت القطر اللي رايح القاهره هيدخل المحطة الساعه كام وهيطلع أمته......
نظر الرجل في أوراقه..... ورد عليها بهدوء..
القطر هيوصل كمان خمس دقايق...وبعد عشر دقايق بيطلع .....
شكرا.....
ذهبت من أمامه جالسة على اريكة صلبة امام سكة القطار واجلست ابنتها بجوارها..... زفرت بتعب وهي تمسح بالمنشفة القطنية قطرات العرق من جبينها.....
ماما انا جعانه.... هتفت ورد بجملتها وهي تنظر الى هذا المحل ذات المعجنات الساخنة.....
نظرت حياة نحو ما تنظر عليه الصغيرة ثم نظرت
لها وهي تبتسم بفتور....
طب خليك هنا اوعي تتحركي من مكانك...
نهضت حياة وهي تقف امام هذا البائع وعينيها لا تفارق مكان ورد الناظرة لها بتراقب......
في نفس ذات الوقت ......
كان يركض للبحث عنهم في كل مكان تقع عليه عيناه .....وجد امراة توليه ظهرها تشتري شيء
ما ......ركض عليها وكاد ان يقترب
منها فوجد المراة تستدير ويظهر وجها اخر
غيرها.......
زفر پغضب وهو يركض مرة آخرة وعيناه تلتهم كل إنشاء في تلك المحطة بدون رحمة....
هدر من تحت اسنانه پغضب قاتم ....
هوصلك ياحياه هوصلك وقبل حتى ماتخرجي من
النجع..... هتبقي تحت ايدي......هوصلك
اتسعت عينا سالم پصدمة......
اصدر القطار صوت عال ألتفتت حياة الى الرجل
وتاخذ منه المعجنات واستدرت سريعا توزع انظارها بين القطار وبين المكان الجالسه به ابنتها لكنها وجدته فارغ...
ورد ......ورد.......هتفت بزعر و شفتيها ترتجف
پخوف ذهبت للمكان المنشود به ابنتها والفارغ أيضا حتى حقيبة السفر اختفت معها.....
رفعت جفنيها تبحث عنها حولها ببنيتان مزعورتان
وقلب يخفق برهبه...
إحساس صعب مش كده .....
هتف سالم جملته وهو يقف امامها بمسافة ليست
ببعيدة عنها ....كانتى عيناه ثاقبه عليها بسخط.....
انزلت حياة انظارها على صغيرتها التي مع
سالم وترمقها ببراءة...وباليد الاخرى وجدت حقيبة سفرها بين يده...
اصدر القطار صوت منذر انه على وشك الرحيل
من المحطة
....
نظر سالم على القطار
ومن ثم عليها وهو يقول ببرود..
معلشي يامدام حياة كان نفسي اقولك رحله
سعيده ....لكن للاسف مش هينفع دلوقتي ...
صوب نظرة على بطنها.....فوضعت كف يدها عليها بتلقائية قبل ان تقول بتوتر......
انا لازم امشي......
ابتسم سالم من زواية واحدة قبل ان
تم نسخ الرابط