نذير شوم
المحتويات
حتى أنها عندما تذهب لترى سمر وتطمئن عليها لا تراه فقد فضل البقاء فى شقته مبتعدا عن الجميع ذهبت اليوم كعادتها فى الأيام الماضيه للإطمئنان على سمر فقابلته أثناء دلوفها من باب المنزل وقفت تنظر له بصمت تتفحص مظهره الذى بدى عليه الاختلاف .. بدا وجهه أنحف وعيناه غائره والهالات السوداء ظهرت بوضوح أسفلها وذقنه الناميه على غير العاده لم يكن بحاله جيده أبدا .. قطع شرودها صوته المبحوح الجاد
تعالى عشان هنفتح العياده .
أومأت له سريعا موافقه وارتدت للخلف كى تفسح له الطريق فخرج متجها لعيادته وتبعته هى بصمت ...
تحب اعملك قهوه
أومئ بصمت فنظرت له لثوانى بتفحص ثم هتفت
بس هو أنت كلت
زفر بإرهاق وقال
أعملى القهوه يانواره .
أومأت بموافقه وهى تدرك أنه لم يأكل فحين كانت جالسه ذات مره مع زينب وسمر قالت زينب حينها أنه لا يهبط للأكل معهم وحين تبعث له بالطعام يأكل منه القليل جدا وأحيانا لا يأكل أساسا ..
_
حظك حلو أنا بقى عامله النهارده شوية ملوخيه ورز وفراخ هتاكل صوابعك وراهم وجبتلك عيش كمان لو عاوز .
قطب حاجبيه باستغراب متسائلا
فين القهوه
بعد الأكل يا يوسف .
التمعت عيناه بنظره خاصه حين نطقت باسمه مجردا من لقب دكتور لأول مره وجد نفسه يبتسم وهو يتابعها بعينيه وهى تكمل فرد الطعام ووضعه أمامه فى طبق مخصص له لكنها توقفت فجأه حين أدركت ما قالته سهوا فنظرت له لتجده يتابعها بعينيه فهتفت بحرج
أنا آسفه يا دكتور أنا بس مخدتش بالى.
ابتسم بهدوء يقول
ياريت متخديش بالك على طول ..
نظرت له ببلاهه وهى تردد
ها !
ضحك بخفوت وهو يقول
ها ايه بس ! بصى بلاش دكتور دى غير لما نكون فى وقت العياده غير كده قوليلى يا يوسف عادى .
دوق بقى وقولى رأيك .
نظر للأطباق أمامه
هو أنت مالك حطتيلى الأكل فى طباق لوحدى زي الكلب كده ليه !
ردت سريعا بتبرير
لا والله مش قصدى أنا بس قولت عشان تاخد راحتك .
التقط طبق الحساء وأعاده للطبق الرئيسى مره أخرى ثم وقف وهو يقول
تعالى نقعد على الكنبه أحسن .
نقل معها الأطباق للطاوله الصغيره الموضوعه أمام الأريكه وجلسا فوقها مع الحفاظ على مسافه مناسبه بينهما .
بدأو فى تناول الطعام فهمهم يوسف بلذه وهو يقول
الله ايه الملوخيه دى طعمها حلو اوى ..
ابتسمت وهى ترد عليه
نظر لها بعدم فهم فأوضحت
لما بتبقى الملوخيه طعمه بيقولوا عليها دى مسكره .
ابتسم بإيجاب
هى فعلا مسكره تحسى فيها حاجه غريبه كده بس مميزه والفراخ بقى نفس الفراخ الى كانت بتعملها ماما بالضبط .
قال الأخيره بخفوت وهو يعود للطعام مره أخرى ...
مرت دقائق حتى انتهى من الطعام وأنهى عليه ! لم يتوقع أنه سيأكل بكل هذا القدر فردد بحرج
معلش بقى خلصتلك الأكل وأنت مكلتيش غير حاجه بسيطه أصلا!
بادلته الإبتسامه وهى تقول
أنا أصلا كلت من ساعه بس قعدت أنقنق معاك عشان ترضى تاكل وبعدين بالهنا والشفا بقالك كتير مكلتش وعامل اضراب كأن الإضراب على الأكل هيرجع الى راح!
نفى برأسه وهو يتنهد بحزن
لأ وأنا مكنتش عامل إضراب ولا حاجه أنا بس مكنش ليا نفس .
لملمت الأطباق وخرجت لتعد القهوه .. ثوان وعادت لتجده واقفا فى الشرفه فاتجهت له ووقفت بجانبه واضعه القهوه على السور تنهدت وهى تنظر للأمام ثم قالت
لما ماما ماټت حسيت أنى تايهه ومبقتش عارفه المفروض اعمل ايه حسيت إنى اتشردت فجأه وده فعلا الى كان حاصل كانت آخر حد ليا كنت راجعه بعد ماعرفت إنى نجحت فى الثانويه وهعرف أدخل كليه كويسه لاقيتها ماټت بقيت لوحدى ممعيش حد والناس كلها بتبعد عنى وبقيت منبوذه واجهت الدنيا لوحدى واتخليت عن حلمى وبقيت برجع الشقه اقعد بين اربع حيطان لاحد يكلمنى ولا أكلم حد ولما كنت بتعب مكنتش بلاقى حد يناولنى كوباية مايه اعتقد إن حالك
أفضل من حالى يا يوسف .
ألمه قلبه عليها من حديثها وتخيله لحالتها بالطبع حالته أفضل بكثير هتف بتأثر
متجوزتيش ليه وليه الناس كانت بتبعد عنك
كادت تجيبه لكن قاطعها صوت هاتفه أخرجه من جيبه ليجد أخيه إبراهيم ..
السلام عليكم .
قطب حاجبيه بضيق وهو يقول
أنت بتقول ايه يا إبراهيم طب هى كويسه
صمتت قليلا ومن تقف أمامه يتآكلها القلق ..
لا حول ولا قوة إلا بالله طب ومحمد عامل ايه
خلاص طيب أنا جاى .
أغلق المكالمه فسألته نواره باستفسار قلق
فى ايه
تنهد بحزن وهو يقول
يمنى كانت حامل وسقطت .
شهقت بحزن وهى تقول
هى مكنتش تعرف أنها حامل
لأ ملحقتش إبراهيم بيقول كانت حامل فى 3 أسابيع وأنت عارفه الأسبوع اللى فات محدش ارتاح .
غمغمت بحزن
ربنا يعوض عليها .
يارب هضطر امشى بقى هروحلهم المستشفى .
تسائلت باستغراب
هم مجاوش ليك ليه
يمنى كانت عند أهلها عشان والدها تعبان ولما تعبت اتصلت بمحمد راحلها .
طب ابقى طمنى .
نظر لها
متابعة القراءة