رواية بقلم الكاتبه دعاء عبد الرحمن
المحتويات
هو اللى عمل كده صح
قالت فرحة على الفور
والحمد لله ربنا انتقملك منه فى ساعتها والأسانسير وقع بيه
أتسعت عيناه بذهول وقال بدهشة كبيرة
أيه ... أسانسير أيه.. وحصله أيه!
أجابه عبد الرحمن بهدوء
أسانسير البيت عندنا يا يوسف
تدخل إيهاب قائلا
نفسى أعرف كان طالع البيت يعمل ايه.. اللى يعمل عملته دى كان المفروض يهرب طالما محدش شافه.. ايه اللى خلاه يطلع البيت مش عارف
قالت ايمان بثقة
أكيد ربنا ليه حكمة فكده
تنهدت عفاف وهى تقول
ونعم بالله يابنتى
اكتسى وجه يوسف حزنا وهو يتسائل
وحصله ايه لما الاسانسير وقع بيه
قال عبد الرحمن
الأسعاف نقلته المستشفى بعد ما عرفوا يفتحوا باب الاسانسير بصعوبة.. لكن انا مش عارف ده حصل
________________________________________
ازاى .. أحنا لسه كنا عاملين صيانة وكانت حالة الأسانسير ممتازة.. ازاى يقع فجأة كده
وجه له والده الحديث قائلا
أتصلت بالشركة بتاعة المصاعد
أومأ عبد الرحمن برأسه قائلا
أتصلت بعد ما يوسف خرج على طول.. وأصلا كده المفروض النيابة هتبدأ تحقيق فى الموضوع .. وكانوا مستنين يوسف لما يفوق علشان ياخدوا أقواله ..
وبعد ساعتين وهم جلوس حول يوسف طرق إبراهيم الباب ودخل وهو يتوجه ليوسف مباشرة
حمد لله على سلامتك يا يوسف يابنى
نظر إليه الجميع
ربنا خدلك حقك يابنى
ونظر إلى مريم وقال
طأطأ رأسه وقال پألم
الخبطة كانت شديدة أوى .. جاله شلل نصفى
تسمر الجميع وكأن عقارب الساعة قد توقفت فجأة أتسعت عيونهم فى ذهول وعدم تصديق وهو يتابع بحزن
من ساعة ما فاق وعرف اللى جراله وهو پيصرخ من الحسړة والندم .. ده غير الألم اللى حاسس بيه
ثم الټفت إليهم مقرا بذنوب ولده قائلا
كان موصى امه تنقله الأخبار.. ولما قالتله ان مريم تعبت ويوسف خادها البيت لوحدهم .. سبقنا على هناك وعمل اللى عمله .. لا وطلع علشان يسرقنى كمان
اقترب منه حسين وأمسك كتفه قائلا
انت راجل مؤمن يا ابراهيم .. وان شاء الله ابنك يقوم منها .. أصبر وأحتسب
أنت شفت اللى ضړبك يا يوسف
نظر له يوسف بصمت ثم قال بحسم وهو يهز رأسه نفيا
لاء... الدنيا كانت ضلمة مشوفتش حد
خرج وكيل النيابة من غرفته ودخل الجميع إليه متسائلين قال حسين
قلت ايه يا يوسف
أبتسم يوسف وهو يقول
هقول ايه يا بابا ..هو انا شفت حد علشان اقول عليه
أبتسم والده وهو يربت على كتفه قائلا باعتزاز
راجل يابنى ..
يالا يا جماعة الحمد لله اننا اطمنا عليه
ثم نظر إلى عبد الرحمن وايهاب قائلا
يالا روحوا ده محدش فيكم نام من امبارح .. أنا هقعد معاه
قال عبد الرحمن على الفور
معلش حضرتك يا بابا.. روحهم انت وانا هستنى
محدش هيفضل مع ابنى غيرى .. روحوا انتوا
قاطعهم يوسف بأشارة منه وقال مبتسما
ياجماعة روحوا كلكوا .. أنا لو احتاجت حاجة هبقى انده على الممرضة
ألتفتت مريم إليه لتتكلم أخيرا قائلة
وتنده على ممرضة ليه.. أنا هفضل معاك
خفق قلبه مع ابتسامته فلم يعلم أيهما سبقت الآخرى كل ما كان يدركه هو الدهشة فلم يكن يتوقع أن تفصح عن رغبتها فى البقاء معه بل لم يكن يحلم وهو يلمح الغيرة فى عينيها من أمرأة أخرى
قالت عفاف بإرهاق
يابنتى روحى انت.. شكلك تعبانة أوى ..
قاطعها حسين بابتسامة لامعة
لا يا عفاف .. مريم معاها حق ..هى
اللى المفروض تقعد معاه .. يالا احنا نروح البيت نريح شوية ونشوف هنعمل ايه ونبقى نرجعلهم تانى
ودعه الجميع بعد أن اطمئنوا عليه أما هو فقد نام طويلا بعد تناوله الدواء وعندما استيقظ وجدها تغفو على مقعدها بجوار فراشه الأبيض ألتفت إليها وناداها بلهفة وعندما استيقظت قال بهدوء
قربى الكرسى بتاعك من السرير
نهضت واقفة وتمطت بتكاسل ثم وضعت مقعدها بجواره وجلست فقال وهو ينظر لعينيها بعمق
مروحتيش ليه
تجنبت النظر إليه وهى تقول
المفروض انى اكون معاك
قال على الفور
الكلام ده لو لسه مراتى.. لكن انت اللى صممتى على الطلاق
نظرت له بتحدى قائلة
وانت مصدقت وطلقتنى
أبتسم من طريقتها الطفولية فى الحديث نظرلها قائلا
أنا كنت متمسك بيك لآخر لحظة ومقدرش الومك.. واهو ربنا خدلك حقك .. وفنفس الظروف .. يوم فرح .. وبالليل والدنيا ضلمة
تنهد فى ارتياح وقال
الحمد لله ان ربنا خلص مني فى الدنيا .. مش ناقص غير حاجة واحدة بس...
لمس يدها وهو يقول
أنك تسامحينى من قلبك
رفعت رأسها إليه قائلة بتلعثم
أنا سامحتك من قلبى فعلا
قبض على يدها بضعف وهو يتأملها وقال ببطء
مريم.. لو رديتك .. هتحسي انى رجعتك ڠصب عنك
حاولت سحب يدها ولكنه تمسك بها وقال برجاء
أنا مش قادر اضغط .. متسحبيش ايدك ...كده هتتعبينى
قالت بصوت يسمعه بالكاد
طيب سيب أيدى
تمسك بها أكثر قائلا بحب
لما تردى عليا الأول.. انت عندك استعداد تكملى حياتك معايا وتنسى اللى فات
صمتت ولم تجبه كانت تشعر بأن قلبها سيقفز من صدرها من فرط الإنفعال والإضطراب والخجل حاولت أن تهرب من حصار عينيه ولكنها لم تستطع كانت نظراته تحيط بها من كل اتجاه تحتويها بل
متابعة القراءة