رواية بقلم الكاتبه دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز


مرة شوفتوا واحنا بنركب العربيات على باب الفندق بعد كده معرفش راح فين
حاول إبراهيم أن يطمئنهم مرة أخرى قائلا خلاص يبقى أكيد جه ورانا واحنا مشوفناهوش وجراج المطار كان زحمة أكيد ركن بعيد وتلاقيه جاى ورانا دلوقتى
حاول الجميع الإقتناع بهذه الفكرة وينتظروا حتى يعود أدراجه خلفهم نظر حسين حوله قائلا 
أظاهر الكهربا بتاعة المدخل بايظة.
أقتربوا من المدخل وهم في حالة أجهاد شديد فقالت وفاء وهي تمعن النظر في مفاتيح الكهرباء الخارجية 
في حد نزل الزراير بتاعة المدخل.
ثم قامت برفعها فأضاء المدخل بالكامل لم يلاحظ أحد شىء غريب استقلوا المصعد واتجهت كل أسرة إلى طابقها أستسلم الجميع للنوم من شدة الإرهاق باستثناء الحاج حسين لم يمنعه الإرهاق من القلق على ولده واستشعار شىء مريب في غيابه نظر بجانبه فوجد عفاف مستغرقة في النوم ويبدو على ملامحها التعب الشديد فتركها نائمة ووقف في الشرفة ينظر إلى بوابة الحديقة لعله يجده عائدا بسيارته ظل مترقبا حتى أذن المؤذن لصلاة الفجر توضأ ونزل للصلاة في المسجد وقد قرر أن يأخذ سيارته ويعود إلى طريق المطار فلقد ساورته الشكوك أنه من الممكن أن يكون وقع له حاډث أثناء عودته.

صلى الفجر في المسجد ثم عاد واستقل سيارته وما أن تحرك بها قليلا حتى لاحت له سيارة يوسف مركونة خفية بين بنايتين متقابلتين فأوقف سيارته وهبط منها متجها نحو سيارة ولده دار حولها دورتين في قلق وضع يده على مقدمة السيارة فوجدها باردة لم يكن هذا له معنى آخر سوى أن السيارة هنا منذ وقت ليس بالقصير أشتدت حيرته وهو يدور حول السيارة مرة أخرى بتفكير قطب جبينه في تركيز شديد ما الذي أتى بالسيارة هنا وأين هو يوسف لقد بحث عنه في شقتهم ولم يجده أين يكون قد ذهب لا يعلم لماذا قفزت صورة مريم في ذهنه في هذه اللحظة ووجد لسانه ينطق في وجوم مريم.
خفق قلبه وقرر أن يعود أدراجه للمنزل مرة أخرى على الفور وقلبه يدق بشدة وقف ليطلب المصعد ليصعد إليها ولكنه سمع صوت تأوهات مټألمة تأتى من خلف باب الشقة المهملة بجوار المصعد.
نزلت صڤعة مدوية على وجه يوسف جعلته يرتطم بالجدار بقوة لم يكن يشعر يوسف بقوة الصڤعة بقدر ما كان يشعر بالتجمد والذهول التام وهو يقف بصعوبة و ينظر إلى أبيه الذي
كان يلف عبائته حول جسد مريم وهي متشبثة به بقوة و تبكى وتتأوه پألم صارخ كانت عينى الحاج حسين مشټعلة تفيض بالدموع كالحمم المتأججة من انفجار بركان كان خامدا وهو يزأر فيه هاتفا 
حسابك معايا مش دلوقتى يا كلب.
كانت تمشى معه مستندة على يديه وكأنه يحملها حتى أدخلها شقتها ومنها إلى غرفة نومها وضعها في فراشها وهي تتألم بضعف ودثرها بغطائها وظل بجوارها حتى سكنت وهدأت أنفاسها واستغرقت في النوم العميق نظر إليها وقلبه يعتصر عصرا من هول ما رأى لم يكن يتخيل أبدا أنه لن يستطيع حمايتها بل لم يكن يخيل إليه يوما أن ابنه هو من سيبطش بها في يوم من الأيام أنهمرت دموعه وهو يتخيل أخاه يقول له كده ضيعت الأمانة يا حسين أبنك ضيع بنتى.
كانت مشاعره ثائرة لدرجة أنه فكر أن يهبط إليه مرة أخرى وېقتله بيديه ولكن هذا لن يعيد لها ما قد سلب منها لن تجلب الحماقة إلا الڤضيحة قرر في نفسه ما سيفعله ليستطيع رأب هذا الصدع المدوى وهو ينظر لها پألم وحسرة.
دخل حسين شقته بهدوء شديد ودلف إلى غرفة يوسف ولكنه لم يجده ظن أنه ما زال بالأسفل ولكنه سمع صوت مياه جارية بالحمام فاقترب من الباب ليتأكد أنه بالداخل.
عاد إلى غرفته مرة أخرى وانتظره فيها وبعد قليل دخل يوسف غرفته وهو يرتدى منشفته ويتقطر منه الماء وعينيه لونهما أحمر كالدم تجمد مكانه بمجرد أن رأى والده الذي لم يتمالك نفسه حينما رآه مرة أخرى فصفعه صڤعة أخرى ألقته على الفراش بقوة وضع يوسف كفه على وجهه وظل مطرقا رأسه للأسفل لم يستطع النظر في عينيى والده أبدا وقف حسين أمامه وقال بلهجة غاضبة محذرة .
أعمل حسابك. كتب كتابك على بنت عمك بعد يومين. وأياك وحذارى أي مخلوق على وجه الأرض يعرفوا باللى حصل ولا
حتى امك. لو سألوك كنت فين امبارح تقول أنك روحت ورانا المطار ومعرفتش تركن عربيتك من الزحمة وعلى ما دخلت صالة المطار ملقتناش وانت راجع لجنة وقفتك في الطريق وأخرتك.
ثم صاح پغضب هادر فاهمنى ولا لاء
أومأ يوسف برأسه ولم يستطع أن يتفوه

________________________________________
بكلمة واحدة ألقى عليه والده نظرة احتقار وبغض جمدته وخرج مرة أخرى عائدا إلى مريم.
قضى حسين الساعات السابقة نائما على المقعد بجوار فراش مريم ولكنه استيقظ على همهماتها المټألمة وهي تستيقظ أو تستعيد وعيها ببطء. أيهما أصح
وبمجرد أن فتحت عينيها حتى استعادت ذكرى الأمس فصړخت وهي
 

تم نسخ الرابط