رواية بقلم الكاتبه دعاء عبد الرحمن
المحتويات
وانطلقتا عائدين إلى البيت الكبير مرة أخرى
وقفت سيارة إيهاب الصغيرة أمام المنزل قائلا بعجلة من أمره
يالا انزلوا عندى شغل لازم اخلصه قبل العصر
قالت إيمان بتعجب
كمان مش هتدخلنا الشنط ..مش كفاية نزلتنا بيهم من عند ماما لوحدنا
أشار ايهاب إلى باب المنزل قائلا
أومال ده واقف بيعمل ايه
ألفتت إيمان فوجدت عبد الرحمن واقفا ينتظرهم عند البوابة الخارجية عندما رآهم اقترب من السيارة وفتح الباب الخلفى وأخرج الحقائب ترجلت إيمان من السيارة وبعدها مريم بخطوات متثاقلة حين قال إيهاب لعبد الرحمن
أنا راجع العصر ان شاء الله
أومأ له عبد الرحمن برأسه والټفت إلى إيمان ومريم قائلا بابتسامة
ظهر يوسف وهو يمر بالبوابة ويتجه إليهم بابتسامة صغيرة اقترب منهم وقال مرحبا وهو يهم بحمل أحدى الحقائب
حمدلله على السلامة.. أتأخرتوا أوى
أوقفته يد عبد الرحمن تقطع عليه الطريق قائلا بحزم
معلش دى شنطة مراتى شيل التانية
نظر له يوسف بدهشة قائلا
وفيها أيه
قال بجدية
لا معلش محبش حد يمسك شنطة مراتى
أختلج قلب إيمان مرة أخرى ودق بقوة أكثر فهومن الأساس يطرق بشدة منذ أن رأته قادما نحوهم حمل عبد الرحمن حقيبة إيمان التى سارت خلفه واتجه إلى الداخل نظر يوسف إلى مريم وهو يحمل حقيبتها قائلا
أنا عاوز اتكلم معاكى ضرورى
طبعا الشنطة هتطلع شقتنا مش كده
خفضت بصرها وهى تقول
أيوه .. بس هفضل مع مريم علشان الكوافيرة زمانها جاية
أمسك كفها بحنان قائلا
على فكرة أنا منمتش غير ساعة واحدة بس .. من ساعة ما كنت عندكم وانا بافكر فيكى وحتى الساعة دى حلمت بيكى فيها ..مش قادر استحمل الدنيا ولا ليا نفس لحاجة وانت زعلانة مني.
قاطعه اقتراب مريم ووقوفها بجوارهما صعدوا إلى الطابق الثانى أولا حيث كانت عفاف تنتظرهم تهلل وجهها بسعادة غامرة حين رأتهما وعانقتهما بحب كبير وحنان بالغ
يالا يابنات أطلعوا بسرعة جهزوا نفسكم .. فرحة بتقولى الكوافيرة جاية كمان ساعة
ثم التفتت إلى مريم قائلة
وانت يا مريم بصى كده فى شقتك ولو لقيتى حاجة ناقصة قوليلى على طول
أبتسمت مريم أبتسامة باهته وهى تقول
حاضر .
كان عبد الرحمن ويوسف قد صعدا بالحقائب للطابق العلوى وهبط يوسف إليهم وترك عبد الرحمن أستقلت الفتاتان المصعد وعندما توقف توجهتا إلى شقة مريم ولكنهما وجدا عبد الرحمن ينتظر إيمان عند باب شقتهما وقال لها على الفور
ايمان عاوزك خمس دقايق بس
توترت إيمان وهى تنظر إلى مريم ثم تنظر إليه معاتبة
مالت مريم على أذنها قائلة بهمس
روحى شوفيه انا لسه هدخل آخد دوش .. على ما اطلع من الحمام تكونى جيتى
أومأت برأسها موافقة فى اضطراب وذهبت إليه دخلت شقتها ودخل خلفها وأغلق بابها بهدوء نظر إليها نظرة طويلة معاتبة ولكنها مشتاقة نظرة محبة شغوفة ولكن تغلفها الحيرة وأخيرا تكلم قائلا
ممكن اعرف انا عملت أيه علشان تتغيرى كده معايا
أطرقت برأسها وقالت فى خفوت
مش وقت الكلام ده دلوقتى لازم أروح أجهز مريم
أقترب منها يتفحصها بعمق وقال
يا ايمان متسبينيش كده قوليلى حاجة .. ريحينى.. أنا معرفش غير موضوع كلام مرات عمى لكن أيه علاقة كلامها بيا أنا وأنت
قالت بابتسامة شاحبة
أوعدك بعد الفرح ما يخلص هقعد معاك ونتكلم زى ما انت عايز
قال بحب
طب ينفع اقولك وحشتينى
قالت بدون تفكير
ليه
أبتسم ابتسامة حائرة وقال
ليه .. علشان بحبك
قالت دون أن تنظر إليه
متأكد
أقترب منها ومسح على وجنتها قائلا
طبعا متأكد معقول مش حاسة بيا كل ده
أغمض عينيه مرة أخرى وتنهد تنهيدة طويلة وكأنه يطبع صورتها داخل مقلتيه حتى لا تفارقهما أبدا تناول منها الهاتف وهو يتلمس أطراف أناملها مداعبا وضع الهاتف على أذنه قائلا
السلام عليكم ..
أستمع إلى والده قليلا بتركيز وقد ارتسمت على وجهه ابتسامة عابثة ثم قال
حاضر يا بابا ثوانى واكون عندك
رفع رإسها إليه لتلتقى عينيهما
مرة أخرى قائلا
كنا بنقول أيه
أبتعدت وهى تخطو باتجاه الباب وتفتحه قائلة
يلا انزل شوف عمى وانا رايحة لمريم
توجهت إلى شقة مريم وأخرجت مفتاحها ودلفت بسرعة للداخل وأغلقت الباب ببطء وهى تعلو وجهها ابتسامة خجلة أتجهت إلى غرفة مريم التى كانت انتهت من الإغتسال للتو وتجفف جسدها بالمنشفة فتحت إيمان الباب فانتفضت مريم وهى تحتضن منشفتها وعندما وقعت عينيها على اختها فزفرت بقوة وهى تقول
ېخرب عقلك يا ايمان رعبتينى
تبادلت الفتاتان الضحكات ولكن نظر إيمان وقع على چرح غائر أعلى ساق مريم فاقتربت منها وهى تنظر إليه فى تفحص وتقول
أيه الچرح ده يا مريم
نظرت مريم إلى حيث تنظر إيمان ووضعت أطراف أناملها على الچرح تتحسسه فتذكرت لحظة سقوطها وهى يغشى عليها تذكرت قطع الزجاج التى سقطت على أطرافه المهشمة
قطع ذكرياتها صوت إيمان وهى تقول
أنت وقعتى على أيه ولا اتخبطتى فأيه .. أرتجفت مريم مع تذكرها
________________________________________
الحاډث وشعرت بالألم وكأن الچرح
مازال حديثا
متابعة القراءة