رجل الصمت

موقع أيام نيوز

ظنت أن الغرفة أبسط من ذلك بكثير ! وضعت ابنتها النائمة على الفراش ودثرتها جيدا حتى ظهر على ملامح الصغيرة راحة الدفء قبلتها ليلى من جبهتها بحنان ثم قالت الممرضة منى _ في وجبة جيالكم دلوقتي صحي بنوتك عشان تاكلوا قبل ما تناموا التفتت ليلى لها برفض وقالت _ لأ أنا هطلع اجيب أكل ليا ولبنتي ما تتعبيش نفسك تذكرت الممرضة تعليمات الدكتور وجيه لها برعايتهم بسرية تامة فقالت بلطف _ بدل ما تتعبي نفسك هجيبلك أنا وجبة من هنا بسرعة! بدأت تشك ليلى أن هناك شيء خلف تصميم الممرضة وأن قبلت الاقامة بالغرفة لأجل صغيرتها فأنها لا تقبل أن تطعهما بالشفقة رفضتت بتصميم _ لأ هطلع دلوقتي أجيب اللي محتاجاه متشكرة أوي لتعبك معايا اللي طلباه بس تخليكي مع بنتي لحد ما أرجع ولم تمهل الممرضة وقت كي تقدم لها أي خدمة أخرى خرجت من الغرفة سريعا ثم تسللت من باب آخر للمشفى يخص وقوف السيارات الجراچ حتى لا ينهال عليها الأسئلة من حراس المشفى وفي الطريق صفرت الرياح بقوة ودموع الذكريات تضج بعقلها وبقلبها ليت ما كانت ما أيقظتها الممرضة كانت تجد بهذه الذكريات مواساة ربته حنون على عمرها الضائع انتفض جسدها من
شدة البرودة وهي تنظر بتيهة وتتفقد أي منفذ بيع للبقالة حولها ولكن يبدو أن الجميع أغلقوا أبوابهم من شدة
المطر وقفت فجأة سيارة بعرض الطريق لمحت شبيهتها منذ دقائق بجراچ المشفى ربما هي السيارة ! وخرج منها هو !! وكأن الزمن يعود بهما لعشر سنوات ماضية بذات المشهد ولكن القلوب زاد على محبتها بعض الأنتقام والألم وعينان تعترفان بمنتهى الحب ولكن اقسمت على العقاپ وأن كان أولا ! ولكن هناك حب گ المنتهى گ أشد جميع المشاعر بالقلب گ الوقوف على تلة الجبل دون خوف من هاوية السقوط! كأن الحب هو خمر المشاعر وأخلاط الطيب بالأنفاس ودواء منه الشفاء لعلة وأثار جانبية تهدم فوائده 
الفصل_الرابع 
أضطراب 
ما أصعب أن تتخلى عن بعض من كبريائك الجريح حتى تطعم قلبك شيء من القرب ينعش روح الفؤاد ولو مؤقت وبمنتهى الأسف الحب يملؤنا مد القوة والدرك الأسفل من الضعف شتان ونقيضان ! بينهما نحن ! عجلة الزمن تعود لتلك النقطة منذ عشرة أعوام حتى الطقس هو ! عينيه تخبرها تردد نفس الكلمات بلحن جديد أمتزج به طبقة ألم وعذاب دبكة جنون منتصف العمر بين شيب وشباب التمعت نظراته ببريق شوق ولكنه صامت صمت الظلمة الخرساء ولكنها تئن عڈاب وقف قابض للحظات على باب سيارته ويرميها بنظرات عاتبة بينما هي تستقبل تحديقه كأنها تنظر له من عالم آخر كأنها مغيبة وكل هذا بين طيات كابوس مزعج ظلت به سنوات ! قلوبنا تعذبنا بالحنين تذلنا بالشوق إلى قلوب أضعف الإيمان أن لا نحمل لها طرفة عين من الإشتياق! تقدم لها بصعوبة ابتلعت ريقها ليقف على بعد خطوتين قائلا بعصبية التهبت بصوته _ أنت قاطعت حديثه بثبات مريب _ شكرا ضيق عينيه عليها بشعلة ڠضب يعرف لأي شيء تقدم الشكر تحرز هدفا في صميم كبريائه ! أكثر من أتقنت جراحه بمنتهى السهولة ! نظر للأرض المليئة بمياء المطر واستجمع صلابته مرة أخرى وهو يكتم سيل من الغيظ والڠضب ثم نظر إليها قائلا بحدة _ أعتبريه واجب ضيافة مش أول مرة أتصرف كده مع حد غريب بعينيها ظل انكسار أنهيار ساكن ومتربع على عرش الجفون من سمح له أن يقترب هكذا ! أخذت كلماته بصمت ونظرة تائهة بعيدة عن
عينيه وأجابت بصوت يكاد يصل لسمعه _ كتر خيرك للعجب أن بينهما نغمة خاصة لا تسمعها إلا عندما يقفا هكذا كأنها أجمل النغمات العاطفية
ابتعدت عنه بالأصح منه ولم يعرف لما هناك وميض غارق بعينيها يهتف أبتعد ! لفت يديها حولها من برودة الهواء ثم انعطفت بالسير اتجاه آخر أوقفها صوته ! _ ليلى وشيء من الحب كأنه نطق بنبرته ! ردد صوت بداخلها يبك بحسرة لا لا أبتعد ارجوك أو قليلا ! لا تبتعد كثيرا ! ولا تقترب أيضا ! ليلتك عاقبها القمر وهاجر ! امتلأت سمائها بغرابيب سود واستوطن! أنا بقايا مني بقايا تتنفس على أطلال ذكريات من الماضي الباقي من أيامي هشيم تذروه الرياح بمنتهى الألم ! أقترب إليها بفوضى الحنين وبعثرة مشاعره وقال بصوت به دفء جعلها تزدرد ريقها پألم _ رايحة فين تنهدت بثقل عظيم يملأ قلبها والتفتت له في نظرات حادة _ سيبني في حالي حاول تنساني أرجوك كم ودت لو ېعنفها ويصمم على البقاء! أنا أحبك أنا هنا لن أرحل ! كلمات بسيطة ولكن تحمل روح السعادة وهج العشق تقول ابتعد وهي جدا تحلم بالقرب ! هذا الألم الذي تحمله يحتاج لدعم هائل كي تعود كما كانت !
تم نسخ الرابط