رجل الصمت

موقع أيام نيوز

_ أنا مبسوطة اكتر مما تتخيل بس أنت مكشر ليه ! بقا المناسبة دي ما تستهلش أنك تفرح ! ابتسم ابتسامة باهته حتى يرضيها ولا يكسر فرحتها الظاهرة بصدق وفي قرار المغادرة الذي كان على أطراف لسانه وكاد أن يتفوه به هجمت على المكتب ليلى ! ابتعدت جيهان بحركة سريعة وبعض الخجل والعصبية من اقټحام غريب انفرادهما بينما تسمرت عينان وجيه بثبات على عينان ليلى المنتفخة من البكاء المملؤءة بالذعر والخۏف نظرت له ليلى پصدمة من هذا القرب بينه وبين المرأة الأخرى الذي تتذكر أنها رأتها بأحد الصحف ربما تجمدت ليلى للحظات ودموع عينيها تتساقط حارة على وجنتيها الشيء الوحيد الذي أنساها ما رأته هو صوت صالح وهو يهتف اسمها بالخارج ويبحث عنها غفلت عن كل شيء وركضت إلى الشخص الوحيد الذي سيظل لها كل شيء مهما فعل ركضت إليه وابتلع ريقه عندما رأها تتجه إليه بهذه اللهفة خاطرة متهورة مرت على عقله بثوان صورت له مشهد سريع أنه سيأخذها بين ذراعيه من أي شيء سبب لعينيها الألم وينقذ نفسه وينقذها يحارب الهجر والظروف وكل شيء أين هو من هذه الشجاعة ! وقفت أمامه وهي تبكي بقوة وقالت
له _ وجيه أنا مش مصدقة أني شوفتك تاني !! ضيق وجيه عينيه في دهشة !! ماذا تقول ! ربما لو كان ذلك استقبالها له بأول مرة بعد هجر سنوات ما كانت آلت الأمور لما هي عليها ! كادت أن
تتابع وتقول شيء بل أشياء كل شيء ليدق الذعر بقلبها من جديد بدخول صالح ارتجفت ليلى گ المحمومة وهرعت الي وجيه أكثر تمسكت بياقة معطفه وتوسلت پبكاء _ ما تسبنيش تاني عشان خاطري ماتسبنيش رددت الكلمة بتأكيد كأنها تؤكد عليه أني يأخذها من هنا الأمر أمرها !! ضيقت جيهان عينيها پغضب من تلك المرأة المجهولة التي تقترب إليه بذلك القرب
الغريب ! تابعت ليلى پبكاء يشبه الصړاخ _ أحميني منه خليني هنا جانبك لازم تعرف أني التمعت عينيه ببريق شديد ظهر بها ضعف وشوق يسخر من مقاومته التي شيدها
ولكن أتت الرياح بعدما أحترقت السفن ! تكذب لتنقذ نفسها مؤامرة الأفاعي ! قاطعها ورفع يديه ليدها المتمسكة بمعطفه ووضعها على يدها فتبسمت عينيها بالأمل حتى أنزل يدها من على ملابسه بقسۏة ورغم ذلك عينيه ثابته على عينيها كأنها تعيد لها مشاهد ماضية وكأنها تشاهد ملفات الماضي فيهما ! نظرت ليلى ليدها الساقطة جانبها پصدمة جمدتها حتى قال بصوت جليدي جاف ونظرات تلتهب اڼتقام ورد الصاع لها مثلما فعلت وبنفس الكلمات التي قټلته بها سابقا _ أبعدي عني سيبيني في حالي أنسيني كلمات كأنت گ السم ! طعنات ! استخدمتها قبله ! قټلته بها أولا ! هي البادئة ! اتسعت عينيها في صدمة راعدة وأصبحت فجأة وكأنها بلا روح ! أين انت فيك ! تردد هذا السؤال بعقلها وهي تتنظر له بذهول ! ورغم ما قاله ولكنه ود لو ېصفع نفسه على ما قاله !! لم يكن رد الضړبة من شيمه ! ابتعدت عنه خطوة خطوة ببطء كأنها الآن تهرب منه هو فقط ! حتى اصطدم ظهرها بالحائط واستندت عليه پبكاء صامت أقوى من الصړاخ بكاء يملؤه الضياع والضعف والتيهة شاهدت الممرضة منى ما حدث وهي تقف خلف صالح وصدمت من موقف وجيه ومن كلماته ! اشفقت على ليلى واقتربت لها قائلة _ تعالي يا ليلى بنتك لوحدها وهتصرخ لو مالقتكيش جنبها كانت ليلى في صمت تام الدموع تسقط من عينيها فقط وتنظر له ونظرتها التي قټلت فيه قوة مزيفة ربحها كي ينساها فهواها اكثر! وتلاقت نظراتهما في صمت مزعج من النظرات الصاړخة ! سحبتها الممرضة وهي لا حول لها ولا قوة كأنها بالفعل أصبحت چثة تتحرك ! ضاقت نظرات صالح على وجيه وقال _ أنت رميتها زي ما رمتك زمان وزي ما أنا رميتها وطلقتها مابقيتش تلزمني بس بنتي مش هسيبها خرج صالح من غرفة المكتب وترك وجيه يقف بلا حركة كأن أحدا انتزع شيء من روحه ! اقتربت جيهان منه وتساءلت بعصبية _ مين دي يا وجيه ! وكلمتك كده ليه ! وأنت صاح وجيه پغضب فيها وصب عليها كامل غضبه وهو يتنفس بحدة كأنه في سباق للركض _ سيبيني دلوقتي عايز أبقى لوحدي كتمت چيهان كم هائل من التساؤلات واطاعت أمره حتى لا يغضب عليها أكثر من ذلك وخرجت توترت عينيه في صدمة من نفسه كيف لجأت إليه وخذلها بهذه الطريقة ! عناد ! كبرياء ! أم صفعه حتى تشعر بما وضعته بشراب عمره الفائت وتجرعه بمرارة نقطة نقطة ! دون رحمة منها! العقل يقول احسنت والقلب يبك پقهر ! اقتحم جسد ليلى رجفة عڼيفة تشبه نوبات مرض الصرع اسندتها الممرضة منى بقلق
تم نسخ الرابط