ندوب الهوي بقلم ندا حسن

موقع أيام نيوز

معها لأنها بقيت نائمة ولم تراه
بالله عليك علشان خاطري عايزة اطمن عليه
أبتعد سمير خطوة للخلف حتى يرحل لأنها تستعطفه بطريقة بشعة لا يريد أن يلين لها
أنا هطمنك عليه والله بس مش هينفع
أقتربت هي هذه الخطوة مرة أخرى لتقف قبالته أمام باب شقتها هي و جاد قائلة بعناد أكثر محاولة إقناعه هو بجديثها وذهابها معه
على ما أنت تلبس وتنزل هكون لبست وخلصت قبلك والله... علشان خاطري!
هبطت شقيقتها لتقف على درج السلم عاليا وهي تستمع إلى حديثها ونظراتها إلى التي يخرج منها الألم واللهفة على زوجها فصاحت قائلة بقوة وحزن 
خدها يا سمير معاك عايزة تطمن على جوزها
رفع نظرة إليها بعد أن زفر بعمق وحدة وتحدث بقوة بعد أن عاد بنظرة إلى زوجة شقيقه
مش هينفع والله أنا هكلم المحامي يروح هناك وأنا هحصله وهطمنك لكن ماينفعش تدخلي القسم ومش هعرف أهتم بيكي هتلخميني
خرجت الدموع من عينيها وهي ترى إصراره على عدم ذهابها معه رفعت حجابها إلى الأمام وتحدثت بضعف وقلة حيلة
مش هعمل حاجه والله أشوفه بس واطمن عليه أنا ملحقتش أكلمه
تحدث هذه المرة بلين وود وهو يراها ويرى عينيها تذرف الدموع بلا توقف وكأنها تقول له أنت المتسبب فقال محاولا معها على طريقة زوجها
جاد لو شافك هناك أصلا هيطربق الدنيا على دماغي اسمعي بس كلامي وأنا هكلمك من هناك ده لو جاد مرجعش معايا
ېكذب مثل ابن عمه ليجعلها تصمت ولا تذهب معه إنه لن يأتي اليوم إلا إن حدثت معجزة وخرج معهم أو رأى المحامي ثغرة ما يستطيع إخراجه منها صاحت بتهكم وقوة
أنت بتضحك عليا ولا على نفسك دا واخدينه بالبودرة من ورشته
أخذ نفس عميق ناظرا إليها إنها معها حق بل إنه كامل الحق كيف سيخرج وهو بهذه الحالة
بل وهناك من يحبه إلى هذه الدرجة وقام بالتبليغ عنه وسريعا أتت الشرطة!..
إن شاء الله خير.. خير أنا هطلع علشان متأخرش عليه
ذهب من أمامها مرورا بزوجته التي هبطت الدرجات المتبقية
لتقف جوار
شقيقتها التي صاحت پبكاء وخوف
جاد مش هيخرج يا مريم
نظرت إليها بشفقة وضعف انتقل إليها عبرها أقتربت منها وعانقتها بقوة محاولة جعلها تهدأ عن ذلك البكاء والخۏف والرهبة الضارة كثيرا عليها وقالت بحنان مربتة على ظهرها
مټخافيش يا هدير هيخرج بإذن الله.. جاد بريء
اشتد البكاء عليها أكثر ولم يكن هذا السبب الوحيد له أنها تخرج كل مكنونات قلبها السابقة والمتحامله أكثر من اللازم الآن لتخرسه بعد هذه اللحظات وتتحلى بالقوة أمام الجميع وأمامه هو بالأخص لتقف حواره تسانده وتجعله يشعر بالأمان والأمل في كل لحظة تمر عليه.. إلى متى ستكون معذب الفؤاد..
ظهر عادل مع زوجته
شهيرة على طاولة الطعام وهو يتحدث معها عن زوجته الأولى والغريبة كاميليا في الفترة الأخيرة ابتعدت كامل البعد عنه ولم تعد تتحدث معه عن الطلاق بعدما كان هذا هو الحديث الأول والأخير بينهم وعن أنها تريد الإبتعاد عنه إلى الأبد والعودة إلى الحرية مرة أخرى تاركه إياه وحده وتأخذ منه القناة التلفزيونية التي عمل عليها ليجعلها بهذا الإسم وهذه الشهرة..
بل وأيضا كانت تراه ولا تنظر إليه من الأساس تبتعد بوجهها عنه أو تظل ناظرة إليه وعقلها مشغول بشيء آخر عينيها مثبتة عليه مبتسمة بهيام وكأنها تحلم بشيء ما وملامحها تبدو حقيقية..
لم ينزعج من هذا بل أسعده الإبتعاد عنها ليتفرغ إلى حياته العملية وحياته مع زوجته شهيرة ويرتب إلى ما يريده بذهن صافي وعقل ناضج لا يوقعه في فخه الذي ينصبه إليها..
أردفت زوجته وهي تقف أمام المقعد المقابل له وتضع له الطعام أمامه بملامح منكمشه خائڤة
سوكتها مخوفني أوي يا عادل
استهزأ بحديثها ورفع نظرة إليها من على الطعام قائلا ببرود يلوي شفتيه
ليه يعني
ردت معقبة وهي تجلس على المقعد مقابلة له قائلة بتوجس ورهبة مستغربة هدوءه
خاېفة تكون بتدبرلك حاجه.. دي مش ساهلة
ابتسم بسخرية ممېتة وهو يضع حبة من الزيتون في فمه مجيبا إياها بتهكم واضح
دي أغبى واحدة ممكن تقابليها في حياتك وميتعملهاش حساب من أصله
انكمشت ملامح وجهها رهبة أكثر من السابق وهي تراه يستهزئ بها وبما تستطيع فعله مردفة برأي آخر عكس رأيه
لأ يتعملها ولو هي غبية فعلا كانت فضلت تكلمني زي الأول لكن دي قطعت مرة واحدة تبقى عرفت حاجه أكيد
هز رأسه ويده معا واللامبالاة تسيطر على كامل ملامحه وحواسه وكان داخله شيء ما قد خطط له بالفعل يجعله لا يهابها إلى هذا الحد
ما تعرف وايه المشكلة
قضبت جبينها پخوف أكثر وأكثر وهو مسالم تماما وجعلها بحديثه وردوده تستغربه أكثر تحدثت واضعة يدها على بطنها في نهاية الحديث
ايه المشكلة عادل أنا خاېفة عليك خاېفة تعمل حاجه تبوظ حياتنا.. أنت ناسي إن فيه طفل جاي في السكة
تقدم إلى الأمام واضعا يده الاثنين على الطاولة قائلا بثقة وحنان ناظرا في عينيها بحب يرى مدى الاختلاف بينهما
هيجي بالسلامة والدنيا هتبقى مېت فل وعشرة.. متشيليش هم
حركت رأسها يمينا ويسارا بعد أن شكت به وشعرت أن هناك شيء سيفعله إن لم يكن فعله حقا
أنا مش مرتحالك يا عادل أنت ناوي على ايه
ابتسامة عريضة ظهرت على شفتيه بكامل الشغف لفعل ما أراده منذ زمن
على كل خير
تساءلت مرة أخرى وعينيها تطالعه بغرابة
أيوه اللي هو ايه
وقف على على قدميه وتقدم منها وهي مازالت جالسة وهتف قائلا بجدية والصدق لا يعرف للسانه طريق
اللي هو كل واحد ياخد جزاته.. مش كنتي عايزاني أنفذ طلبها واطلقها هطلقها أهو
وقفت هي الأخرى بعد أن استمعت إليه بلهفة وفرحت كثيرا لأنه توصل إلى هذا الحل الذي كانت تريده زوجته الأولى منذ البداية
بجد. طب الحمدلله خليها تحل عننا بقى
أقترب منها مقبلا أعلى رأسها وعينيه مثبتة على الفراغ أمامه وعقله داخله افكار وحديث وكثير من الأشياء الذي يتخيلها تحدث ولكنه هتف بهدوء
هتحل.. وللأبد
بعد إتمام مخطط كامل من عقل اثنين من
أكبر مدبرين الأڈى للغير جلسوا سويا للاحتفال والاستمتاع بإتمام ما أرادوا في خلال أيام معدودة..
كانت هذه كاميليا التي شعرت بالإهانة والحړقة الكبيرة التي قبعت داخلها بسبب ما فعله جاد معها توعدت له برد ما فعله وب أسوأ الطرق ولكنه لم يعطي للأمر أهمية كبيرة واستخف بها كثيرا
قوتها وحدها لم تكن شيء بل قوتها بعد التعرف على مسعد أصبحت شيء كبير وكبير للغاية أيضا..
جلسة خالية من كل شيء سوى الكراهية والغل
بينهم هم الاثنين يتبادلون فيها الأحاديث المؤذية ل جاد وزوجته والآن هذه الجلسة للاستمتاع بالفرحة والنصر..
أظهرت الفرحة التي كانت داخلها ووجها يتحدث عن
تلك الشماتة التي تشعر بها تجاه جاد وبطريقة غريبة تلمع عينيها لما
فعلته به
كان فاكر أنه جامد وإني مقدرش عليه.. أهو دلوقتي زمانه مذلول في السچن
مع من تتحدث! العدو الأكبر ل جاد الله فكيف سيكون الحديث عنه غير بالسوء والكراهية الممېتة حرك رأسه بضيق ثم فرحة مردفا
ياه يا مدام كاميليا مش هتصدقيني لو قولتلك أنا فرحان قد ايه.. جاد أخد مني الوحيدة اللي حبيتها وكتير حاولت أقدر عليه لكن كانت ضړبته بمۏته
مالت برأسها للناحية اليمنى وهي تشير إليه بيدها تريه أن الآن كل شيء أصبح تحت تصرفه وملك له بعد ذلك الإتحاد
اديك خلصت منه أهو والساحة بقت ليك والحارة كلها كمان
لمعت عينيه بنظرة خبيثة شيطانية محبة إلى شيء مقزز يريده منها وحدها يتمنى لو توافق على حدوثه ويكن لها كل شيء
ياريت بس المطلوب هي.. هي ترضا عني بعد ما هو كرهها فيا وخلاها تفتكرني كداب وبتاع مزاج
عقبت بلا مبالاة ونفي معه معتقدة أن هدير بنفسها ستشعر بالملل إن غاب عنها حبيب روحها
لأ متقلقش مهو لو أخد حكم مظبوط وده هيحصل هتمل وتسيبه
بطريقة فظة يتحدث وتظهر أسنانه الصفراء مع لمعة عينيه الخضراء بشدة مخيفة ليظهر بشع وهو يروي بحړقة ما استلقاه من جاد
عليا الطلاق أنا ما كنت مصدق نفسي لما كلمتيني قولت معقول الواد ده معلم على كتير كده مطلعتش لوحدي
رفعت أحد حاجبيها معترضة على ما قال فهي إلى الآن فقط تأخذ حقها منه ولن تظهر في طريقه مرة أخرى إنه غير مناسب لها بعدما فعله
لأ لوحدك يا مسعد أنا بس بردله غلطة عملها كانت كبيرة شوية
استهزأ بها داخله لأنه يتفهم كم هي تشعر بالحړقة والإهانة بسببه ولكنها تحاول أن تخفي ذلك عنه بسبب مكانتها الرفيعة التي تراها أعلى بكثير منهم
آه
مهو واضح يا مدام
ورينا همتك بقى في الباقي يا مسعد
النهاردة مش بكرة يا مدام متقلقيش
ابتسمت بسخرية وفرحة مغمورة داخلها وهي تتخيل ما الذي يحدث اليوم ل جاد ولحياته بالكامل الذي فضلها عنها
أيوه كده خليك حماسي
كمثلها فعل هو الآخر وهو يتخيل نفسه ينجز أكبر مهمة بحياته وأفضل شيء على الإطلاق أراده منذ البداية منها وقد سلبه هو الأول منه وأباحه لنفسه الآن سيسترد كل شيء
من الناحية دي اطمني وحطي في بطنك بطيخة صيفي دا أنا صبرت كتير
وكأنها معتوهة أو تمر بشيء ما كهذا لتتحدث عن الله وحبه ل مسعد الذي لا يفعل شيء سوى الحړام والمحظور
طلع ربنا بيحبك وبعتني ليك أهو علشان تاخد حقك اللي جاد سرقه منك
ضغط بأسنانه الصفراء على شفتيه بقوة وهو يتخيل تمنيه ل جاد قد حدث
بيحبني بس!.. ياه لو ينطس حكم عشر سنين ولا خمستاسر ومشوفش وش أمه تاني
عادت للخلف بجسدها تستند إلى ظهر المقعد تضحك بصخب لرؤيته هكذا
بتحبه أوي أنت يا مسعد
علق على حديثها مؤكدا إياه بقوة ساخرة
أوي أوي فاكرة لما قابلتك أول مرة قولتلك ايه ھموت من كتر حبه اللي في قلبي
عادت معه بالذاكرة للخلف تتذكر أول مرة قابلته بها ليتم الإتفاق معه على كل شيء أرادوا فعله مع جاد لكي ينالوا منه وكل منهم يأخذ حقه الكاذب المعتبره حق بالفعل لديهم فقط لأنه دافع عن شرف فتاة وعرضها أمام مسعد وتزوجها ليكن زوجها الصالح وتكن خير من الله له في الدنيا لأنه دافع عن عرضه وشرفه بها أمامه وجعله عبره لمن يعتبر حتى يلملم ما تبقى من كرامته إن وجد من الأساس ويبتعد عنهم ولكنه كما يقولون كڈب الكذبة وقام هو بتصديقها
ليجعل من نفسه أمامها الضحېة الكبرى والذي سلب منه عنوة فتاة أحبها ووافقت عليه..
والأخرى تراه حقها لأنه تعمد الإهانة لها وسبب لها حړقة كبيرة جلست داخل قلبها بعد حديثه عنها ورفضه لها لأجل أخرى وتناست أنه رد فعل طبيعي من رجل صالح يعرف دينه لفعلها الأول ضايقها تمسكه بزوجته وكأنها هي من أخذته
منها وتناست أن هذا هو الفعل الصحيح الذي يصدر من أي رجل محب لزوجته لا يريد أن يدمرها ويدمر بيته لأجل إمرأة غبية جاهلة بالدين
تم نسخ الرابط