يعني انا هعيش بين كل دول

موقع أيام نيوز

.. أنا 
لم تستطع متابعة الكلام وهي تتنفس بسرعة خوفا من أن ما يجول بفكرها الآن قد حدث حقا إنتبهت إلى تلك السيدة وهي تعطيها كوبا منالماء لتهدئ به نفسها فأخذته سريعا وشربته دفعة واحدة .
إستعادت السيدة الكوب وربتت على كتف هناء بتهدئة فرفعت هذه الأخيرة عينيها إليها وتساءلت 
_ انت مين وأنا جيت هنا ازاي 
_ أنا نادية دكتورة نسا وجارة الولد الي كنت معاه .
لمعت عينا هناء وسألتها سريعا پخوف 
_ ه .. هو .. عمل حاجة 
أخفضت نادية رأسها بحزن لتتسع عينا هناء پصدمة بعد أن فهمت الجواب ..
وضعت رأسها بين كفيها ونظرت إلى الأرض بتشتت نزلت دموعها تدريجيا لتبلل خدها لكنها لم تمسحها وهمست
بصوت موجوع 
_ أنا عملت ايه أنا .. أنا ضيعت نفسي ! كل ده لاني كنت عايزة انتقم لبابا وماما !
إزداد علو صوت بكائها ليتقطع قلب نادية شفقة عليها لكنها إكتفت بالخروج من الغرفة لتتركها لوحدها مع الندم الذي يأكلها وهي تسترسل 
_ يا ريتني سمعت كلام خالي ! أنا غبية ! حب الاڼتقام اعماني وكان السبب في الي انا فيه دلوقتي ! أنا .. هقول ايه لعيلتي 
همست بجملتها الأخيرة وعيناها تتسعان وكأنها تذكرت للتو العاړ الذي سيلحق بها وبعائلتها نظرت إلى السماء عبر نافذة الغرفة ودقاتقلبها تسارعت عندما خطرت ببالها فكرة مچنونة ستحميها حتى من ألم التفكير لذا وبدون تفكير مطول وقفت من مكانها وأطفأت نور الغرفةثم إتجهت ناحية النافذة وفتحتها ورغم الظلام الذي منعها من رؤية شيء إلا أنها كانت تقفز عبرها دون تردد حين إستنتجت أنها بالدورالأول وليس الأرضي مقررة إنهاء حياتها واللحاق بوالديها في هذه اللحظة ..
تجلس كلتاهما بقاعة الجلوس إحداهما على يمينه والأخرى على يساره ويرمقان بعضهما البعض بنظرات مشټعلة وكأنهما في تحد .. قلبرسلان عينيه بملل منهما ثم وقف سريعا قبل أن تبدآ وصلة العراك وإتجه إلى غرفته موقنا بأن مريم ستتبعه بالتأكيد فهي قد جاءت بسببطلبه لها .
وبالفعل وقفت مريم هي الأخرى لتتبعه تاركة بدور تطالع أثرها بغيظ ثم تفارق مكانها أيضا وتصعد الدرج خلفهما قاصدة غرفة يامن .
طرقت الباب حتى إستمعت إلى الإذن بالدخول فدخلت سريعا ونظرت إلى يامن ثم إلى أدم الجالس بجانبه لتتفاجأ بوجهه الذي كان يحملبعض الكدمات .
_ ايه ده يا ادم مين الي عمل فيك كده 
قوس أدم شفتيه وأجاب وهو يشير إلى يامن 
_ هو ده .
رمقه يامن بعدم إهتمام ثم عاد ينظر أمامه حتى إستمع إلى بدور التي سألته بفضول 
_ هو انت خطفت البنت ليه يا يامن 
_ عشان اديها كرامتي تلعب بيها وارجع أنا من غيرها !
قالها يامن بسخرية فرفعت بدور حاجبيها بعدم فهم منتظرة منه شرحا لما يقول لكنه أردف بشرود بدل ذلك 
_ هو المفروض اعمل ايه عشان اكسب قلبها من غير ما اخسر كرامتي 
طالعه كل من أدم وبدور بغباء ثم فتح أدم فمه يهم بالحديث لكن يامن رفع كفه له يوقفه عن ذلك وقال 
_ انت بالذات مش عايز منك نصيحة والا ناسي انك انت الي اقترحت عليا اخطڤها واني ضيعت كرامتي بسببك 
قوس أدم شفتيه بتذمر مصطنع ولكنه لم يعلق بينما هتفت بدور بسخرية 
_ وهو انت ماشي ورا عقلك والا ورا كلام ادم هو في وحدة بتحب حد خطڤها أصلا 
تدخل أدم 
مبررا سبب إقتراحه لتلك الفكرة 
_ ماهي مكنتش عايزة تديله فرصة عشان يتكلم معاها عشان كده قلتله يخطفها ويتكلم
معاها ڠصبا عنها ويحكيلها هو حبها ازاي وشافهافين .. وانا متأكد انها لو سمعت قصة حبه ليها هتحبه بس هو معملش كده !
قاطعه يامن بملامح متذمرة 
_ مانا كنت هحكيلها بس كنت عايز ابينلها الاول اني عارف عنها كل حاجة وفتحت التلفزيون على كرتونها المفضل وكنت هجيبلها كل حاجةبتحبها بس أنا أصلا طلعت معرفش عنها كل حاجة وهي طلعت بتحب 
قاطعته بدور فجأة بفضول وحماس 
_ ثواني ثواني ! هي ايه قصة حبك ليها وازاي عارف عنها كل حاجة انت بتعرفها من امتى اصلا 
تبادل أدم ويامن النظرات ثم إبتسم أدم بحماس قائلا 
_ دي قصة طويلة بس هنحكيهالك .
_ هاا الرواية فين بقى 
تساءلت مريم وهي تجلس على سرير رسلان وتمد له يدها فأخرج لها كتابا من أحد الأدراج وقدمه لها وهو يلوي شفتيه بقرف ويتمتم 
_ دي تعتبر رشوة على فكرة !
أمسكت الكتاب بحماس وقلبت صفحاته بسعادة قائلة 
_ مش مهم المهم ان الرواية دي بقت عندي خلاص ! شكرا يا احلى اخ في الدنيا !
قالت جملتها الأخيرة وهي تترك الكتاب وتهب لمعانقته فبادلها العناق بإبتسامة صغيرة شعرت بها مريم فهتفت بفرحة وهي تبتعد عنه 
_ ايه ده انت بقيت بتبتسم كتير الفترة دي هي عرفت تغيرك
تم نسخ الرابط