يعني انا هعيش بين كل دول
المحتويات
منقلقش عليها لانها عايزة تفضل لوحدها .
سكتت لثوان قبل تردف
_ بس أنا قلقانة عليها بصراحة مش عارفة هي ممكن تبات فين .. حتى ماما وخالو وجدو اتجننوا لما اختفينا احنا الاتنين ورا بعض .
فكرت بدور قليلا قبل أن تهتف
_ أنا هطلب من أخواتي يدوروا عليها هما أكيد هيعرفوا يلاقوها !
أنهت المكالمة معها بعد دقائق ثم خرجت من غرفتها لتنزل إلى الأسفل ثانية لكنها تراجعت وهي ترى الدرجات الكثيرة التي ستضطر لنزولهافتكاسلت عن ذلك .
قادها فضولها إلى غرفة رسلان مستغلة وجوده بالأسفل وحالفها الحظ هذه المرة فوجدت غرفته غير مقفلة كالعادة .. إبتسمت بإتساع ثمدخلت ببطء وهي تراقب الرواق بحذر حتى لا يمسك بها أحدهم متلبسة .
إستنشقت هواء الغرفة الممتلئ برائحة عطره التي يستخدمها فبحثت بعينها تلقائيا عن زجاجة العطر حتى وجدتها على مكتب صغير يحملبعض الأدراج .. إتجهت نحوه ومدت يدها إلى زجاجة العطر لكنها توقفت وهي تنتبه إلى ذلك الدرج بالمنتصف والذي لم يغلق بإحكام .
غيرت مسار يدها نحوه وفتحته بفضول لتتسع عيناها وهي ترى القصاصات التي كانت تضعها أسفل باب غرفته كل ليلة مرمية جميعا به .. رمشت بعدم تصديق تحاول التأكد من أن ما تراه حقيقي وليس مجرد وهم رسمه خيالها فقد كانت تظن بأنه يلقي بهم بعد قراءتهم بعدمإهتمام وذلك بسبب تجاهله لطلبها الدائم له بالإبتسام .
توقفت عند تلك النقطة وهي تسأل نفسها سؤالا لطالما تهربت من طرحه على نفسها .. لماذا لم توافق هل هي حقا تعتبره أخا لها كباقيإخوتها أم أنها توهم نفسها بذلك حتى لا تعترف بمشاعرها أمام نفسها وأمام الجميع
تنهدت وهي تنظر إلى تلك القصاصات بشرود وقد بدأت تفكر في أمر مشاعرها نحوه بكل جدية لكن تفكيرها لم يدم طويلا بسبب سماعهالصوت خطوات تقترب من الغرفة .. جالت بنظرها حول الغرفة تبحث عن مكان لتختبئ فيه لكنها لم تجد سوى الحمام .. وفور دخولهاوإغلاقها لبابه فتح باب الغرفة من قبله .
_ هتجيبلي الرواية امتى
ألقى رسلان بنفسه على السرير مجيبا
_ أول ما عمتو بثينة تجي هنسلم عليها ونطلع على طول لاني مش عايز افضل هنا كتير وهي موجودة .
_ أوك .
عقدت بدور حاجبيها بإستغراب وهي تلصق أذنها بباب الحمام وتستمع إلى حديثه متسائلة مع نفسها عن هوية تلك التي تدعى بثينة لكنهاربطت كلامه سريعا بحديث والدها وفهمت أن بثينة هذه هي إبنة عمته .. ولكن ما سبب عدم قبول رسلان بالبقاء في مكان هي موجودة فيه
قاطع تفكيرها صوت رسلان الذي قطع الصمت قائلا بشرود
تطلعت إليه مريم بترقب فأردف بنظرة تحمل بعض الرجاء
_ مش هتتضايقي لو طلبت منك تقولي لبدور تجي معانا صح
ظهرت ملامح الإعتراض على وجهها وهتفت بضيق
_ وتجي معانا ليه ان شاء الله رسلان أنا مقدرة انك عايز تتجوزها بس انت كمان قدر اني مش بطيقها !
إعتدل رسلان في جلسته وتحدث بهدوء محاولا كسب موافقتها
_ اتحمليها المرادي عشان خاطري أنا مش عايزها تحتك بعمتو بثينة وبنتها اوي
.
زفرت مريم بملل ثم أومأت بعدم إقتناع
_ اوك عشان خاطرك .
قالت ذلك ثم خرجت من الغرفة دون أن تضيف كلمة أخرى .. بينما كانت بدور بالداخل تلوي شفتيها بقرف متمتمة مع نفسها وهي تقلد مريم
_ بس انت كمان
قدر اني مش بطيقها ! على اساس انا الي مېتة في هواها يعني ! وبعدين يعني ايه رسلان مش عايزني احتك ببنت عمتوبثينة هو كان جوزي والا اخويا والا ابويا عشان يتحكم فيا !
_ يعني دلوقتي بس مبقتش أخوك
إلتفتت بدور إلى مصدر الصوت بفزع فوجدت رسلان يستند على باب الحمام الذي لا تدري متى فتح وهو ينظر إليها بحاجب مرفوع وملامحساخرة .. إبتلعت ريقها وهي تبتسم بغباء وهمست
_ أهلا !
يجلس جميع الشباب مع جدهم وآبائهم حول المسبح عدا رسلان وياسين .. ويجلس محمد بين إبنيه خالد وعدي اللذان لا يكفان عن تذكيرهبأفعال إبنة عمته وإلتصاقها به في الماضي محاولين إزعاجه .. لكن محمد رفض التخلي عن بروده وإستطاع الحفاظ عليه متجاهلا كلامهمحتى ذكر خالد لذلك اليوم الذي كادت فيه يمنى أن ټقتلها جاعلا محمد يعود بذاكرته إليه ..
كان ذلك قبل طلاقه ليمنى بسنتين تقريبا
.. عندما كانت العائلة مجتمعة كعادتها في موعد الغداء حول مائدة الطعام وكانت ليليا آنذاكتحمل بدور في بطنها وزوجة
متابعة القراءة