جاسر
المحتويات
عصبية ليقول ب صوت خفيض
أنا عارف إنك أسوء أعمالي..هو دا العدل الإلهي...
أبعد يده عن فمه ثم نظر إليها وإبتسم ب إصفرار
طب يلا نروح ونبقى نتكلم ف الموضوع دا بعدين...
وبدأ في دفع العربة ب قوة وكأنه يفرغ شحنة غضبه بها..تلك الصغيرة تجعل من التعقل جنون..من الهدوء ضجة..من براءة الأطفال إلى جراءة الشباب
وضع الحقائب البلاستيكية ب صندوق السيارة ثم وضع صغيرته ب داخلها وأحكم حزام الأمان حولها..ليصعد هو إلى مقعد السائق..أدار المحرك وإنطلق..دقائق ليتوقف ب إشارة ما..نقر ب أصابعه على المقود ب ألحان رتيبه ف أدار وجهه إلى الطريق المقابل ليجد سيدة ما تجلس على قارعة الطريق وحولها تجمع بسيط يبدو أنهم يواسوها
جوجو أنا نازل أشوف حاجة متنزليش من العربية
حاضر...
قالتها ب طاعة ولكنه أحكم غلق سيارته عليها..توجه إلى الطريق المقابل و تبعه أحد حرسه..إنحنى إلى تلك السيدة واضعا يده على منكبها وتساءل
مالك يا أمي!...
لم ترد عليه بل أخذ بكاءها يتعالى ف أجابت إحدى السيدات ب تأثر
ضړبت السيدة فخذها وقالت ب تحسرهروح إزاي!..دا أنا لسه قابضة معاش جوزي الله يرحمه وراح..أنا معيش حق اللقة عشان أأكل اليتامى اللي عندي...
وأكملت بكاءها ب حړقة..جثى جاسر على ركبيته أمامها ثم قال ب إبتسامة دافئة
ولا يهمك يا أمي قدر الله وما شاء فعل...
ثم نهض وأخرج من جيب بنطاله عدة ورقات نقدية فئة المئتين ثم وضعهم ب يدها..صړخت ب إعتراض قائلة وهى تزيح يده
أعاد جاسر وضع النقود ب يدها وقال ب هدوء
أديكي قولتي إبنك..أكيد مش هتكسري ب خاطري..وبعدين دول لعيالك ربنا يخليهوملك
خديهم يا حاجة..ربنا يكتر من أمثالك يا بني...
بدى التردد واضه على وجهها ولكن إبتسامته شجعتها على أخذ المال..إتسعت إبتسامته وهى تتمتم ب عبارات الشكر والدعاء
شوف الحاجة عاوزة تروح فين..وأدي حسابك...
وأعطاه بضع أوراق نقدية..ف أومئ الرجل ليسمع السيدة تتمتم ب دعاء أصابه ب الصميم
روح يا بني ربنا
ما ېحرق قلبك على عزيز ليك
أبتسم جاسر ب عمق وقالأمين يا أمي..أمين...
ثم عاد إلى سيارته ف وجد
طفلته تنتظره..صعد السيارة وأدار المحرك وقبل أن ينطلق أعطته جلنار ورقة مطوية وقالت ب براءة
عمو اللي كان هنا ساب الورقة دي وقالي أيديها لبابي...
عقد جاسر حاجبيه وقد تصاعدت ضربات قلبه ړعبا..جذب الورقة منها وقام ب فضها ليجد
خذ حذرك قد تفقد أحدهم نتيجة تحنيثك ب وعد قد قطعته...
كور جاسر الورقة ب ڠضب وأخذ يسب و يلعن ب سره..حاول التحكم ب أعصابه كي لا يفقدها أمام جلنار ويصيبها ب الخۏف..حاول الحديث ب هدوء لا يعلم كيف تسلحه
رفعت منكبيها وقالتمش عارفة..كان لابس نضارة زي دي ومش شوفته...
أومأ ب رأسه ولم يرد..بقت البراكين تثور ب داخله ب جانب الړعب الذي دب ب أوصاله..إنطلق ب سيارته وعقله يفكر..الخطړ المحدق به يكاد يبتلعه ويبتلع عائلته معهم..وصولهم إليه في وضح النهار وبين حراسته يدل على مدى تمرسهم وإحترافهم..عدم إيذاء الصغيرة والإكتفاء ب تحذير ينبئ ب وقوع الأسوء
لم ينتبه إلى يده التي بدأت تتحرك ب عڼف على جرحه فوق حاجبه الأيسر حتى عاود الڼزف
بعدما تناولت طعام الإفطار صدح صوت هاتفها لتجده مراد..إبتعلت ريقها ب خجل وأجابت
صباح الخير يا مستر مراد
صباح النور يا بسنت..أخبارك إيه!
الحمد لله شكرا لحضرتك...
ساد الصمت لحظات وقد بدأت تتوتر بسنت..منذ أن عادت إلى مصر وهى لم تطئ ب قدميها إلى العمل ومراد لا يضغط عليها أبدا ولكنها تمادت كثيرا..سمعت صوته يقول ب جدية
لازم ترجعي يا بسنت..أنا سبتك فترة طويلة تاخدي فيها راحتك وتستمتعي مع عيلتك..لكن لازم ترجعي الشغل كتير وإحنا عاوزين نفوق
إبتلعت ريقها وقالتعندك حق..أنا إن شاء الله هرجع من بكرة وأكمل شغلي...
اومئ ب رأسها ب رضا ثم قال وهو يوقع بعض الأوراق
جهزي نفسك عشان داخلين شغل مع مستثمر لبناني هيبني مجمع سكني ف لبنان وهنكون أول ناس تعمل فيه عرض الأزياء
وبعدين!
أكمل حديثهأنا هبعتلك التفاصيل ع الإيميل..تكوني عنه فكرة ولو عندك ملاحظات عرفيني
حاضر يا مستر مراد..أوعدك مش هخذلك
تمام يا بسنت..أنا مضطر أقفل عشان عندي شغل وهبعتلك الإيميل كمان ساعة...
ثم أغلق الهاتف..لتتضعه ب جانبها وبدأت ب عض أناملها خوفا..وضعت هاجر يدها على منكب بسنت وتساءلت ب جدية
لسه معرفتيش صابر!
تنهدت بسنت ب يأس وقالتلأ وخاېفة أقوله...
جلست هاجر ب جانبها ثم قالت ب هدوء
لازم تعرفيه يا بنتي..كل ما بتتأخري كل ما المشكلة هتعقد..وصابر مش هيعديها بسهولة..أنتي بتقولي إن بينهم عدواة
تأففت بسنت ب ضجر قائلةكأنك بتقولي حاجة جديدة!..أومال إيه اللي مرددني أقوله!
رفعت هاجر منكبها وقالت ب بساطةخلاص قوليله النهاردة..هو جاي...
وضعت بسنت يدها على عينها ثم قالت دون النظر إلى والدتها
مينفعش خالص دلوقتي
طب ليه
أجابت بسنت ب توضيحعشان ظروفه متسمحش
أومأت هاجر ب رأسها وقالتتمام بس متتأخريش...
هزت رأسها ب موافقة لنتهض هاجر قائلة وهى تتجه إلى الأسفل
أنا هنزل أوصي ع الأكل عما صابر يجي..وأنتي قومي إجهزي
حاضر...
ونهضت بسنت من أجل تحضير نفسها..أتاها إتصال من صابر ف أجابت على الفور لتسمع صوته الرخيم
وحشتيني
إبتسمت بسنت ب خجل وقالتوأنت كمان
تشدق هو ب مشاكسةوأنت كمان إيه!
ضحكت بسنت وجارت مشاكستهمش هقولك ومۏت بغيظك
ماشي أنا كدا كدا جاي وهعرف أخد حقي...
كانت نبرته خبيثة أنبأتها سوء نواياه..ليتلوى شدقها ب خوف..سمعت صوت ضحكاته يخترق أذنها لتبتسم لا إراديا منها..سمعته مرة أخرى يتحدث ب هدوء
أنا جبت نور معايا عشان نتسلى كلنا
قالت هى ب حماسبجد!
أها والله..هي جنبي أهي وبتسلم عليكي
ضحكت بسنت وقالتطب كويس..متتأخروش بقى
أجابها صابرمسافة السكة..سلام مؤقت يا مون أمور...
ضحكت بسنت ب
صخب وهى تغلق الهاتف لتقول وهى تتجه إلى خزانة ملابسها
مچنون..بس بعشقه...
دق الباب لتفتحه روجيدا بعد فترة قصيرة..ف وجدت جاسر
يحمل حقائب بلاستيكية عديدة..إرتفع حاجبها ب تعجب وتساءلت
هو دا مخزون رمضان!..
أجابها جاسر ب تجهم وهو يدفع ب طفلته إلى الداخل
الست هانم بتحبه
نظرت إليه جلنار ب حنق وتشدقتعندك مانع!
رد جاسر ب عدم تصديقاه يا بنت ال..يخربيت تربيتك السو...
ضحكت روجيدا لتأخذ الحقائب من جاسر ثم أدخلتها المطبخ..عادت إلى الخارج بعد مدة وقالت ب حنو
يلا يا جوجو..حضرتلك الكورن فليكس...
صفقت ب يديها ب حماس وإتجهت إلى المطبخ..نظرت إلى جاسر الذي بدى عليه التجهم ف تساءلت وهي تفسح له المجال
مالك يا جاسر!
أجابها وهو يجلس على الأريكةبت تربيتها قڈرة..شوفي بترد عليا إزاي!
ضحكت روجيدا ثم قالت ب سخريةوهى هتجيبه من بره
عندك حق...
قالها ب تجهم وهو يزيل نظارته الشمسية..دلفت روجيدا إلى المطبخ وجلبت كأسين من العصير وعادت إلى جاسر..وضعتهم على الطاولة الزجاجية ونظرت إليه لتتسع عيناها وهى تتساءل ب خوف
أنت إتخانقت تاني ولا إيه!
عقد حاجبه وأجاب نافيالأ ليه!...
إقتربت منه روجيدا ثم وضعت يدها على الچرح أعلى حاجبه..وضعت يدها أمام عيناه وتساءلت
أومال إيه دا!...
تلاقي الچرح إتفتح تاني
عنفته روجيدا وهى تنهضخليك مستهتر كدا...
نهضت ودلفت إلى أحد الغرف أحضرت صندوق الإسعافات وجلست ب جانبه على الأريكة..أدارت وجهه إليها ب عڼف وبدأت ب تطهير جرحه وتقطيبه
بقى جاسر يحدق بها ب هيام وهي لا تعي لنظراته..تأوه وهو يشعر بها تضغط على جرحه ليقول ب تهكم
ما شاء الله..إيدك خفيفة زي النسمة
ردت عليه ب تشفيأحسن مش عاملي فيها الشحات مبروك...
ثم وضعت ضمادة صغيرة عليها..كادت أن تنهض ولكن يد جاسر منعتها..حدقت ب يده ثم إلى عيناه ب دهشة..كان يحدق بها ب عمق يخترق روحها..تعشق تلك النظرات التي تستطيه كشف ما ب داخلها ب يسر
رفع يدها وقبل باطن يدها ةط..لتسمعه يهتف ب همس عذب
شكرا
همست ب عدم تصديقالعفو...
لسه بتحبيني!...
كادت أن تجيب أنها تعشقه إلى النخاع..بأن عشقها له لا يقل بل يزداد أضعاف..أن عيناها لا تزال تلمع كلما رأته..أن ضربات فؤادها لا تخفق إلا له..ولكن عقلها تغلب وذكرها ب خططها
إبتعدت تحدق ب نهر عسليته الساحرة وأجابت ب ثقة
لأ...
لم يتفاجئ أو تتسع عيناه صدمة..بل على العكس إتسعت إبتسامته وعاد يقترب من أذنها وهمس ب ثقة تفوق ثقتها
كدابة...
ة
لم يبتعد جاسر عنها بل ظل ..حتى أجفل كلاهما على صوت طفولي
أنتو بتعملوا إيه!...
الفصل التامن
الحب ك الزهرة الجميلة
والوفاء هو قطرات الندى
إنتفض جاسر مبتعدا عن روجيدا قائلا ب صوت حانق
مباحث الأداب وصلت
تقدمت جلنار منهما وجلست ب المنتصف وأخذت تتبادل نظراتها بين والدتها و والدها لتتساءل وهى تشير ب سبابتها ب والدها
بابي أنت كنت بتعمل إيه لمامي!
نظر إليها شزرا ثم قال ب إبتسامة صفراءكنت بشوفها سخنة ولا لأ
زفر جاسر ب نفاذ صبرأه يا روحي عادي وبعدين دي طريقة أضمن تعرفي بيها درجة الحرارة صح
وضعت الصغيرة يدها أسفل فاها ثم قالت ب تفكير و براءة
يعني لما أشوف حرارة حازم صاحبي ف الحضانة
إنتفض جاسر هادرا ب عڼفنعم يا روح أمك! حازم مين يا مفعوصة أنتي!
جعدت جلنار وجهها وقالت ب حنقحازم صاحبي يا بابي
تك بو صاحبك إزاي يعني!
حاولت روجيدا الحديث ولكن جاسر هدر ب عڼف
أسكتي أنتي يا قدوتها
هدرت هى الأخرىإيه يا جاسر! البنت بتقولك صاحبها وبعدين دول أطفال
أشاح ب يده وقالبلا أطفال بلا زفت ما هو مبيجيش الغلط غير من الأطفال
إلتفت إلى الصغيرة وأشار ب يده ب تحذير
وأنتي يا بت أنتي بلا حازم بلا زفت ولو عرفت إنك بتكلميه هعلق ف المروحة يلا خشي أوضتك
نظرت إليه الصغيرة ب ڠضب ممتزج ب الحزن ثم نهضت وهى تتأفف وتتذمر ف إستمع إلى حديثها الهامس
اوووف بقى أنت مش بتحبني أكلم حد وأنا مش هسمع كلامك وهكلم حازم أصلا حازم صاحبي
ثم دلفت إلى غرفتها وأوصدت الباب خلفها إلتفت جاسر إلى روجيدا ليجدها تكتم ضحكاتها ب يدها حتى إستحال لون وجهها إلى الأحمر تأفف ثم قال ب ڠضب
إيه البت دي! يخربيت التربية السو البت قليلة الأدب
إنفجرت روجيدا ضاحكة ثم قالت من بين ضحكاتهادي چينات يا جاسر چينات جلنار وارثة الإنحراف أبا عن جد
إتسعت عيناه وقالبقى أنا منحرف كدا!
ردت عليه روجيدا ب مزاحلأ طبعا دا أنت ألعن من كدا
ليبتسم جاسر ب خبث و
تنحنحت روجيدا وقالت ب خجلأحم جاسر أنت أتأخرت على فكرة
سحب جاسر سترته وإبتعد ثم قال ب مكر
منا عارف على فكرة وكنت باخد چاكيت البدلة أنتي كنتي مفكراني بعاكسك لا سمح الله!
ضيقت روجيدا عيناها ب ڠضب ثم قالت ب حنقلأ طبعا مش بفكر
إرتدى جاسر سترته ثم قال مبتسما وهو يغمزها
وإتجه خارجا وعلى وجهه إبتسامة بينما روجيدا بقيت تهز رأسها يأسا ف هو لن يتغير مهما طال الزمن
هبط جاسر الدرج وقد تبدلت ملامحه ليقف أمام حرسه وأشار إلى أحدهم لكي يأتي ثم تشدق ب صرامة
عاوز أتنين يقفوا قدام باب الشقة
متابعة القراءة