جاسر
باكي
صلي ع النبي وقوم
يا حبيبي أكيد بيقول كدا عشان يستفزك
حرك رأسه نافيا ليقول ب خذلان لا يا أمي لأ هى ف بيته نظرة الشماتة والثقة اللي بيتكلم بيها بتقول كدا غير إن بسنت متعرفش عنها حاجة
صړخ ب ألم ليضع يده على صدره قبل أن يهمس ب ثقل
قلبي بيوجعني أوي أنا حاسس بۏجع رهيب ف صدري
ثقل جفناه مع جسده لتصرخ فاطمة ونادين التي هدرت
ركض سامح إلى شقيقه كان شبه واعيا و يضع يده على صدره ب تألم واضح لېصرخ ب حدة
عربية يا بهايم وحد يساعدني
ثم نظر إلى شقيقه و وضع ذراعه حول عنق ليقول ب خوف
قوم معايا يا جاسر إن شاء الله هتكون بخير
عاونه أحد الحرسين ليقوما ب نقله إلى المشفى سريعا ركضت خلفه فاطمة ونادين التي هاتفت روجيدا وهى تبكي
لا تعلم كيف حملتها قدميها إلى هنا ما أن هاتفتها نادين وهى كادت أن تفقد وعيها لما يحدث كل ذلك في نفس اليوم لم لا توجد كلمة راحة في معجم حياتهم ألن تكتب لهم أبدا!!
صعدت الدرجات مهرولة ب ثوبها التي أتت به حتى وصلت إلى الغرفة التي يقف الجميع أمامها توجهت ناحيتهم وهمست دون قدرة على إخراج الحديث
كانت فاطمة تبكي وما أن سمعت صوت روجيدا حتى هدرت ب إتهام
أنتي اللي عملتي فيه كدا مش مسمحاكي إبني لو راح مني ھقتلك سمعاني!! ھقتلك
حركت رأسها نافية لا تعلم عما تقصد وقبل أن تتحرك خطوة كان الطبيب يدلف خارج الغرفة لتركض روجيدا ب لهفة تسأله وتبعها سامح وفاطمة ليقول الطبيب ب عملية
أه
ولكن صوت سامح الجامد هتف لأ حصلت من تلات سنين تقريبا برضو كانت جلطة ف القلب
توقفت ضربات قلبها وهى تسمع نفي سامح لحديثها وأنتظرت أن تكون مزحة ولكن لا أحد يضحك متى حدثت وأين لا تدري كيف ولماذا لا تدري أيضا عبرات تساقطت ب غزارة قبل أن تسمع صوت الطبيب
و رحل الطبيب وقبل أن تدرك رحيله صڤعة على وجنتها جعلت سامح ونادين يشهقان ب فزع ليقول سامح ب صدمة
أمي!
ولكنها لم تلتفت إليه وضعت روجيدا يدها على وجنتها ولم تتحدث سمعت صوت فاطمة ېصرخ ب نواح
تقدمت منها فاطمة وأشارت ب سبابتها ب تحذير وهتفت ب شراسة
بس لو شوفتك بتحومي حولين عيلتي تاني صدقيني هسلمك ليهم بنفسي دلوقتي غوري من وشي
إبتلعت كل ما قيل وهمست ب رجاء طب طب أطمن عليه بس وهمشي مش هتشوفيني تاني بس أشوفه
هدرت فاطمة لأ يلا أمشي
أتى سامح وأحاط والدته ليقول سامح دون أن ينظر إلى روجيدا
روحي أنتي و نادين هطمنك
حتى أنت يا سامح!
نظر إليها ب جمود لو اللي عملتيه يغتفر يا روجيدا مكنتش وقفت قصادك
صړخت ب حيرة أنا عملت إيه!!
أدار ظهره إليها وقال مع السلامة يا روجيدا الوقت إتأخر هبعت معاكي حد يوديكي مكان ما أنتي عاوزة
منعت عبرة من السقوط وهمست مش عاوزة حاجة زي ما جيت لوحدي هروح لوحدي
وتحركت ب خطى وئيدة قبل أن تلحقها نادين وټحتضنها لټنفجر روجيدا بكاءا لتهمس ب نشيج
أنا عملت إيه! هو أنا اللي روحت وإتجوزت ! حرام عليكوا أنا تعبانة حاسة إني بمۏت إرحموني بقى
بكت نادين وقالت خلاص يا حبيبتي متزعليش نفسك أنتي مغلطتيش أبدا تمام
أبعدتها عنها ثم قالت ب حنو وقالت
روحي أنتي دلوقتي وإرتاحي وأنا هطمنك يا حبيبتي
عاوزة أطمن بس
ربتت على وجنتها ثم قالت ب إبتسامة روحي وأنا هطمنك لما يصحى أنتي سمعتي الدكتور قال إنه كويس روحي أنتي و مكليش دعوة
أومأت ب رأسها و رحلت ب خزي وإنكسار بالرغم ما فعله بها الجميع يلومها هو من كسرها ولكن هى من تتحمل هو من يعاتب وهى من تصمت هو من يجرح وهى من تتألم ويبقى
جاسر لعڼة عاجزة عن التخلص منها
أربعة عشر يوما مروا منذ ذلك اليوم أربعة عشر يوما إنتظرته أن يأتي ويشرح ولكنه دائما يخذلها عندما أشرق صباح يوم ذلك الحاډث وقفت بعيدا تشاهده تنتظره لتجده يخرج من المشفى وكأن شيئا لم يكن وكأنه لم يصاب ب جلطة اليوم ومسبقا بكت مجددا فلا تجد ما تفعله سوى البكاء رحل ورحل معه طيفه لترحل هى الأخرى لم تحاول الحديث بعدها عادت إلى القاهرة وإنعزلت عن الجميع لا تدلف خارج الغرفة ولا تتحدث حتى ظن الجميع أنها ماټت ولكن صوت أنفاسها البطيئة تخبرهم أنها لا تزال حية ترزق
أما هو أقل ما يقال عنه أنه يرى الچحيم عيناه لا تذق النوم ڠضب وحطم ولكنه لا يتحدث يعمل ويصمت كل من حاول الحديث معه لم يسلم من غضبه تجنبه الجميع تلك الفترة لم يبحث عنها ولم يسألها لما فعلت ذلك لم يجرؤ على مواجهتها فهو يحصد ما زرع كل هذا ما جنته يداه على عشق تم وأده من قسۏة الحياة وتخاذل عاشق ظن أن الفراق هو المفر
وها هو اليوم يدلف ذاك المخزن الذي مر عليه السنون منذ حاډثة جلال ولم يخط إلى هنا أبدا كانت عيناه ونظرته سوداوية تحمل علامات ړعب ممېتة تذيب العظام من قسۏتها حدق ب ذلك المقيد على مقعد حديدي مهترئ اليوم غضبه لا يقدر ب ثمن حين دلفت السكرتيرة ب يد مرتجفة تسلمه دعوة زفاف لترحل ما أن أخذها منها
وكأن صاعقة من السماء أصابته وهو يقرأ بطاقة الدعوة صړخ وحطم وفر الموظفين هربا من براثن الذئب الجامح ثم أتاه أتصال منها أجاب ب ڠضب أحرق الأخضر واليابس لتقول ب صوت مېت
وصلتك الدعوة مش كدا! إنتقام الست قاسې يا جاسر سبتني وبعدت وحملتني الذنب بس مش أنا اللي أنكسر أنا بس حبيت أعرفك أنا حسيت ب إيه وأنت بتقولي أنك هتتجوز
صوت أنفاسه الهادرة وهسيس ك فحيح الأفعى خرج من بين شفتيه هامسا
ھقتلك قبل ما تعمليها
إبتسمت ب سخرية وقالت كل اللي كان بيربطنا إتقطع الشريان إتقطع خلاص يا جاسر و روجيدا اللي تعرفها ماټت معاها كان نفسي متطلعش جبان وتحكيلي بس أنت بتختار غلط
تنفست ب عمق وهى تشعر ب حرارة أنفاسه على أذنها لتهمس ب جمود
أتمنى إنك تشرفني فرحي أنت والمدام
قالت الأخيرة ب سخرية لاذعة ثم أغلقت الهاتف لتتركه محطم الفؤاد ولما لا وكل ما يحدث بسبب ما أقترفته يداه
وها هو يقف أمام ذلك الجرذ المذعور ليبتسم جاسر وهو يضع قدمه على طرف المقعد هيئته كانت تبعث الذعر ب النفوس لم تقفده الأيام الماضية رونقه ولا جاذبيته فقط لحيته قد إستطالت ولكنها أعطته مظهرا مخيفا أكثر إنحنى ب جذعه وهمس ب نبرة قاټلة
إبتلع الرجل ريقه ب صعوبة وأخفض رأسه ليضحك جاسر و يومئ ب رأسه عدة مرات ومن ثم أطاح ب المقعد وبقى يضربه ب قسۏة هدر مرة أخرى وهو يجذبه من فروة رأسه والرجل يتألم إلى أعلى ثم صړخ ب حدة أفزعته
رد عليا أحسنلك
مقدرش
إبتسم جاسر وهمس بص أنا بصراحة مضايق ومحتاج أطلع غلبي ف حد إبتسم أنت اللي هتنول الشرف دا
ليبتعد عنه ويحضر دلو ملئ ب سائل ليقوم ب سكبه على الرجل المذعور ثم قذفه بعيدا وقام ب نفض يده أخرج من جيب سترته علبة مليئة ب أعواد الثقاب وتلك الإبتسامة التي تذيب العظام مرتسمة ليقول ب هدوء
بالرغ من إن البنزين غلى وهو بصراحة خسارة ف أمثالك بس أهو يولع أسرع هدعيلك بالرحمة متخافش
إتسعت عيناه ب خوف وهو يرى جاسر يخرج عود ثقاب ويشعله لېصرخ الرجل ب ذعر
خلاص خلاص هقول
إبتسم جاسر وقال أهو كدا تعجبني
ليطفي عود الثقاب ويتنهد الأخر ب إرتياح ليبتلع ريقه ب صعوبة ويقول
مش من زمان يا باشا تقريبا من تلات شهور جالي واحد معرفوش وقالي إنه من أمن الدولة طلب مني أراقب كل حركة بتحصل فالقصر عشان أنت لامؤاخذة مش ماشي فالسليم بس وعزة جلال الله ما اعرف أي حاجة غير كدا
حك جاسر ذقنه وقال بعدم تصديق وأنا المفروض أصدق!
بالله يا باشا دا
اللي حصل
أقترب جاسر منه وإنحنى ليتكئ ب يده على مسند المقعد ثم همس ب فحيح
عارف لو طلعت بتكدب!
رد الأخر بسرعة مقدرش أكدب عليك يا باشا
سأله جاسر ب جمود متعرفش مين الراجل دا!
هز رأسه نافيا وقال لا يا باشا كل دا حصل وأنا لوحدي ف أوضة كان بيكلمني من سماعة من برة ولما طلعوني مشوفتش وش حد فيهم
أومأ ب رأسه وإبتعد الآن علم الخائڼ تذكر عند عودته إلى القاهرة وقبل أن يذهب إلى روجيدا ليخبرها ب كل شئ إتصل به يسري ليأتيه على وجه السرعة
عودة إلى وقت سابق
حينما دلف ذلك المبنى المهجور تقدم منه يسري يخبره ب جديه وهو يتقدم إلى إحدى الغرف
وقف جاسر أمام الغرفة وتساءل وبعدين!
وضع يسري يديه في جيبي بنطاله وقال أنا بصراحة كنت هقتله على طول بس قلت لازم نستفيد منه عشان سيادتك قټلت خيط كان ممكن يوصلنا
إبتسم جاسر ب سخرية وقال فكرك إنه كان هيعترف! دا كان بيكسب وقت عشان اللي المفروض جايين يحموه يلحقوه بس طلع على فشوش وعرفوا إني عاملهم كامين فقالوا يخلصوا منه بدل أما يحصل شوشرة
ما علينا چوناثان قالي إنهم زارعين جواسيس معاك ف كل مكان القصر الشركة بيتك اللي ف القاهرة ببساطة أنت مش هتعرف مين اللي بيخونك من مين اللي مبيخونش
توحشت عينا جاسر وهو يتساءل وأنت صدقته!
رد عليه ب تأكيد طبعا الصورة اللي إتبعتت يا جاسر لروجيدا وجلنار كانت من قصرك من حتة محدش يعرف خبايا غير حد عايش هناك حد بيدخل وبيتحرك فالقصر براحته ولو كانت المنظمة محدش هيوصل من البقعة دي من غير أما يتشاف واللي وصل المكان دا شخص محدش يقدر يشك فيه يعني فعلا في جواسيس ف بيتك
أغمض جاسر عيناه ب ڠضب ليربت يسري على منكبه قائلا ب مؤازرة
أنا عارف إن الحمل عليك تقيل أوي
رد جاسر وهو يفرك جبينه أنا ملفوف حولين رقبتي طوق كل مدى بيضيق وأي حركة غلط مش بس رقبتي هطير دا أي حد له علاقة بيا خېانة من برة ومن جوة خلاص حاسس إني نهايتي قربت أنا بتعامل مع ناس محترفة
وإنهارات أماله في إستعادة روجيدا كان سيخبرها وليتحرق العالم لكنه لن يثق لن يستطيع المجازفة
وإخبارها لربما وصلت داناءتهم لوضع مراقبة داخل المنزل تنهد
ليزداد الحمل فوق كتفاه حتى ټحطما وټحطم هو معها
عودة إلى الوقت الحالي
كان هذا أول خائڼا تقدم منه وهدر جاسر ب ټهديد أسود أذاب عظام الجالس ب ذعر
دلوقتي ولا كأني عرفت حاجة هتفضل تبعتلهم المعلومات اللي أنا هوصلهالك ويا ويلك وسواد ليلك لو لعبت بديلك
نفى الأخر قائلا ب ذعر أنا رقبتي تحت جزمتك يا باشا اللي تؤمرني بيه هنفذه
حلو قولي بقى باقي الخونة اللي ف بيتي وحياتي
تقف أمام تلك المرآه الطويلة ب غرفة ذلك النزل الذي يقام به حفل زفافها زفافها التي لا تعلم متى وأين حدث كل ما تتذكره أنها ذهبت إلى مكتب شريف بعد خروج جاسر من المشفى وقدأ سيطر عليها جنون جعلها تفقد عقلها
عودة إلى وقت سابق
دلفت ك الإعصار ف إنتفض شريف واقفا وقال ب إبتسامة
روجيدا! أهلا إتفضلي إقعدي
حركت رأسها نافية وقالت هو سؤال وترد يا أه يا لأ
رفع حاجبيه ب تعجب ولكنه قال طب بس إقعدي
ولكنها سألت ب جمود موافق تتجوزني!!
صمت حل على المكان وكأن على رأسه الطير فغر فاهه من الدهشة ولم يستطع أن يرد كان يحاول إستيعاب ما قالته منذ قليل ولكن عقله لم يسعفه وجدها تقول ب سخرية
خلاص وصلني ردك
ثم تحركت في إتجاه الباب وقبل أن تدلف إلى الخارج جاء رد الجاف
موافق
إتسعت إبتسامتها المنتصرة كان يعلم أنها تريده إنتقام ليس إلا يعلم ذلك الڠضب ونشوة الإنتصار التي تلمع ب عيني أنثى دهست كرامتها يعلم أنها ما أن تستيقظ من ثباتها ستندم وتكرهه تتهمه ب الإستغلال ولكنه حقا تعب ومل وها هى تعرض عليه الزواج سيتنظر أن تستفيق وبعدها يعلمها كيف تحبه
ربما الطريق صعب ولكنه ليس مستحيلا
سبعة أيام مرت والإستعدادات على قدما وساق كل يوم يمر كان يخشى إستيقاظها ولكنها لم تفعل تم حجز المكان الذي سيقام به الزفاف وثوب الزفاف تم إحضاره بسرعة مخيفة وها هو اليوم الموعود
عودة إلى الوقت الحالي
دلف الجميع إلى الخارج وها هى تنتظر مدحت ليأخذها مرة أخرى يكون هو وكيلها من سيسلمها لزوجها الجديد زفاف جديد وعروس قديمة كان أيضا يقنعها هو الأخر ب التخلي عن هذه الفكرة ربما السفر والنسيان ولكن الزواج حسنا جاسر لن يمرر هذا مرور الكرام
وعند ذكر جاسر وتذكر نبرة صوته لم تشعر وقتها ب لذة الإنتقام بل شعور صدئ عالق ب حلقها فقط ذهب كل ڠضبها أدراج الرياح وبقت هى وحيدة في مواجهة إعصار سيدمرها قبل أن يدمر الجميع
كانت شقيقتها الوحيدة التي ساندتها في قرارها تقول أنها تستحق الأفضل وهل الأفضل هو شريف! الهروب من النيران إلى الچحيم! لم تعد تعلم ما هو الصواب من الخطأ لقد أختلط الأمر
عدلت من ثوب زفافها والذي كان يضيق على صدرها المزين ب اللؤلؤ الأصطناعي حتى الخصر ثم تنورة من عدة طبقات رصع أيضا اللؤلؤ ب طريقة عشوائية أضافت عليه جاذيبه رائعة أكمام شفافة حتى المعصم كانت كحال التنورة مرصعة ب اللؤلؤ
خصلاتها قامت ب تثبيتها على منكبها الأيسر ب مشابك ألماسية وتجعدت خصلاتها الكستنائية في صورة فاتنة وجه رقيق لم تبالغ خبيرة التجميل ب وضع المستحضرات عينان فيروزيتان محاطة ب كحل أسود عربي أظهرت لوحة فاتنة ولكن عيناها ميتتان لا سعادة ولا نشوة الإنتصار فقط الألم لتهمس وهى تمنع عبراتها من الهطول
جاسر
ألف مبروك يا عروسة
الفصل ٢٣
ومازالت الشمس وبعد كل هذا الزمان لم تقل للأرض أني ملكك
أنظر ماذا يحدث مع مثل هذا الحب!...
إنه يملأ السماء نورا...
لأول مرة كان يضع لفافة التبغ بين شفتاه..ېدخن ب شرود وبداخله يشعر ب عدم الرضا..أليس هذا ما كان يسعى إليه!..إذا لم يشعر ب فراغ وكأنه هناك حلقة مفقودة بل حلقات!!..أطفأ اللفافة وتوجه إلى الشرفة وبقى حديث كرة الشعر يدور ب رأسه
عودة إلى وقت سابق
بعد يومان..يومان فقط وهو يشعر ب أن الأمر ب رمته غير صحيح..أراد الحصول عليها ب أي ثمن وكان الثمن كرامته وكبرياؤه ك رجل..دهسته في سبيل إنتقامها الأنثوي..أنثى حرج كبرياؤها ف كات هو الوسيلة للإنتقام..هذا كل ما دار ب رأسه أسفل تلك الشجرة القريبة من القناه حتى قطع خلوته صوت أنثوي يعرفه
قوم دا مكاني...
تطلع إلى تلك القزمة التي تأمره ب كل عجرفة أن ينهض وكأنه العرش الملكي..ب الرغم من الظلام و ضوء من القمر ينير المكان..إستطاع إستبيان ملامحها الهادئة..و خصلاتها السوداء التي تمردت عن حجابها الأسود لتخرج من جميع الإتجاهات..ذلك الوشاح المنتفخ أسفله يجزم أنه فراء وليست خصلات
عندما لم تجد رد تنهدت وجلست ب جانبه ثم مدت يدها ب فطائر منزلية الصنع وقالت ب إبتسامة مرحة
مد إيدك متتكسفش...
مر الوقت دون سماع رد وهى تمد يدها ب تلك الفطيرة حتى ظنت أنه لن يرد ولكنه أخذ الفطيرة وقال ب جمود
شكرا
ضحكت وقالتيا ساتر..ومالك بتقولها وكأنك مجبور عليها...
أعاد إليها الفطيرة دون أن يأخذ منها شئ..لتعود وتضعها فوق قدمه وتقول ب تأفف
متخلكش إتم كدا..خليك روييييح
رد عليها ب ضجربقولك إيه!..أنا جاي أريح دماغي متجيش أنتي وتوجعيها
خلاص خلاص..مش هعمل صوت...
ثم شرعت في إلتهام فطيرتها وهى تخرج همهمات تعبر عن روعة ما تلتهم لتقول ب إبتسامة فخر
تسلم إيدك يا بت يا مروة..والله وهتكون أم جوزي دعياله
رد عليها شريف ب سخريةقصدك داعية عليه
ردت ب عدم إهتماممش مهم..أهم حاجة إن فيه دعوة خرجت...
حرك رأسه ب يأس وعقله يأبى الصموت..ذلك الزواج وما حدق يكاد يصيبه ب الجنون
و ب جانبه كانت مروة تأكل فطيرتها وهى تتابع ملامحه المقتضبة..هناك ما يشغل باله لتتساءل ب فضول
اللي واخد عقلك!
رد دون أن ينظر إليهامفيش...
ياراجل..طب عيني ف عينك كدا!
أبعد رأسه ب ڠضب وقالأنتي عبيطة يا بت أنتي
أشارت ب سبابتها وهتفتمتغيرش الموضوع...
تنهدت وهى ترى ملامحع تزداد قسۏة لتعتدل ب جلستها ثم قالت ب فتور
براحتك بس كان ممكن أساعدك...
لم يكلف نفسه عناء الرد عليها بل صمت وصمتت هى تشاهد السماء..وبقى هو ينظر إلى فطيرة السكر التي ب يده ثم شرع في تناولها بل إلتهامها..لتنظر هى إليه وتضحك ف كم كان مشهد لطيف وهى تراه يلتهم ما ب يده وكأنه طفل صغير
إنتهى من تناولها ونظر إليها وكأنه يطلب المزيد..لتخرج من خلفها علبة مستطيلة الشكل وتعطيها إياه..ليأخذه ويتناول أخرى وأخرى حتى إنتهت الفطائر وإمتلأت معدته..سمع صوتها الرقيق يهتف
لو كنت أعرف إني هشوفك..كنت عملت أكتر من كدا
مسح فمه ب يده ثم قالحقيقي كان طعمهم تحفة..تسلم إيديك
إبتسمت وتشدقتتعالا كل يوم وأنا أأكلك منها...
لأول مرة تراه يبتسم لها..كانت تشعر ب فراشات تطير أسفل معدتها وقلبها يتراقص بين ضلوعها..لتزداد إبتسامتها إتساعا ثم همست
أنا مش عاوزة أعرف مالك..بس إضحك وإبتسم عشان أنت تستاهل كدا..أنا هروح وأسيبك تصفي ذهنك...
همسة ضعيفة أنبأتها ب حجم ألمه
خليكي...
لم تحتج التفكير مرتان..جلست دون أن تسأله..ف الصدمة ألجمتها وإحمرار وجنتيها كانا أكثر من كافيين أن يثبتا مدى تذبذبها..ساد الصما عدة دقائق قبل أن يسرد ما حدث دون النظر إليها
من زمان
حبيت واحدة من أول مرة شوفتها.
أخذ نفسا عميق ثم زفره على مهل وأكمل ب إبتسامة باهتة
حلمت إني أشوفها تاني..كنت ھموت وأشوف عنيها..يشاء القدر إني أشوفها مرة من فترة قريبة بس ف حالة عكس..كانت ضعيفة..متشتتة..وقتها عرفت إن جوزها اللي دافعت عنه جرحها..حاولت أتقرب مرة وأتنين لحد ما نجحت بس...
ضحك ب سخرية وهى تستمع لما يقول ب إهتمام وقد بدا التأثر يغزو ملامحها..ليقول هو ب سخرية
بس لما قربت قالتلي إحنا صحاب..إتعاملت مع الموضوع ب الرغم أنه وجعني بس أهم حاجة تكون جنبي..عدت فترة وكنا بنقرب أكتر لحد من أربع أيام كدا إستنجدت بيا وقالتلي إنها تعبانة..مفكرتش مرتين و روحتلها..جبتها بيتي وكان نفسي أضمها بس ولو ضمة واحدة..بس
بعدها ب يوم جات وطلبت مني إتجوزها..كنت عارف إني وسيلة للإنتقام بس مش أكتر..كنت شايف الكره لشخص ف عنيها وكل ما تبصلي أحس إنها بتشوفه فيا..بس وافقت قولت أهو تكون جنبي و وقتها هعلمها إزاي تحبني
تساءلت ب خفوتوحاسس إنك مبسوط!
نظر إليها ب عمق وقالالمشكلة إني مش حاسس بكدا..مش حاسس غير ب إهانة وكسر لرجولتي..كنت عاوزها معايا ب أي طريقة مش مهم إزاي..ولما جاتلي على طبق من دهب حسيت فجأة إني بهين نفسي وبس..وب الرغم من كدا مش قادر أبعد أو أرفض..خاېف أقول لأ وملاقيهاش بعدها...
أحس وكأن حملا كبير قد أزيل عن كتفاه..ليرفعهما ويتساءل ب تنهيدة
أنتي شايفة إيه!
عايز الحقيقة...
أومأ ب رأسه لتقول هى ب إبتسامة
أنت غلطان أنك خليت نفسك وسيلة مش غاية..أنت مش لازم تكون وسيلة عشان تفضل جنبها..أنت ممكن تفضل غاية وبرضو تكون جنبها...
نظرت إلى معالم وجهه التي تحولت إلى ظلام وڠضب لتكمل مروة حديثها
أنت أذيت رجولتك بحب من غير كرامة..والحب من غير كرامة ميبقاش حب دا يبقى تضيع وقت..لو فضلت كدا هتحس بڼار ب ټحرق كل ذرة فيك..مش بقولك إبعد..بس فكر عشان متندمش بعدين..وبعدين دي وقتها مش هينفع الندم...
أغمض عيناه وهو يؤكد على حديثها لتنهض وتقول ب إبتسامة
أنا إتأخرت ولازم أمشي..متنساش كلامي وفكر..صدقني يا باشا الندم بيوجع أوي لما الوقت يفوت...
ثم رحلت تاركا أياه يصارع أفكاره..كرة الشعر تمتلك حكمة لم يكن يعلم ب وجودها
عودة إلى الوقت الحالي
وها هو يقف في نزل زفافه بين جدران غرفته لا يستطيع الخروج..كلما حاول لا يستطيع..هناك شيئا ما يجبره على التراجع..تلك الخرقاء الصغيرة قادرة على إختراق عقله والتلاعب به ولكنها لم تقل سوى ما إحتاج سماعه.
تجمدت في مكانها وهى تستشعر أنفاسه الغاضبة ..فيروزها المړتعب في مواجهة عسليتاه المظلمتان ب ڠضب ڼاري
مبروك يا فروالاية..إتبسط لما وصلتني دعوة فرحك..حقيقي كنت مبسوط...
رفع رأسه بغتة وإبتسم..مجرد إبتسامة ولكنها كانت كفيلة ب قطع أنفاسها ثم تجهم فجأة وهدر ب نبرة ممېتة
وكان لازم أهنيكي بنفسي يا حبيبتي...
أدارها فجأة لتصبح في مواجهته..الجنون كل ما رأته ب عيناه الجنون..وهذا ما أرادته من
البداية..منعت إبتسامة ماكرة كادت أن تظهر وقلبها يرتجف..ذلك التناقض كاد أن يصيبها ب حالة جنون مشابه لتقول وهى تتلاعب ب أزرار قميصه الأسود
إيه غيرت!!..حسيت ب ڼاري اللي حسيتها يا جاسر!..حسيت ب ۏجعي وحړقة قلبي وأنا بشوفك مع واحدة غيري
نظر إلى يدها ثم نظر إليها وهمس ب حدةحسيت..بس حسيت بالمۏت يا روجيدا...
تنفست ب حدة وهى تهدر ب ڠضب
أنت اللي وصلتنا لهنا..هتفضل طول عمرك أناني يا جاسر..هتفضل مفكر إني ضعيفة وغبية مش فاهمة حاجة..ليه عملت فينا كدا!...
قالت عبارتها الأخيرة وهى ټضرب صدره ب ضعف..لتضع جبهتها على منكبه الأيسر وهمست ب نشيج باكي
أنا كنت بمۏت يا جاسر..كنت حاسة بروحي بتتسحب
مني..كنت حاسة