جاسر
ف تصرفاتي دلوقتي
ردت عليه وهى لاتزال على الأرضوأنت من أمتى متحكم ب تصرفاتك
صړخ ب إهتياجروجيدا أمشي من قدامي...
نهضت على قدميها ب عڼف و دفعته عدة مرات ب صدره وهو كان يضم شفتيه ليحول دون خروج مارده ثم هتفت ب حدة
لازمته إيه تصرفك دا!..ها!..قولي لازمته إيه غير إنك أهنتني وأهنت نفسك..لازمته إيه تصرف هيخلني أكرهك أكتر...
إتسعت عيناها ب صدمة ما لبثت أن تحولت إلى شراسة لتصرخ
لأ هقطعها..هقطعها وأخليك تقتلني يمكن تستريح..نفسي مرة و لو لمرة بس تفكر ب عقلك..نفسي يكون مرة سابق إيدك ولسانك
صړخ ب الأخيرة وكأنها زمجرة وحش ف إنتفضت..أخذت تتلوى بين يديه ولكن ما زاده إلا أنه يضغط على جسدها أكثر..لتهمس وقد هطلت عبراتها ب ألم
أنت بقيت كابوس مرعب..كابوس بيطاردني...
أومأ ب تأكيد وهو يضحك ثم قال ب فحيح أفعى
وهفضل كابوس ليكي ولأي جنس راجل هيبصلك..هحول حياتهم چحيم وأولهم الزفت دا
ضحك وقالبالعكس أنا عاقل..عاقل جدا..متتصوريش أنا دربت نفسي كتير على إني أكون ب العقل دا...
أغمضت عيناها ب يأس وألم ف قد شعرت ب تصلب جسدها وبدأت عظامها تؤلمها من ضغطه عليها ولكنه لم يأبه وأكمل
وخروج من هنا بكرة مش هيحصل..ولو فكرتي مجرد تفكير بس إنك تخطي بره القصر دا..مش هتردد ثانية وأكسرلك رجلك...
للألم ولكنه لم يتحرك إنش ثم هتفت ب نبرة شرسة توازي شراسة ملامحها
طب فكر يا جاسر..وأنا فعلا هخليها الناهية..وهتوصل إني لا هتعرف مكاني ولا تعرف مكان بنتك
إرتفع حاجبيه وهمس من بين أسنانهأنتي بټهدديني يا روجيدا!
إفهمها زي ما تفهمها..لكن لحد حياتي الخاصة وملكش دعوة
قالها وهو يضرب جانب رأسها ب أصابعه..لتهز رأسها ب فوضوية لكي تبعد يده عنها لتهتف ب حنق
لأ وألف لأ يا جاسر..أنت اللي لازم تحط ف دماغك إني طول ما أنا مخصكش ولا اسمي على اسمك يبقى ملكش دعوة بيا..حياتي خاصة بيا لوحدي..ولو فكرت تدمرها يبقى عليا وعلى أعدائي..لأني خلاص تعبت..تعبت وأنا بحاول أعدلك فيك عيوبك اللي پتكرهني فيك...
طب إيه رأيك إني هحبسك..ولو طولت أفضل طول عمري حابسك هعملها لحد أما تقولي حقي ب رقبتي...
..بقولك نزلني...
يا جاسر إعقل ونزل البت
هدر جاسر ب قسۏةمحدش ليه دعوة
حاول سامح تهدأتهجاسر..إهدى بس
إوعى من وشي يا سامح...
كل هذا و روجيدا تضربه ب ظهره ثم صړخت مرة أخرى
نزلني يا متوحش يا همجي..نزلني
ضربها على ظهرها وهدرإخرسي ولمي لسانك عشان ما أقطعهولكيش...
نامي أحسنلك
لأ مش هنام...
خلاص أنتي حرة ف اللي هيحصل...
جاسر مالك
رد ب إجهادمفيش
لأ فيه أنت مش شايف شكلك
إبتسم ب سخرية وقالماله شكلي..منا زي الفل أهو...
نظرت إليه ب حزن وهى تهز رأسها ب حسرة منه..خف الألم عنه ف قد ما حدث أجهده كثيرا كثيرا جدا لما أصابه وقلبه المجهد لم يتحمل
نهض جاسر بعد مدة ثم قال ب جمود قبل أن يدلف إلى الخارج
عاوزة تروحي مكان ما أنتي عاوزة روحي...
وأغلق الباب خلفه ب عڼف أفزعها لتجلس على الفراش تبعد خصلاتها عن وجهها وتتنهد ب إنهاك
جلس جاسر مرة أخرى على العشب الأخضر وهو ليشعر ب أحدهم يجلس ب جانبه..ف نظر ليجدها سوزان..همس ب دهشة
سيدة سالفاتور!
أجل سيد ضخم...
تنهد جاسر وهو يومئ ب رأسه ويستند ب راحة يده على الأرض ف جاءه صوت سوزان
الطقس رائع..وكذلك النجوم تبدو وكأنك ب الفضاء...
حدق جاسر ب عدد النجوم الكثيف وكم كان حقا المشهد رائع ولكنه لم يكن ذو ذهن حاضر ليتأمل روعة ما رآه..ربتت على ركبته وقالت دون النظر إليه
أعلم كم الغيرة قاټلة..وكم هي قاسېة لرجل يعشق مثلك...
نظر إليها جاسر مطولا ليجدها تكمل حديثها الهادئ
عندما تزوجت جين جمال قمت ب ثورة..ڠضبت وحطمت كيف لها أن تقع ب حب شرقي وكم كنت أعمل أن الشرقيون عديمو الرحمة ب العشق
تساءل جاسرألم تهمك الديانة وإختلافات الثقافات!!
إبتسمت وقالالديانة لم تهمني كثيرا..فهمها إختلتف الديانات ولكن يبقى الحب شئيا واحد..ولكن الثقافات كم خفت منها..شرقي ولا أعني الجهل ولكنهم يحبون ب طريقة بشعة وغيرتهم قاټلة كما رأيت الآن
وماذا بعد!..لما وافقت على الزواج
إبتسمت ب شرود قائلةلأنني ما أن نظرت ب عينا والد روجيدا..علمت أن لا أحد سيعشقها كما يعشقها
هو..علمت من عيناه أنه سيتحدى ويقف أمام الجميع لأجلها..لذلك وافقت...
أخذت نفسا عميق ثم قالت وهى تنظر إليه
أتعلم ماذا!...
نظر إليه ب إستفهام لتبتسم وتقول
عندما علمت ب زواجك منها..لم أثور..بل تيقنت أن الحمقاء كوالدتها وقعت ب عشق شرقي همجي..ف جموح روجيدا لن يلجمه سوى ھجمي وشرقي أيضا..لذلك إبتسمت وقلت أنك أنت مش ستملك قلبها إلى أخر أنفاسها
ضحك جاسر وقالولكنها لم تكن مغرمة بي عند زواجنا
ضحكت هى الأخرى ولكنها قالتربما ولما لا..ولكني الآن أرى عينان ك المحيط كلما نظرت إليك..أمواج عاتية من العشق تبتلعك بها..عواصف رعدية تملأ جفونها ما أن تسمع صوتك..إنها متيمة بك
وضع جاسر يده على وجهه وقالولما تفعل بي ذلك!
لأنها تحبك..وتسعى لإستعادتك..إعلم إنها تعاني من حراج سببتها أنت وها هى ټنتقم..جاريها سيد ضخم..جاريها بما تفعل وستجدها تعود إليك..لا تعاند ولا تظهر بدائيتك ف تخسرها...
كانت تجلس ب السيارة وهى ب طريقها إلى الجامعة وتفكر بما حدث..وكيف سمح لها جاسر ب الرحيل..لم تحتج أن تخبره أنه حلم وحماس ب النسبة لها ولكنه أخبرها ما أن صعد إلى غرفتهما
روحي يا روجيدا..أنا مش هقفلك ومش همنعك..بس خليكي فاكرة إني عملت كدا عشانك أنتي..عشان أنا شايف خيبة أمل بعنيكي...
ولكنه مال إليها وب عنيان يتقدان شړ همس ب وعيد
بس عالله ألمحك واقفة مع راجل..همحيه..وقصة زي زفت دا هتنتهي...
ولم تعلم كيف شقت الإبتسامة وجهها ب الرغم من تعجبها ب ذلك الهدوء الذي تسلح به ب الحديث..ولكن مكر المرأة طغى عليها لتقرر تحديه فلا بأس من ذلك..لټنتقم
وصلت إلى الجامعة ف وجدت سمر ب إنتظارها ب الخارح وبعد أحاديث طويلة دلفت إلى الداخل ثم إلى مكتب رئيس الجامعة وبعد محادثات تم فيها مديح روجيدا كانت تقف أمام المكتب وهى تقول لسمر ب إمتنان
حقيقي مش عارفة أشكرك إزاي
المفروض تشكريني أنا مش هى...
نظرت إلى مصدر الصوت ف وجدته شريف الذي يبتسم ب دفء..إتجه إليهما وقرأ نظرات الأسف ب عينا روجيدا ولكنه قال ب نفس الإبتسامة
اليوم يومك..متفكريش ف حاجة..ألف مبروك يا روجيدا...
ثم رفع حمحت سمر وقالت ب مرح
نحن هنا يا سي شريف
تمتم ب إمتعاضفصيلة
ضحكت ثم قالت وهى تنظر إلى روجيدايلا يا ست روجيدا عشان تلحقي تحضري نفسك قبل المحاضرة...
أومأت روجيدا ب إبتسامة ثم رحلت بقى شريف يراقبها حتى إختفى عن ناظريها..ولم ينتبها إلى تلك العيون التي تراقبهما ب سوداوية و ظلام دامس يكاد يبتلع الجميع..كان يعلم من نظراتها وإبتسامتها أن ستفعل ما قد ټندم عليه طوال حياتها..ف لا أحد يعلم روجيدا قدره..ستثير غيرته ستفعل عكس ما قيل لذلك قرر الحضور إليها ومراقبتها عن كثب ف تلك المرأة هى هلاكه..لذلك لا ضير من ټهديد يذيب عظامها
دلفت إلى الداخل وبعد القليل من إراشادات سمر والت إعتذرت لأجل عملها إستطاعت تدبر أمرها وهى تقوم ب تنظيم أوراقها
لم تنتبه إلى وقع الخطوات خلفها ف قد كانت مشغولة بما تقوم به..تقدم هو منها ومن ثم همس ب جانب أذنها
بتتحديني يا روجيدا!!
شهقت روجيدا فزعا وإلتفتت سريعا لتتقابل فيروزها مع عسليته القاتمة..لتتراجع ب خطوات مړتعبة إلى الخلف وهى تقول ب تلعثم وقد سقطت أدواتها أرضا...
أنت دخلت هنا إزاي!
تقدم منها ب برود أسرى الړعب في أوصالها ثم قال وهو يضع يديه في جيبي بنطاله وتشدق ب غرور
مش جاسر الصياد اللي يتقاله دخلت هنا إزاي
لم ترد روجيدا وأخذت تتراجع ب خوف بائن في عينيها تلذذ به جاسر حتى إصطدمت خلفها ب الحائط..ليستند هو ب مرفقيه
على جانبي وجهها ثم دنى ب وجهه منها وتشدق ب ڠضب ېحرق الأخضر و اليابس
بصي يا بنت الناس..عشان أبقى واضح..أي حد هيقرب منك ...
صمت قليلا ليترك عبارته معلقة..وكذلك ليسري الړعب في أوصالها وقد نجح حقا في ذلك..ليدنو أكثر وهتف ب قتامة كادت أن تجعلها تخر صريعة...
هفقعله عينه لو بصلك..وهخنفه لو بس شم ريحتك..و هطرشه لو سمع صوتك..لسانه هقطعوله لو نطق اسمك..همد إيدي وأشيل قلبه من مكانه لو بس فكر يدق لك..همسك مخه وأعصره لو حاول يفكر فيكي..هقطع إيديه لو ناوي يلمسك..ورجليه لو مشي خطوة ناحيتك...
ثم صمت يتابع ملامح الدهشة و الفزع التي إرتسمت عليها..تعلم أن تهديده أسود و لن يتوانى لحظات عن تنفيذه..قتامه عيناه وصوته الحاد ك نصل سيف تنبئآها ب صدق تهديده..إبتعلت ريقها الذي جف من الأساس وهو يكمل ب نبرة خبيثة ك فحيح أفعى تقوم ب بخ السمۏم في وجهك..
ف أوعي شيطانك يوزك وتتحدني ف غيرتي أكتر من كدا..عشان ساعتها هطلعي جوايا جاسرعمر ما ف حياتك شوفتيه...
تؤكد على ملكيته لها...
لو عاوزة تلعبي معايا..أنا معنديش مانع بس ساعتها هتلعبي ب قوانيني...
ودلف إلى الخارج ب هدوء إعصار قد أدى وظيفته ثم رحل..لتسقط على الأرضية بعدما خارت قواها..أحاطت جسدها الذي يرتجف من فرط الړعب وهتفت ب عدم تصديق...
سڤاح والله العظيم أنا بحب سڤاح
الفصل ١٦
هي بداية ونهاية العشق...
هى نقطة الإنطلاق وملتقى الطرق...
وأنا لست سوى عاشق لك....
ف لېحترق العالم من أجل عيناك
نهضت ترتعش مما حدث وهى تنظر إلى الباب الذي دلف خارجا منه ب هدوء عكس موجة الڠضب والإعصار التي تركها بها ثم غادر..لملت أشياءها وهى تتمتم
أنت عاملي زي عفريت العلبة..وقال إيه!..هلعب معاكي ب قوانيني...
قالتها وهى تقلد نبرة صوته الضخمة وتحرك كفيها ب الهواء لتقول ب سخرية
مچنون دا ولا إيه!..لأ بس رعبني..أووووف...
قالتها وهى تبعثر خصلاتها ثم دلفت هى الأخرى خارج الغرفة وإتجهت إلى قاعة المحاضرات..لتجد جميع الطلاب يجلسون ويتبادلون الأحاديث الجانبية ف إتجهت إلى طرف القاعة وهتفت ب صوتها
يا شباب!!..ممكن تقعدوا شوية!...
بدأت الأصوات تخفت تدريجا لتهتف ب إبتسامة وهى تتفحص الجميع
أنا اسمي روجيدا التهامي..دكتورة جديدة..أنا هنا بدل دكتور رشاد..أتمنى إني أقضي معاكم ترم حلو...
أخرجت نظارتها الطبية وإرتدها ثم تشدقت ب نفس الإبتسامة
حد عنده إستفسار!...
نفى الجميع وقد بدى على وجههم السعادة المطلقة لتضحك وتقول
شكلكوا مبسوطين
أجابت عليها طالبةجدا..أصل دكتور رشاد مكنش بيفهمنا حاجة وإحنا بنحفظ بس
أولا ميصحش إننا تقول على دكتور كدا..ممكن يكون أنتوا اللي مش مستوعبين طريقته ف مش بتفهموا منه وبتستبدلوه ب الحفظ وخلاص
ليرد أخروجايز يكون المحتوى مينفعش يدرس ف السنة دي..غير الإمكانيات اللي غير متوفرة
إبتسمت روجيدا وقالتمش عذر على فكرة..الإمكانيات ممكن تستبدلها ب حاجات تانية...
حمحمت روجيدا ثم قالت وهى تفتح أحد الكتب
مش موضوعنا حاليا..أنا هديكوا المهم واللي يلائم السنة وإستيعابكوا..ولو فيه حاجة هنتناقش فيها...
وبدأت في الحديث ب طريقة سلسلة وسهلة حتى يستوعب الجميع
وعلى الجانب الأخر ما أن خرج من غرفتها حتى أطلق السباب اللاذع ثم هتف وهو يمسح على خصلاته
نهايتي يا هتكون على إيدك أو إيد بنتك..بنت ال...
كاد أن يكمل ولكنه تراجع وهتف ب إمتعاض
ولا بلاش أحسن أمك تتقمص...
أخرج الهاتف من جيب بنطاله ثم أجرى مكالمة مع أحدهم ليقول ما أن فتح الخط على الجانب الأخر
هو فين داهية تاخده!
رد الرجل على الطرف الأخرراجع المنيا..أنا وراه أهو يا باشا
عينك عليه ومتخليهوش يطلع من القسم عما أشوفلي صرفة معاه
تمام يا باشا...
ليغلق جاسر الهاتف ويعيده مكانه ثم دلف إلى تلك القاعة التي أرشده إليها أحد العمال..ليجدها تقوم ب تدريس المحاضرة ب طريقة سلسة ورائعة ليجد نفسه يستوعب ما يقال في ثوان
بحث ب المكان لعله يجد مكانا فارغ..ليجد ضالته خلف شابان يبدو عليهما أنهما لا يهتمان بما يقال ف جلس خلفهم وهو يضع نظارته الشمسية ثوان وسمع حديثهم
تراهني إنها مش مصرية!..الجمال دا مش صنع البلد...
قبض جاسر على يده حتى لا ينقض عليهما..ولكنهما لم يصمتا على هذا الحد ليقول الأخر
اسمها روجيدا التهامي..مش مصرية إزاي!..دا غير لهجتها مصرية درجة أولى
يابني يستحيل الصاروخ دا يكون تقفيل محلي..دي إستيراد وتصدير...
وعند ذلك الحد لم يتمالك جاسر أعصابه....تأوه الشابان ب صوت واضح إسترعى إنتباه روجيدا لتلتفت ب ڠضب قائلة
ممكن أعرف الصوت دا ليه!!...
ومن أخر صف رفع جاسر يده وقال ب لا مبالاه خبيثة
لا أبدا يا دكتور..مشكلة وبنعالجها..كملي شرح...
وجدته ينهض ويسحب الشابين من تلابيبهم ثم قال ب برود
أصلهم محتاجين إسعاف...
ثم قام ب هزهما ب شراسة وتساءل ب حدة
مش كدا يا نجم منك ليه!!...
أومأ الشابان ب رأسيهما ب خوف ليأخذهما جاسر خارج القاعة..لم تستطع روجيدا التفوه
ب حرف ف هى لا تزال تعاني من صدمة ما قبل قليل
أنهت محاضرتها وبدأت في لملمة حاجيتها ب توتر وهى تتساءل ماذا فعل ذلك الھمجي ب الشابين!..قاطعها طالب وأخذ يسألها عن عدة أشياء عن المحاضرة ف أجابته ب إبتسامة ورحابة صدر..ف قال الطالب ب إبتسامة بلهاء ب النهاية
شكرا جدا يا دكتورة
أومأت ب رأسها وقالتالعفو
أتسعت إبتسامته وقال ب عفويةحضرتك حلوة أوي...
الحلوة دي تبقى أمك...
شهقت روجيدا ب فزع حقيقي وهى تراه يدفع الطالب الهزيل على الأرض..ف صړخ جاسر مرة أخرى ليجعله يهرب من براثن هذا الأسد
برة يا بن ال...
ثم إستدار إلى تلك التي تقف ك الأرنب المذعور وتشدق ب ټهديد
عالله أشوف در مقرب منك يا روجيدا...
إبتلعت ريقها وهى تراه يتقرب منها لتقول ب توتر
جاآسر..إحنا..م..مش ف البيت..عشان تعم..ل كدا
رفع حاجبيه ومط ثم قالأعمل إيه ب الظبط!...
أمسك رسغها جاذبا إياها إليه ثم هتف من بين أسنانه
يعني أعمل معاكي إيه!..طيرتي عقلي وانا عمال ألف وراكي دا دا عشان خاطر الست
ضيقت عيناها ب ڠضب وقالتوالله محدش قالك تلف ورايا على فكرة
والله!!...
قالها ب نبرة أكدت لها أن ما بعد ذلك لن يبشر ب الخير لتقول ب شجاعة لا تملكها
أه والله..وبعدين دا طالب يعني أد أختى الصغيرة
بس راجل
بس طالب
ضړب المكتب خلفها وهدربس راجل ويا روح أمك...
إتسعت عيناها ب ڠضب..لتدفعه ب ف إبتعد عنها..وبدأت هى ب لملمة أشياءها لتقول من بين ذلك
أنت إتخطيت حدودك معايا يا جاسر...
ودا بيخليني أعاندك أكتر..خلي بالك كويس أني بشړ ومش هستحمل أكتر من كدا..بعد إذنك...
تحركت خطوتين قبل أن تجد نفسها تسحب إلى الخلف ب فعل قوة جبارة كاد أن ينخلع لها كتفها..ثم همس من بين أسنانه
رايحة فين وسيباني!
نفخت ب ضيق وقالتمروحة
لأ مفيش مرواح..أنتي هتنوريني ف الشركة النهاردة
حاولت الإعتراضبس آآ
قاطعها وهو يضع يده على وقالمفيش بس..ولا أنتي عوزاني أزعل...
هزت رأسها ب يأس وهى تسبه داخل نفسها ثم هزت رأسها نافية ليبتسم ويقول
كويس..يلا...
لم تجد بدا من إتباعه ف هو قد تلبسه شيطان ومن الأفضل مسايرته
كان شريف يقود سيارته حتى وصل إلى المنيا ثم بعدها إلى قرية الهواري ليدلف إلى القسم ب سرعة وصعد إلى مكتبه
دلف يضع هاتفه ومفاتيحه على المكتب ويجلس..ثوان ودلف منتصر وعلى وجهه إبتسامة ليقول
قهوتك زي كل مرة يا باشا!
إبتسم شريف وقالأيوة الله يخليك يا عم منتصر
أشار إلى عيناه وقالعنيا يا باشا...
تحرك منتصر خطوتين قبل أن يعود ويخرج من جيب بنطاله مظروف أبيض ثم قال
أه نسيت يا باشا..أنا لاقيت الظرف دا قدام مكتبك...
أخذه منه شريف وعلى وجهه علامات التعجب ثم قال وهو يقلب المظروف
متعرفش من مين!
هز رأسه نافيا وقاللا والله يا باشا..أنا جيت لاقيته
طيب روح أنت يا عم منتصر...
أومأ ب رأسه ورحل..ليفض شريف المظروف وقبل أن يفتحه وجد الباب يفتح ب قوة ويدلف منه شخصا ما ملثم..لينهض هو ب سرعة و يوجه إلى ذاك الملثم ويقول ب تحذير
أقف مكانك...
وقف الملثم مكانه ب ذعر وعيناه البنية الواسعة تتسع أكثر..توجه شريف إليه لينزع الوشاح عن وجهه ليشهق قائلا
بنت!!
هتفت الفتاه ب ذعرأيوة بنت..في حاجة!...
تأفف شريف ب نفاذ صبر ليضع ب جذعه مرة أخرى ف هى تبدو مسالمة وبريئة ب درجة
مرعبة ليقول ب ضجر
خير يا شاطرة!
أولا..أنا مش شاطرة أنا عندي عشرين سنة..ثانيا..مش أنت الظابط الجديد اللي بيقوله عليه جامد!
رد عليها شريف ب تهكمبيقولوا
إبتسمت الفتاه ب خبث وقالتمن ناحية جامد ف أنت جامد فعلا...
نظر إليها شريف ب تعجب ما لبثت أن تحولت إلى حدة..ف حمحمت الفتاه قائلة ب نبرة أودعت بها كل براءتها
أنا اسمي مروة..وكنت محتاجاك ف موضوع كدا
خير!!...
تنهد وهو يقولها لتقترب منه ثم قالت ب رجاء
والدي محتاج مساعدة وممكن أنت تساعده!
طب ما تعرفيني!
والدي كان عليه فلوس لناس وعطوله معاد يسدد فيه الفلوس بس أبويا إتأخر وهما قالوا يا يدفع يا يحبسوه
مسح ب يده على وجهه وقالطب وأنا دخلي إيه!...
إبتسمت إبتسامة جعلته يتوجس مما ستتفوه به لتقول
عوزاك تهددهم إنهم ميقربوش منه لحد اما يسدد
هتف ب عدم تصديقنعم!
ردت عليه ب براءة كادت أن تصيبه ب ذبحة صدريةأيوة والله..مش ااشرطة ف خدمة الشعب!
أنتي عبيطة يا بنتي...
إقتربت أكثر و ضمت يديها إلى وهتفت ب رجاء
والله والله مش هقول لحد أنك عملت كدا..أبويا كبير ومش حمل السچن..دا ممكن ېموت فيها...
تنهد شريف ب نفاذ صبر وهى لا تزال تنظر إليه ب تلك النظرة الراجية ليتأفف قائلا ب ضيق
إتفضلي قدامي
قفزت ب سعادة قائلةشالله يخليك لعيالك يارب
كور قبضته وقال ب حدةيلا يا بت بدل أما أشلفطلك وشك
تعالا ورايا...
لتتجه إلى الخارج وقف ب الطرقة قائلا ب صوت عال
سك ع القهوة يا عم منتصر..ملناش ف الطيب نصيب...
كانت تجلس ب جانبه ب ضيق وظلت تتأفف عدة مرات ليقول جاسر ب لا إكتراث
بطلي نفخ يا روجيدا عشان منفخكيش
إحترم نفسك...
ضحك جاسر ب إستمتاع ثم تبعها ليجدها تهم ب صعود الدرج ليوقفها مازحا
مش هتطلعي الدور العاشر على رجلك
نظرت إلى المصعد هتفتمنا مش هطلع ب الأسانسير...
ضيقت عيناها ثم قالت وهى تشير ب سبابتها
وخصوصا معاك
وضع يده على وقالأنا!!..هو أنا بعمل حاجة!
ردت ب سخريةالله يرحم...
ضحك جاسر عندما تذكر ما حدث منذ سنوات ب داخل المصعد ولم يتوقف عند ذلك الحد ف كلما صعدت معه أكثر كلما تجرأت أفعاله
وجدته يسحبها من يدها ثم قال ب إبتسامة ماكرة لم تلمحها
والله هقف ب أدبي..هو أنا أقدر أعمل حاجة!
ما هو واضح!...
ضحك وهو ينظر إليها ب نظرات وقحة جعلت وجنتها تشتعل وهى تتأفف ب ضيق وحدة..وجذبت سترتها السوداء إليها..حك فكه ثم قال ب تنهيدة
يا اااه يا اااه...
أغمضت عيناها ب قوة وضغطت على جفنيها..لتجد أن باب المصعد يفتح ويخرج منه بعض الموظفين..قامو بتحية جاسر ثم رحلوا ودلفا هما لتقول روجيدا ب تضرع
عديها على خير يارب...
أشار إليها لتقف جانبه لينغلق المصعد وإنفتح فاها ب وهى تراه يضع يده على يقربها منه وهمس ب أذنها
هيحصل إيه لو وقفت الأسانسير وعملت هنا!...
جاسر!!
تلاعب ب حاجبيه وقال ب عبثعيون جاسر
حاولت إبعاد يده قائلةإيدك!
ضحك ثم همس وهو يقربها منهبتوجعني عارف...
وضعت يدها على ثم قالت وهى تشعر ب دوار داهمها
ھموت يا جاسر
ب قوة قائلاهششش..إحنا قربنا نوصل...
أومأت ب رأسها ب خفة ثم أراحت رأسها أكثر..وب تلك اللحظة فتحت الأبواب..ليضع يده أسفل ركبيتها و الأخر أسفل ظهرها ليرفعها ويتجه إلى
الخارج
قابله سامح ليقول ب تعجب وهو ينظر إلى روجيدا الشبه واعية
مالها يا جاسر!
رد جاسر وهو ينظر إليهامفيش..داخت من الأسانسير..أنا هاخدها المكتب
أومأ سامح قائلاألف سلامة...
أومأ جاسر هو الأخر ثم إتجه إلى مكتبه ليجد سكرتيرته نهضت ب تعجب ليشير الباب ب عيناه قائلا
إفتحي الباب..وهاتي عصير فريش بسرعة...
روجيدا!..فوقي معايا كدا..أنتي كويسة مفكيش حاجة...
أحسن
أومأت ب خفوت وقالت ب همسأها...
ربت على خصلاتها ثم مال وقبل جبينها ب حنو ليسمع بعدها طرقات ف إستقام وسمح لطارق ب الدلوف
وجدها السكرتيرة ليقول وهو يأخذ منها كأس العصير
مدخليش حد يا ليان..وأي معاد أجليه ساعة
تمام يا مستر جاسر...
أومأت ثم رحلت ب إحترام..إتجه هو إلى روجيدا ثم جثى على ركبتيه وهمس ب جانب أذنها
يلا يا حبيبتي..قومي إشربي العصير دا وهتكوني كويسة...
ودون أن ينتظر ردها وضع يده خلف ظهرها وجعلها تستقيم ثم ساعدها على إرتشاف العصير..لتهمس بعدما إرتشفت نصف الكأس
خلاص يا جاسر مش قادرة
خلاص تمام...
ليضع الكأس على الطاولة ب جانبه وعاد ينظر إليها ثم تمتم دون أن تسمعه
كل مرة كدا..أعمل معاكي إيه عشان