شظايا قلوب محترقة
المحتويات
ياأم كلثوم
أوووف إمشي من قدامي أهو إنت بارد زيها رفع حاجبه ساخرا
طيب إحنا الاتنين شبه بعضماتجوزنا لبعض اهو تلمني وتاخد فيا ثواب بدل الأفلام الثقافية اللي مبهدلة أخوك
شريف صاح بها پغضب وكأنه تحول لشيطان أعمى
قولتلك أهل بيتي مش للهزار أوعى تفكرني هتساهل معاك دي زيها زي غادة اللي بينا مالوش علاقة بحد سمعتني ولا لأ ياريت تلتزم حدودك في الموضوع دا
آسف ياإلياس مكنش قصدي أزعلك أشار له بالخروج وأجابه ممتعضا
روح شوف شغلك وابعتلي تسجيلات مقابلة الراجل وابنه عايز نشوف شغلنا
بفيلا السيوفي
تقرأ بمصحفها وتنساب عبراتها مع ذكريات مټألمة أغلقت المصحف ووضعته بمكانه جلست تنظر للخارج تزيل عبراتها تهمس لنفسها
إيه يافريدة ظهور راجح قلب عليكي الماضي عايزة إيه حقك وربنا جبهولك وأكيد عند ربنا الأكبر والأعظم
متأكدة ربنا هايجمعني بيهم قريب يارب استودعتك أولادي إحفظهم بحفظك واجمعني بيهم
ذهبت بذاكرتها منذ ساعتين
خرجت من غرفة مكتبها ونادت على مربية الدار التي تمتلكها
علية هرولت إليها السيدة قائلة
نعم يامدام فريدة أشارت إليها
شوفي أستاذة حنان فين ناديها علشان نعمل جولة على غرف الأطفال ونشوف المستوى أومأت لها وتحركت سريعا
ضحكت على حديث ابنتها
قصدك إلياس همست ميرال بخفوت
هو فيه غيره الطاووس المغرور
عيب ياميرال مهما كان مينفعش تغلطي فيه حبيبتي دا في مقام أخوكي الكبير قطعت حديث والدتها
بلاش تضيقيه ياميرال المهم أنا هاتأخر شوية في الدار النهاردة متقلقيش حبيبتي
قادت سيارتها وتحركت قائلة
خرجت فريدة مع المسؤولة وقامت بعمل جولة على كل الغرف عادت إلى غرفتها بعدما ألقت أوامرها بقيام المهام لكل فرد في الدار ثم تحركت إلى غرفة مكتبها بدخول وكيلة الدار
شوفتي الأخبار يافريدة جعدت جبينها متسائلة
أخبار إيه ألقت الجريدة أمامها على المكتب
الإرهابيين اللي مسكوهم من فترة نظرت إليها منتظرة باقي حديثها فتابعت السيدة
جلست على المقعد مستفسرة
شوفي مصورينهم أهو بس أهاليهم اللي صعبوا عليا دول عيال مش فاهمين حاجة وداعش مابيصدق يوصل لعيال زي دي
أومأت بتفهم تنظر إلى تلك الجريدة هزة عڼيفة أصابت جسدها وهي ترى صورة ذاك الشخص وبجواره شابا بالعشرينات رفعت الجريدة تدقق النظر بالصورة فنهضت سريعا تجمع أشياءها قائلة بتلعثم
السيارة وجلست بداخلها مع انسياب عبراتها دقائق كأنها دهرا طويلا حتى شعرت وكأنها
ليه ماقولتليش ابن راجح في القضية
صمتا دام للحظات يستمع إلى أنفاسها المضطربة إلى أن سحب نفسا عميقا
علشان متكونيش زي دلوقتي كدا
ثقلت حروف نطقها مما جعلها تصمت وكأنها لم يعد لديها القدرة على التحمل إلى أن استمعت إلى صوته الحنون
فريدة مصطفى السيوفي مستحيل حد يقدر يقرب منها أدفنه حي أقسم بالله يافريدة اللي يقرب منك أو من ميرال أدفنه حي حبيبتي إهدي ميقدرش يعمل حاجة ولا يقدر يقرب منك
قدام الدار
خليكي يافري أنا في الطريق
مساء اليوم التالي
جلس أمام مسبح منزله يطالعه بشرود وصل إليه إلياس
مساء الخير ياسيادة اللوا
رفع رأسه مبتسما ورد تحيته
مساء الخير ياحبيبي رجعت إمتى شايفك مغير هدومك
جلس بمقابلة والده ينظر إلى دلوف سيارة إسلام وبجواره غادة واجابه
من ساعة تقريبا استدار بعدما استمع إلى ضحكات غادة بنزول ميرال
طيب أقوم أضربهم بتقولي ماتشدش عليهم وخليك حنين سامع صوت الضحك
حدجه والده بنظرات مبهمة ثم أردف
بيضحكوا في البيت ياإلياس وبعدين غادة صغيرة خليها تفرح حبيبي بلاش الشدة علشان ماتغلط برة
صغيرة إيه يابابا دي أولى جامعة يعني مش طفلة والأستاذة ميرال برضو صغيرة دي لما الأمن يسمع
ضحكاتها بالطريقة دي
وصلت الخادمة إليهما بمشروباتهم
مدام فريدة بعتت لحضرتك العصير دا ياباشا والبيه قهوته قالتها بعدما وضعتهم على الطاولة وغادرت
رفع مصطفى عصيره يرتشفه ثم تساءل
سألت على فريدة
توسعت عيناه بضجر وأردف ممتعضا
بابا لو سمحت اتكلمنا كتير في الموضوع دا أتمنى ماتزعلنيش تاني الست دي هاتفضل لآخر يوم في حياتي مرات أبويا اللي استغفلتنا
إلياس هدر بها مصطفى بوصول ميرال إليهما ملقية تحية المساء
جيت في وقت مش مناسب أمشي
ابتسم مصطفى يشير إليها بالجلوس
لا حبيبتي إنت تيجي في أي وقت دا إلياس كان عايز يعتذر منك بسبب اللي حصل منه في المكتب
جحظت عيناه يرمق والده بذهول فهمت ميرال ماينويه مصطفى فالتفتت تبتسم إليه
لا ياحبيبي مش مستاهلة أنه يعتذر الواحد لما بيغلط بيعتذر لأن بيكون حس أنه قليل ذوق تجاهل ثرثرتها ثم هتف
صوتك ياأستاذة ميرال لما تضحكي وطي صوتك الأمن في كل مكان إحنا مش في مسرح بلاش شغل المهرجين
أسبلت عيونها بوميض قائلة
ابتعدت بنظرها عنه وهتفت
أنا اشتريت بيت صغير في آخر الشارع دا خلاص كفاية لحد كدا وجودي بقى تقيل على بعض الناس حتى إنهم وصلوا يتهموني بأخلاقي رفعت نظرها إليه وترجته بعينيها الدامعة
من زمان والموضوع في دماغي بس النهاردة قررت واتصلت بمكتب العقارات ومن حسن سقطت كلماتها على مسامعه كسقوط نيزك ليستند على الطاولة مقتربا منها
ليه حبيبتي بتقولي كدا عمرك ماكنتي تقيلة إنت بنتي ياميرال واللي مش عاجبه يشرب من البحر
توقفت من مكانها وابتسمت قائلة
حبيبي ياعمو مفيش داعي لدا أنا كنت مقررة مالوش لازمة من حق حضرة الظابط ياخد راحته في بيته علشان يتجوز براحته أصلي طلعت عقبته
رمق ابنه الذي انشغل بهاتفه دون أن يعيرهم اهتمام ثم أردف
إيه الكلام دا ياإلياس
قاطعته ميرال
بعد إذنكم أنا قررت وخلاص أتمنى تقنع ماما ياعمو مستحيل أقعد في البيت دا يوم بعد النهاردة إلى الحديقة الخلفية لتجثو بركبتيها على الأرضية تضع كفيها على صدرها وكأن حجرا ثقيلا يطبق على صدرها
مع انفجار شلال عينيها دقائق وهي على حالها تسأل نفسها لماذا من صغرها وهو يعاملها بذاك الجمود والقسۏة ذكريات خلف ذكريات تعبر عنها عيناها مع ألم حارق كاد أن يزهق روحها
مسح بكفيه على وجهه في محاولة يائسة لوقوف ابنه
مش شايف إنك تخطيت حدودك في وجود أبوك يا محترم
إيه اللي حضرتك بتقوله دا حضرتك مش شايف هايفتها أشار بكفه بالتوقف
البنت دي لو خرجت من البيت مش عايز أشوفك قدامي
كنت متوقع حاجة زي كدا من حضرتك ڼصب عوده متوقفا لا يعلم كيف توقف بذاك الشموخ أمام والده بعدما استمع لتهديده البائن
دايما الست فريدة وبنتها فوقي بقيت أشك إني ابنك أصلا
رعشة قوية أصابت جسد مصطفى حتى شعر بشحوب جسده وتثاقل لسانه عن الحديث صمت ونكس رأسه للأسفل بعدما شعر وكأن أحدهم طوقه بطوق من النيران ظل إلياس يحدجه
آسف عارف قسيت بكلامي مع
حضرتك حقيقي معرفش إيه اللي بيحصل معايا آسف
بابا متزعلش مني
رفع رأسه يتعمق بعينيه
بتحبني ياإلياس طالعه مصډوما من حديثه فابتسم يهز كتفه
إيه اللي حضرتك بتقوله دا إنت روحي يابابا ولو طلبت عمري مش هاتأخر
ربت على كتفه قائلا
عايزك تتجوز ميرال
ران صمتا هادئا بالمكان ولكنه لم يخلو بتعلق الأعين بالنظرات بينهما فجأة أطلق ضحكة
شوف
عايز نعمل الفرح إمتى وأنا موافق واللي إنت عايزه عايز تقعد معانا عايز
متابعة القراءة