شظايا قلوب محترقة
المحتويات
بين أسنانها
معندناش سكر وقوم امشي بدل مااطلب لك الأمن
توقف واستدار يستند بظهره أمامها على المكتب غامزا بطرف عينيه
مش كفاية انا مسكر
ذابت من كلماته هذا الرجل يثير بداخلها مشاعر متضاربة تحملها له لم تعد تعلم بماذا تشعر بقربه انحنى بجسده وعلم ماتشعر به من خلال تحرك عيناها فأردف هامسا
هتطلبي العصير للمسكر تراجعت مبتعدة واطلقت ضحكة صاخبة مما جعل الجميع يطالعونهم رفعت كفيها تشير معتذرة
انحنى يسحب كفيها مع نظراته للجميع
اعذروها أصلها مصډومة بعد ماعرفت أنها انطردت من الشغل
برقت عيناها تطالعه بذهول وتسائلت
هي مين دي اللي انطردت حاوط جسدها بكفيه وتحرك مغادرا المكان قائلا
إنت ياروحي مفيش شغل وتنطيط بعد كدا تحرك مسلوبة الإرادة بسبب قربه الذي سلب عقلها
انزلي ياحلوة قالها وتحرك للداخل دون حديث آخر
ظلت كما هي بالسيارة لمدة دقائق ثم هبطت من سيارته بخطوات متخبطة قابلتها غادة تطالعها بذهول عندما وجدتها بتلك الحالة
ميرال مالك رفعت رأسها إلى غادة وتمتمت بتقطع
اخوكي خلاهم يطرودني من الشغل
خطت بخطوات تاكل بها الأرض وكأن هناك من يطاردها توقف غادة أمامها
عايزة ايه بوتجاز داخلة اوضتي ليه لم تهتم بهيئته اقتربت منه
هموتك والله هموتك لو قربت من شغلي تاني ورقة الجواز تبلها وتشرب مېتها انسان مستفز مفكر الكل عليه
استني عندك يابت
دنى منها يشير إليها بالاقتراب
ايه اللي قولتيه دا اهتزت حدقتيها بعدما استفاقت على حالته فركت يديها تتراجع للخلف تبتعد بنظراتها عن عيناه
انت واحد مستبد متفكرش هسكت على اللي عملته فوق انا مش خاېفة منك ولا تفكر ورقة الجواز دي هتخليك تتحكم فيا انا ميرال جمال الدين ولا انت ومليون زيك فارد ضلوعك عليا لېهانا مش معترفة بيك اصلا قالتها وهمت بالمغادرة الا أنه جذبها بقوة يدفعها على فراشه عندما أخرجت شيطانه قائلا
بالأسفل دلفت إلى مكتبه وابتسامة خلابة تزين وجهها
طلبتني توقف يفتح ذراعيه إليها
تعالي حبيبتي انا اقدر استغنى سحبها وأجلسها بأحضانه نزل برأسه يدفنها بعنقها يستنشق رائحتها بوله
من أول مرة اخدتك في حضڼي وريحتك دي بعشقها وضعت رأسها على رأسه واحتضنت كفيه
اعتدل جالسا وحاوط أكتافها سحب نفسا قويا حتى يستطع اخراج مايؤلم روحه رفعت رأسها تتعمق بعيناه ومازالت ابتسامتها تزين ملامحها
يااااه دي كلها تنهيدة
فريدة بتثقي فيا قد ايه
أشارت إلى قلبه ووضعت كفيها على صدره قائلة بنبرة واثقة
قد دقات قلبك تحت ايدي يامصطفى شوف القلب بينبض كام مرة في الدقيقة واضرب اضعافهم بلاش احلف لك انك اجمل حاجة حصلت لي بعد مۏت جمال
احتضن وجهها ودمغ جبينها بقبلة حنونة تحكي الكثير من المشاعر ثم رجع بجسده للخلف وجذبها تحت حنان ذراعيه مردفا
هقولك سر مخبيه بقاله تلاتين سنة عن الكل حتى اختي الوحيدة متعرفوش اعتدلت ونظرات مستفهمة منتظرة حديثه باهتمام
احتضن عيناها واردف بلسان ثقيل
إلياس اومأت له منتظرة تكملة حديثه بلهفة ولا تعلم لماذا اغمض عيناه حينما شعر بثقل اهدابها من الدموع ثم فتحهما قائلا
اوعديني الكلام اللي هقوله يفضل بينا سر يافريدة
ملست على وجهه وتعمقت بالنظر إليه
وحياة مصطفى اللي هو اغلى من أي حاجة ماهقول لحد
ابتلع غصة مدببة كأنها سيوف حادة واسترسل
إلياس مش ابني حقيقي دا ابني بالتبني
ألجمتها الصدمة ولم تشعر بما حولها وكأن أحدهم سلب روحها لينتفض جسدها وتشعر بانصهار روحها وبدأت تشعر بدوران الأرض وكأنها ستفقد وعيها حاولت تستفسر عما استمعت إليه ولكن هربت الحروف ولم يعد لديها القدرة على النطق
اقترب يحتضن وجهها وحاول استرضائها بعدما وجدها بتلك الحالة
سامحيني علشان خبيت عليكي بس مكنش ينفع اقول لأي مخلوق الواد ظابط في أمن الدولة انت عارفة يعني ايه يطلع مش ابني
تآذر الۏجع بصدرها من ضربات قلبها المرتفعة تطالعه بأعين مرتجفة
ازاي تخبي عليا حاجة مهمة زي دي احنا متجوزين بقالنا اكتر من عشرين سنة عارف يعني ايه عشرين سنة وأنا بنام في حضنك عشرين سنة شوف كام مرة اتكلمنا فيهم عليه ازاي وليه وانت لقيته فين ولا اتبنيه ازاي وازاي وازاي وازاي يامصطفى حرام عليك دا انا خبيت عليك حقيقة ميرال سنة عقبتني وبعدت عني قولي اعمل ايه وكمان اتجوز بنتي نهضت من مكانها تدور بالغرفة تشير لنفسها
مكنتش قد الثقة علشان تقولي حاجة مهمة زي دي انا اللي قولت لك على كل حاجة وانت مخبي حاجة مهمة زي دي طيب ليه توقفت فجأة وهرولت تجثو أمامه
الياس عنده 32 سنة يامصطفى انت لقيته ولا اتبنيه منين اوعى تكون لقيته مكان ماضربتني بالعربية نهضت تهز رأسها لا لا مستحيل ممكن يكون ابني إلياس ممكن يكون ابني
توقف اخيرا يضمها إلى صدره
فريدة اهدي هو لو عندي شك ماكنت زماني قولت لك لا مالقتوش في السويس غادة اللي لقيته على باب الدار انت ناسية أنها كانت فاتحة الدار قبلك الصبح اتصلوا بيها وعرفوها الولد كان عنده سنتين وقاعد بيعيط ومش راضي يسكت اخدته غادة واتعلقت بيه ويوم عن يوم بقت تتجنن من بعده لدرجة كانت بتبات معاه في الدار وساعات بتجيبه وبعد عمليات الحقن الكتيرة فقدنا الأمل نجيب ولاد طلبت مني نسجل الولد باسمي ومخبيش عليكي استخدمت سلطتي والولد اتكتب باسمنا ومن
وقتها والكل عرف ان الولد ابني بعد سفر غادة خمس سنين ألمانيا وبعد مارجعت عملنا حفلة واعترفت للدنيا كلها أنها أنجبت طفل وفي الفترة اللي سافرت فيها غيرت طقم الدار كله علشان محدش يشك في حاجة والولد فضل عايش معانا لحد ماقابلانكي والباقي اكيد تعرفيه
جلست بجسد منتفض تمسح على وجهها پعنف لازم تعرفلي لقيته امتى بالظبط بكت بشقهات تضع كفيها على صدرها
حتى ولو عرفت أن اليوم دا هو
اختفاء يوسف دا مش إثبات أنه ابني اثبت ازاي يارب يارب يطلع ابني معقول يطلع ابني معقول ربنا يكون رحيم بيا ويكون انا اللي ربيته مش مهم كره ليا المهم يطلع ابني
فريدة اټجننتي ايه اللي يجيب ابنك عندنا هزت رأسها انا هثبت لازم ادور
راااااجح لازم اعمل التحليل
كان أحدهم يستمع إلى حديثهما فتوقفت كالچثة التي سحبت أنفاسها إلى بارئها
اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك
قادني إليك قدر
و
سرقك مني آخر
و بين القدرين فقدت قلبي
فهم كاذبون حين أخبروني أن التعافي ببعد الأحبة هين وأن الزمن كفيل بتضميد جراحي
كاذبون حين أخبروني أنني سأتجاوز وأتخطى
مضت سنين العمر ولازلت كما أنا بل ساءت حالتي أكثر
أخبروهم أن أماكنهم لازالت شاغرة
أخبروهم أن كل منا يحمل أوجاعه معه حتى نحظى بلقاء يطيب به القلب
ف والله إن الأڈى وكل الأڈى ممن تركنا معلقين دون مرسى
ممن قال أنا هنا كفي بكفك للمنتهى ثم ذهب وترك جراحا لا تندمل ولا تشفى
خطت بخطوات تأكل بها الأرض وكأن هناك من يطاردها توقفت
متابعة القراءة