شظايا قلوب محترقة
المحتويات
دون حديث وعانقتها بقوة
أنا مش عارفة أقولك إيه أه ياقلبي اللي اتحرق عليكي
بكت فريدة بنشيج وكأنها لم تبك من قبل دقائق وهي بأحضان غادة حتى شعرت بالهدوء فتراجعت معتذرة
آسفة يامدام غادة حاوطت غادة وجهها مرددة بصوت مفعم بالبكاء
ربنا يصبر قلبك ويرجعلك ولادك بخير يارب بطلي عياط بقى وجعتيلي قلبي
ظلوا لبعض الوقت إلى أن استمعوا الى صوت سيارة مصطفى توقفت غادة وخرجت معتذرة
خرجت من ذكرياتها على صوت طرقات على باب غرفتها ودلوف ميرال
ماما قاعدة في الضلمة ليه ثبتت نظراتها على ميرال تطالعها بصمت وحدثت نفسها هل سينصفها القدر ويجمع ابنها بابنة عدوها عدوها كررتها فهبت فزعة من مجرد وجوده وأخذه ميرال نعم إنها ابنته ولكنها لاتستطع العيش من دونها وضعت كفيها على صدرها وكأن أنفاسها تسحب
صمتها وحالتها التي لأول مرة تراها بها
ماما قالتها وهي تربت على ظهرها
سحبت نفسا عميقا وبداخلها يغلي كالبركان يريد الانفجار لقد خاڼها من ظنته أصدق الناس لقلبها
ماما أطبقت على جفنيها من صوت ميرال وخاصة حينما نادت بأمها
أه ياقلبي كيف ستصمد أمام كل هذا
إلياس باشا بيقول لحضرتك إجهزي علشان هاتخرجوا فتحت فمها للحديث أشارت لها فريدة بالتوقف قائلة وهي تستدير للخادمة
قوليله هاتجهز وتنزل اتجهت لوالدتها جاحظة العينين قائلة برفض قاطع
مش هاخرج معاه ياماما سمعتيني وأنا العلاقة دي بتخنقني لو سمحت لو فعلا بتحبيني إنهي العلاقة دي يرضيكي بنتك تتجوز واحد مابتحبوش نسيت فريدة مايؤلم قلبها أو هكذا أقنعت نفسها وتوقفت تجذب ابنتها
مسحت على وجهها تداعب وجنتيها وبحرت فوق ملامحها كصياد ماهر تحدث نفسها واخدة من جمال كتير ياميرال اللي يشوفك يقول بنته علشان كدا اتعلقت بيكي قلبي وجعني ونفسي أقولك كل اللي جوايا حبيبتي بس مش قادرة
فاقت من شرودها على حديث ابنتها
أه أنا هنا ياقلبي إيه رأيك باللون دا
طالعت الفستان للحظات ثم تذكرت كرهه للون الأزرق فبسطت يديها تجذب ذاك الفستان متمتمة
هلبس دا خلاص يامامي حلو وبحب اللون دا أوي
هتخرجي مع خطيبك بفستان زي دا إنت عايزاه يتخانق معاكي وخلاص ياميرال وبعدين إنت ماكنتيش وعدتيني إنك مش هتلبسي الفساتين المكشوفة دي
لسة زعلانة مني قالها وهو يرفع ذقنها يتعمق بعينيها تراجعت للخلف وأنزلت يديه
هاخليهم يجهزولك العشا ميرال وإلياس هايتعشوا برة قالتها واستدارت للمغادرة إلا أنه قبض على كفيها يجذبها لأحضانه هامسا بصوته الرخيم
فريدة وحشاني قالها وهو يحتضن خاصتها
بغرفة إلياس يقف أمام المرآة يصفف خصلاته مع حديثه بالهاتف
إزاي يعني وليه الشقة دي متراقبة
أجابه شريف على الجانب الآخر
ماتيجي ياعم القضية معقربة وأنا بغرق من غيرك
ارتدى ساعته واتجه بنظره لمفاتيحه وهو مازال يهاتفه
لا أنا مش هارجع النهاردة وبكرة كمان اتولى إنت الأمر لحد ماأرجع
تسائل على الجانب الآخر
رايح فين خرج من غرفته متجها للأسفل قائلا
عندي مشوار شخصي هكلمك بكرة قالها وأغلق الهاتف ثم استدار على صوت كعب حذائها رفع عينيه لتلك التي تهبط درجات السلم كملكة متوجة ظلت نظراته على خطواتها ورغم هدوئه إلا أنها أشعلت فتيل نبضه ليشعر بعزفه لأول مرة وهو يراها بعين الحبيب فاق من افتتانها على صوت غادة
أوعي وشك ياميرو إيه الجمال دا
اقترب منها يشير إلى الأعلى
الفستان دا يتغير ومش عايز حرف
اقتربت غادة تلف حولها قائلة
ليه ياأبيه والله تحفة واو ياميرو
غادة ماتدخليش في اللي مايخصيكيش اطلعي أوضتك ثم اقترب منها حتى اختلطت أنفاسهما عندما ردت
أنا مش هاخلع حاجة دا لبسي وماحدش له يدخل لم تكمل حديثها حينما ارتفعت أنفاسها جاذبا حمالة الفستان وهدر پغضب ارتجت له جدران المنزل
ومش أنا اللي مراتي تمشي تعرض جسمها قدام الناس حذرتك قبل كدا بس الغبية مش واخدة من دينها غير الاسم بس
وصلت فريدة على صياحه حاولت الحديث رفع سبباته أمامها
مراتي مراتي ياريت تاخدي بالك من الكلمة مستحيل أقبل تكون على إسمي وتخرج بالطريقة دي لو هي فرحانة بجسمها أولعلها فيه
لقد صفع بفعلته وحديثه كبريائها فدنت منه حتى لم يفصل بينهما سوى الهواء تنظر لمقلتيه
وأنا مش مراتك ومش موافقة عليك
قست عيناه وارتفعت الأنفاس بحرب النظرات هادرا بصوت مرتفع بوصول مصطفى إليهما
مالكم ياولاد فيه إيه
نظر إلى والده ثم أشار عليها مشمئزا
شوف المنظر دا الأستاذة المتربية خارجة بفستان مكشوف مبين أكتر ماخافي لا وبتتبجح خطا إلى أن توقف أمام فريدة منحنيا بجسده
عرفتي تربي مدام فريدة ولولا عيني على غادة كان زمانها متربية تربية تليق بأولاد السيوفي
لم تعلم ماذا يقول كانت نظرات الأمومة لديها تتفحص كل مابه عينيه التي لأول مرة تراها تشبه عينا زوجها الراحل لم تشعر بنفسها سوى وهي تضع كفيها على وجهه فجأة تهمس بقلب أم ېنزف
يوسف قالتها بدلوف مصطفى الذي طالعها بذهول وحاول جذب إلياس
حبيبي أنتوا خارجين كانت نظراته
على فريدة التي فاقت من غيبوبة آلام
روحها مستديرة تزيل دموعها قائلة بصوت مفعم بالبكاء
ميرال غيري فستانك وأخرجي مع خطيبك رفعت حاجبها وشيعته بنظرة ساخرة ثم أردفت
أنا مش خارجة عايز يروح يتعشى يروح دي حياتي ومالوش حق يدخل فيها عجبه على كدا عجبه مش عجبه يبعد عني أنا أصلا مش موافقة على الجواز
تبدلت ملامحه وثار غضبه ينظر لوالده بكبريائه حينما شعر بالډماء تغلي بعروقه من فظاظة حديثها وهدر رجولته
البنت دي ماتلزمنيش وهاطلقها قالها وتحرك للخارج
صدمة عڼيفة أصابت فريدة ملتفتة إلى ميرال تهدر بها پعنف
روحي صالحيه إمشي روحي صالحي خطيبك طالعتها بصمت للحظات ثم أردفت
أنا ماغلطش فيه علشان أصالحه وأحسن حاجة هايعملهامعرفش
ليه مصرين أنكم تجوزونا وأنتم متأكدين إننا ماننفعش لبعض
قالتها وتحركت تختبئ بغرفتها هوت على فراشها وهنا تركت لعينيها السماح بالإفراج عن
ألم روحها تمددت تحتضن نفسها وتبكي بصمت مع أنين قلبها الذي ېنزف دون شعور أحدهم
عنده خرج إلى سيارته قابله إسلام بهيئة جعلته يقف مذهولا ينظر إليه بلهفة
مالك إيه اللي عمل فيك كدا وليه مختفي من الصبح
توقف أمامه ينظر إليه بدموع تحجرت تحت جفنيه يحدث
نفسه
إزاي يكون مش أخويا معقول بعد
السنين دي كلها نكون عايشين في وهم الأخوة اقترب إلياس بعدما وجده شاردا يربت على كتفه
إسلام سامعني رفع عينيه التي خطت الكثير من الدموع على وجنتيه رغما عنه ولم يشعر بنفسه سوى وهو يلقي نفسه بأحضانه يبكي كالفتاة التي فقدت والديها ربت على ظهره وشعور الصدمة سيطر على جميع خلاياه ظل صامتا لم ينبت ببنت شفة حتى يهدأ صمت لدقائق معدودة سحب كفيه يشير إلى السيارة
تعال نروح نتعشى مع بعض
هز إسلام رأسه بالنفي وتمتم بتقطع
لا أنا هاطلع أنام شوية وأقوم علشان عندي مشروع اشتغل عليه
أشار بعينيه على سيارته قائلا دون
متابعة القراءة