بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
باستمتاع وهو علي يقين أنها لن تستطيع الإفلات منه ومن نظرة الهدوء النابعة من عينيها استشف موافقتها
فهي من النوع الذي يصمت إذا لم تجد ردا راجحا لاعتراضها وبعد قليل سألها عن ماوصل إليه تفكيرها وأشارت بالموافقة الذي جعلته يربت على ظهرها بحنو وأشاد
إليها بأنها فعلت الصواب وابلغ رحيم الذي هلل فرحا بموافقتها أخيرا وأنهم سيذهبوا إليها في عطلة الأسبوع أي بعد أيام قليلة.
استقرت ريم في مكتبها ومنذ قدومها إلي تلك المؤسسة وهي تشعر بالارتياح الشديد وكأنها في مكانها التي تستحقه
وأثناء انشغالها في التصميم الذي أمامها جاءها اتصال علي هاتف المكتب رفعت سماعة الهاتف علي أذنيها وردت بعملية
السلام عليكم ورحمه الله.
ابتسم ذاك المالك علي أخلاقها وردها الهادي وتحدث
وعليكم السلام ورحمه الله بعد اذنك يامدام ريم ممكن تيجي لي مكتبي حالا في حاجة مهمة ومينفعش غيرك يعملها .
جلست في المقابل وألقت السلام وتابعت
اتفضل يامستر مالك أنا سامعة حضرتك .
منذ أن خطت قدماها من أول مرة إلي ذاك المكتب وسحر عيناها جذبه إليها
كل حرف تتفوه به بالنسبة له شيء مختلف عن أي أنثي عرفها فهي أمامه كالجوهرة الثمينة التي لاينالها إلا من يستحقها
تشام
فريم في المجمل أمامه ټخطف أنظاره كل مرة يراها دون أن يشعر
أو هي تدري
تحمحم بهدوء وتحدث
أولا تسلم ايدك علي التصميم الأخير بجد حاجة تشرف أوووي وده طبعا إللي متعودين عليه منك
ثانيا عايز حاجة تخرج من تحت ايدك برة إطار الدريسات .
ضيقت عيناها وأردفت باستفسار
متشكرة جدا بس حضرتك تقصد ايه مش فاهمه
ابتسم بهدوء وأجابها
أنا عايز منك كذا تصميم لكوليكشن لبس مدارس إعدادي وثانوي
حاجة كدة مختلفة عن إللي إحنا بنشوفة وطبعا الفكرة جديدة هتخرج الطلبة برة إطار المريلة المعروفة بتطورتها
ها ايه رأيك هتقدري
تحمست بشدة للفكرة وأجابته بموافقة دون تفكير
الله دي فكرة جميلة أوي وبجد هبقي مستمتعة وأنا بنفذها
واسترسلت وهي تنظر لعيناه بتلقائية لأول مرة
عايزة أقولك يامستر
كان ينظر إليها ومثبتا عيناه داخل نظرة عينيها بعمق ويستمع لها باهتمام ولأول مرة دقات قلبه تتمرد عليه ولا يعرف مالسبب لتلك الدقات
ثم وجد لسانه يتفوه تلقائيا
علشان إنتي جميلة أوي لازم كل حاجة تطلع من تحت ايدك أجمل وأرق .
انقلب وجهها بعلامات الطيف من نظرته التي تحولت لأخري لا تفهمها ومن حديثه الذي فاجأها به وأخفضت بصرها خجلا وهي تردد بخفوت
ربنا يخليك يامستر ومرسي علي المجاملة دي.
عندما رأي الخجل علي وجهها زادها جمالا علي جمالها اندهش لحاله من تركيزه معها بتلك الشدة
تحمحم بهدوء وسألها
مسألتنيش الفكرة دي جت لي منين
رفعت رأسها ولكنها لم تنظر إليه وسألته
أكيد حضرتك صاحب المؤسسة الكبيرة دي فلازم أفكارك تكون مختلفة .
أعجب بردها بشدة وتحدث بإبانة
شوفي يا ستي احنا لينا صفحة كبيرة على الانستجرام الصفحة دي طبعا موثقة تقريبا عليها ما يقرب من 5 مليون متابعه فلقينا الطلب على زي المدرسة شديد جدا
وعلي عرض عليا الموضوع ان هو يجيب مصمم خاص بالفكرة دي لكن إنتي أول حد جه في بالي علشان عندي ثقة عمياء في ان اي حاجة هتطلع من تحت ايدك هتبقى رقيقة وكمان انتي بنت زيك زيهم هتقدري توصلي لعقول البنات دي وهتعاصري موجة الموضة اللي ماشيه .
انتبهت لكل ماقاله وهتفت برجاء
طيب ممكن أشوف بعض من التعليقات دي علشان أقدر أفهم دماغهم أكتر .
هز رأسه بموافقة وأجابها وهو يتناول هاتفه
طبعا مفيش مانع أنا هبعتلك لينك الانستجرام الخاص بيا لأن أكتر شغلي بنزله هناك
واسترسل حديثه وهو يناولها الهاتف
اتفضلي ياستي أدي التعليقات علي البوست إللي عرضت فيه الفكرة .
مدت يدها تأخذ
منه الهاتف وإذا به يعلن عن اتصال أحدهم فتركته هي وهو في أن واحد وكاد أن يسقط الهاتف علي شاشته إلا أن يداهما الاثنين سحبته تلقائيا كي لا يقع واحتضن كف يده كف يداها الناعمة في لحظة دون قصد من أي منهما
هو في تلك اللحظة التي احتضنت يده ليدها سرت قشعريرة في بدنه لأول مرة رغم أنه تزوج مرتان إلا أن لمستها المفاجأة جعلته ينتفض داخليا بشعور لا إرادي منه
أما هي انتبهت علي الفور وسحبت يداها وقامت من مكانها مستأذنة بخجل
عن إذنك
متابعة القراءة