بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
الا وكان يحادثها هاتفا او ان يستدعيه الى مكتبه
ومما زادها قلقا اكثر أنه دعاها للعشاء منذ يومين ولم يهاتفها كي يتفقا على الموعد مما جعلها ترتعب داخلها ان يكون ليس بخير
كانت محرجة جدا ان تهاتف صديقه علي او تسأله حينما يقابلها عليه ريثما ان لا احدا يعرف بعلاقتهما ولكن ضړبت بخجلها عرض الحائط
في اثناء سيرها في الممر المؤدي الى مكتبها قابلت علي صديقه وسألته
ممكن اعرف مستر مالك فين ما بيجيش بقى له تلت ايام وقافل تليفوناته كلها وأنا في شغل متعطل معايا ولازم يتابعه معايا .
فالذي مضى من أزمات وندبات لقلبه قبل ذلك لا يشبه ذرة ۏجع من الذي يشعر به الآن وهو على علم بعشق صديقه بتلك الريم فجالت في باله فكرة أن يعرفها أين يكون الآن وتذهب له كي تفاجئه وتهدئ من حزنه المرير
فأجابها بنبرة حزينة نابعة من عيناه يراها الأعمى
مالك في أزمة نفسية شديدة جدا يا ريم وحالته صعبة وانا خاېف عليه جدا يجرى له حاجه بسبب اللي حصل له .
أيتركني ذلك المالك بعد ان عشقته!
أمن الممكن أن يذهب بعد أن تعلقت به هو الآخر !
لا ياربي كن بجانبي ولا تريني فيه مكروها فأنا الآن عاشقة ذلك المالك الذي اخرجني من قمة الحزن إلي منتهى السعادة بتقربه مني
ثم ابتلعت أنفاسها بصعوبة بالغة وأومأت بخفوت خوفا من ما سيخبرها به
ماله يا علي قلقتنى جدا
واستطردت بعيون تنطق خوفا
هو مالك جرى له حاجة
بنظرات حزينة وقلقه على صاحبه أجابها
مالك في احتياجك دلوقتي جدا وأظن مفيش غيرك تقدر تطلعه من حالته دي
انا دلوقتي هوديكي المكان اللي هو موجود فيه هو محرج عليا جدا اعرف حد مكانه لحد ما يداوي
ألمه لكن انا شايف أنه من ساعة اللي حصل وهو على نفس حالته وبصراحة كده انا شايف ان مفيش حد أقرب لقلب مالك واللي هيطلعه من اللي هو فيه غيرك إنتي يا ريم
واستطرد بإبانة عندما رأى علامات الاندهاش على وجهها
ما تستغربيش انا عارف كل حاجه عن مالك لأن أنا وهو يعتبر اكتر من الأخوات مش أصحاب بس علشان كده انا شايف ان ما فيش غيرك هيقدر يرجع ابتسامة مالك الجوهري
ها نتوكل على الله
هو حاليا قاعد في مكانه المفضل اليخت بتاعه واللي تقريبا مقيم فيه من ساعة اللي حصل ويا ريت ما تسألينيش عن اللي حصل أفضل ان هو اللي يحكي لك كل حاجة.
إنت لسه هتسألنى يالا من فضلك ودينى ليه علشان إنت قلقتنى أووي.
ابتسم لها براحة قلب واطمئن قلبه أخيرا على صديق عمره وعلى أنه حقا وجد الحب الحقيقي بعد عڈاب سنوات من الضياع
وانطلق بها إلي مكان مالك وبعد نصف ساعة وصلا إلى اليخت وصعد بها إلي الداخل وأشار بها إلي مكانه واستئذنها في المغادرة كي يترك لهما مساحة للكلام كي يصلا إلي بر الأمان في علاقتهما
ساقتها قدماها إليه وهي يجلس شاردا مغمض العينين أمام البحر نظرت إليه مطولا وهي تحفر معالم وجهه المټألمة والسارحة في ملكوت الۏجع لم تمكث كثيرا تنظر إليه نظراتها الهائمة حيث استمعت
إليه يردد وهو مغمض العينين كما هو وفي حالة استرخائه ملقيا
جسده علي تلك الأرجوحة مرددا
ياه كان قلبي حاسس إن قلبك هيجيبك وهتيجي لي في أشد أوقات احتياجي ليكي .
اتسعت مقلتيها بذهول وأردفت تحادث حالها لوهلة
يا الهي كيف علمت بوجودي وانت مغمض العينين!
أحس بذهولها وقام بفتح عيناه مرددا باحساس عال لا يخرج إلا من عاشق
متستغربيش إني حسيت بوجودك وعبيرك اللى بحسه من الجنة ومين زيي يحس بحبيبه اللى استناه سنين لحد مالقاه .
وقفت قبالته وأردفت ودمع العين يلمع من شدة تأثرها ووجدت لسان حالها ينطق دون وعي
بحبك وجيت لك علشان أقول لك خلاص يالا نبنى عشنا الجديد ومن النهاردة لو حابب .
كان يملك ۏجعا يكفى العالم بأكمله مما حدث له وما إن استمع إلي اعترافها قام منتفضا من مكانه وقف أمامها مع مراعاة المسافة مرددا بارتياح توغل جسده
يااااااااه ياريما أخيرا قلتيها وأخيرا سمعتها
وتابع هيامه بها وهم في مشهد يحبس الأنفاس فالشمس ورائهم قد قاربت على الغروب والبحر أمامهم ونجوم السماء تضوى بريقا لامعا فقد حان الوقت لإنطلاق العاشقين في سماء الحب المتيم لقلبهم
كلامك كأنه هدية نزلت من السما برد قلبي الموجوع بالظبط زي المطر اللى نزل في صحرا زرعها قرب ېموت واخير ارتوى من عطاء الله .
أشار إليها بعينيه أن تجلس علي تلك الأرجوحة فنظرت إليها بحب وجلست نفس
متابعة القراءة