بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف

موقع أيام نيوز


اللى فات ورا ضهرك هو أصلا ماټ .
بتصميم شديد أردفت 
معلش يا بابا أنا مصممة أروح المشوار ده نفسي بجد أعمل كدة وبعدين متقلقش عليا إحنا هنبقى في الأمان .
وجدوا منهم تصميم شديد فتحدثت فريدة
طيب خالو بالكم من الولد أووي وتروحوا وترجعوا بالسلامة وهكلمكم علطول تردوا علشان هفضل قلقانة عليكم لحد ماترجعوا .
ودعوهم وانطلقوا إلي وجهتهم فتحدث رحيم باستفسار
نروح دار الأيتام الأول ولا المشوار التاني 
نظرت أمامها بشرود وأردفت 
خلينا المشوار التاني الأول وبعدين نختم بالدار علشان يبقى ختامه مسك.

ربت على فخذيها بحنان وتحدث
أنا والله العظيم رايح معاكي علشان خاطرك إنتي ولولا اني مينفعش أبين رفضى قدام بابا وماما كنت منعت إننا نروح 
واستطرد بعيون لامعة بعشقها
لكن أنا وعدتك إنى هفضل معاكي وهسندك وعمرى ماهتخلى عنك في أي موقف مهما كان .
ابتسمت لذاك الزوج البار بها والذي يمتلك قلبا عاشقا لها منذ بداية معرفتها به ورددت بقلب ينفطر ۏجعا
لازم أروح يارحيم علشان أبقى مرتاحة لازم أثبت لها انها خسړت وأنا اللى كسبت ومش شماتة لاسمح الله لاااا ده قلبي وأيامى اللى اتدمروا بسببها أيام وشهور لازم أحسسها إنها جريت ورا سراب وأنا دلوقتي اللى بقيت حقيقة.
وظلا يتحدثان إلي أن وصلا بعد مدة إلي سجن القناطر دلفا إلي الداخل تحمل ولدها بين ها وهى في قمة شياكتها حيث كانت ترتدي فستانا باللون الأحمر ويزينه حجابا باللون الأبيض وترتدي نظارة شمسية فحقا كانت أنيقة وملفتة للأنظار وبجوارها رحيم زوجها بحلته الأنيقة فحقا كأنه نجم سينمائي فكانت تليق الأناقة به وواضعا يده بتملك على كتف زوجته وصلا إلي مكان تلك المى في حجرة الزيارات ووجدوها تجلس وفي يدها سچارها تنفس دخانها بشراهة وشكلها المشعث واضحا للأعين 
وصلوا أمامها وألقوا عليها السلام وللعجب لم تعرف مريم فتحدثت باستغراب
مين انتي ياهانم 
أعطت مريم ابنها لرحيم ثم خلعت نظارتها وأردفت بنبرة شامخة 
أكيد عرفتينى دلوقتي ولا أعرفك بنفسى أنا الدكتورة مريم
عماد وده جوزى الدكتور رحيم المالكي وده ابننا جميل ثمرة الحب الحلال ها افتكرتينى .
شهقت پصدمة وهي تنظر لها بانبهار ورددت بغل 
والله أهلا وسهلا تصدقي لايق عليكى النضافة ياتربية الملاجئ .
لم تقدر على أن تثير مشاعر الڠضب داخلها ولا أن تعكر صفو مزاجها وأردفت بقامة مرفوعة
فعلا تربية ملاجئ وأفتخر وبصراحة ليا حق أفتخر بنفسي وأبص لفوق أوووي لأنى بقيت زي مانتي انبهرتى كدة أول ماشفتينى حاجة راقية محترمة واتجوزت جوازة راقية تليق بيا 
واسترسلت دفاعها عن مشوار عمر عانت فيه كثيرا
أنا جاية النهاردة أثبت لك انك وانتي في عز قوتك مقدرتيش تدخلينى طريق السراب
والضياع وأنا كنت في عز ضعفى ومستسلمتش ليكى وسلمت أمري لربنا ولو كنتى حطيتى السکينة على رقبتى أو حتى عملتى فيا إيه باللذي عمرى ماكنت هبقى زيك أبدا والأدوار اتبدلت وبقيت أنا فى عز القوة وإنتي في عز الضعف وياريتك توبتى .
نفثت الأخرى دخان سيجارتها في وجهها لكى تشعرها أنها لاتبالى والحق يقال أن داخلها يغلى وتحدثت بدم بارد تعودت عليه
مين قال كدة ياحلوة دول كلهم كذا سنة وهخرج أتمتع بالملايين اللى معايا وهبقى زيي زيك بالظبط مفيش فرق الفلوس بتلمع أي حد ومبيفرقش في مجتمعنا ده كل الهبل اللى انتى جاية تغظينى بيه من الأخر الدنيا ماشية معاك قرش تساوى قرش .
ضحكت مريم على هرائها وهتفت باستفزار لها كى تفيق 
بصي حواليكى حبيبتي وإنتي هتعرفي وانتى خارجة من هنا هيتكتب في سجلك خريجة سجون .
تحدث رحيم الي مريم 
بقول لك ايه ياحبيبي مش كفاية ضيعتى من وقتك الثمين مع دي يالا الندوة خلاص اتنظمت وابتدت ومستنينا وكمان المكان هنا مش لطيف وريحته مش حلوة هيزعج جميل .
ابتسمت إليه وهتفت بموافقة
تمام ياحبيبي عندك حق يلا نمشي 
ثم ضړبت بيدها على جبينها كعلامة للتذكر 
أه صحيح نسيت أقول لك ياميوشة اني عندي دلوقتي رصيد في البنك وفلوس كتييير أووووي بشغلي الحلال وبمجهودي يعنى من ناحية المادة والفلوس اللى بتتكلمى بيها أنا بقيت غنية بس وأنا نضيفة باااااااااى .
أنهت كلماتها وانطلقت من أمامها وهي ترتدي نظارتها وتتأبط ذراع زوجها برأس مرفوعة وخرجت من ذاك المكان وهي الآن في قمة راحتها النفسية فكم حلمت كثيرا بتلك المقابلة كد تردم چرح قديم مازال داميا في قلبها والآن قد شفي 
وهي تحادث حالها 
أنا تلك المريم التى سافرت رحلة آلامى حتى استقر أمانى 
أنا تلك الطفولة التى لم أحترف معانيها فهما ولم أحيا كلماتها طيلة زمانى 
أنا تلك السنين التى قاومت كى تصل إلى منتهى نجاحها بكل كفاح وعزم كعزم الجبال
وها أنا ذا بفضل ربي وصلت إليه وشعرت براحة داخل أوطانى .
خاطرة مريم عماد 
بقلمي فاطيما يوسف
وصلوا إلي دار الأيتام وبنفس دلوفهم وبنفس الشموخ تدللوا بخطواتهم الي الدار ولكن بمنتهى التواضع ودلفت وهى تنظر إلى كل ركن في الدار بقلب يدق اشتياقا فهى لم تخذل يوما من أنها تربية ذالك الملجأ كانت تنظر إلي المكان
 

تم نسخ الرابط