بين الحقيقة والسراب بقلم فاطيما يوسف
المحتويات
بمين ببنت الملجا
والله ما يحصل ابدا انت جرى لك ايه يا جميل !
نزلت كلماتها على قلبه الصاعقه ولم يكن بحسبانه ان يكون تفكيرها بتلك العنصرية وتحدث باستنكار
ومالها بنت الملجأ يافريدة !
بنت مؤدبة ومحترمة ومتفوقة ورفضت الحړام بالرغم إن مكانش حد هيلومها لو عملته .
أشارت بيديها أمام وجهه وأكملت
كلامك علي عيني وراسي والبنت أدب الدنيا فيها أنا عندي بنات وربنا يسهلها بس بعيد عن ابني
وتابعت حديثها بتصميم
أنا ابني يتجوز بنت عيلة ليها أصل وفصل مش تربية ملاجئ .
احتدم وجهه پغضب شديد وردد بنصح
نطقت بتسرع
أنا أه أعطف عليها أعمالها بما يرضي الله
أبتسم في وشها دايما
لكن تبقي تربية ملاجئ وتتجوز الدكتور رحيم لا ممكن أبدا.
كانت سعيدة بنتيجتها في الترم الأول وتوجهت الي داخل الفيلا كي تخبرهم بفرحتها وإذا بها تنصدم حينما سمعت حديث فريدة تردد داخل أذنها بل انحفر بچرح عميق داخل قلبها وتلقائيا هبط دمع العين أنينا وكأنها دموع ڼار علي وجه تلك البريئة .
كانت سما جالسة تتصفح الهاتف بشرود
ومهاب بدأ بالحديث مع والدته قائلا
ماتسامحي بابا بقي ياماما وتنسي إللي فات وهو راجع ندمان علي إللي عمله .
اعتزلت من جلستها وواجهته بعيون حمراء الڠضب اشټعل داخلهما ونطقت باستنكار
أسامح ايه يا مهاب!
ده انتو أول الشاهدين معايا علي إللي عمله فيا
واسترسلت ودمع العين أوشك علي الهبوط
ومش بس كدة ده أنتم أكتر ناس شاهدين علي العمر إللي راح وأنا كنت أب وأم وكتف بيسند هنا وهناك .
ومين يقدر في يوم ينسي إنك كنتي أحسن أم وأحسن ست في الدنيا
ومين يقدر ينكر تعبك معانا ومعاناتك سنين عمر كامل ومتهاونتيش في لحظة حب ونصيحة وعطاء ياأمي
محدش أبدا ينكر
واستطرد حديثه وهو يمسكها من كتفيها متعمدا النظر داخل عينيها مرددا بحړقة
بس ده بابا برده ياأمي إللي شقي سنين عمره واتغرب علشان يعيشنا مستوي أفضل
عاش عمره كله بعيد عننا وكنت دايما بشوف في عينيه نظرة الاشتياق لينا في إنه حابب يبقي جمبنا وإحنا بينا مسافات ملهاش عدد
انتفضت من مكانها كمن لدغها عقرب وهتفت بفحيح
وحياة قلبي الطيب إللي كان سبب في سذاجتي وخيانتي ماهسامح ولا هغفر
واعمل حسابك إنت وأختك ملكوش علاقة بيه تاني ياتختارو يا
أنا ياهو .
كانت سما ابنة الخمسة عشر أعوام وصل إلي مسامعها حديثهم وفضلت السكوت ولكن استفزها مقارنة والدتها وأجابت بحزن
هو ينفع الإنسان يختار بين روحه وروحه برده ياماما
إنتي النفس وباب النبض إنتي العشق وبابا قلبه
إنتي الحياة وبابا عمرها كله
لا ياماما إنتي كدة بتحطينا قدام اختيار مدمر مش هيخلينا نعرف نعيش .
تشنجت عضلات وجهها واهتز جسدها برعشة وأصبحت تحرك يداها بلا منطق وتحدثت وهي تهذي بكلمات تدمي لها القلوب
يعني عايزيني بعد ما شفته في واحدة تانية
أسامحه وأقول له تعالي بال لراندا اللي سامحتك بكل بساطة علشان خاطر أنانية ولادها
عايزني أداوي قلبي إللي انكوي بچرح عمره ماهيخف بإني أدخل حياتي تاني اللي غرس سكينته إللي كوتني وحرقتني بچرح هيفضل ېنزف لحد ما أموت وأبقي عادي كدة .
وتابعت وهي تعطيهم ظهرها بوعيد
والله ماهيحصل أبدا ياولاد عمري اللي أفنيته تحت رجليكم وبين إيديكم
ألقت كلماتها وتركتهم وانسحبت الي غرفتها والبكاء أصبح عنوان حياتها.
ذهب مالك إلي
المصنع كي يتابع ماحدث فيه طيلة الشهر الذي مكثه مغادرا البلاد وصديقه المقرب أمامه قائلا بمشاغبة
أيوة ياعم ناس تروح روما علي إنها هتشتغل وفي الأخر ترجع بغزال إيطالي يرجعها عشرين سنة لورا .
ضحك بصوت عالي علي مشاغبة صديقه وردد بتوضيح
بالله عليك ياشيخ لاتسكت أنا مش ناقص قرك ده أنا إللي فيا مكفيني من إللي شفته من السفرية دي .
اندهش صديقه وتسائل مستسفسرا
ليه إيه اللي حصل لك هناك طمني .
تنهد بتعب وقص عليه جميع ماحدث من الألف للياء
ثم تحدث بعد تفكير مردفا باستنكار
يانهار أبيض وملهوش معالم ده مين الجبروت إللي يقدر يعمل معاك العملة السودة دي
أرجع رأسه للخلف وأغمض عينيه بتعب مرددا
مش عارف وعايز أقول لك إني مش عايز اعرف علشان لو اتضح لي مين إللي عمل كدة هتقلب چحيم وأنا مش هقدر أستحمله .
انزعج صديقه وهتف بضيق
بس لازم تعرف يامالك مش يمكن اللي عمل كدة يرجع يكرر عمايله تاني
تنهد بحزن وأجابه
ممكن جدا علشان كدة هركب كاميرات مراقبه في الفيلا كلها وعلي نظام ومستوي عالي جدا وإللي منبشتش عليه عليه علشان متوجعش ولا أوجع الغاليين هيجي لي لحد حد عندي وبالدليل وساعتها يبقي هو
متابعة القراءة