الدهاشنه

موقع أيام نيوز

اللازمة بصحبة تسنيم التي تستعد للسفر بالغد فذهبت للمصنع لتحصل على الأوراق اللازمة لتحضرها بالحقيبة الصغيرة التي وضعها آسر على سطح مكتبه اضطرت للبقاء بمكتبه لفترة طويلة حتى ترتب ما ستحتاج إليه حينما تأتي بالغد وبتلك الحجة بقيت لوقت طويل بداخل مكتبه لا تعلم ما الذي يصيب كلما لامست غرض يخصه جتى قلمه المعلق من أمامها! 
مقعده يشعرها بحنان غريب وكأنه هو من يحتضنها برفق إحساس الأمان والدفء الغريب الذي استأنست به بداخل غرفة مكتبه جعلتها تشعر بأن هناك ما يربطها به فربما أصبحت تحبه لا هل هذا العشق الذي يتنقل على لسان قيس وليلى.. أم روميو وجوليت! 
ولجت حور للمصعد ثم كادت بأن تغلق بابه لتستعد بالصعود لشقة الفتيات فاوقفه أحمد ومن ثم ولج للداخل فرسمت الابتسامة على وجهه وهو يردد بحماس 
_حور.. عملتي أيه في الامتحان 
ابتسمت حينما رأته يقف أمامها فتلعثمت بقول 
_الحمد لله الامتحان كان سهل وكل اللي ذكرته لقيته. 
تعالت ضحكاته وهو يخبرها بغرور 
_دي بركات الأكل اللي عملته والقهوة اللي خليتك تركزي كده. 
قالت بمرح 
_شكله كده وتقديرا للي عملته هطلع أغير هدومي وأعملك أحلى طاجن ورق عنب باللحمة. 
ضحك وهو يشير لها 
_كده هصحى اعملك فطار وقهوة كل يوم. 
قالت بمرح 
_خلاص أنت عليك الفطار وأنا الغدا. 
فتح باب المصعد بعدما توقف وهو يجيبها 
_معنديش مانع مدام هناكل اكلة ترم العضم. 
استدارت تجاهه قبل ان تدس مفتاحها بالباب لتخبره على استحياء 
_قولي بس على الغدا اللي تحبه وأنا عيوني ليك يا أحمد والله. 
انخطف قلبه مع تردديها لأسمه بصوتها الرقيق منحها ابتسامة مصطنعة قبل ان يدلف لشقته المقابلة لها فجلس على أقرب مقعد وكل تفكيره مركز بها وبكل ما يخصها حتى صوتها وارتدائها لخمار فضفاض ببساطة لم يترك شاردة وواردة تخصها الا وفكر بها عن دون قصد وكأن قلبه اصبح متصل بها هي على غير عادته! 
بعدما ذهبت لغرفته باحثة عنها علمت من خدمة الغرف بأنه يجلس بالأسفل فبحثت عنه بعينيها حتى اهتدت بمحله لتجده يجلس بطلته الخاطفة للانفاس ويرتشف من كوب العصير الموضوع من أمامه بثبات يفتك بقلبها الضعيف ارتبكت روجينا وأخذت تعدل من حجابها ومن ثم يزداد عقلها تشتت بالتفكير عما ستبدأ بقوله ارتسمت ابتسامة خبيثة على وجهه وهو يتابع انعكاس صورتها بالمرآة من أمامه ومازال لا يمنحها اهتماما يجلس باتزان وثقة تجعله مرغوب به يعلم كيف يستغل وسامته وثقته بذاته في الفتك بقلوبهن وكأنه كان على ثقة بأنها من ستتأخذ الخطوة الاولى وجدها تقترب منه حتى أصبحت بمرمى بصره فابتسمت وهي تردد على استحياء 
_كنت
بدور عليك. 
وضع أيان كوب العصير من يديه وهو يردد بثبات 
_عني انا ليه خير! 
عبثت بأصابع يدها بارتباك وخاصة حينما قال 
_قررتي تقدمي بلاغ ولا أيه 
ارتبكت روجينا للغاية وكأنه اكتشف حجتها للقاء به مجددا فقالت بتوتر 
_لا بس كنت حابة أشكرك اتاني مرة على اللي عملته معايا.. عن أذنك. 
وكادت بالمغادرة فنهض أيان ليقف أمامها ومن ثم قال وهو يسبل بنظراته بعينيه الرمادية الفتاكة 
_طيب الشكر بيبقى بالجفاء ده! 
کسى وجهها لون احمر قاتم فبللت شفتيها بلعابها وهي تتساءل بعدم فهم 
_إزاي! 
قال بنظرة ماكرة تعمقت بالتتطلع لعينيها 
_أقصد انك على الاقل تشربي معايا حاجة. 
تنفست بارتياح لفهم مقصده فأشار بيديه على المقعد المجاور له فجلست وهي تراقبه باهتمام وقلبها يتراقص طربا لقربها منه لا تعلم كيف اعجبت به سريعا هكذا على الرغم من إنها ترتدي دبلة تخص رجلا غيره بقت نظراته الثاقبة مسلطة عليها الى ان قاطع الصمت بينهما بصوته الرجولي الخشن 
_تحبي تشربي أيه 
أجابته بعد تفكير 
_عصير برتقان.. 
أومأ براسه ثم رفع إصابعيه للنادل الذي اتى

مسرعا ليردد باحترام 
_تحت أمرك يا أيان باشا. 
أخبره بمطلبه ليغادر سريعا فقالت روجينا بتخمين 
_واضح انها مش اول مرة ليك بالفندق هنا! 
ابتسم وهو يجيبها 
_أغلب الصفقات اللي بتممها مع العملاء بتكون هنا شغلي متنقل بين القاهرة وإسكندرية والصعيد. 
بكل اهتمام تساءلت 
_ليه بتشتغل أيه 
منحها نظرة مطولة قبل أن يجيبها 
_رجل أعمال وتجارتي الاساسية مصانع للأعلاف..
نظراتها كمنت بالأعجاب تجاه هذا الشخص الذي حمل صفات مشتركة من فتى أحلامها وضع النادل العصير من امامها فأشار لها أيان بتناوله فارتشفت منه بضع قطرات ليعم الصمت من جديد ليكسره هو حينما تساءل 
_طمنيني ابن عمك زعقلك او قالك حاجة على بياتك بره 
قالت وهي تطلع له
_لا الحمد لله معرفش. 
رفع حاجبيه وهو يخبرها بهدوء 
_طب كويس. 
ابتسمت بارتباك وهي تحارب للنهوض والمغادرة وبداخلها رغبة بالبقاء معه لوقت أطول وبالنهاية انتصرت فنهضت وهي تخبره بارتباك 
_أنا لازم امشي... عن أذنك.. 
نهض ليقف من أمامها ثم قال بصوت جعله متلهف 
_طب مش هشوفك تاني انا حتى معرفش اسمك
تم نسخ الرابط