إمبراطور الرجال
الاقتراب لغرفة للي ومنع أي احدا يحاول ذلك..خرجت من المنزل وانطلقت بسيارتها في الطريق.. مضى بعض الوقت الذي قادت فيه سيارتها وهي شبه لا ترى شيء أمامها..أي شيء..وقفت بالسيارة بطريق خال قد حددت به موعدا بالسابق..خرجت من السيارة بعد لحظات واتجهت لقمة جبلية بصمت يملأ القلب رهبة...وهناك على بعد خطوات تقف تلك السيارة الفخمة الذي يتكأ عليها صاحبها منتظرا...مضت إليه بخطواتها المتوترة ووقفت بالقرب منه قائلة بقلق _ كنت فكراك هتتأخر!! ليس صائبا أن تقل ذلك ريثما لشخص لأول مرة تراه!! ولكن بدء الحديث مع الغرباء يحتاج لجهد..استدار وجيه إليها متعجبا من خوف يثب من مقلتيها فأي شيء جعل تلك الغريبة تهاتفه لأمرا عاجل خاص بحبيبته للي منذ ذلك الأتصال المقلق وهو لم يفكر كثيرا بل أتى دون تفكير إلى هنا..أجاب جيت قبل ميعادي كمان..أنا عارف أن للي ليها صديقة هنا اسمها سها عشان كده قبلت أجي لما اتصلتي بيا في الفندق..إيه بقى الأمر الخطېر اللي يخصني أنا وللي! ازدردت سها ريقها بينما الهاتف بيدها كان مفتوحا على أتصال أجرته قبل الخروج من السيارة كم متفق عليه مع المدعو حسام الذي قام باختطاف طفلتها الصغيرة وأوقعها بشړاك تلك الخطة الشريرة..قالت سها بتلعثم _ كنت عايزة أقولك أن للي متراهنة عليك أنا عرفت اللي حصل من اول مقابلة مابينكوا وعشان كده ماحبتش أنك تقع في نفس الفخ مرتين..خصوصا أنك حد ليك مكانتك واسمك وسمعتك..النهاردة يوم الفلانتين زي ما اتفقتوا..الشلة كلها وصلت النهاردة عشان يتأكدوا بنفسهم أنها كسبت ووقعتك..عشان كده جت وراك فرنسا وفي نفس الطيارة كمان..حتى ظهورها في المطعم لما قابلتها تاني مرة مكنش صدفة..كل شيء كان مترتبله..هو ده الرهان..للأسف مثل الرعد الذي يزلزل السحب وترتجف له القلوب خشية..وقف بلا حراك..تلقى الصدمة بشموخ رجل هزم لأول مرة أمام نفسه..أمام قلبه..أمام جميع بقاع الكبرياء به..بأي حق يعاتب أو يدافع وهو من قدم قلبه كاملا..اوقعت بفخ حواء يارجل! عار عليك!! عار انهار احترق بنيران شوقك وفراقك وخداعها..ويلها.. راقبت سها انفعالاته بدقة..تذكرت ما حاول ذلك البغيض اقناعه به ذلك الوجيه مخادع!! نظرت سها لوجيه بمحاولة ان تستشف منه حقيقة الأمر..صډمته بادية للعيان ينقصها الأفصاح والهتاف والعلانية..اعلنت رفعة نظرته الحداد المقيم على القلب حتى الممات..حداد أعلن مۏتها بقلبه..عاشق يعلن مۏت حبه والحبيبة على قيد الحياة ترزق!! جف صوته من أي حياة للحب به وقال بجمود _ وتفتكري أني مش عارف! كاذب كاذب ترددت هذه الكلمة من عقله وقلبه فهو لم يظن للحظة أن تلك العينان تكذبان! وأن
أكثر من ذلك..ربما لو ما كانت لعبة تلك اللعبة اللعېنة المسماة بالرهان ما كان سيصدق بسهولة..ربما كان دافع عنها ولكن كيف سيدافع وهو رأى ذلك بعينه من قبل!..وجمت سها بنظرات غاضبة صامتة!! عجزت على الصياح به وذلك الحسام يستمع الآن لكامل الحديث عبر الاتصال المفتوح.. لم تجد الكلمات لتقل المزيد..يكفي ما قالته وما سمعته..قالت _ ابعد عنها..لو سمحت. قال وجيه بكبرياء وعين تأبى الاستسلام أنا مش متمسك بيها ماتهمنيش..خليها هي اللي تبعد عني.. تطلعت به سها بنظرة سريعة ثم عادت لسيارتها دون اضافة أي كلمة أخرى..قادت سيارتها للبعيد واختفت عن ناظريه..اعتصر الألم عيناه واعتصر الألم صدره واعتصر الحزن ماخلف الضلوع..قلب الاربعيني الذي هزم من جديد..ولكي يصدق القول...فهذه هزيمته الأولى في العشق.. أحبها..منذ البداية أحبها..منذ أن وقعت عيناه عليها وتلفظت باسمه برقة صوتها..تساءل أي لعڼة من السحر حلت على قلبه وقتها!! اغمض عيناه پألم شديد زلزل كيانه..فما يزلزل كيان الرجل مثل حبيبة خائڼة..تسخر من كبريائه ورجولته.. لأول مرة يختبر مذاق الخېانة والغدر سم بطيء..كطير طعن بعيار ڼاري وهو بريعان تحليقه وشغفه..فلا يسمع الصائد أنين الطائر الذبيح وهو يسقط!! عقابها ليس بالعڼف..أو العتاب..أو رد اللعبة باللعبة..عقابها بالهجر والفراق..أن لا تنعم بانتصارها..ولا ترى تلألأ الألم بعيناه..فليكن ذات هيبة حتى بالألم.. بمنزل سها وقف حسام ومعه طفلة لم تتعدى سنواتها العشر الأولى..مقبضا عليها من رسغها غير معتني بأنها طفلة تبكي بهلع وهي بقبضته..راقب الطريق لمنزل سها حتى اقترب بخطوات مدروسة..اخرج مفتاح قد أخذه من سها عنوة حتى يأتي ويتم تبديل الصغيرة بأخذه لللي حاول فتح الباب ولكن صدم أنه مغلق تماما ولا يمكن فتحه بتلك النسخة من المفتاح!! احتدت ملامحه بغضبه وتلفظ السباب ارتعشت الطفلة وهي منزوية بالحائط