إمبراطور الرجال
دون حتى أن ينظر لها برمقة سريعة..ولم يصدر منه أي حديث فقد انكب على تصميماته من جديد رغم أنها مكتملة الدراسة! بمكتب رعد خرج يوسف من المكتب وبيده أحد التقارير التي تمت مراجعتها وحساباتها..نهض رعد من مكتبه قائلا قبل أن يغادر _ أنا همشي دلوقتي يا رضوى..وعلى فكرة هتأخر بكرة على ما أجي نظرت له بعبوس وصمتت لدقيقة...قالت ماشي.. حمل حقيبة الكاميرا وقال بجدية فكري في الموضوع اللي قولتهولك كويس وبهدوء مش عايزك تستعجلي لسه موضوع السفر ده فاضله كام شهر مش دلوقتي خالص لو وافقتي تيجي معايا مش هخلي حته في اليونان غير لما اخليكي تشوفيها..بجد هتبقى سفرية تجنن..فكري يابنت الحلال هزت رضوى رأسها برفض وقالت _ مستحيل مستحيل ماينفعش اسافر مع حد غريب مهما كان السبب..يمكن بصراحة الفكرة نفسها عجباني لكن ده مش معناه أني موافقة.. شعر بالغيظ منها ومن نفسها لأنه يتمنى أن توافق !! قال بشيء من العصبية على فكرة أنا اول مرة أعرض على حد يجي معايا وخصوصا لو بنت!! أنا نفسي مستغرب أني بعرض عليكي الموضوع ده فمتحسسنيش أني اتقدمت اطلب ايدك !! ده شغل!! هبت من مقعدها بعصبية وهتفت بصوت اتضحت به اللدغة الذي يحجبها الهدوء بعض الشيء أنت اتعصبت عشان أنا رفضت اسافر معاك! ظل يكتم ابتسامته للحظات حتى اڼفجر من الضحك وقال لما بتزعقي اللدغة بتظهر انتي اللي بتضحكيني في اوقات غلط!! تابع سيل ضحكاته بينما ابتسمت رغما عنها فقال بلطف _ اهو عشان كده يمكن عايزك تبقي معايا بتخرجيني من المود وبضحك من قلبي..خلاص ما تزعليش وما تتعصبيش..بس بطلب منك بكل هدوء تفكري...ممكن هزت رأسها برفض وقالت لأ انعقد حاجبيها مرة أخرى بغيظ وتبرم..فخرج من المكتب صافقا الباب خلفه بحدة..ضحكت رضوى وهي تتذكر مزاحه وغضبه.. بأحد الفنادق المشهورة بالعاصمة الفرنسية.. ارجع بظهره على المقعد تنهد بكل ما يحمله القلب من ألم..لم ترحل صورتها من أمام عيناه! ماذا ينتظر حتى ينأى القلب عنها! لربما جنت مشاعرها الراكدة فجأة وأصبحت شغفا لم يستطع اخماده...أياما قليلة معها كانت بالعمر الماض بأكمله..ليتها اعترفت بنفسها ربما كان سامحها وبدأ صفحة جديدة معها..سيعود الى مصر خلال أيام قليلة آتية..ولكنه يعترف أنه عائد بلا قلب..لم يقتحم جنون العشق قلبه من قبل فأتت تلك المخادعة وما هي الا اياما وقد اقتلعت قلبه ورحلت..يا ويلها لو رأها مرة أخرى..اشتعلت النيران بقلبه..ولم يستطع أن يخمدها.. بمنزل سها اتت الحقائب الخاصة ب للي من
كدب..أنا مش مصدقة أني مش هشوفه تاني..أنا بنيت كل حياتي الجاية وهو فيها..انا ماصدقت أفرح !! سها بتعجب _ للي أنتي لسه عرفاه من أيام بسيطة !! اللي أنتي فيه ده اكبر من معرفتك بيه! امتلأت عين للي بالحزن واجابت مش بالوقت أنا فضلت عايشة مع حسام خمس سنين وكل يوم كنت بكرهه اكتر..مافيش لحظة حبيته فيها ولا حتى قدرت اجبر نفسي واحبه.. لكن وجيه حاجة تانية..انا مش مراهقة يا سها انا واحدة فاهمة نفسها وعارفة هي عايزة ايه بالضبط..عشان كده لما شوفته ومن أول مرة معرفتش انساه..وجيه ده فيه كل احلامي اللي اتمنيتها من سنين..أنا مستنياه من زمان أوي..متخيلتش أن فرحتي هتنتهي بالسرعة دي بقى كل سنين العڈاب اللي شوفتها تديني يومين بس فرحة!! صمتت سها وهي ترمق حزن صديقتها بضيق..وحسبي على قلب أراد قسۏة البقاء ولا نيل الفراق والهجر..هكذا يفعل بنا الحب! بمكتب جاسر بعد أن عادت جميلة للمكتب مر دقائق ودلف جاسر بنظرات مزيج من التسلية وبعض الغموض..راقب تعابير وجهها الغاضبة بصمت فقال على فكرة أنتي فهمتيني غلط اكيد مكنتش عارف ولا مرتب أنك هتقعي وشوفي كنت بتعامل معاكي قبلها بدقيقة أزاي!! غلطتي فيا بس هعديهالك المرادي وهعذرك بس ما تتكررش.. رفعت جميلة حاجبيها بذهول اهو الذي ېعنفها !! هتفت اللي ما يتكررش اللي عملته واللي قلته اعتبره ټهديد انا مافيش حد يقربلي واسكتله.. قال جاسر مختبرا أراد معرفة شيء فتساءل بمكر يعني..وهعتبر نفسي مطرودة اتجهت جميلة للباب لتخرج فسد جاسر عليها الطريق ببسمة صادقة نبعت رغما عنه على ثغره وقال ما تزعليش أنا اسف ابتعدت عنه خطوات للخلف..اتضح أنها تنفر من قربه وهذا اغاظه ولكن حديثها تسلل لقلبه رغما..أضاف بصدق غلطتي فيا تاني