رواية روعة كاملة

موقع أيام نيوز

الدنيا عاملة معاك ايه
احمد ما انت عارف .. ببقى زى اليتيم من غير هدى 
مراد اومال وافقتها ليه انها تسيبك كل ده 
احمد حسيتها مش مبسوطة و هى بعيد عنكم و خصوصا ان شغلى بيخلينى اغيب عن البيت فترات طويلة بس ما اخبيش عليك ناوى اخليها تيجى بعد ما رهف تناقش الرسالة بتاعتها مش عارف اقعد من غيرها 
مراد بمرح يا زيدى يا زيدى على كلام الكتب 
احمد ضاحكا المفروض انك اتجوزت و عرفت انه مش كلام كتب يعنى بزمتك لو رهف سافرت و سابتك لوحدك هتعرف تعيش من غيرها
مراد ببعض الجمود خليك انت فى حالك و خد مراتك اهى و هسيبكم تحبوا فى بعض براحتكم و هطلع انام .. سلام 
ليعيد مراد الهاتف مرة اخرى لهدى و يتجه الى الدرج صاعدا لغرفته و سؤال احمد يتردد فى ذهنه بإلحاح .. يعنى بزمتك لو رهف سافرت و سابتك لوحدك هتعرف تعيش من غيرها
ليجد مراد نفسه لا يستطيع الاجابة على ذلك السؤال البسيط للغاية
الفصل الخامس عشر 
ظل مراد يتقلب على فراشه معظم الليل بعد ان اصابه ارقا لم يعرفه من قبل فكلما حاول الخلود الى النوم كان يتذكر كلمات احمد فيذهب فى حوار طويل مع نفسه و هو يحاول الوصول الى اجابة .. و لكنه كان يريد اجابة لسؤاله هو نفسه و ليس لسؤال احمد فقد وجه سؤالا الى نفسه لم يستطع الاجابة عليه .. و كان سؤاله التالى .. اذا كان بعد رهف عنه قد اثار غضبه و حنقه ايضا فهل بعده عن رهف يثير بداخلها ايضا هذا الڠضب هل يملأها الحنق هى الاخرى بسبب ابتعادهما و لكن كيف ان تكون حانقة فى حين انها لم تكترث به من الاساس و لم تولى اخباره بسفرها اى اهتمام .. فأين ذهب شغفها به الذى كان يستشعره منذ سنوات رغم جموده المقابل .. كان يستشعر اهتمامها المغلف بالخشية و الرهبة رغم اهماله الغير مبرر .. الا انها لم تتوقف لحظة عن اداء دورها باتقان شديد .. فماذا حدث .. لماذا انقلبت تلك الموازين التى حكمت علاقتهما طوال تلك السنوات رأسا على عقب ليظل طوال ليلته فى نقاش طويل مع نفسه ابعد النوم عن جفنيه حتى الصباح
و فى الصباح .. هبطت هدى من غرفتها بصحبة تميمة لتتفاجئ به قد اوشك على انهاء قهوته فقالت بدهشة يا صباح النشاط و الحيوية انت صحيت امتى 
مراد و هو يقبل تميمة فى حين يرتسم الارهاق بوضوح على محياه صباح الخير .. صحيت من بدرى قلت اشوف اللى ورايا عشان الحق اسافر مع عمى 
هدى بخبث قررت تسافر لها يعنى 
مراد دون ان ينظر اليها عندنا ميتنج مهم هنحضره مع شراكاتنا هناك 
هدى بمكر امممممم .. ميتنج .. قلتلى بس انت شكلك مانمتش كويس يا مراد او يمكن مانمتش خالص
مراد ااه يعنى كنت بظبط شوية حاجات كده عشان الشغل
هدى و هتسوق ازاى لحد اسيوط و انت مانمتش كده طب ماتسافر انت طيران زى رهف 
مراد و هو ينهض مودعا اياهم مانتى عارفة مابستغناش عن العربية هناك بس ماتقلقيش .. هاخد معايا حد
يسوقلى العربية ياللا انا همشى بقى و هشوفك اكيد قبل ما اسافر 
هدى ماشى يا حبيبى ابقى كلمنى بقى عشان تعرف احنا فين 
تميمة هو انت رايح عند رهف يا خالو
مراد بابتسامة حانية ااه .. تيجى معايا 
لتنظر تميمة الى امها قائلة برجاء عاوزة اروح لرهف
هدى لمراد بتأنيب عاجبك كده .. اديك شبطتها 
مراد و ايه المشكلة سيبيها تيجى معايا على الاقل تريحك شوية 
تميمة بمحايلة ااه يا مامى عشان خاطرى عاوزة اروح عند رهف
مراد خلاص يا هدى جهزيلها شنطة صغيرة و هاخدها معايا 
هدى مين بس فاضيلها هناك يا مراد 
مراد يا ستى ماتشغليش دماغك و بعدين دادة زينب هناك بالدنيا كلها 
هدى عندك حق بس خاېفة تزن و تقوللكم اروح لمامى هتعملوا ايه بقى ساعتها
تميمة لا يا مامى وعد مش هعمل وحاشة و مش هزن و هخلى الفون بتاعى على طول مفتوح معاكى لحد اما انام 
هدى باستسلام خلاص ماشى .. انا مش هنزل الاتيلية لحد ما ترجع اكون جهزتها
لتصعد هدى الى غرفتها لتجهيز حقيبة تميمة و تقوم بمهاتفة رهف التى اجابتها سريعا قائلة صباح الخير 
هدى صباح المفاجآت 
رهف بفضول خير .. مفاجآت ايه دى يا ترى على الصبح
هدى بمرح الظاهر ان جوزك مش قادر على بعادك فقرر يجيلك مع عمو 
رهف بتوتر هو قال لك حاجة 
هدى لا .. كل اللى قاله انه مسافر مع عمو عشان عندهم ميتنج مهم لازم يحضره .. بس المهم بقى ان الست تيمو شبطت فيه لما عرفت انه مسافرلك و صممت تجيلك معاه
رهف يا اهلا بيها هتنور و هتسلينى 
هدى بتحذير خدى بالك .. انا مش عاوزاه يلاقيكى عندك وقت فراغ يعنى عاوزاه يشوفك بالصدفة .. فهمانى 
رهف ماتقلقيش .. بس عاوزاكى تبعتى جهاز الديكت بتاع تيمو معاها عشان ابقى متابعاها باستمرار لو انشغلت عنها شوية و انا بذاكر 
هدى بتفكير تصدقى صح .. برافو عليكى هحطهولها حالا فى الشنطة بس اوعى ترجعلى من غيره و اهو تبقى انتى معاها من ناحية و انا على التليفون من ناحية 
رهف بس ماقلتيليش .. مراد قال لك اى حاجة عليا
هدى امبارح احمد كان بيكلمنى و اخد الفون يسلم عليه و رماله كلمتين كده حاله اتقلب بعدهم 
رهف بفضول كلمتين ايه دول 
هدى يعنى عن حاله بعد الجواز و انه اكيد مابقاش يقدر يبعد عنك
رهف و حاله اتقلب بعدها ازاى يعنى 
هدى تحسيه قفش كده و راح مدينى الفون و سابنى و طلع عشان ينام واما صحيت النهاردة لقيته صحى و فطر و كان بيشرب القهوة كمان و شكله مانامش كويس .. و اما سألته قاللى انه كان بيخلص شوية شغل 
رهف مراد عمره ما اخد معاه شغل فى اوضة النوم
هدى ضاحكة طب ما انا عارفة .. بس عملت روحى مصدقاه .. المهم انا مش عاوزاكى تنسى اللى اتفقنا عليه
رهف حاضر .. مش هنسى ماتقلقيش
كانت رهف قد اشرفت على تجهيز الغداء بمساعدة زينب و قامت بتجهيز حالها و الاعتناء بمظهرها فوق العادة انتظارا لقدوم زوجها و ابيها و من بصحبتهما
و كان مدكور هو اول الوافدين بصحبة تالا و سليمان .. فرحبت بهم رهف و ارتمت بأحضان ابيها بشوق حقيقى قائلة ازى حضرتك يا بابا .. وحشتنى 
مدكور لو كنت وحشتك صحيح كنتى جيتى تشوفينى لكن الظاهر انك خلاص استغنيتى عنى 
رهف عفوا يا بابا .. هو انا اقدر استغنى عن حضرتك برضة ده انا ماليش غيرك
تالا ازيك يا رهف ده انا قلت انك مش هتهوبى ناحية الصعيد تانى 
رهف ماحدش بيقدر يخلع نفسه من جدوره يا تالا و هنا جدورى كلها
سليمان الحقيقة الجو هنا جميل جدا 
تالا بسخرية بس تحس انك فى فيلم ابيض و اسود 
رهف طب هو فى احلى من الافلام الابيض و اسود 
ليدخل عليهم مراد و بيده تميمة قائلا السلام عليكم 
ليرد الجميع السلام فى حين تجرى تميمة الى احضان مدكور قائلة بسعادة انا جيت يا جدوووو
ليحتضنها مدكور و يقبلها بسعادة قائلا اهلا بحبيبة جدو .. ايه المفاجأة الحلوة دى
لتتركة تميمة و تسرع الى احضان رهف و هى تقول انا جيت مع خالو عشان اقعد معاكى يا رهف
رهف بحب ده انتى هتنورى رهف يا قلب
رهف
اما مراد فبعد ان تبادل السلام و التحية مع مدكور و سليمان و تالا اتجه الى حيث تقف رهف و انحنى مقبلا اياها بجبهتها قائلا ببعض الجمود ازيك يا رهف
رهف و كأنها ترحب بضيف عزيز اهلا اهلا يا مراد .. حمدالله على السلامة 
ثم اتجهت بحديثها للجميع و قالت اتفضلوا كلكم غيروا هدومكم على ما اخليهم يحضروا لنا السفرة متهيألى مش محتاجة اعرف حد على مكانه و حضرتك يا عمو سليمان الاوضة اللى نزلت فيها قبل كده جاهزة لاستقبال حضرتك 
ثم نظرت لتميمة قائلة و انتى يا تيمو .. تعالى ياللا نغسل ايدينا و وشنا من تراب السفر و نغير هدومنا و ننزل مع بعض تانى 
لتسرع الى الاعلى بصحبة تميمة الى غرفتها القديمة و عندما اتجه الجميع الى اماكنهم وقف مراد بوسط الردهة و هو لا يعرف ان كان يتجه هو الاخر الى غرفته القديمة ام يذهب الى غرفة رهف و لكنه قرر ان يذهب الى غرفتها و يدق بابها و عندما أذنت له بالدخول وجدها تلبس تميمة بيدها جهاز الديكت الخاص بها و قالت اوعى تخلعيه من ايدك عشان ابقى على طول سمعاكى و عارفة انتى فين .. ماشى 
و عندما امائت لها تميمة بالطاعة التفتت لمراد قائلة بعملية شديدة خير يا مراد كنت محتاج حاجة 
مراد و هو يحاول مدارة ضيقه من معاملتها الجافة له ابدا .. بس كنت بشوفهم حطولى شنطتى فين 
رهف و هى تنهض من جلستها و تسحب تميمة معها بهدوء خليتهم يحطوهالك فى اوضتك .. معلش بقى مش هينفع اسيب تميمة تنام لوحدها 
مراد طب ما ممكن دادة زينب تنام معاها
رهف و هى تتجه للخارج دادة طلبت منى تبات فى بيتها اليومين دول عشان بتجهز مع امينة حاجتها .. خلاص حددوا جوازهم بعد شهر بالظبط 
مراد باستنكار انور ماقالليش يعنى
رهف بابتسامة ممزوجة بالمرارة امينة صممت ان الفرح يبقى بعد مناقشة الرسالة بتاعتى باسبوع عشان ماتسيبنيش لوحدى قبلها .. بعد اذنك انا هنزل اشوفهم جهزوا الغدا و اللا لسه
لتتركه بوسط الغرفة دون ان تنتظر منه اى رد ليقف متسائلا بدهشة من تلك المرأة !!
و قبل ان ينصرف الى غرفته القديمة لمح الجزء الاخر من جهاز الديكت على الفراش فقد غفلت عنه رهف قبل انصرافها فتناوله و دسه بجيب بنطاله و اتجه الى غرفته 
و بعد اقل من نصف الساعة .. كان الجميع يلتف حول مائدة الغداء بقصر العزيزى و كانت رهف تتألق على اكثر من عادتها و تقوم بدورها كسيدة المنزل بجدارة فقال سليمان بمرح الحقيقة يا رهف انتى لولا مراد خطڤك من زمان انا ماكنتش سيبتك ابدا غير اما اتجوزتك .. ده انتى لقطة 
و قبل ان تجيبه رهف قال له مراد بجمود يعلو وجهه المجاملة ماتوصلش ابدا لكده يا سليمان بية 
سليمان و هو ما زال على مرحه يا خبر يا خبر .. انا شكلى عكيت الدنيا ماتآخذنيش يا مراد انا ما اقصدش حاجة انت عارف انى طول عمرى بعتبر رهف زى تالا بالظبط .. يعنى فى عمر بنتى 
قالها سليمان و
تم نسخ الرابط