رواية روعة كاملة

موقع أيام نيوز

اللى هقول لك عليه بالحرف الواحد 
رهف بسخرية انتى تانى لا يا ستى .. خلاص شطبنا .. متشكرين 
امينة باصرار اسمعى منى بس و انا متأكدة انه المرة دى هو اللى هييجى لحد عندك عشان يتكلم معاكى 
رهف بتوجس اتفضلى اتكلمى ادينى سامعاكى و اما اشوف اخرتها ايه
اما فى الاسفل فظل مراد يقوم بنسخ البيانات و عرضها على كلا من مدكور و تالا التى كانت تراسل مدكور بنظرات الدلال كلما سنحت لها الفرصة و كان مدكور يقابلها فى البداية بدهشة و عدم تصديق و لكنه رويدا رويدا كان تركيزه اصبح مشتتا بتلك الفتاة اللعوب التى شغلت تفكيره لينتبه على صوت مراد قائلا ايه يا عمى انا شايف حضرتك مش مركز معايا خالص تحب نكمل بكرة 
مدكور و هو يضع ما بيده جانبا ياريت يا مراد احسن حاسس انى تعبان شوية 
تالا بلهفة مصطنعة مالك يا حبيبى .. سلامتك
ثم تصنعت الارتباك لتقول و هى تحاول ازدراد لعابها سلامتك .. سلامتك يا مدكور بية 
مراد و هو يراقب ماحدث بانتباه سلامتك يا عمى تحب اطلب لحضرتك دكتور 
مدكور و هو ينهض من خلف مكتبه و عيناه ترصد كل لفتات تالا لا يا ابنى انا كويس الحمدلله بس محتاج اطلع اناملى شوية 
تالا بلهفة تحب اوصلك اوضتك 
مدكور و هو يبتسم بعينيه مع نصف ابتسامة على شفتيه لا يا تالا انا كويس ماتقلقيش
تالا بابتسامة يارب دايما يا مدكور بية انا كمان هطلع انام ياللا تعالى نطلع سوا عشان اتطمن عليك 
مراد خلاص يا عمى .. اتفضلوا انتو و انا هنظم الاوراق دى و هروح انام انا كمان عشان المفروض ننزل الشركة من بدرى أن شاء الله
لتتجه تالا مع مدكور الى الاعلى دون اى حديث حتى وصلا الى باب غرفتها الذى بجوار غرفة رهف فقالت بدلال من تحت اهدابها تصبح على خير .. متاكد انك كويس و مش محتاج اى حاجة 
مدكور بابتسامة ماكرة انا كويس جدا تصبحى على خير 
تالا بابتسامة لعوب و انت من اهله بس ياريت تخلى تليفونك جنبك و لو فى اى وقت حسيت انك محتاج اى حاجة .. اوعى تتردد انك تتصل بيا فورا 
.
فى الصباح و فى تمام السابعة و النصف كان الجميع يلتف حول مائدة الافطار و كانت رهف تقوم بدورها كسيدة المنزل كالعادة و لكن فى صمت شديد و اهمال النظر المتعمد الى مراد 
اما تالا فكانت تحاول اظهار الاهتمام بمدكور و افطاره بين الفينة و الاخرى و عندما لاحظت الصمت الشديد من رهف قالت و هى تدعى الاهتمام ايه يا رهف مالك ساكتة كده النهاردة فى حاجة مضايقاكى و اللا ايه
رهف ابدا يا تالا بس مصدعة شوية 
تالا حد يبقى مصدع و هو لابس الفستان الحلو ده ياترى ذوق مدكور بية برضة
رهف و هى تنظر الى ردائها عجبك
تالا ما اقدرش انكر ابدا ذوقه يجنن و تحسيه مش متكرر 
مدكور انا بشترى لها هدومها من اشهر اتيليهات مصر 
تالا بس الحقيقة ماشفتش زيه قبل كده
رهف ده لانه مش من الفساتين اللى بابا بيجيبهالى 
مدكور اومال جيبتيه منين
رهف ماجيبتوش يا بابا .. عملته
مدكور بسخرية هو انتى لسه فيكى العادة القديمة دى على طول كده غاوية ۏجع قلب
تالا بالعكس يا مدكور بية ده ذوقها حلو اوى هو ينفع تفصليلى فستان يا رهف 
لتنظر لها رهف بتركيز و كأنها توازن شئ ما بمخيلتها و عندما طال صمتها قالت تالا لو ده هيتعبك او يعطلك خلاص انسى 
لتنظر رهف الى مراد فوجدته ينظر اليها و يبدو عليه انه فى انتظار ردها و عندما التفتت الى ابيها وجدته يقول بابتسامة قلما تراها على وجهه تالا ضيفتنا و رغباتها اوامر يا رهف
رهف بتردد تقصد انى اعمللها التصميم و افصل لها فستان يا بابا
مدكور و هو يبتسم لتالا المهم تبقوا انتم الاتنين مبسوطين
و وسط ذهول رهف لتلك النبرة الغريبة على اذنها من ابيها قالت انا عن نفسى هبقى مبسوطة و اوى كمان و بالمناسبة دى انا عندى لحضرتك مفاجأة اعتقد انها المفروض تبسطك 
مدكور بانتباه مفاجأة ايه دى يا ترى 
رهف و
هى تزدرد لعابها فى محاولة لمداراة خۏفها من رد فعل ابيها انا قررت اعمل اتيلية خاص بيا اقدر استثمر فيه موهبتى 
تالا و هى تصفق بيديها برافو يا رهف 
كان مراد ينظر اليها بذهول فكيف ان تمتلك مشروعها الخاص من اربع سنوات ماضية و تتحدث مع ابيها عن فكرة انشائه ! بينما كان مدكور ينظر لرهف و علامات الڠضب تتشكل على وجهه و لكنه توقف عن ابداء اى رد فعل عندما سمع تهليل تالا فقال و هو يكبت غيظه و هو انتى تقدرى على حاجة زى دى لوحدك 
رهف ما انا مش هبقى لوحدى 
مدكور بتهكم اومال مين بقى اللى هيبقى معاكى 
انا يا عمى 
لتلتفت رهف الى مراد الذى انبرى لتأييدها امام ابيها الئى قال بذهول و هو انت هتقدر تعمل الكلام ده يا مراد و الا بتفهم فيه ده انت مابتعرفش تاخد نص ساعة تريح فيهم عدل زى بقية الناس 
مراد الحقيقة يا عمى رهف كلمتنى على حكاية الاتيلية دى و الحقيقة الفكرة حلوة و عجبتنى و كمان عرفت من هدى ان رهف دماغها حلوة اوى فى التصميم لدرجة كبيرة تخليها فى نفس الصف مع مصممين كبار و معروفين
لتشعر رهف بالم غائر فى صدرها اذا فهى هدى فهو لم يصدقها الا بعد ان هاتف شقيقته و تأكد من صدقها لتشعر رهف بان عينيها تمتلئ بالدموع دون ان تستطيع السيطرة على هطولها لتنهض سريعا من مقعدها و هى تتجه عدوا الى الاعلى وسط دهشتهم جميعا فيقول مدكور و هو يوجه حديثه لمراد ياللا بينا يا مراد و اللا ايه احنا عندنا اجتماع مهم 
مراد و هو مازالت عينيه على الدرج حيث ذهبت رهف حاضر يا عمى .. ياللا بينا 
و اثناء مغادرتهم توقف مدكور و الټفت موجها حديثه لمراد قائلا انا نسيت خالص موضوع العشا اطلع لرهف و نبه عليها ان فى عشا عمل بالليل و انها لازم تبقى موجودة معانا 
مراد بدهشة و من امتى رهف بتحضر معانا مناسبات زى دى يا عمى 
مدكور من هنا و رايح المناسبات اللى زى دى لازم تبقى معانا فيها انا هسبقك انا و تالا و انت حصلنا على طول
لينصرف مدكور بصحبة تالا وسط مراقبة رهف لهما من شرفتها و هى تبحث بعينيها عن مراد حتى سمعت صوت طرقات على الباب لتجفف عينيها من اثر بكائها و تتجه الى الباب و ما ان فتحته حتى نظرت لمراد بدهشة قائلة انت ما روحتش معاهم ليه 
مراد و هو يجول بعينيه داخل غرفتها الانيقة حتى استقرت عيناه على عينيها التى تكللت باثر بكائها ابدا .. جيت ابلغك بس بحاجة عمى نسى يقولهالك و انتى قومتى فجأة و سيبتينا 
رهف بفضول خير 
مراد فى عشا عمل بالليل و عمى عاوزك تحضريه معانا 
رهف باستغراب انا انا احضر معاكم عشا عمل ليه و من امتى الكلام ده 
مراد الحقيقة مش عارف بس اللى فهمته انه عاوزك تتعودى على الكلام ده بعد كده
رهف باستيعاب اممممم فهمت 
مراد بفضول و ياترى ايه اللى فهمتيه
رهف بسخرية فهمت انه نوع من انواع الالهاء عشان انشغل عن موضوع الاتيلية
مراد بفضول لما انتى فاتحتيه فى موضوع الاتيلية .. ليه خبيتى عليه انه موجود فعلا
لتعطيه رهف ظهرها و هى تقول ماتشغلش بالك يا مراد و ياريت تنسى اى كلمة دارت بيننا امبارح ثم التفتت اليه مرة اخرى قائلة ااه .. و متشكرة على دعمك ليا قدام بابا بعد اما اتأكدت من هدى انى مش كدابة 
مراد بحدة انا ما اتهمتكيش بالكدب 
رهف بامتعاض مش لازم تقولهالى بصراحة عشان افهم اللى تقصده و عموما بلغ بابا انى هبقى جاهزة للعشا بالليل 
و لم تشعر رهف بنظرات مراد الڼارية التى رمقها بها قبل انصرافه پغضب لتشيعه بنظرات جامدة و هو يستقل سيارته و يبتعد بها 
اما مدكور فبعد ان استقل سيارته بصحبة تالا و تحرك بها قال لها بمواربة و هو يضغط بتعمد على مخارج الحروف و انتى يا تالا يابنتى يا ترى نمتى كويس
تالا باعتراض انت ليه دايما بتتعمد تكبر نفسك بالشكل ده
مدكور ده لانى كبير فعلا
تالا بدلال انت كبير بقيمتك يا مدكور بية
مش بسنك ابدا 
مدكور ضاحكا ياللا بقى حسن الختام 
لتضع تالا يدها على قدمه و هى تقول مدعية الذعر بعد الشړ ارجوك ماتقولش كده تانى ربنا يخليك ليا 
ثم سحبت يدها سريعا و قالت بتلعثم و كأنها تستدرك ما قالته ااانااا ااقصد يعنى ان كلنا بنحبك و بنحترمك و بنتمنى انك تفضل دايما وسطنا بكل خير
و فجأة يضغط مدكور على المكابح پعنف ليلتفت لها و هو ينظر اليها بتركيز و يقول انتى ايه حكايتك معايا المرة دى يا تالا انتى بتخططى لايه بالظبط و ياريت تبقى صريحة و واضحة معايا لانى مابحبش اللف و الدوران و لازم تفهمى انى مش صغير و ابن سوق يعنى مش سهل ابدا ان ينضحك عليا بكلمتين ناعمبن فجأة كده 
لتنظر اليه تالا برهبة فى صمت تام حتى فرغ من حديثه تماما فقالت له بتردد عاوزة اتجوزك 
مدكور بانشداه تتجوزينى انا 
تالا ايوة .. اتجوزك انت 
مدكور انتى عارفة انا اكبر منك بكام سنة 
تالا مايهمنيش
مدكور اومال ايه اللى يهمك
تالا انت عارف ان بابا نفسه يجوزنى مراد بأى طريقة 
مدكور بسخرية انتى هتقوليلى على دماغ سليمان بس برضة ايه علاقة ده بده
تالا طبعا انت عارف بابا عاوز يجوزنى مراد ليه
مدكور و دى حاجة تستخبى طبعا عارف عاوز يجوز مجموعتكم لمجموعتنا 
تالا و انا مابحبش مراد 
مدكور بسخرية و بتحبينى انا .. مش كده 
تالا و هى تدعى الحزن يمكن مايكونش الحب اللى بيحكوا عنه لكن انا ببقى مبسوطة و انا معاك انت عارف دادى .. طول عمره مابيفكرش غير فى الشغل دايما كان بعيد عنى ماحسيتش بحنانه و اهتمامه كأب لكن انت انت كنت دايما بتعاملنى باهتمام و بتدور على راحتى 
مدكور ده لانك بتبقى ضيفة عندى 
تالا و لو بقيت مراتك اكيد هتعاملنى احسن و احلى انت طيب اوى رغم شدتك فى الشغل الا ان قلبك كبير و حنين اوى و صدقنى انا هقدر اسعدك و انسيك كل السنين العجاف اللى عيشتها لوحدك هو انت تكره انك تعيش و تنبسط و تنسى الشغل شوية تكره انك لما ترجع من شغلك تلاقينى مستنياك بشوق عشان انسيك تعب يومك 
لينظر اليها مدكور وكأن كلاماتها تلامس
تم نسخ الرابط