رواية روعة كاملة

موقع أيام نيوز

و ده عقد للشقة اللى جنب الاتيلية بتاعك و اول ما نوصل القاهرة ان شاء الله تقدرى تفتحيهم على بعض و تعملى الديكورات اللى تعجبك 
الفصل الثانى و العشرون
وقفت رهف وسط التصفيق الحار من كل المتواجدين و هى تنظر الى عقد ملكية الوحدة السكنية تارة و الى المجسم الذى يحمل اسم ماركتها تارة اخرى و هى غير مصدقة على الاطلاق ان كل هذا الاهتمام من مراد و لولا انها تعلم جيدا ان هذا المجسم لابد و انه قد استغرق الكثير من الوقت فى تصنيعه لظنت لوهلة ان كل ذلك للحفاظ على شكله الاجتماعى امام الاخرين 
ليقترب مراد من اذنها قائلا هتفضلى واقفة ساكتة كده كتير 
رهف بخجل الحقيقة يا مراد انا مش عارفة اقول لك ايه بس طبعا انا متشكرة جدا و حقيقى الشعار عجبنى اوى .. يجنن و فكرته تجنن .. اللى صممه بجد فنان 
مراد بدعابة اهو ابقى اتعلمت منك حاجة 
لتنظر له بغير تصديق قائلة انت 
مراد بمرح لأ مش وقته خالص لازم نفتح البوفية للناس 
و بعد فترة من الوقت جلست رهف بصحبة مدكور و مراد اللذان كانا يجلسان مع جاسر و مؤمن و فريق عملهما و زوجاتهم على مائدة واحدة لتقول شريفة ماقلتيليش يا رهف .. خلاص قرارك بالنسبة للمشغل اللى هنا ده قرار نهائى
رهف ايوة ان شاء الله .. اعتقد كده هيبقى احسن للكل 
شريفة يبقى تعملى حسابك اننا كلنا هنبقى شركاء مع بعض على الاقل ناخد جزء من الثواب
رهف و الله ده شئ يسعدنى 
جاسر طب ماتفهمونا ايه الحكاية 
شريفة رهف قررت انها تحول المشغل بتاعها هنا لمشغل خيرى 
مؤمن باستفهام يعنى ايه مشغل خيرى 
رهف و هى تشرح الفكرة يعنى هيتعمل فيه يونيفورم للمدارس و هيتم بيعه من منفذ بيع تابع للمشغل على طول بهامش ربح بسيط اوى فوق سعر التكلفة و كمان ملابس لستاتنا و بناتنا و كمان للاطفال و المكسب بالكامل هيبقى للعمال و الصنايعية اللى موجودين فيه و كمان هعمل جزء منه لتعليم الخياطة بالمجان .. اى ست مالهاش عائل و حابة يبقى لها دخل .. المشغل على استعداد انه يعلمها و يقف جنبها على ماتبتدى تقدر تقف على رجلها 
جاسر هى فكرة هايلة .. بس مش سهلة ابدا و محتاجة اشراف قوى عشان مايتسرقش
رهف الحقيقة انا عارفة ان امينة ادها و ادود رغم ان الحمل كله هيبقى عليها لوحدها 
سميحة و عشان كده احنا كلنا معاها ماتقلقيش
جاسر موجها حديثه لرهف الحقيقة شريفة من يوم ما اتعرفت عليكى يا دكتورة و هى دايما فى سيرتك و دايما معجبة بطريقة تفكيرك 
رهف بخجل ده بس من ذوقها .. الحقيقة انا اللى سعيدة جدا انى اتعرفت عليهم كلهم 
بعد انتهاء الحفل و انصراف المدعويين .. اتجه الجميع الى داخل القصر ليقول احمد الف مبروك يارهف متهيألى بقى اقدر ااخد مراتى و بنتى معايا و اللا ايه
رهف بامتنان رغم انك هتاخد حتة من روحى بس حقيقى انا متشكرة اوى لكل اللى عملتوه انت وهدى معايا 
هدى بامتعاض بس انا مش هروح فى حتة قبل فرح امينة
احمد بس انا ما اقدرش استنى اسبوع بحاله كمان يا حبيبتى 
لتقترب منه هدى بدلال قائلة يبقى عشان خاطرى لو ما عرفتش تستنى معانا لحد الفرح تسافر انت و تسيبنى الاسبوع ده كمان و اوعدك انى هحصلك على طول 
احمد بتنهيدة تسليم امرى لله حاضر يا حبيبتى خليكى احضرى الفرح .. بس هم يومين اتنين يا هدى بعد الفرح و تحصلينى على طول و انا هحجزلك بنفسى قبل ما اسافر 
مدكور و الله هتوحشونى يا اولاد 
لترتمى هدى باحضان عمها مقبلة اياه بحب قائلة و الله يا عمو انت كمان بتوحشنى اوى 
احمد طب بعد اذنكم يا جماعة انا هطلع عشان ابص على تيمو و انام احسن مش قادر 
مدكور اتفضل يابنى و انتى يا هدى اطلعى ياللا مع جوزك يا حبيبتى 
و بعد ذهابهما الى الاعلى نظر مدكور لرهف قائلا يا ترى انتى كمان عاوزة تنامى دلوقتى 
رهف الحقيقة لا .. انا نمت كتير بعد الضهر و لسه مش جايلى نوم دلوقتى 
لينظر مدكور الى مراد قائلا هاخد منك مراتك شوية يا مراد بعد اذنك 
مراد رغم دهشته تحت امرك طبعا يا عمى اتفضلوا .. انا هسيبكم و هطلع اغير هدومى على ماتخلصى كلام مع عمى يا رهف
ليذهب مدكور الى غرفة المكتب و من ورائه رهف و ما ان جلسا امام بعضهما البعض قال مدكور ممكن بقى تفهمينى ايه اللى بيحصل بالظبط 
رهف بيحصل فى ايه يا بابا 
مدكور بيحصل فى حياتك يا بنتى ايه اللى ملخبط كيانك 
رهف انا كيانى مش متلخبط و لا حاجة يا بابا انا كويسة جدا الحمدلله
مدكور و علاقتك بجوزك 
رهف مالها 
مدكور مالها ! عاوزاها يحصل فيها ايه اكتر من انك قاعدة فى اوضة و جوزك فى اوضة يا رهف 
رهف و هى تزدرد لعابها بصعوبة شديدة يا باباااا انااا انا بس كنت محتاجة وقفة مع مراد كنت محتاجاه يفهم حاجات كتير و انا كمان كنت محتاجة اعرف انا ايه بالظبط بالنسبة له 
مدكور باستغراب عاوزة تعرفى قيمتك عنده بعد ما تميتوا جوازكم بتلت شهور و كمان قعدتم سنتين كاملين كاتبين كتابكم و عايشين معظم عمركم تحت نفس السقف
رهف باستياء و رغم ذلك لا انا قدرت اعرفه و لا هو قدر يعرفنى يا بابا حتى وقت شهر العسل .. كنت فاكرة ان خلاص الحاجز اللى كان بينى و بينه اتهد لكن اول ما رجعنا لقيته اتبنى من تانى بس اقسى من الاول 
مدكور ده كلام ماحدش ابدا يقدر يقبله ازاى طول السنين دى ما تحاوليش حتى انك تقريى منه و تفهميه و كمان بعد جوازكم 
رهف باستنكار انا اقرب و افهم طب ازاى ازاى وحضرتك طول الوقت كنت مربطنى بخيوطك و بتحركنى يمين و شمال و مابتسمحليش حتى انى اقول ااه لو شدتك دى وجعتنى او ما عجبتنيش 
مدكور متهيالك .. طول الوقت كل الخيوط كانت تبان ان كلها فى ايدى لكن طروفها كلها كانت معاكى و فى ايدك انتى
انا كنت بعمل ده عشان احميكى انتى ماتعرفيش الدنيا فيها ايه برة الدنيا فيها حاجات كتير اوى يا بنتى اخاڤ عليكى منها 
رهف ماينفعش يا بابا 
مدكور هو ايه ده اللى ماينفعش 
رهف ماينفعش تخبينى من الشمس طول عمرى عشان خاېف على عينى لا تحرقنى فعشان تحمى عينيا تعيشنى طول عمرى فى الضلمة 
مدكور بذهول انا عيشتك فى ضلمة يا رهف !!
رهف بخجل انا اسفة يا بابا ماتزعلش منى بس انا النهاردة بالذات حاسة انى لازم اتكلم .. محتاجة اخد نفسى اللى محپوس جوايا و خانقنى من سنين حاسة انى تعبت من السكات و القيود
مدكور بس انتى ما كنتيش ساكتة و لا كنتى محپوسة و لا متربطة زى مابتقولى بدليل شغلك اللى عملتيه لوحدك من غير مساعدة حد و لمدة اربع
سنين بحالهم من غير ماتفكرى حتى تقوليلى 
رهف ماقلتلكش لانى كنت خاېفة .. خاېفة تحبطنى و تمنعنى من المتنفس الوحيد اللى كنت بطلع فيه كل اللى جوايا كنت خاېفة انك فى لحظة تعرف .. تقوم تهد حلمى و حلم كل الناس اللى ساعدتنى من غير ما حتى تفكر فى مشاعرى و لا احلامى
مدكور پصدمة ده تفكيرك فيا يا رهف
رهف بخجل انا آسفة يا بابا بس حضرتك عيشتنى عمرى كله فى خوف 
مدكور تبقى عمرك ما عرفتى انا بحبك اد ايه و اوعى تفكرى انى صدقت مراد لما حاول يفهمني انه كان معاكى من البداية انا بس فرحت بدفاعه عنك و وقوفه فى ضهرك و قلت يمكن موقف زى ده يقربكم من بعض لكن انا عارف كل نفس كنتى بتتنفسيه من البداية و بدعمك و بحميكي من بعيد 
رهف بذهول كنت عارف
مدكور طبعا كنت عارف و من قبل حتى ماتبتدى اول خطوة ازاى كنتى متخيلة ان حاجة زى دى ممكن تستخبى عنى المدة دى كلها 
رهف بفضول طب ليه ماقلتليش انك عارف
مدكور لانك زى ماكنتى حريصة فى كل لحظة انى ما اعرفش حرصك الاكبر كان انك تنجحى عشان تثبتيلى انك تقدرى تعملى حاجة و انتى بعيد عنى 
رهف باستنكار طب ليه كنت دايما بتعاملنى بالجفا ده ليه كنت دايما محسسنى انى فاشلة و انى ما اقدرش اعمل حاجة ليه كنت دايما .
مدكور عشان كنت عارف انك رغم مظهر الحمل الوديع اللى كنتى دايما بتبانى بيه الا ان طبع العند عندك غلاب 
رهف برفض كان هيبقى امتنانى اكبر من عندى لو كنت ساندتنى كان هيبقى احساسى بالامان انك فى ضهرى احلى واقوى بكتير من رهبتى و خوفى من ان ييجي يوم اقف قصادك و انا حاسة انك بتقتل حلمى جوايا 
مدكور يمكن عشان اتربيت بنفس الطريقة جدك كان بيعاملنى بنفس الاسلوب و اديكى شايفانى اهو عامل ازاى
رهف بعتاب بس حضرتك نسيت حاجة مهمة اوى نسيت ان جدتى كانت بتعوضك عن كل اللى كان جدى بيعمله معاك لكن انا ماكانش عندى العوض ده ما انكرش ان دادة زينب كانت بتعمل معايا كتير اوى و سقيتنى من حنانها بحور و بحور لكن امى الحقيقية راحت و راح معاها كل حاجة حلوة بالنسبة لى 
كان المفروض حضرتك تحاول تحمينى من الأڈى اللى انت اتأذيته من جدى مش تكرره معايا من تانى 
مدكور باستنكار تقصدى بكلامك ده انى اذيتك 
رهف أذية كبيرة اوى يا بابا كنت بتأذينى و بتوجعنى فى كل مرة تتهمنى فيها بالفشل كنت بتأذينى و بتوجعنى فى كل مرة تتجاهلنى فيها و كأنى مجرد جماد و ما ارتقيش للكائن الحى .. ياترى حضرتك فاكر لما كتبت كتابى على مراد عملت ايه
مدكور محاولا التذكر عملت ايه
رهف دخلت عليا اوضتى و قلتلى .. هبعتلك فستان مع الكوافيرة بعد بكرة عشان كتب كتابك على مراد 
و سيبتنى و خرجت ما فكرتش تسألنى حتى عن رأيى 
مدكور بدهشة و هو انتى كان ممكن ترفضى مراد ده انتو شبه مخطوبين من قبل ما عمك ېموت و كمان انا عارف و متأكد انك بتحبيه .. يبقى كنتى هترفضى ليه
رهف بدموع طب حتى لو كان بلاش تسألنى .. ليه ماحاولتش حتى انك تاخدنى فى حضنك و تباركلى ليه ما سالتنيش نفسى اعمل ايه فى يوم زى ده او حتى زى بقية البنات اختار فستانى بنفسى 
ليه القهر يا بابا كانت السمة السايدة فى كلامك معايا حتى لما قلتلك انى بخاف منه .. ماحاولتش تسألنى ليه
تم نسخ الرابط