رواية دراما
المحتويات
في مكان الشغل.. دا كان ايه.. جنون
تقدر تقول عليه كده.. لو سمحت ممكن تسيبني اكمل شغلي
اقترب مستغربا نبرتها الجامدة..
اوقفعا امامه.. ثم نزع تلك النظارات.. يريد ان يرى عينيها.. هل نظرتهما جامدة.. كحديثها ام ماذا
ما ان ازال نظارتها..
حتى قبت مكانه
عينيها تلك التي كانت تشع حبا.. وكانت بلون البحر.. الذي يجاري شقارها.. ماذا حدث لهما
اصبحت حمراء بشده... عيناها منتفخة.. كأنها كانت تبكي لاسابيع بدون توقف...
ملامحها خالية من اي مكياج علي غير العادة... ذلك الارهاق الذي على عينيها... ماذا حدث لكل هذا... فالبتعقل.. فما حدث بينهم امس بالتأكيد لا يوصلها لتلك المرحلة...
ممكن تسيبني وحدي
جثى امامها وامسك يديها
لا مش هسيبك.. ايه الي حصل.. خلاكي كده.. عيونك مالهم..
مالهومش ممكن تمشي
قالتها بصوت متحشرج مماثل لما سمعه امس
اكيد كلامنا مش هو السبب صح
ردت بجمود مره اخرى
متفيش سبب.. انا السبب وبس.. ممكن تسيبني
اخذ ينظر لها.. لا يعرف ماذا يقول... مابها.. اين چنونها.. اين ذهب.. عاشا شهرين من الخيال... ماذا حدث لكل هذا..
حاضر هسيبك دلوقتي.. بس هنمشي مع بعض ماشي يا
حبيبتي
لم ترد
خرج زافرا بتعب.. لا يعرف ماذا حدث
قضى في مكتبه نصف ساعة.. نصف ساعة فقط لم يتحمل.. اخذ يفكر فيها.. كيف تركها...
فين ديالا
مشيت يا فندم
مشيت.... امتى
بعد ماحضرتك خرجت على طول
ما بها هذه المچنونة.. ترك الشركة.. متوجها الي منزلها.. بعد ان اتصل مرارا رتكرارا ولمت هاتفها مغلق
الله يا مامي.... ايدك كده احلى
طب تعالي اسرحلك
ههه.. بابي مامي خلاص هتسرحني
ههههه اسمها تسرحلي.. مش تسرحني
تابعت ضحكاته مع ابنته.. فكم كان ودودا... كان اب لها قبل زوج.. الفترة السابقة التي قضتها معه كلها.. عاملها كابنه... معه فقط تشعر بامام والديها... لكنها تفكر ماذا سيحدث هذه الليلة
طرق باب منزلها.. فتح له والدها
ازيك يا عمي
استغرب هذه المعاملة الجافة.. فلطالما كان والدها ودودا معه
جلس امامه علي احدي الطاولات في الجنينة
في ايه يا عمي
انا الي المفروض اسألك
مافيش حاجة
متأكد
اكيد
اسر... مسألتش نفسك انا ليه سايب ديالا وحدها طول الفترة دي تشتغل هنا وانا في مصر.. وجيت دلوقتي.. اشمعنا دلوقتي
اكيد وحشتك يا عمي
اكيد وحشتني.. ومش بس كده
قطب حاجبيه.. لا يعرف السبب
تقدر تقولي ليه وافقت علي كتب كتابكوا بسرعة
علشان بنحب بعض..
علشان شفت في عيون بنتي نظرة كنت بشوفها زمان لامها
مش فاهم
ديالا اكتر حد حبته في حياتها كانت مامتها... بس للاسف كانت دايما مشغولة.. ماكنتش بتفهما.. دايما بعيدة.. النوادي.. والحفلات كانوا حياتها.....انفصلنا انا وهي.. ومن شدة حب بنتي ليها.. ماقدرتش اخدها بعيد عنها... عاشت معاها سنة بحالها... كل ما اسألها عاملة ايه مع ماما.. تكدب وتخترع مواقف حلوة كتير وتقولهالي... علشان ما ابعدهاش عنها... بس مامتها كانت في حفلة ما.. وهي راجعة عملت حاډثة وماټت
ولما جت لي مصر.. وشفت عينيها رجعت تاني فيها نفس النظرة.. فرحت وقولت ايا كان السبب... هقربه ليها..
بس.. ديالا عمرها ماحكتلي حاجة عن مامتها
ولا هتحكي
تحولت نبرته الي نبره حازمة
لنتي انهردا الصبح كانت في نفس الحالة.. عملت لها ايه يا اسر... انا جيت من مصر علشان ابقي جنبها.. بس علشان امبارح كان ذكرى ۏفاة مامتها... بس هي كانت كويسة.. وقالت لي هتكلمك... تاني يوم الاقيها كده.. ايه الي حصل
تنهد بحزن.. فهي كانت في اشد حاجته.. لكنه بغبائه.. ابتعد
مافيش حاجة يا عمي.. كل الي اقدر اقولهولك... ديالا في عيني.. ممكن اطلع لها لو سمحت
اطلع يا اسر..
ما ان صعد وطرق باب غرفتها عدة مرات لكن لا استجابة
فتحه برفق
وجدها متمددة علي الفراش.. تنظر لسقف الغرفة بشرود
توجه اليهاوجلس بجانبها علي الفراش
دوللي
همس بخفوت
لم يجد منها رد
.. فنظرت له.. مع سقوط دموعها من جانب عينها علي انفها.. واختفت بجانب عينها الاخرى
اتا اسف
همس لها وهو يزيل تلك الدموع
لم ترد عليه فقط تنظر له
خلع خذاءه.. وتمدد جانبها
انا اسف علي امبارح.. بس خلاص.. مش هعمل اعتبار لحد طالما دا هيبقى منظرك...ماله الجنون..
... نامي.. نامي في .. مش دا الي كنتي عيزاه امبارح.. نامي يا قلب اسر
شعر بدموعها تبلله
همس بصوت حزين
ليه الدموع.. ليه بس.. انا اه وعمري ما هبعد ابدا... انا ملك ايديكي... وهنتجوز بسرعة.. هعملك احلى فرح... وهتبقي معايا.. كل ثانية.. مش هبعدك عني ابدا
اغلقت عينيها لتنام.. فهي لم تنم من الامس
كان والدها يقف خلف بابها..استمع لحديثه معها.. ورآها متشبثة به
ابتسم وتركهم هابطا للا سفل
شعر بانتظام انفسها
اغمض عينيه لينام مثلها.. فهذا الجنون خلفه حزن عميق.. فهو عاش مثله.. لكن جود مان دائما موجود.. ووالدته.. في بعض الاحيان
متابعة القراءة