رواية كاملة الفصول

موقع أيام نيوز

 


البوم صورهم كان يجمع الألبوم ما بين صور عقد القرآن وبين الخطوبة وأخيرا الزفاف توقفت عند صورة ليوم زفافهم ودققت النظر بملامح وجهه كيف كان يبتسم بسعادة ودفء وهي بكل سهولة قضت على فرحته سړقت ابتسامته وشوهت أجمل شيء في العلاقات وهو الثقة فقدت
ثقته بها وهذا يعني أن ليس هناك أمل في زواجهم ما لم تستعيد ثقته 

كانت لا تريد هذا الزواج وربما لم تكن تريده هو أيضا ولكن الآن هي أكثر من يريده وشعورها بنمو مشاعر الود والاحترام والتقدير والحب له وتزايدهم عن الطبيعي في كل ساعة تعيشيها معه في المنزل حتى ولو كانوا لا يتحدثون وكل منهم منعزل عن الآخر إلا أن هذه المشاعر تسعدها وترضي ضميرها الذي يعذبها بأنها لا ينبغي عليها أن تستمر في هذه العلاقة وهي لا تحبه فتخبره بكل وضوح أنها بدأت تخطوا أولى خطواط العشق وهي الآن في أولى درجات السلم وبالتأكيد بعد وقت قصير ستصل للقمة وستكون انتصرت على نفسها المتمردة !! 
سمعته يتحدث في الهاتف بالخارج فنهضت من على الفراش ووقفت وراء الباب تحاول سماع حديثه وتسمعه يتحدث مع والدته عبر الهاتف ويسألها عن اسم دواء يسكن الآم الرأس التي تداهمه بسبب مشقة العمل فتستغرق هي لحظات بسيطة تفكر في شيء وتتردد في فعله ولكنها حسمت أمرها واتجهت ناحية خزانتها وأخرجت شريط اقراص مسكن للآم الرأس تستخدمه دوما عندما يصيبها الصداع الشديد وانتظرت لدقائق قصيرة حتى ينهي حديثه مع والدته ثم خرجت وذهبت للمطبخ تملأ كوب ماء بارد وسارت باتجاهه في الخارج وجلست بجواره على الأريكة تمد يد تحمل كوب الماء واليد الأخرى بها شريط الاقراص متمتمة في لطف وابتسامة عذبة 
اشرب ده مفعوله حلو جدا أنا باخد منه دايما لما أكون مصدعة
اطال النظر إليها في صمت ونظرات ثاقبة كالصقر ثم التقطه من يدها وأخرج قرص والقاه في فمه ثم شرب الماء كله عليه فهو لا يطيق ألم الرأس ويريد أي شيء لكي ينهيه أما هي فابتسمت له بدفء واقتربت منه تمد كفيها لرأسه حتى تقوم له بمساج بسيط لعله يخفف من ألم رأسه وهتفت في رقة تأخذ منه الأذن 
تسمحلي 
لم تجد أجابه منه بالرفض فقط كان يحدق بها كالمغيب فهو يعاني ألم الخېانة والعشق يحبها ولا يتمكن من مسامحتها وربما لن يتمكن فما فعلته خطأ لا يغفر بالنسبة له وبرأيه أنها حتى الفرصة الثانية التي تريدها لا تستحقها فمن أهدر الأولى بسبب إهماله وعدم وعيه لأهميتها بإمكانه إن يهدر الثانية أيضا أن منحت له ولذلك هي لا تستحقها ابدا ولن يسمح لها بأن تستحوذ عليه أكثر من ذلك !
منذ أن عرف بالحقيقة ولوهلة ود ولكنه ذكر نفسه بما فعلته حتى لا يدع قلبه يرق ويلين لها مطلقا فازاح يديها عنها وقال منذرا بجفاء 
آخر مرة هقولها ليكي ياملاذ ابعدي عني نهائي أنا مش عايز اتعصب عليكي يابنت الناس واخليكي تكرهيني
ثم هب واقفا واتجه لغرفته فلوت فمها بيأس وحزن وهبت هي الأخرى متجهة خلفه وفتحت الباب دون أن تطرق ثم اغلقته خلفها واقتربت لتجلس بجواره على الفراش مغمغمة في خفوت بائس 
لما ماما قالتلي إنك متقدملي أنا مكنتش اعرفك ولا حتى شوفت صورتك فرفضت ومكنتش عايزاك واللي خلاني أوافق إني كنت عايزة انتقم من أحمد ولما شوفتك في الرؤية الشرعية حسيت بحاجة غريبة بس احساسي في إني مش عايزاك كان لسا موجود ولغاية يوم الخطوبة لما كنا بنتكلم وقولتلي إنك حابب نبدأ حياتنا صح ومن غير ذنوب عشان ربنا يباركلنا فيها أنا مقدرتش استحمل وقومت روحت الحمام لو فاكر وعيطت ودخلت صحبتي عليا وقولتلها إني مش هقدر أكمل ومش هقدر أكون ليك الزوجة اللي عايزها وقولتلها مش هقدر اخدعك واخونك قالتلي ادي لنفسك فرصة وطلعي احمد من قلبك يمكن تحبي خطيبك المهم أنا أهديت وقررت إني هكمل بس لو لقيت مفيش أي أمل إني أكمل معاك هفسخ الخطوبة فورا وفي خلال شهر الخطوبة حسيت إنك بني آدم كويس أوي وإني لو اتعرفت عليك أكتر أكيد هحبك فكملت وكتبنا كتب
الكتاب وفي اللحظة اللي قال فيها المأذون بارك الله لكم وبارك عليكم أنا خدت عهد على نفسي إني هعمل المستحيل وهشيل أحمد من قلبي وهكون ليك ولما اخدتني الشركة هناك ادركت إنك فرصة متتعوضش ولو ضيعتها ابقى غبية وإنك هدية ربنا بعتهالي عشان يعوضني وخلال الأيام اللي كانت قبل فرحنا كنت كل ما بكلمك أو بشوفك كنت بزداد تمسك بيك وبزداد اصرار في إني هعمل المستحيل وهحافظ على جوازنا وعلى الرابط اللي بينا لإنك انسان يتحب يازين ويوم الفرح أنا غلطت مكنش ينفع اطلعله بس كنت شايلة اوي في نفسي و كان نفسي جدا اقوله الكلمتين اللي قولتهم وللأسف مش هعرف ابرر اللي قولته وقتها لإن أنا غلطانة جدا كمان ومكنش المفروض أقول كدا آخر الكلام اللي عايزة أقوله ليك من بين كل الكلام ده أنا اتجوزتك بكامل ارادتي ومكنتش مڠصوبة أو مضايقة ولو كنت مضايقة فده بسبب إني مكنتش قادرة اشيل احمد
من عقلي ومش عارفة احبك واكون ليك بكل جوارحي وأكون الزوجة اللي بتتمناها وعمري ما كرهتك أو حسيت نفسي في مرة مش طيقاك بالعكس أنا دايما كنت بكن ليك الحب والاحترام والود وكنت برتاح جدا معاك ومازالت وهفضل كدا
اتاها صوته الخاڤت وهو يقول بأسف 
كل اللي قولتيه مش مبرر لكدبك عليا ياملاذ وخداعك ليا للأسف أنا مش بعرف اسامح بسهولة ومش هقدر أكمل معاكي حتى لو إنتي عايزة تكملي قولتها ليكي امبارح وهقولها تاني أنا مبقتش بثق فيكي ومش هقدر أعيش مع واحدة وأقبل تكون أم لأولادي وأنا مش واثق فيها واحدة خدعتني وقبلت على نفسها تتجوزني وهي بتحب راجل غيري وعشان كدا اسلم حل لوضعنا ده الطلاق ومش عايزك تحبيني ولا تكرهيني ولا أنا عايز أحبك عاوزك بس تبعدي عني لغاية ما الشهر ده يخلص
غامت عيناها بالعبرات فيبدو أن طريقها سيكون صعبا ومليئا بالعوائق ولن تتمكن من نيل مسامحته بسهولة كما توقعت ولكن طالما مازالت زوجته لن تيأس وستستخدم جميع الطرق معه حتى تصل لمبتغاها هبت واقفة واسرعت مغادرة الغرفة قبل أن ټنهار بالبكاء أمامه تاركة إياه معلق نظره على آثارها پألم !! 
في تمام الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل 
كانت شفق على فراشها مستغرقة في النوم وضوء الغرفة مغلق وكذلك الباب وفجأة وثبت جالسة بفزع من نومها عندما صك سمعها صوت ارتطام شيء قوي بالخارج فابتلعت ريقها بړعب جلي ونهضت من الفراش ببطء شديد ثم تحركت نحو الباب بقدم مرتجفة وفتحته بحذر حريصة على عدم إصدار أي صوت ففتحت جزء صغير منه وأخرجت رأسها تتلفت يمينا يسارا لتطمئن من عدم وجود أحد فتجمدت الډماء في عروقها وشعرت بأن نفسها انقطع من الخۏف حين رأت ذلك الوغد من ظهره الذي لا يكف من ملاحقتها وأذيتها وتلقائيا دخلت فورا غرفتها مجددا وأخذت تتلفت حولها بزعر ويداها ترتجف من الارتعاد كيف دخل وهي تحكم إغلاق باب المنزل جيدا !! يا الله ماذا أفعل أين اختبأ منه حتى انجو بنفسي استمرت في الالتفات حول نفسها وهي تمسك برأسها وتحاول تمالك نفسها من الاڼهيار ليس بغرفتها أي شيء تستطيع حتى حماية نفسها به وقع نظرها على الفراش فهرولت واختبأت اسفله وقد بدأت دموعها في الانهمار بشدة في صمت إن وجدها بالتأكيد سيأذيها وسيحاول الاعتداء عليها خرجت من تحت الفراش والتقطت هاتفها ثم عادت مجددا تختبأ وجعلت تبحث عن رقمه في قائمة الأسماء بيد مرتعشة حتى وجدته ووضعت الهاتف على أذنها تنتظر رده وهي تهمس برجاء وبكاء 
رد ابوس إيدك ياكرم
الفصل الحادي عشر 
كان يقود سيارته في طريق عودته للمنزل وجذب انتباهه صوت هاتفه الهزاز ليلتقطه وينظر للشاشة فيغضن حاجبيه باستغراب من اتصالها في هذا الوقت المتأخر وفورا أجاب بدون تفكير بعد أن أصابه القلق من أن يكون حدث شيء معها واتاه صوتها الباكي والمرتجف 
كرم الحقني دخل عليا البيت وبيدور عليا وأنا مستخبية في اوضتي
هتف بزعر وقلق أشد 
دخل ازاي ياشفق أنا مش قايلك اقفلي الباب كويس عليكي
همست في صوت خفيض وبكاء عڼيف 
معرفش أنا خاېفة أوي تعالى بسرعة
حاضر حاضر أنا قريب من بيتكم دقيقتين وهكون عندك اياكي تطلعي من اوضتك واقفلي الباب عليكي بالمفتاح
انهت معه الاتصال والقت بالهاتف على الأرض ثم خرجت مهرولة وأغلقت الباب بالمفتاح كما قال ووقفت خلفه تستمع لصوت خطا قدميه بالخارج وجسدها يرتجف كطفل صغير بلا مأوي في ليالي الشتاء القارصة مرت دقيقتين حتى شعرت به يحاول فتح الباب فارتعدت للخلف مرتجفة واتاها صوته النشاز والمقرف وهو يهتف ضاحكا 
افتحي يامزة أنا عارف إنك جوا افتحي بالذوق بدل ما اكسره
اخذت تهز رأسها بالنفي وهي تضع كفها على فمها محاولة كتم صوت بكائها المرتفع وتتوسل ربها بأن يصل كرم بسرعة وجدته بدأ يحاول كسره فتقهقرت للخلف وتتلفت حولها كالمچنونة تبحث عن أي شيء ولكن لم يكن هناك شيء يسعفها في هذا الموقف وبعد لحظات صغيرة انفتح الباب وأطل بهيئته الضخمة والمرعبة لتهتف هي في صوت مرتجف وبكاء 
إنت عايز مني إيه حرام عليك
طالعها مبتسما بشيطانية وغمغم في نظرة
عايز كل خير
وفي ظرف لحظة وجدته أغار عليها والقى بها على الفراش محاولا تقبيلها فتعالي صوت صرخاتها وهي تركله بقدميها ويديها محاولة إبعاده 
وصل كرم في الطابق الذي فيه الشقة وكان الطابق الثاني وبمجرد ما سمع صرخاتها فهرول نحو الباب كالمچنون يطرق عليها صائحا 
شفق
توقف وابتعد عنها مزعورا عندما سمع صوته وهتف بنبرة ټهديد قبل أن يغادر ويفر هاربا من النافذة كما دخل 
كرم العمايري مش هيعرف يحميكي مني هرجعلك ياقطة
تذكر كرم أن لديه نسخة من مفاتيح المنزل فأخرجها من جيبه مسرعا ووضعه في قفل الباب ثم أداره لليمين وانفتح ليدخل هو صائحا
مناديا عليها وحتى وصل عند باب غرفتها وقبل أن يخطو خطوة سمع صوتها المرتجف والباكي تطلب منه عدم المجىء فهي بملابس منزليه لا تسمح وشعرها منسدل على كتفيها 
متجيش ياكرم أنا كويسة ثانية وهطلعلك
تحاملت على ساقيها المرتجفين وارتدت إسدال للصلاة ووضعت حجابها على شعرها ثم خرجت له فوجدته 
إنتي كويسة عملك حاجة
هزت رأسها بالنفي وعيناها تذرف الدموع في صمت هامسة بارتعاد 
أول ما سمع صوتك هرب وقالي إنك
 

 

تم نسخ الرابط