رواية كاملة الفصول

موقع أيام نيوز


أن فشلت في حجم ابتسامتها أكثر من ذلك !! ........
كل من إسلام وزين بالمطعم يجلسون على طاولة متوسطة وأمامهم القهوة الخاصة بكل منهم .. الصمت يعم بينهم حتى اخترقه إسلام بقوله 
_ خلاص الأسبوع الجاي هنعمل الافتتاح احنا كنا مستنينك ترجع عشان لازم تكون موجود
ارتشف زين من كوبه وغمغم بإعجاب وهو يجول بنظره بين زوايا المطعم 

_ ما شاء الله الشغل جميل .. اثبتلي إنك كفاءة زي ما كنت متوقع
ابتسم وقال بعذوبة 
_ والله الحق يتقال هي الأنسة رفيف كانت شايلة اغلبية الشغل وأنا كنت براجع وبشرف وبساعدها في حجات بسيطة بس
أماء بالإيجاب في تفهم ليهيمن السكوت بينهم مرة أخرى وهذه المرة كان زين يعلق نظره عليه يفكر في كيفية البدء فيما يريد التحدث معه بشأنه ولكنه حسم قراره وهتف باهتمام وخفوت يسأله لكي يسمع التفاصيل منه التي ستؤكد له شكوكه 
_ إنت حصل معاك الحاډث إزاي يا إسلام 
استغرب سؤاله في البداية ثم تمتم ببساطة يشرح له التفاصيل 
_ كان في شارع ... وفي الوقت ده أنا كنت جاي من فرح واحد صاحبي ومكنش فيه مواصلات بسبب الوقت المتأخر فاخدتها مشي في الشارع ومرة واحدة لقيت عربية سريعة جاية عليه ومحلقتش اتدارك الموقف حتى عشان ابعد وخبطتني اللي فاكره إن اللي كان في العربية نزل بص عليا وحتى محاولش يسعفني لا ركب عربيته تاني وهرب
هل كان دنيء لهذه الدرجة التي تجعله يترك جريح على الأرض هو من قام بأذيته ويهرب .. لقد استحقيت كل ماحدث لي عندما ذقت أصناف العڈاب في المصحة وكنت على عتبة المۏت بعد حاډث السيارة الذي كنت السبب فيه أيضا تحدث لنفسه كالآتي واحس بأنه يبغضها يستحقرها .. كيف يخبره ويقول أن ذلك الرجل الدنيء الذي تركك جريح على الأرض بعد أن صدمك هو أنا ! .
عبس وجهه وظهر عليه الخزي من نفسه والأسى ثم تنهد الصعداء وتمتم بنبرة جادة 
_ أنا دورت ليك وعرفت دكتور كويس جدا بس مش في مصر وقالي إن نسبة نجاح العملية كبيرة جدا وهترجع تمشي أكيد زي الأول إن شاء الله .. أنت فكر وخد قرارك وخلينا نسافر ونشوف عشان نبدأ نمشي في اجراءات العملية
اندهش قليلا ثم قال برزانة 
_ ماشي يازين بس أنا عارف كويس أوي إن العملية دي هتكلف مبلغ ضخم مش مجرد كام ألف
_ أنا اللي جايبلك الدكتور وبقولك هتسافر وملكش دعوة بالباقي بقى
إسلام برفض قاطع وصلابة 
_ لا طبعا مستحيل أقبل إنك تدفعلي مبلغ كبير بالمنظر ده
زين بحكمة وابتسامة صافية 
_ يابني احنا مش اخوات اعتبره دين حتى وابقى سده براحتك بعدين .. متعاندش بس واسمع الكلام خلينا نسافر لأن الدكتور قالي إن كل ما الوقت يعدي والسنين تمر الحالة هتزيد أكتر معاك أوي
هز رأسه بالنفي وهتف باصرار وخشونة 
_ متحاولش معايا في أمر مفروغ منه .. ده مفهوش اختيار بين آه ولا أنا حاليا معيش نص المبلغ حتى عشان نقول إنك تساعدني في الباقي واسدهولك بعدين عارف إنك عايز تساعدني يازين وربنا يعلم إني بعتبرك أخ ليا فعلا بس برضوا مقدرش اكلفك بمبلغ زي ده سيبه لما ياجي وقته وأنا هقولك عشان تسافر معايا للدكتور ده
زفر زين بعدم حيلة وخنق ثم رتب على كتفه هاتفا بنفس نقية 
_ برضوا فكر في كلامي ومتتسرعش الدكتور ده فرصة والله يعلم ممكن يحصل إيه لو صبرت زي مابتقول .. فكر كويس وأنا كام يوم وهكلمك تاني
طالت نظرات إسلام إليه في سكون يحرك افكاره في ذهنه ويحسب حديثه جيدا .. هو بالتأكيد أكثر من يرغب في أن يعود كطبيعته مجددا ولكنه أيضا لا يملك المبلغ ! ........
توقفت السيارة أمام مقر شركة العمايري وفتحت هي الباب ثم نزلت فسمعت صوت السائق الخاص وهو يهتف برسمية 
_ استنى حضرتك ياميار هانم 
_ لا امشي أنا هرجع مع علاء
ثم قادت خطواتها للداخل وهي تسير بثقة تعرف وجهتها جيدا وأين يوجد مكتبه وبعد لحظات من السير داخل الشركة وقفت أخيرا أمام باب مكتبه ثم أخذت نفسا عميقا وامسكت بالمقبض وفتحت فرأته يثبت نظره على أوراق أمامه وتارة ينظر للحاسوب وتارة للورق دخلت واغلقت الباب خلفها ثم تنحنحت واقفة فرفع هو نظره إليها وعندما وقع نظره عليها لجمته الدهشة من رؤيته المفاجأة لها بمقر الشركة وهي لم تخبره بأنها ستأتي !! .
علاء بغلظة ونظرات صارمة 
_ إنني مش قولتيلي هتروحي مع رفيف عشان تشتري الهدوم !!
تنفست الصعداء وتحركت نحوه لتجلس على المقعد المقابل له وتهمس بخفوت وهدوء تام 
_ لا ما أنا الصراحة لما فكرت قولت إن الأفضل تروح إنت معايا
هي ليست بحمقاء أو ساذجة .. فكل خطوة تفعلها تكون
بحساب وليس هناك شك بأنها رغبت بمجيئه هو معها حتى تثبت له حسن نيتها وتنشب بعض الثقة بينهما ولكي تجعله يطمئن لها وأنها لن تفعل شيئا يضر باسم العائلة ابدا .
أشار بسبابته إلى نفسه مغمغما باستنكار واستعجاب 
_ اروح أنا معاكي !!!!
أماءت برأسها عدة مرات وقالت بلسان حلو ورقة 
_ آه إنت .. بما إنك حاطط شروط إن الهدوم كلها تكون واسعة ومناسبة وحجات كدا كتير فأنا خاېفة اشتري حاجة وفي الآخر متعجبكش فعشان متعترضش خالص بعدين طتاجي وتنقي معايا الهدوم
ضحك بخفة ساخرا من ثقتها وطموحاتها العالية ليجيبها بعدم استيعاب 
_ انقي كمان !! .. إنتي هبلة ياميار ! متوقعة إني هسيب شغلي وهروح معاكي اشتري هدوم ونفضل نلف والكلام الفارغ ده ثم إن ده مش في مصلحتك أنا لو روحت معاكي واتخنقت وده اكيد اللي حيحصل لإن خلقي ديق ممكن اقولك مش هتروحي الكلية أصلا واغير رأى
منعت ضحكتها من الخروج وقالت بثقة تامة وابتسامة صفراء 
_ هتروح ياعلاء ومتقلقش مش هنلف كتير وإذا كان على الشغل فأنا عندي استعداد أقعد معاك هنا لغاية ماتخلص وبعدين نطلع
_ قولت مش هروح أنا معنديش خلق اخرج واشتري هدوم وكمان مع بنت .. ياتتصلي برفيف ياتروحي البيت
رفضت بنظراتها الثابتة وهي لا تجيب عليه ليهتف وهو يجذب هاتفه 
_ تمام يبقى هتصل بناجي ياجي ياخدك يوديكي البيت
همست ببرود أعصاب وابتسامة متكلفة 
_ هو وصلني ومشيته قولتله إني هرجع معاك
حدجها مغتاظا وصاح منفعلا 
_ استغفر الله العظيم .. يعني إنتي مصممة تعصبيني مش كفاية طالعة من البيت وجاية هنا من غير ماتقوليلي
نهضت من على المقعد واتجهت إلى الأريكة الصغيرة وجلست بإريايحية عليها متمتمة بنبرة عادية تماما وابتسامة مستفزة وكأنه لم يكن يصيح بها للتو 
_ خلص شغلك يلا وأنا مستنياك
استفزته بشدة وود لو يقبض عليها وېخنقها من الغيظ ولكنه تمالك أعصابه ومسح على وجهه متأففا ومستغفرا ربه وعاد يكمل عمله حتى يهدأ من مزاجه الذي عكرته ببرودها ! .. أما هي فاشاحت بوجهها للجهة الأخرى بعيدا عنه واطلقت ضحكة صامتة مستمتعة باستفزازه وأنه ذعن لها بالأخير !!! ..........
مع غروب الشمس كانت يسر قد انتهت من ارتداء ملابسها وغادرت المنزل ثم نزلت الدرج بهدوء وحذر كما اعتادت منذ حملها خشية أن تنزلق قدمها دون وعي وتسقط .
وجدته ينتظرها بالسيارة فتحركت باتجاهه وكانت ستستقل بالمقعد الخلفي ولكنها رأته يشير لها بعيناه في لطف أن تاتي بجواره وبالرغم من ذلك لم تستمع له وفعلت ما ترغب به ليزفر هو بخنق وعدم حيلة من عنادها .
انطلق بالسيارة يشق بها الطرق وهو يلقى عليها نظرة كل لحظة في المرآة العلوية التي تعكس وجهها في الخلف تارة يراها تتابع الطريق بصمت وتارة تنظر له فتتلاقي اعينهم لثواني ملحوظة قبل أن تشيح بنظرها فورا عنه وأخيرا اخترقت فقاعة الصمت هاتفة 
_ إنت رايح بيا فين !
_ هتعرفي دلوقتي متستعجليش
قالت بقسۏة دون مرعاة لكل محاولاته لكي يسعدها ويثبت لها ندمه حتى لو لم تكن محاولات كما تريد ولكن يكفي أنه يحاول من أجلها 
_ أنا مش مستعجلة أنا لو عليا أساسا مش عايزة أكون معاك في مكان واحد نهائي بس لما فكرت في كلامك لقيت إننا فعلا محتاجين نتكلم عشان تبقى آخر مرة
ابدى عن حزنه الشديد وتمتم بأسى 
_ عارف يايسر بس ممكن منتكلمش في أي حاجة لغاية مانوصل وهناك قولي اللي تحبيه
التزمت الصمت ورأت أن أفضل حل الآن بالفعل حتى لا يتجادلوا بالسيارة ! .. وبعد دقائق طويلة نسبيا توقفت السيارة ونزل هو أولا ثم فتح لها الباب لكي تنزل فغعلت وتجولت بنظرها في الأرجاء يمينا ويسارا وهي ترى الناس يدخلون جميعا إلى باب كبير وواسع فرفعت نظرها تحدق بالمبنى الضخم وإذا بها يلجمها الذهول وتهتف پصدمة 
_ ده الاوبرا !!
انحنى على أذنها وهمس بحب 
_ عارف إنك بتحبيه جدا وكان نفسك أوي تروحيه
أماءت برأسها بإيجاب وهي تقول بابتسامة عريضة وعيناها مازالت معلقة عليه 
_ فعلا
_ طيب يلا عشان العرض ميفوتناش
همت بأن تسير ولكن رأته يضم ذراعه بالجانب يحسها على وضع ذراعها بذراعه حتى يسيروا معا .. ضحكت هي مستهزئة من طلبه السخيف وكأنها ستوافق أن تشابك ذراعها بذراعه !! وجدته يجول بنظره بين العامة يشير لها بأن تنظر فرأت أن جميع الرجال الذين جاءت معهم امرأة يسير معها كذلك كنوع من الرقى والرمانسية .. عادت بنظرها له ورمقته باقتضاب وفعلت كالجميع وهي تلقى عليه نظرات مشټعلة وبمجرد ما أن وضعت ذراعها ضمھ جيدا بين ذراعه وسارا نحو الداخل حتى وصلا إلى مقاعدهم الذي قام بحجزها في المقصورة فجلست هي أولا ومن ثم هو بجوارها وبعد وقت ليست بطويل بدأ العرض وكان هو يتابع ملامح وجهها السعيدة والمبتسمة وهي تشاهد باستمتاع فاقترب على أذنها وهمس بعاطفة وصوت ينسدل كالحرير ناعما 
_ مبسوطة 
بعفوية شديدة وكأنها نست كل شيء من سعادتها نظرت له وهتفت بتلقائية ونظرات لا تحمل البغض والڠضب بل كانت صافية بها مشاعر الحب الذي كان يبحث عنها منذ أن تركته وكانت تحاول اقناعه أنها لم تعد تحبه 
_ جدا فوق ماتتخيل شكرا ياحسن
طالت نظراته الهائمة بها وهو يتأملها بدهشة وعشق وقد صعدت ابتسامته العريضة يشاركها السعادة لأنه احس ببريق أمل يلمع بعد نظرتها الصافية والمحبة له التي كان فقد الأمل في أن يراها بعيناها مرة أخرى .
انتبهت لنظراته لها فارتبكت وادركت خطأها وبظرف ثانية ابعدت نظرها عنه وهمست لنفسها باغتياظ حمقاء يايسر .. ماذا فعلت الآن !! هل بعرض اوبرا سيتمكن من العثور على مسامحتك ولطفك بكل هذه السهولة ! بالتأكيد لن اجعله يحصل عليها إلا بعد عڈاب ! .
في تمام الساعة الثامنة مساءا .......
فتح كرم الباب ثم دخل واغلقه خلفه ترقب بسمعه الحركة في المنزل والسكون
 

تم نسخ الرابط