رواية كاملة الفصول
المحتويات
لعنقه يفركه كدليل على توتره ثم اطلق زفيرا حارا واستدار وانصرف فهرولت هي ناحية الفراش والقت نفسها على وجهها وهو تردد
أنا متخلفة ومش محترمة !
كان حسن يتحدث بالهاتف في حديقة المنزل وكان حديثه هادئا تماما ليس به أي شيء من ضجر أو خنق وانهي المكالمة بجملته الأخيرة
طيب يامسعد أنا هبقى اقول لكرم إنت خلي عينك عليه بس وإياك يفلت منك
أنزل الهاتف من على أذنه وهو يثبت نظره على أمه المندفعة نحوه كالسهم وعيناها لا تبشر بخير حتى معالم وجهها ولم يبذل جهد ليتساءل ويفكر فيما يغضبها لهذا الحد بالطبع علمت بأمر طلاقه وهو ويسر في صباح اليوم انتظر حتى وقفت أمامه وافرغت به شحنة ڠضبها وهي تقول
طلقت يسر ياحسن !!!
أخذ شهيقا طويلا وأخرجه زفيرا متمهلا وهو يجيبها بعدم حيلة
صاحت هدى بعصبية من إهماله وعدم تحمله لمسئولية أي شيء
وهي عشان طلبت منك الطلاق تطلقها فورا طبيعي لما يكون في مشكلة بينكم متوافقش ترجع معاك من أول مرة وأول اعتذار أنا مبقتش فهماك !!
حتى هو بات لا يفهم نفسه أهو سعيد لأنه تخلص من بلائه ! أم حزين ويشعر بالذنب لما سببه لها من ألم وعلى مۏت طفله الذي كان هو السبب في قټله ولكن هناك مشاعر متضاربة ومختلفة بداخله لا تجعله بخير مطلقا وتسبب له الإرهاق النفسي !
والمفروض أعمل إيه اغصبها تعيش معايا مثلا يسر مبقتش طيقاني ياماما ولا بتحبني ومش عايزاني احنا وصلنا لآخر الطريق خلاص
لا تصدقه وقد سكنت شكوكها في الأعماق واصبحت متيقنة أن هناك أمر كانوا يخفونه عنهم جميعا ومازالوا يخفوه فهذا ليس ابنها الذي يتمسك بأي شيء يحبه ولا يتركه حتى لو سيموت وهو متسمك به تخليه عنها بهذا السهولة يثبت لها حقيقة واحدة وأنه لم يكن يحبها أو معجب بها حتى
هتفت هدى بنبرة حازمة وأعين ثاقبة
إنت مش بتحب يسر زي ما قولتلنا قبل ما تتجوزوا صح !
اصابت الهدف بسؤالها حيث تسمر بأرضه ولم يسعفه عقله في إيجاد الكلمات حتى يجيب عليها فحدجها بجمود ونظرات باردة للحظات طويلة ثم استدار وابتعد عنها متجها إلى سيارته ليرحل أما هي فحصلت على اجابتها من صمته المريب !!
اتحركي ولا تحبي تقضي الليلة هنا في الجنينة وفي البرد لغاية ما ټموتي
انكمشت في وقفتها وهي تطالعه بارتيعاد ولكنه ترك ذراعها باشمئزاز حين سمع صوت أبيه الغليظ
أشار لها عمها بعيناه
في حدة بأن تسبقهم فاتحركت فورا تفر هاربة من بين براثن ذلك العلاء اقترب طاهر من ابنه وهتف بخشونة
أنا قولتلك ربيها فعلا بس متزودهاش أوي هاااا
رمق أبيه بنظرة قوية وتمتم بصلابة
وأنا كمان قولتلك يابابا من قبل ما اتجوزها محدش ليه دعوة باللي هعمله فيها مش كفاية غصبتني عليها
ثم تحرك باتجاه باب المنزل ليتأفف طاهر بنفاذ صبر من عناده لا شك في إنه غاضب بشدة من ابنة أخيه ولا يطيق سماع صوتها ولكنه مازال يضع أخيه المټوفي في الحسبان ولا يتمكن من الحاق أي أذى لها فقط سيكتفي بأن يلقنها درسا لا تنساه حتى تعترف بخطأها وتتضرع لربها طالبة منه العفو والمغفرة !
فتح علاء الباب ودخل أولا وهي خلفه ومن ثم طاهر رفعت ميار نظرها لزوجة عمها فرأتها تنظر لها بحدة وكأنها تقول لها من خلال نظراتها أنها لن يكون مرحب بها في هذا المنزل أبدا أما يسر فكانت نظرتها تضمر خلفها كل ماهو سيء لوت فمها بابتسامة خفية وشيطانية بعد أن ادركت أن الأم وابنتها تجمعا عليها ولكنها أيضا تكون افعى سامة حين يتطلب الأمر !!
القى علاء نظرة طويلة على أمه وشقيقته ثم تنهد بعمق وتحرك باتجاه الدرج حتى يصعد لغرفته وتركها بمفردها بينهم تحركت خلفه حيث تلقت الإشارة من عمها بأن تصعد لغرفتها خلفه وبمجرد ما أن توارت عن ناظريهم سمع صوت زوجته تهتف بعصبية
بقى مش حرام عليك ياطاهر تسود على ابنك عيشته وتجوزه من بنت أخوك اللي غلطت مع راجل
ده جواز مؤقت هتمر فترة صغيرة وهيطلقها ماهي لو اتجوزت واتكشف إنها مش بنت عيلة العمايري كلها هتتفضح
لم يعجبها ما قاله ومازالت غاضبة على فعلته أما يسر فكانت تتابع حديثهم بصمت حتى رأت أبيها ينظر لها ويقول بلطف وضيق
اتكلمت مع حسن وقالي هيبدأ في اجراءات الطلاق النهائية
ابتسمت ساخرة بشيء من المرارة ثم استقامت وقالت بثبات وهي تبتعد عنهم
كويس قوله ياريت يستعجل يابابا
تبادل طاهر النظرات الحزينة والمشفقة هو وزوجته على حالة ابنتهما السيئة تتظاهر أمامهم بالقوة وهم يعلمون جيدا أن قلبها ېنزف الډماء على فراقها لزوجها وخسارتها لطفلها !
فتحت ميار جزء صغير من الباب بتردد وارتباك يكفي لإدخال رأسها فقط ونظرت في الغرفة تبحث عنه فلم تجد له وجود وسمعت صوت رذاذ المياه بالحمام الداخلي للغرفة ادخلت جسدها كاملا ثم أغلقت الباب بحذر شديد والتفتت مجددا تتفحص أجزاء الغرفة الواسعة الوانها رجالية حادة بعض الشيء والخزانة متوسطة الحجم فراش كبير نسبيا يتسع لشخصين واريكة متوسطة أمام الفراش بجانب الشرفة حركت نظرها بحركة دائرية في انحاء الغرفة وانتبهت إلى الخزانة التي بابها عبارة عن مرآة ضخمة تنحدر من اعلاء لأسفله فقادها فضولها
الفصل الثالث والعشرون
استدار موليا إياها ظهره وقبل أن يخطو خطوة واحدة استوقفه صوتها وهي تقول
على فكرة محصلتش حاجة بينا أنا لسا بنت !!
سمرته الدهشة للحظات طويلة كيف وماذا عن الصور الذي رآها الجميع !! الټفت بجسده كاملا لها من جديد وهتف بذهول ملحوظ
نعم !!!
ميار بنبرة صادقة واستحياء بسيط
أيوة محصلتش حاجة أكتر من اللي في الصور
هيمنت عليه الدهشة لخمس ثوان وهو يحدجها ساكنا تماما وعيناه تطلق تساؤلات كثيرة وعقله يرفض تصديقها ويقنعه بأنها كاذبة وفقط تفعل ذلك حتى تخرج نفسها من الوحل وقد استمع لصوت عقله الذي يردد كاذبة لا تدعها تخدعك فرأت ضحكة مستهزئة تنطلق من بين شفتيه ونظرة وضيعة استقرت بعيناه ثم خرج صوته صلب بجراءة
لا والله ! محصلش حاجة !! امال قضيتوا الليلة إيه بقى !!!
صدمها رده الصارم غير المتوقع فخجلت وسرعان ما اجفلت نظرها عنه بارتباك ليلقى هو عليها نظرة ساخرة ونافرة ثم يستدير ويتجه نحو فراشه ليتسطح عليه ويسحب الغطاء على جسده فظلت هي واقفة تتطلع إليه وبعيناها تجول
بين ارجاء الغرفة تبحث عن مكان لتنام فيه وحين وقع نظرها على الشيء الوحيد الموجود وهو الأريكة فأبت بشدة أن تنام على هذه الأريكة غير المريحة والصغيرة رجعت بنظراتها التائهة له لتراه يبتسم ببرود وعدم مبالاة ويشير بعيناه على الأريكة هاتفا بقسۏة
كان نفسي اتنازل واخليكي تنامي مكاني بس أنا مستنضفش إنك تنامي على سريري أصلا
تشربت إهانته اللاذعة لها بنفس منكسرة ثم انحنت إلى حقيبتها المسنودة على الأرض وفتحتها لتخرج لها ملابس حتى تبدل هذه العبائة التي باتت ټخنقها وذهبت للحمام وبعد دقائق خرجت وهي ترتدي بيجامة منزلية مريحة فوجدته اغمض عيناه ويبدو أنه انخرط في النوم توجهت نحو الأريكة ومددت جسدها عليها مغمضة عيناها محاولة النوم بعد كل ما مرت به منذ الأمس حتى الآن !!
في صباح اليوم التالي
ترجلت يسر من سيارتها التي اشتراها لها أبيها حديثا وقادت خطواتها نحو ذلك المقهى الصغير وبعدما عبرت الباب وقفت تتنقل بنظرها بين الجالسين باحثة عن أحدهم فابتسمت فورا بعذوبة حين رأتها تلوح لها بيدها فتحركت إليها وسحبت المقعد المقابل لها وجلست قائلة باعتذار لطيف
اتأخرت عليكي مش كدا
لا أنا يدوب جاية من عشر دقايق احكيلي بقى حصل إيه
قالت جملتها الأخير بجدية تامة وفضول لتطلق يسر تنهيدة طويلة وتقول بمرارة
طلقني
اطالت ريم النظر في عيناها بوجه عابس ومشفق ثم مدت يدها وامسكت بكفها متمتمة في نقم على ذلك الحسن
ده الافضل ليكي يايسر إنتي مخدتيش منه حاجة غير ۏجع القلب هو مستاهلكيش ولا يستاهل حبك ليه وحتى حزنك عليه ميستهلهوش
غامت عينان يسر بالعبارات وقالت بصوت مبحوح
اللي واجعني ياريم إنه كان كاره ابنه لمجرد إنه مني أنا كنت عارفة إنه بيكرهني بس متوقعتش للدرجة دي ده كان بيقولي هسقطك أنا لو منزلتهوش
استشاطت ريم غيظا وبغضا عليه حيث هتف پغضب عارم
وهو كان ميستهلهوش أصلا الطفل ده ده واحد حيوان معندهوش قلب أنا مش فاهمة إزاي حبيته لا وبعد ده كله لسا بتحبيه
فرت دمعة حارة من عيناها تكره قلبها الذي يرفض الاستماع لها ويصر على هذا العشق الذي أمات الكثير في داخلها هي ترغب في بغضه أكثر منهم ولكنها لا تستطيع تتمنى أن تتحرر من تعويذته وتحلق حرة في السماء وتتزوج من رجل آخر يستحقها ويستحق حبها له ويكون تماما كما تود ولكن ليس بسلطان على القلب !!
يسر بأعين دامعة ونبرة يائسة
حاولت كتير ياريم اطلعه من قلبي معرفتش وعارفة إنه ميستهلش ذرة من الحب ده
هتكرهيه يايسر أنا متأكدة وإياكي تسمحيله يتلاعب بمشاعرك تاني لو حاول يرجعلك اقنعي نفسك إنك بتكرهيه ومع الوقت هتكرهيه بالفعل صدقيني
مدت يسر اناملها وجففت دموعها متمتمة ساخرة ونظرة حازمة لا تحمل المزح
ومين قالك إني هسمحله أصلا من هنا ورايح هيشوف يسر مختلفة تماما هخليه في كل لحظة يحتكر نفسه وهعرفه حجمه بجد لإني كنت مدياه قيمة وحجم أكبر من حجمه وهو أساسا نكرة
تأففت ريم بعبوس من هذا الحديث السلبي والمثير للأعصاب فأردفت باهتمام ونبرة حانية
طمنيني عليكي إنتي كويسة يعني مش حاسة بأي تعب !
رسمت ابتسامة منطفئة على شفتيها وهمست بهدوء
لا متقلقيش الحمدلله كويسة واطمني خطتنا ماشية زي ماهي ومحدش هيعرف حاجة
هزت ريم رأسها بالإيجاب وهي تبادلها الابتسامة وتربت على كفها برفق وحنو كنوع من إبعاث الطمأنينة وبعض المشاعر الإيجابية لنفسها البائسة !!
بمكان آخر في مدينة مرسى مطروح تحديدا في إحدى الفنادق الفاخرة قد وصل زين بصحبة زوجته بعد رحلة سفر طويلة قليلا
ترجلت ملاذ من السيارة
أولا ورفعت
متابعة القراءة