رواية كاملة الفصول

موقع أيام نيوز

 


واحد يراقبك عشان متعملش تصرف متهور لو لقيته وتودي نفسك في داهية وشافك وإنت داخل المكان ده ولما مطلعتش منه لوقت طويل اتصل بيا وقالي على مكانك فجيت علطول
لم يعقب على فعل أخيه وصمت وهو يثبت نظره على الطريق 
انتهى من جلسة حديثه مع الجميع وهو يسرد لهم ما حدث بإختصار شديد ثم قاد خطواته نحو غرفته ليطمئن عليها فتح الباب ببطء وادخل رأسه فقط يلقى نظرة عليها قبل أن يدخل ليراها ممدة في فراشه وتولي ظهرها للباب دخل بجسده كاملا ثم اغلق الباب وسار باتجاه الفراش ليجلس على حافته ويهمس في صوت منخفض 

شفق !
كانت مستيقظة ولكن من شرودها وتفكيرها فيه وهي تتساءل ماذا فعل ياترى لم تشعر بوجوده إلا حين سمعت صوته
فهبت جالسة والتفتت بجسدها كله ناحيته تهتف باهتمام 
كرم عملت إيه معاه !
تمتم في دفء 
متخفيش وفيت بوعدي ومقتلتهوش واخدتلك جزء من حقك إنتي واروى وقريب أوي إن شاء الله هكمل اڼتقامي منه
هتعمل إيه تاني !
قالتها في قلق فأرسل لها نظرة من شأنها أن تخفف من حدة قلقها وتطمئنها وتمتم 
هتعرفي لما ياجي وقتها
تشدقت في خوف حقيقي ونفس مضطربة 
كفاية ياكرم اللي عملته فيه النهردا ابعد عنه بقى ده ممكن يأذيك
متقلقيش قومي يلا البسي طرحتك عشان نرجع البيت إنتي كويسة الأول واكلتي ولا لا 
أماءت بإيجاب وقالت بنبرة متهمة 
أيوة كويسة الحمدلله واكلت اطمن أنا اللي المفروض اسألك إنت كويس ولا لا 
ابتسم ابتسامة منطفئة لم تصل لعيناه وقال بمرارة يتحدث معها لأول مرة عن مايشعر به 
كويس أوي عارفة أنا كنت حاسس بإيه ياشفق كنت بحس إن في حاجة فوق قلبي وكل ما افتكر اللي حصلها وإني مش قادر اوصله أو اخدلها حقها كانت الحاجة اللي فوق قلبي دي بتخليني احس بڼار قايدة وبتاكل فيا بالبطيء ومكنتش بقدر اتهنى في نومي بس النهردا وبعد اللي عملته فيه حسيت إن الڼار دي اطفت شوية
كانت تستمع له بسكون وملامحها أظهرت عن علامات الإشفاق والشجن بينما هو فأكمل بنبرة لا تختلف كثيرا عن سابقتها 
كنت خاېف عليكي أوي وخۏفي زاد لدرجة الجنون لما عرفت إن الراجل اللي بيبتزك بصورك طلع هو اللي قتل أروى خۏفت عليكي ليأذيكي زيها ويخليني اعيش عڈاب الضمير تاني وكنت مستحيل اسمح إن اللي حصل مع أروى يتكرر تاني معاكي لما شوفته وده اللي جنني تعرفي لولا إن اللي عملته فيه مكنتيش هتقدري تشوفيه ومش هينفع مكنتش رجعتك البيت وكنت خليتك تشوفيه قدام عينك وهو بيتعذب وپيصرخ من الألم
لاحت على شفتيها الصغيرة بشائر ابتسامة رائعة وعيناها كانت تلمع بدموعها المتجمعة فيهم 
كل يوم يمر وهي معه يأثرها فيه أكثر ربما هي تعرف أنه لا يكن لها العشق كما تكنه له ولكنها تعشق اهتمامه بها وخوفه عليها ورقته وحنانه وكل هذا يجعل سؤال واحد يدور في ذهنها وهو إذا كان هو بكل هذا الجمال معي وهو لا يحبني فكيف سيكون إذا كان يعشقني بالتأكيد سيسلبني عقلي بالكامل !! 
مش عايزة أشوفه أهم حاجة إنك كويس وبخير ربنا يخليك ليا
رفع يده لشعرها الأسود الناعم مترددا ثم أخذ يملس عليه برفق ودفء ابتعدت عنه وقالت مازحة تحاول إضفاء شيء من البهجة 
لا بس الصراحة بعد اللي حصل ده صدقتك لما قولتلي متتغريش في المظهر
لم تفشل في رسم الضحكة على وجهه حيث أجابها بخفوت 
اطمني أنا مبكونش كدا إلا مع اللي بيأذيني وبيأذي عيلتي لكن مستحيل اخليكي تشوفي الجانب الۏحش ده مني مهما حصل ومهما اتعصبت
استقرت في عيناها نظرة عاطفية وخرج صوتها ناعم كالحرير 
عارفة ومعنديش شك في ده !
طيب يلا بقى قومي عشان عشان نمشي لإني تعبان أوي ومحتاج ارتاح شوية
اماءت بالموافقة ووثبت واقفة ثم بدأت في ارتداء حجابها أمام المرآة 
اليوم اتمت اليوم الثالث منذ رحيلها لا يحدثها لا يراها لا يعرف عنها شيء سوى أنها في حالة مزرية هو يعرف عشقها الچنوني له وقلبها المتيم بعشقه وكان آخر شيء يتوقعه أن تهجره هي فقد ظن أنها بلاءه لن ترحل عنه أبدا ولن يتمكن من التخلص منها مهما حدث ! ولكن إصرارها على الطلاق وعدم رغبتها في رؤيته أو سماع صوته تدهشه كل يوم أكثر وأكثر ! 
هل هذا ندم أم شيء آخر !
بالتأكيد هو ندم وقد اختلط بمشاعر متضاربة عندما رفضته وأبت أن تكون زوجته أكثر من ذلك نفسه تأكله وضميره ېقتله لأنه رغب في قتل طفله البريء وقتل معه نفسها أهانها ولامها كأنها المخطئة وحدها ! والآن هو يعترف أنه خطأه بالفعل هو من أخطأ في تلك الليلة كان عليه أن يفهم أنها تحبه ولن تستطيع مقاومته كان خطأ فادح ترتب عليه ماهما فيه الآن هي تعاني من الآم قلبها ونفسها المهدرة كرامتها وهو يعاني من تأنيب الضمير ولا شك في إنه يريد التكفير عن خطأه ولكنها لا تسمح له !! 
كان في غرفته بمنزل والده بعدما عاد مع أخيه وانضم لغرفته يشاركها اضطرابته ففتحت هدى الباب ودخلت هاتفة باستغراب 
الوقت اتأخر ياحبيبي مش هترجع لمراتك مينفعش تسبيها وحدها لوقت متأخر كدا
يسر عند عمي
ياماما
هزت رأسها بتفهم وقالت بابتسامة مشرقة وفرحة 
أيوة كدا أفضل كويس إنك خليتها تروح تقعد مع أمها عشان تاخد بالها منها ومن ابنها هي دلوقتي محتاجة تغذية وعناية خاصة
لا تعرف شيء ويخشى أن يخبرها فيصبها شيء من الصدمة وبالأخص حين تعرف بأنهم على عتبة الطلاق حسم أمره وهتف في أعين
زائغة ونبرة بائسة 
يسر سقطت وراحت تقعد عند أمها وعايزة تتطلق وليا تلات أيام مكلمتهاش ولا شوفتها بسبب إنها مش بتسمحلي أساسا
استحوذت عليها الصدمة بالكامل تحاول في البداية استيعاب فكرة أنها اجهضت الطفل ومن ثم استيعاب أمر الطلاق المفاجيء ولكن عقلها يرفض الاستيعاب أو حتى المحاولة ويأبي أن يصدق ما سمعته أذنها ظلت لدقيقة بالضبط ساكنة دون أن تصدر أي صوت وكأنها تنتظره أن يقول أنه يمزح معها ولكن لا حياة لمن تنادي فهتفت بذهول 
طلاق إيه والطفل نزل إزاي حسن بلاش تهزر معايا هزار بايخ يابني أنا مش حمل هزارك
مش بهزر ياماما هو ده اللي حصل فعلا بحاول أشوفها وأخليها ترجع بس رافضة تشوفني نهائي
حصل إزاي ده هي لسا من تلات أيام كانت مكلماني وبتقولي إنها حامل وفرحانة إزاي سقطت ده حتى عمك وعلاء مجابوش سيرة نهائي
قالتها بشيء من الانفعال ليتنهد هو الصعداء ويستطرد مخترعا كڈبة حتى يخفي قذاراته عن أمه 
بعد ما كلمتك تعبت خالص وروحنا المستشفى والدكتور قال إنها أجهضت بسبب إنها مكنتش بتهتم بنفسها وعرفت متأخر إنها حامل واحنا كان في مشاكل كتير بينا ومكناش متفاهمين وشدينا مع بعض فهي لمت هدومها ومشيت وعايزة تتطلق
هتفت هدى بحدة ونظرات ثاقبة 
يسر بتحبك ياحسن وكلنا عارفين ده ومستحيل تطلب الطلاق إلا لو حصلت حاجة كبيرة ومش هينة قولي حصل إيه ده إنتوا مكملتوش شهرين !
ضيق عيناه في ندم والقى نظرة طويلة على أمه لا يتمكن من مواجهتها بالحقيقة التي هو المخطأ الوحيد فيها أبعد نظره عنها متمتما بصوت غريب 
أنا اللي غلطان هي عندها حق تطلب الطلاق أنا اللي اتسرعت من البداية في الجواز منها كان لازم افكر كويس أوي قبل ما اتصرف بتهور
جحظت عينان هدى بريبة من ما يتفوه به تسرع تهور !!! وماذا عن حديثه أمامها هي وعمه عندما عرض على عمه وطلب منه الزواج من ابنته !! 
هتفت بصرامة 
تسرع !! مش على أساس إنك كنت معجب بيها ورغم إني مكنتش مصدقة الكلام ده بس قولت طالما إنت بتحبها زي ما قولت يبقى مش هوقف قدامك بس شكله الموضوع مكنش إعجاب ولا حب صح ولا لا !
قال پاختناق ووجه بائس 
ماما أنا مش قادر اتكلم والله صدقيني لما اكون جاهز هاجي واحكيلك كل حاجة
هدى بنفاذ صبر وضجر من إخفائه عليها لحقيقة الأمر 
ماشي ياحسن !!!
استقامت واستدارت ناحية الباب ورحلت وبقى هو يحملق في السقف بشرود كما كان قبل مجيئها !
كان حسن في مكتبه بالشركة في الصباح التالي يباشر أعماله بتركيز شديد في محاولات بائسة منه لصرف تفكيره عنها يستطيع المقاومة لخمس دقائق ثم تعصف بذهنه صورتها من جديد فيزيحها ويحاول التركيز مجددا على عمله حتى صك سمعه صوت رنين الهاتف فامسك به وتطلع إلى شاشته ليتأفف بخنق بعدما رأى اسم المتصل وأجاب 
أيوة ياعمي
تعالى ياحسن عندي على البيت عايز اتكلم معاك
تمتم بعدم حيلة متنهدا بعمق 
حاضر ياعمي جاي
استقام من مقعده وهو يمسح على وجهه بعدما اغلق الهاتف ووضعه في جيبه سيهيأ نفسه من قبل أن يصل لأي شيء قد يقوله عمه أو يطلبه منه أخطأ ويجب عليه دفع الثمن حتى لو كان ثمن غالي ولا يريده ! 
وصل إلى منزل طاهر العمايري نزل من سيارته وحثته قدماه على السير في اتجاه الباب يمر على الحديقة الكبيرة نسبيا أولا حتى يصل للباب وبينما هو في طريقه يسير متثاقلا كدليل على عدم رغبته في مقابلة عمه وهو يتوقع جيدا ما سيطلبه منه وجد عيناه ترتفع لأعلى بتلقائية وبلحظة عابرة التقطتها نظرته وهي تقف في شرفة غرفتها بأعلى تتابعه توقف عن السير ورفع رأسه لأعلى ينظر لها بصمت يتفرس ملامحها التي ظهرت عليها الكآبة ليرى في عيناها نظرة ثاقبة تحمل الڠضب والبغض لم يراها تنظر له هكذا ابدا من قبل مما جعله يطيل النظر إليها وكأنه يبحث عن شيء معين بين ثنايا عيناها استدارت وابتعدت عن النافذة حتى تختفي عن ناظريه ليعود هو برأسه لوضعها الطبيعي مصدرا زفيرا حار وأكمل طريقة نحو الباب حتى فتحت له زوجة عمه تخبره بأن عمه بانتظاره في مكتبه الخاص فأماء بتفهم وتحرك نحو المكتب طرق طرقتين خفيفتين ليأتيه صوته الغليظ يسمح للطارق بالدخول فامسك بمقبض الباب واداره ثم
فتحه ودخل وتركه خلفه مواربا كان طاهر يجلس على أريكة سوداء يحدجه بنظرته الهادئة وفي نفس ذات اللحظة حازمة فاقترب وجلس بجواره وسأل كلاهما الآخر عن أحواله ثم بدأ طاهر بالتحدث فيما هو مهم 
يسر مصممة على الطلاق بطريقة غريبة ومش عايزة تقول اللي حصل بينكم وتقريبا لو سألتك إنت كمان مش هتقول ومن ساعة ما جات وهي شبه منقطعة عن
الأكل وحالتها سيئة جدا وأنا مش هقدر اشوفها بالمنظر ده أنا سلمتك
 

 

تم نسخ الرابط