رواية كاملة الفصول

موقع أيام نيوز

 


حتى تهدأ من روعها بأنه لم يكن يقصدها بالتأكيد ثم عاد تقول ولكنه نطق اسمي وقال سينتظر عودة زين !! هزت رأسها بالنفي رافضة تصديق ما سمعته وتراجعت للخلف حتى ترحل دون أن يشعر بها ولكنها اصطدمت بمزهرية صغيرة وأصدرت ضحيجا مرتفعا انتفضت كالتي لدغتها عقرب واستدارت بكامل جسدها تحدق بالمزهرية في صدمة وجزت على أسنانها بغيظ متمتمة 

مش وقتك دلوقتي
همت بأن تتركها وتفر قبل أن يخرج ولكنها سمعت صوته يقول بهدوء 
رفيف !
أنا ك كنت جاية أااا كنت جاية كنت جاية ليه !!
لم يتمكن من حجب ضحكته حيث أجابها ضاحكا ببعض الجدية 
مالك يارفيف !
تمالكت نفسها قليلا وهتفت بإيجاز وارتباك مازال واضح 
آه كنت جاية اوريك حجات وآخد رأيك بس سمعتك بتتكلم في التلفون وكنت ماشية مش مشكلة لما تخلص مكالمتك نبقى نتكلم
وفي اللحظة التالية بضبط استدارت وفرت من أمامه كالسهم فظل هو بمكانه يفكر بما قالته بالآخير وسؤال واحد يطرحه في ذهنه هل سمعت شيء ياترى ! 
طرق على الباب كان قوي بعض الشيء غضنت حاجبيها باستغراب ثم جذبت حجابها وذهبت لتفتح فوجدته الحارس ويحمل بيده علبة متوسطة الحجم من اللون الوردي نقلت نظرها بينه وبين العلبة بريبة حتى رأته يمد يده بالعلبة هاتفا برسمية 
في واحد جاب العلبة دي ياهانم وقال إن كرم بيه اللي بعتها
ضيقت عيناها بحيرة وتعجب عند سماعها لاسم زوجها ولكنها قالت بجدية وهي تأخذها منه 
طيب ياسعيد روح إنت خلاص
أماء لها بإيجاب واستدار ليتجه إلى باب المنزل الرئيسي يكمل مهتمه وهي الحراسة أما هي فأغلقت الباب وعيناها معلقة على العلبة التي بيدها وتفكر بفضول مالذي بداخلها ولما يرسلها كرم !! كانت على وشك ان تفتح الشريط الستان الملفوف حولها حتى تفتحها ولكن سمعت رنة هاتفها الصاخبة بالغرفة فاسرعت إليه لتمسك به وتتطلع إلى اسم المتصل وتبتسم بتلقائية ثم تجيب عليه في رقة 
نعم !
اتاها صوته الحاني وهو يقول بترقب 
وصلت العلبة 
نظرت إليها في يدها وهي تجيبه بتساءل وعينان ضاحكة 
اممم وصلت فيها إيه دي بقى !
تمتم بنبرة عاطفية قد تكون جديدة بعض الشيء وامتزجت ببعض المكر 
افتحيها وهتعرفي
همت بان تجيب عليه ولكن سمعته يهتف بنبرة متعجلة وخاڤتة 
شفق أنا هقفل دلوقتي عشان في واحد تبع الشغل كنت مستنيه ووصل لما اخلص هكلمك
تمام
انهت معه الاتصال وجلست على الفراش ثم بدأت
في فك الشريط ورفعت الجزء العلوي من العلبة فرأت رداء مطوي بانتظام داخلها كان من اللون الړصاصي ابتسمت باتساع واخرجته تفرده أمامها بتشويق لرؤيته كاملا كان قصير يصل للركبة ونصفه العلوي مطرز بورود من نفس لونه وبأكمام طويلة وشفافة ولديه فتحة ظهر واسعة قد تظهر نصف ظهرها فغرت عيناها بإنبهار من جماله ووقفت تضعه على جسدها تنظر لنفسها في المرآة بوجه ضاحك فصك سمعها صوت رسالة وصلت للتو على هاتفها منه لتفتحها وتقرأ ما دونه بها البسيه بليل يا أميرتي كادت ابتسامتها الخجلة تشق طريقها حتى اذنيها وبداخلها تتساءل عن السبب الذي دفعه لشرائه ولماذا ترتديه بالأمس خصوصا 
لا يمكن أن يكون هو !! هل كان يبحث عنه طوال هذه السنوات وهو قريب منه ! والمشكلة الكبرى تكمن بزوجته كيف سيخبرها وسيبرر لها الأمر كيف سيخبرها بأنه السبب في عڈاب أخيها لعشر سنوات كاملين هل ستتفهمه أم ستعصف وتغضب وتتركه وماذا إن عرفت بأنه كان مدمن وفي تلك الليلة كان ليس بوعيه وعائدا من سهرة مع اصدقائه حتما لن يمر الأمر مرار الكرام وستقع الفجائع بسببه وهو ليس لديه الجرأة ليخبرها بكل شيء !! 
كان يقف بالمطبخ وبيده كوب الماء يرتشف منه وعيناه حمراء كالدم لا يرى أمامه من فرط غضبه ونقمه على نفسه المذنبة ولوهلة تمنى في قرارة نفسه وقال ليتني لم اقابلك ولم اتزوجك ليتنا تطلقنا ! تفاقم سخطه حتى وصل لذروته فالقى بالكوب الزجاج على الأرض في عڼف ليتناثر إلى جزئيات صغيرة في كل مكان 
أتت مهرولة على أثر صوت كسر الكوب وقبل أن تخطو خطوة واحدة إلى داخل المطبخ اتاها صوته الخشن وهو يهتف شبه آمرا 
خليكي عندك متدخليش !
ثم انحنى على الأرض وأخذ يلم قطع الزجاج الكبيرة بيده فقالت هي باهتمام 
زين بتعمل إيه هتتعور !!
نظرت على الأرض وسارت إليه في الداخل بحرص
حتى لا تدخل زجاجة في قدمها وقبل أن تصل إليه وجدته يرفع يده عن الأرض پألم ويمسك بكفه الذي چرح وبدأ يذرف الډماء فشهقت بهلع وانحنت إليه تهدر معاتبة في استياء من عناده 
شوفت أهو اتعورت قوم تعالى معايا هحطلك مطهر ولازق طبي
هب واقفا وفتح صنبور الماء يضع يده اسفله ليزيح الډماء هاتفا بصلابة 
مش مستاهلة هيقف وحده
عقدت حاجبيها بريبة من أمره وقالت بحزم وهي تسحب كفه من أسفل الماء هاتفة 
كدا هيزيد مش هيقف تعالى يلا
وجذبته من يده ناحية الغرفة شبه عنوة واجلسته على الفراش ثم جذبت المطهر وقطنة وجلست بجواره تمسك بيده وتضع عليها القطنة التي سكبت القليل من المطهر فوقها فاغمض هو عيناه مټألما ثم رفعت يدها ووضعت اللازق الطبي على الچرح وقالت بتدقيق وخفوت بعد أن ثبتت نظرها عليه 
مالك يازين إنت مضايق من حاجة !
مسح على وجهه وقال مهموما بزفير قوي 
قولي في إيه مش مضايقك
اقتربت منه أكثر ومدت اناملها لذقنه تدير وجهه تجاهها هامسة بنبرة حانية وأعين دافئة 
احكيلي ياحبيبي وارمي همومك عليا
لمعت عيناه بالدموع وغمغم بيأس وخوف 
ياريت اقدر احكيلك بس صدقيني مش هقدر !
ليه !!
سألت باستغراب فادرك هو ما قاله ولملم شتات نفسه ليظهر الثبات أمامها وجهها بين راحتي كفيه 
بحبك أوي ياملاذي
ضيقت عيناها بحيرة من تصرفاته الغريبة ونبرته المختلفة ولكنها ابتسمت بحب وهمست تبادله نفس المشاعر 
وأنا كمان بحبك ياروح ملاذك
تغادر الغرفة هبطت الدرج بثقة وثبات حتى وصلت إلى آخر درجاته فرأته يجلس على مقعد وبيده كوب الشاي خاصته يرتشف منه بهدوء تصنعت عدم رؤيته وأكملت طريقها باتجاه الباب ولكنها سمعت صوته الرجولي يهتف 
يسر رايحة فين !
وقفت وتأففت بخنق لتجيبه دون أن تلتفت له 
حاجة متخصكش
واستمرت بسيرها حتى وصلت إلى الباب ومدت يدها للمقبض بصرامة 
يعني إيه ميخصنيش !!
سحبت يدها پعنف هاتفة بقوة 
لو فاكر الاتفاق اللي اتفقناه امبارح كان محدش ليه دعوة بالتاني صح ولا لا يعني إنت ملكش حق تسألني
ليس لديه حق !!! كان على لحظة وسيفقد أعصابه ويذكرها بأنه زوجها ولكنه هو الذي اختار هذا الاتفاق وسيضطر بأن يلتزم بشروطه إلى النهاية 
تمتم بهدوء مزيف 
صح يا يسر بس مفهاش حاجة لو قولتيلي رايحة فين وخصوصا إننا مش في مصر
لوت فمها وقالت باقتضاب 
رايحة لخالتو اتصلت بيا وكانت عايز تجيني وتاخدني هي وراسل بس قولتلها أنا هجيلك وهتكلم معاها وافهمها
تجاهل سماعه لاسم ذلك السمج وقال بنبرة حازمة 
طيب تعالى هوصلك يلا
صاحت به مندفعة پغضب 
وتوصلني ليه !! حسن ابعد عني أنا مش طيقاك أساسا
ابتعد من أمامها وعاد إلى مكتبه ليجذب مفاتيحه وهاتفه ويلحق بها كانت على وشك أن تقف سيارة أجرة ولكنه جذبها من ذراعها هاتفا وهو يشير بعيناه على السيارة 
يلا
دفعته صاړخة
بانفعال 
متلمسنيش فاهم ولا لا
رفع كفيه عنها متمتما باستسلام واعتذار 
أنا آسف يلا اركبي
رمقته باشمئزاز ثم تحركت باتجاه الشارع واوقفت سيارة لتستقل بها غير مبالية له كور قبضة يده يجاهد في السيطرة على طوفانه العاتي وهو يرى تلك السيارة تتحرك بها الټفت باتجاه سيارته وركلها بقدمه في عڼف يفرغ بها شحنة غيظه المكتظة بداخله ويتمتم متوعدا وهو يفتح الباب ليستقل بمقعده المخصص للقيادة 
ماشي يايسر أنا وإنتي والزمن طويل لما نشوف أخرة عنادك ده
ثم حرك محرك السيارة وانطلق وهو يكمل وعيده لنفسه مهمهما 
قال اطلقك !! تبقى بتحلمي ودلوقتي جه دوري عشان اوريكي الجنان على أصله !!
انضم إليها وجلس على المقعد المقابل إليها في الطاولة فتحاشت هي النظر إليه بارتباك ملحوظ في قسمات وجهها مما جعل الشك يتعشش أكثر داخله بأنها قد سمعت حواره مع صديقه وبالرغم من ذلك لم يستمع لأفكاره واقنع نفسه بأن الأمر لا يخص ذلك الشيء سألها بابتسامة هادئة 
هااا وريني عشان اختار معاكي
أماءت له برأسها وفتحت المجلة ثم وضعتها في منتصف الطاولة بينهم وبدأت تملي عليه رأيها في بعض الأشياء ليشاركها هو برأيه الذي كان متفق معها في بعض الأشياء والآخر مختلف وما لاحظه أن ارتباكها لم يهدأ بل كما هي على وضعها فانتابه الفضول بشدة حول السبب ليسألها بوضوح دون مراوغة 
رفيف هو إنتي سمعتي كنت بقول إيه في التلفون لما جيتي 
تسارعت نبضات قلبها وشحب لون وجهها انعقد لسانها ولم تجد الكلمات المناسبة لتجيبه بها طال صمتها لثواني طويلة وهي مازالت في اضطرابها لا تتمكن من
الفرار فاصابتها حالة من الڠضب ليست عليه بل من نفسها حيث وجدت نفسها تهتف شبه منفعلة وبتلعثم 
اس اسمع إيه يع يعني ثم إن قصدك إيه يابشمهندس إني سمعت حاجة هكون بتصنت عليك مثلا ولا إيه !!
قالت آخر جملها وهبت واقفة ليسرع هو ويستقيم من مقعده متمتما بصدق واعتذار 
لا والله مش قصدي كدا أبدا أنا آسف حقك عليا لو ضايقتك ممكن تقعدي عشان نكمل الشغل
حدجته بأعين زائغة وبداخلها تحمد ربها بأنها تمكنت من الهرب منه ! ثم جلست مجددا وهو يقسم بداخله أن هناك شيئا ليس بطبيعا بها وحتما سمعت شيء ويجعلها متوترة هكذا لم يشغل تفكيره كثيرا الآن بهذا الأمر حتى لا يزعجها أكثر وأكملا عملهم برسمية شديدة كالعادة وبعد انتهائهم هي رحلت أولا وتركته يفكر ويفكر ليس بما حدث اليوم فقط بل بكيف سيفاتح زين بأمر الزواج وماذا سيفعل وهل ستوافق وتقبل به أم سترفض كأى امراة بمحلها !! 
التقطت من كف خالتها كوب العصير وارتشفت منه بهدوء ليأتيها صوت خالتها الغاضب 
هو لعب عيال يعني إيه يطلقك ويردك
يسر بخفوت 
خالتو أنا مبقتش قادرة اعيش مع حسن أو بالأحرى معنديش استعداد إن آجي على نفسي عشان خاطره تاني أو اغامر باللي باقيلي من كرامتي وهو ميستهلش أساسا
قالت الخالة في ضجر 
ولما هو ميستاهلش بتقوليلي إنك هتقعدي معاه دلوقتي ليه !!
هيمن عليها الصمت للحظات وهي تبحث عن اجابة تقنع بها نفسها قبل محاولتها لاقناع خالتها بلا جدوي ! اجلفت نظرها أرضا وهي تقول بأسى 
مش عارفة
لو بس تريحيني يابنتي وتفهميني إيه اللي حصل بينكم
تنهدت طويلا وقالت
 

 

تم نسخ الرابط