رواية كاملة الفصول
المحتويات
بنتي ياحسن وامنتك عليها وآخر حاجة كنت اتوقعها منك إنك متحفظش على الأمانة
اطرق رأسه بخزي لا يقوي على رفع نظره في وجهه من خجله وتمتم بصوت حزين
أنا آسف ياعمي !! أنا غلطان ومعترف بغلطي والله وعايز اكفر عن الغلط ده واحاول اخليها ترجع بس هي مش بتديني فرصة حتى احاول اتكلم معاها
ثم ثبت نظره على وجهه وقال بصدق ونبرة مهمومة يجيبه على الطلب الذي يتوقع أنه سيطلبه منه من قبل أن يطلبه حتى
رتب طاهر على كتفه وقال برزانة وأعين دافئة
أنا مش جايبك هنا عشان اطلب منك تطلقها أنا جايبك عشان تتكلم معاها وتحاول تحل المشكلة اللي بينكم يابني أنا أكيد مش هكون حابب أنها تطلق بس لو صالحتها وحليت المشكلة وقتها هيكون في كلام تاني بينا
ابتسم له وشكره بامتنان على تفهمه
شكرا ياعمي إن شاء الله كل حاجة هتتحل
استقام فورا وهو يوميء له بالأيجاب وسرعان ما انصرف وصعد الدرج يقود خطواته في اتجاه غرفتها وقف أمام الباب واستنشق شهيقا طويل وأخرجه زفيرا متهملا ثم طرق الباب وفتحه ببطء
اتمنى تكون جاي ومعاك اوراق الطلاق وإلا ملهاش لزمة جيتك
تنهد بيأس والټفت نصف التفاتة للخلف ليغلق الباب ثم تحرك نحوها بخطوات ثابتة وتوقف خلفها مباشرة يتطلع للمرآة التي تعكس وجهها إليه ويهمس
خرجت منها ضحكة ساخرة على اعتذاره السخيف الذي لن يفيدها بشيء استدارت بجسدها كاملا إليه وحملقت به في جفاء متمتمة بنبرة نجحت في أن توهمه من خلالها أنها لم تعد تعشقه
للأسف جات متأخرة ياريتك كنت قولتها قبل ما انزل الولد آسف !! كلمة سخيفة وملهاش أي ستين لزمة زي حجات كتيرة في حياتي أولهم إنت
دلوقتي بقيت مليش لزمة !
جاي ليه ياحسن !
كان سؤال مباشر وواضح لا يحتاج لشرح تفاصيل وجهها وهي تقوله أما هو فأجابها بدون أي مقدمات وبعبوس
جاي عشان اعتذرلك واخليكي ترجعي معايا البيت
سكنت للحظات تحدقه والصمت سيد الموقف حتى ابتسمت بمرارة وتجمعت الدموع في عيناها وهي تجيبه بشيء ليس له علاقة بما قاله
لسانها ينطق بالكره وعيناها تتحدث بالعشق !! وهو ليس أحمقا ليجهل عن قراءة عيناها التي تنظر له بشوق وكأنها تخبره بأنه تود معانقته وأنها تعشقه ولا تريد الافتراق عنه ولكن ما فعله يمنعها عن العودة من جديد
طيب ممكن تتراجعي عن الطلاق ده وصدقيني أنا ندمان جدا على اللي عملته وإني خليتك تنزليه وعايز اصلح غلطي على الأقل في الأول وبعدين نتطلق
حجة مختلفة اخترعها ليوهمها بأنه ينوي الانفصال عنها وحتى تعود معه لمنزلهم ولكنها لم تصدق اعتذاره ولا حتى ندمه وأنه يود تصحيح خطأ !! وأساسا أي خطأ سيتوجب عليه تصحيحه أولا هل اهانته المستمرة لها أم جفائه أو ربما يريد تصحيح صڤعته لها وإجبارها على اجهاض طفلهم
هتفت بحزن دفين وتذمر
كفاية ياحسن متمثلش عليا إنك مهتم بيا ومتمسك بيا أوي لإنك عمرك ماحبيتني ولا هتحبني إنت حاسس بالذنب تجاه ابنك اللي كنت السبب في قټله وبتحاول تراضي ضميرك بالطريقة دي بس أنا مش هتراجع وهتطلقني
مش هطلقك يايسر أنا مش عايز اطلقك !!
قالها بشيء من الانفعال
قولتلك متمثلش عليا دور الندمان أنا مهمكش في حاجة أساسا وإنت واحد لا يطاق
ومبتعرفش تحب حد أنا متخلتش عنك أو عن حبي ليك للحظة وكان دايما عندي أمل ومصممة إني هحصل على قلبك بس اكتشفت إنك معندكش قلب عشان تحبني بيه أصلا أنا بكرهك ياحسن بكرهك وبكره اليوم اللي حبيتك فيه
توقفت عن لكمه ومدت اناملها لوجنتيها تجفف دموعها التي انسابت بحرارة على وجنتيها وأكملت بصوت مبحوح دون أن تنظر لوجهه
طلقني حالا وامشي طلقني وخليني ارتاح من الغلط اللي غلطته لما اتجوزتك
كالصنم يحملق بها دون أن يتكلم يتابع انفعالاتها ودموعها ويستمع لبحة صوته وقد بغض نفسه كثيرا لأنه اوصلها لهذه الحالة ارتفع بها للسماء حين تزوجها وتركها الآن من القمة لتسقط من ارتفاع أمات الكثير في قلبها
وجدها تعاود الصړاخ به وهي تلح عليه بأن ينطقها
بقولك طلقني إنت مبتفهمش طلقني واطلع من
حياتي مش عايزاك تكون فيها بعد كدا
ضغطت عليه بشدة بكلماتها وبدون وعي أو ادراك لما ستسبب له هذه الكلمة من الآم فيما بعد قال بصعوبة وكأن الكلمة لا تريد الخروج و هو شبه مغيب عن الواقع
إنتي طالق !
الفصل الثاني والعشرون
نطقها !! لم يخذلها حين توقعت بأنه سيمثل أمامها التمسك والاهتمام جلست على فراشها بعد رحيله تحدق في اللاشيء أمامها وهي تبدأ في استيعاب أنها لم تعد زوجته تمنع نفسها بصعوبة وتمسك على محابس عيونها حتى لا ينفجروا فتحت أمها الباب ودخلت لتقترب منها وتجلس بجوارها هاتفة
ليه يايسر ليه يابنتي
نظرت لأمها وصاحت بصوت يغلبه البكاء
عمره ماحبني والدليل إنه محاولش يصالحني حتى لقيني بطلب منه يطلقني وطلقني من غير تفكير ولا حتى يحاول معايا مرة واتنين وتلاتة يثبتلي إنه فعلا زي مابيقول ندمان
احست أمها بأنها ترغب في البكاء وتكتمه في نفسها فېخنقها أكثر وضمتها لصدرها متمتمة پألم على نفس ابنتها الموجوعة وهي توافقها الرأى
عندك حق أنا برضوا كنت متوقعة إنه هيتمسك بيكي اكتر من كدا متزعليش نفسك ياحبيبتي هو ميستاهلكيش إنتي تستاهلي واحد احسن منه يحبك ويحافظ عليكي
انخرطت في نوبة بكاء عڼيفة وهي متشبثة بملابس أمها وتهتف من بين بكائها بصدق حقيقي
لسا بحبه ياماما مش عارفة اكرهوا للأسف
أخذت أمها تملس على شعرها بلطف في محاولة منها لتهدئتها وقد بدأت دموعها تسقط هي الأخرى على وجنتيها حزنا على ابنتها !
أما بالأسفل كان حسن مندفعا نحو الخارج ليستقل بسيارته محاولا الهرب من كل شيء حتى من حديثه مع عمه ولكنه سمعه يصيح مناديا عليه فتوقف مكانه وأخذ نفسا عميقا ثم الټفت بجسده له ليجده يقترب منه ويهتف في حدة وصرامة
طلقتها !!
مقدرتش ياعمي اشوف نظرات الاستحقار والكره في عينها اكتر يسر فعلا كرهتني ومبقتش عايزاني خلاص
طاهر بنبرة رجولية خشنة وهو يقف بهيئته الخمسينية التي كلها وقار
أنا اديتك فرصة عشان تصلح غلطك معاها وتعتذر منها بس من الواضح إن إنت اللي مش باقي على مراتك أنت ابن أخويا وابني بس هي كمان بنتي ومش هقبل اشوفها حزينة ومهمومة بالشكل ده بما إنك رميت يمين الطلاق عليها خلاص ابدأ في اجراءات الطلاق النهائية من النهردا
اجفل نظره أرضا وهتف بموافقة وخضوع لأوامر عمه
حاضر
ظل طاهر بمكانه صامدا يتابعه وهو يبعتد عنه ويستقل بسيارته ثم ينطلق بها كالبرق !!
سمعت صوت الباب وهو يدور المفتاح في القفل فاعتدلت في جلستها فورا وهي تستعد لأي مقابلة من أي شخص حتى لو كان علاء ولكن حين انفتح ظهرت من خلفه رفيف وهي تحمل على يديها الطعام واغلقت الباب خلفها بقدمها ثم قادت خطواتها نحوها ووضعت الصينية على الفراش أمامها جلست على الحافة في مقابلتها تماما وطالعتها بإشفاق عيناها متورمة من كثرة البكاء ووجهها منطفيء وبائس
رفيف برفق
كلي ياميار
هزت رأسها بالنفي وقالت في صوت يكاد لا يسمع
مليش نفس يارفيف
زفرت رفيف بشيء من الخنق على فعلتها الشنيعة والقبيحة وقالت معاتبة إياها بقسۏة امتزجت ببعض اللين
عملتي في نفسك كدا ليه ! إنتي جميلة جدا وألف من يتمناكي ليه رخصتي نفسك بالشكل ده
الموضوع مش زي ما انتوا فاهمين يارفيف صدقيني أنا مظلومة ومعرفش الصور دي وصلت ازاي اصلا
مش مشكلتنا دلوقتي الصور وصلت إزاي أنا بتكلم علي اللي في الصور ياميار احمدي ربك إن ربنا سترها ومحصلش حمل
قالتها رفيف باندفاع بسيط لتجدها تهتف مسرعة مصححة معتقداتها
Nein لا محصلتش حاجة بينا غير اللي في الصور بس
ضيقت عيناها بذهول وقالت تستوضح كلامها أكثر بشيء من الحياء في أن تتكلم بشيء كهذا
قصدك يعني أن
اماءت له بالإيجاب وقد انسابت دموعها على وجنتها فقالت رفيف بحيرة
ومقولتيش ياعمو وتيتا ليه الكلام ده
قولتلها ومصدقتنيش يارفيف وقالتلي كلام قاسې جدا أول مرة اسمعه من نينا وقالتلي هتجوز علاء ڠصب عني أنا مش عايزة اتجوزه ساعديني يارفيف
صدقيني علاء مش وحش بالعكس هو طيب وحنين أوي هو بس ماخد صفة العصبية زي بقية العيلة
أنا ميهمنيش إذا كان طيب أو لا أنا مش عايزاه ليه يجبروني !!
رفيف ببعض الحزم
عشان انتي غلطتي ياميار وهو ده عقابك اقبلي بالعقاپ واستحملي الفترة اللي هتتجوزيه فيها
ثم استقامت واقفة وقالت بعجالة من أمرها
أنا همشي عشان ورايا شغل وافطري هااا
اكتفت بنظرتها المهمومة فقابلتها رفيف بتنهيدة مغلوبة وتحركت نحو الباب لتنصرف وتتركها حبيسة غرفتها من جديد
يتحدث في الهاتف بجدية شديدة وشيء من الحدة ولم يلاحظها عندما خرجت من الحمام بعد أن أخذت حماما صباحي اتجهت هي إلى المرآة وبدأت في تجفيف شعرها بالآلة الكهربائية لتراه يشير لها بيده دون أن
يتطلع إليها أن تغلق الآلة التي تصدر صوت مرتفع وتشوش على سمعه ففعلت امتثالا لأمره وأخذت تتابعه وهو يتحدث في الهاتف وكان يبدو أن محور حديثه عن شيء خاص بالعمل وحين انتهى من المكالمة الهاتفية عادت هي تعيد تشغيل الآلة وتكمل تجفيف شعرها !
مسح زين على وجهه مصدرا زفيرا مخټنقا من أمور العمل التي لا تنتهي كانت ترتدي بنطال رياضي مطاطي يصل ألى عضلة الساق وتيشيرت ضيق قليلا لأول مرة يراها ترتدي هكذا أمامه ولكن يجب عليه الاعتراف أنها اعجبته بشدة !
زين !!
أجابها بكامل الهدوء
اممم نعم !
ضيقت عيناها باستغراب من رده ثم عادت ترسم علامات التساؤل على محياها وهي تسأله بابتسامة مرتبكة
في إيه !
فهم ماتقصده بسؤالها وفكر بأن يتصنع عدم الفهم حيث قطب حاجبه وتمتم يعيد نفس سؤالها ببلاهة
في إيه !!!
ضحكت بخفة وقالت بنعومة باسمة
أنا اللي بسألك على فكرة !!
مالت شفتيه للجانب قليلا وهتف بمكر لمسته في نبرته بصعوبة
متابعة القراءة