رواية كاملة الفصول
المحتويات
ترتشف من القهوة وهي لا تتوقف عن التفكير مع ذلك !!
على الجانب الآخر
انتفض واقفا من فرط الڠضب وهو يصيح بانفعال هادر ونبرة مرعبة
اتجوزت ومحدش له علم فينا
أجابت زوجته ساخرة بلؤم
ماهي بنت اخوك ماشية على حل شعرها من زمان مش جديد عليها يعني
كانت ريماس تتابع صياح أبيها وازدراء أمها بسكون لا تجيب على أي منهم لا ترى في فعل ابن عمها شيء مخالف بالأخص بعد الذي فعله جاسر معها وهناك علاقة شبه منقطعة بينهم منذ ذلك الوقت فلماذا تأخذ رأى عمها أو تخبره حتى !!
جاسر سافر وشكله ناوي يعمل مصېبة
صاح الأب بسخط امتزج ببعض الاستنكار
وإنتي فكرك إني هسيب بنت أخويا لابن العمايري ده أنا لولا سيف وإنه كان واقفلي في الوش وقاطع علاقته بينا بسبب عملة أخوكي المهببة كان زماني جوزتها لجاسر من زمان بس خلاص دلوقتي بقى لازم اتدخل
تبادلت زوجته نظرات الريبة مع ابنتها ورجعت بعيناها تثبتها على زوجها وتقول بتساءل
جهزوا نفسكم عشان هنرجع مصر بكرا ورا جاسر
قالها بصرامة ولهجة لا تقبل النقاش أو الرفض ثم غادر الغرفة وتركهم ينظرون لبعضهم بدهشة وماهي
إلا لحظة حتى أصدرت الأم ضحكة بسيطة وسعيدة قائلة بنظرات ليس بها أي شيء من الود بل كلها نقم وبغض
وأخيرا هنطلع من ورا عمك وولاده بفايدة !
يحتجزها بالمعنى الحرفي !! كسجين يقضي عقوبته على ذنب اقترفه وهو لا يفهم أنه هكذا يزيد من الفجوة بينهم ولن تعود له أبدا وستصر أكثر على الانفصال
كلي يايسر مينفعش تقعدي من غير أكل
قالت بثبات ولهجة بها شيء من الآمر مع نظرات منذرة
مش عايزة حاجة من وشك افتحلي الباب وخليني امشي
تنهد بنفاذ صبر قائلا بإصرار
صړخت بهسترية واستياء عارم
إنت مچنون !! حابسني وتقولي اديني فرصة لا والمفروض اقولك موافقة وهقعد معاك مثلا
استقرت نظرات حزينة منه عليها فهي لا تفهم شدة شوقه لها وأنه لا يطيق ابتعادها عنه ليوم آخر أما هي فهدأت ثورتها في لحظة وقررت أن تبدأ في خطتها تحركت ناحيته وهي تقول بقوة ونظرة شرسة
ضدك وهتبقى فعلا خسړت كل حاجة فالبذوق كدا طلعني وخليني ارجع لخالتو وملكش دعوة بيا تاني لغاية ما نتطلق بشكل نهائي
تفعلها لا يشك في ذلك هو لا يخشى من شيء سوى من ردة فعل عمه فإن عرف بكل هذا لن يسمح له بأن يقترب منها مطلقا كما قالت والآن هو لن يستطيع بأن يجازف بالمتبقى من علاقتهم للأبد في حيث أنه يحاول كسبها من جديد وإلا سيكون لا مجال للعودة بالفعل هذه المرة إن كشف كل ماحدث بينهم للجميع
حسن بنظرة تحمل بعض الرجاء والعجز في آن واحد أمام اخطائه التي لا تغفر
يسر أنا مش عايز اخسرك بجد بلاش تضغطي عليا من النقطة دي
أنا قولت اللي عندي ياتسبني يإما صدقني هقوله ومش هيفرق معايا أي حاجة المرة دي وسعتها هتكون إنت الخسران
لحظات طويلة استغرقها وهو يحملق بها يخشى خسراتها ويريدها معه ولكنه فكر من الجانب الآخر بإن أسلوب القهر والإجبار معها لن يجدي سوى النتائج السلبية ولن يتمكن من استعادة قلبها بهذه الطريقة أبدا ولكن ماذا عن راسل هل سيتركها تعود لخالتها وتكون معه دوما !! لا هو لا يحتمل بقاء ذلك السمج حولها إذا كيف يتصرف حتى يرضي كلاهما !
تحدث أخيرا بنبرة رجولية صلبة
تمام موافق أنا مش هجبرك على حاجة مش عايزها بس خلينا نتفق بينا على اتفاق
ارتخت عضلات وجهها ورفعت حاجبها مستنكرة وهي تجيبه ببعض الفضول
اتفاق !! طيب قول خلينا نشوف
هدر بحزم وصوت أجش
خالتك طول ما راسل موجود في البيت مستحيل اوافق تقعدي معاها حتى لو هتقولي كل حاجة لعمي فأنا عندي حل أفضل أنا ممكن اشوف بيت فيه شقتين وإنتي تقعدي في شقة وأنا في شقة وبكدا مش هتكوني معايا في بيت واحد زي ما إنتي عايزة ووعد مني مش هضايقك خالص ومش هقرب منك تمام
هتفت بعناد وڠضب
لا مش تمام ماهو برضوا هفضل في وشك في النازلة والطالعة وأنا مش طايقة اشوفك ثم إنك إيه اللي يقعدك معايا هنا ارجع مصر !!
في شغل هنا هخلصه ولغاية ما اخلصه متتوقعيش إني هسيبك تقعدي في بيت وحدك وفي بلد غريبة أو إني اخليكي تقعدي مع الكائن الملزق ده وبخصوص إنك هتفضحي كل حاجة أنا لو عايز اتصرف واطلع نفسي من الموضوع نهائي هعملها بس أنا مش حابب اجبرك على حاجة زي ما قولت
وماشي وراكي زي ما إنتي عايزة لغاية النهاية عشان اثتبلك إني باقي عليكي ومش مستعد اخسرك
لوت فمها بعد اقتناع وقالت باقتضاب
ده العرض فين بقى الاتفاق !
أخذ نفسا عميقا وغمغم بثبات تام ونظرة جادة
الاتفاق إن محدش هيكون ليه دعوة بالتاني لا أنا هدخل في خصوصيتك ولا العكس وكل واحد في حاله حلو كدا ولا لسا في حاجة تاني حابة تضفيها !
ولما محدش له دعوة بالتاني عايزة تقعد في نفس البيت ليه معايا !!
عشان تبقي قدام عيني وأكون مطمن هااا قولتي إيه
زمت بامتعاض وقد بدا عليها أنها اقتنعت وحدقت به مطولا ثم قالت بحدة ونظرات مشټعلة
موافقة بس بشرط هتبدأ في اجراءات الطلاق من بكرا بحيث إنك لغاية ماتكون خلصت الشغل بتاعك ده تكون الاجراءات خلصت واطلقنا
حسن بضجر ونبرة مرعبة
طلاق لا يايسر قولتلك انسي الطلاق ده على الأقل دلوقتي حتى
يبقى الغي الاتفاق ومش موافقة
تأفف بصوت عالي ونفاذ صبر وهو يمسح على وجهه وقرر بأن يسايرها في رغبتها ويقنعها بأنه خضع وقبل شرطها
خلاص يايسر ماشي موافق هبدأ في الزفت في حاجة تاني
استدارت تعطيه ظهرها وهتفت على مضض
البيت ده تشوفه من الصبح عشان نروح من بكرا بليل
جز على أسنانه وقال مغتاظا
حاضر في أي اوامر تاني
اهااا اطلع ومتدخلش تاني الأوضة عشان لما بشوفك بتعصب
استنشق شهقيا طويلا وأخرجه زفيرا قوي حتى يهدأ من غيظه والټفت متجها ناحية الباب وانصرف كما طلبت أو أمرت بالأصح !!
في الصباح التالي
كانت تقف أمام المرآة تسرح شعرها غير منتبة له مطلقا بينما هو فكان متمدد على الفراش ويحدق بها شارد الزهن أشياء كثيرة تجوب بعقله أولهم حاډث أخيها وكانت نفسه تحدثه بأنه قد يكون هو الشخص الذي كان يبحث عنه خرج صوته بعد دقائق من الصمت القاټل بينهم
ملاذ هو حصل إيه بظبط لإسلام
التفتت له برأسها وتمتمت بتعجب من سؤاله
قصدك على رجله !
هز رأسه بالإيجاب فقالت بهدوء وهي تعود برأسها للمرآة مجددا وتكمل تسريح
ما أنت عارف إنه عمل حاډث
متعرفيش إمتى وفين
انتابها الحيرة حول أمره ومع ذلك أجابت بنفس النبرة السابقة
من عشر سنين في منطقة اسمها تقريبا واللي خبطه منعرفش مين لإن المكان كان طريق
فاضي ومفهوش أي كاميرات أو محلات يعني هو خبطه وهرب
نفس المنطقة وهو أيضا لم يبالي وتركه وفر الاحتمال الأكبر أن يكون هو ذلك الشخص وقد يكون الله سبحانه وتعالى يختبره بأصعب الامتحانات من جهة زوجته وحبيبته ومن جهة أخرى أخيها انتصب في جلسته وانزل قدماه من على الفراش وهو يحملق في اللاشيء أمامه مهموما لدرجة أنه لم يسمعها وهي تسأله بريبة
إنت بتسأل ليه
انتظرت ملاذ لحظات طويلة أن تحصل على رد منه ولكن لا حياة لمن تنادي وكأنه تحنط مكانه لا يصدر صوت ولا حركة ! قلقت حياله وفهمت بأن هناك شيء ليس بهين يحدث معه فنهضت من مقعدها أمام المرآة وتحركت بتجلس بجانبه وتقول باهتمام
زين في إيه مالك !!!
انتبه أخيرا لصوتها فنظر لها وهز رأسه بالنفي هاتفا بتشتت ونظرات زائغة بعد أن أدرك سؤالها بصعوبة بسبب شروده ونفسه المضطربة
مفيش حاجة أنا هطلع اقعد برا
استقام واتجه ألى خارج الغرفة وظلت هي تعلق نظرها على أثره والأسئلة تتناطح في رأسها حول تصرفه الغريب تحاول وجود تفسير لنظراته الفارغة ولون وجهه المسلوب منه الډماء ولكنها لم تصل لإجابة مقنعة !!
تنتقل لهنا وهناك بالمطعم وتتابع بعض الأعمال بدقة شديد وتركيز لم يتبقى سوى أيام قليلة على الافتتاح والجميع في جلبة كانت تمسك بمجلة صغيرة بها أشكال مختلفة من الطاولات بمختلف الألوان وغيرها من أشكال والوان لطلاء حوائط الخ وجدت صعوبة في الاختيار بمفردها ففكرت بأن تذهب ل إسلام ليساعدها في الاختيار ويبدي عليها برأيه نهضت وقادت خطواتها نحو الغرفة الداخلية في المطعم حيث يجلس وقفت أمام الباب وضمت كفها تمدها لتطرق ولكن سماعها لصوته وهو يتحدث في الهاتف ويذكر أسمها جعلها تتسمر مكانها وتسمع مايقوله باهتمام
رفيف مش هتقبل أنا خاېف يامعاذ ومش مستعد حاليا إني اواجه رفضها اللي هو أكيد هيحصل
عن أي رفض يتحدث ! دار السؤال في ذهنها كالآتي وعادت تصغي أذانها مجددا لتسمع جملته التالية بعد لحظات من السكوت وتلحقها الصدمة فتجمدها كما هي في وقفتها
طيب طيب لما يرجع زين هكلمه واطلب إيدها منه
الفصل الثلاثون
وكأن صاعقة من السماء اصابتها بأرضها حيث فغرت وعيناها بذهول وعقلها يجد صعوبة في استيعاب ما دخل لأذنيها
للتو واقنعت ذهنها بسخافة
متابعة القراءة