رواية كاملة الفصول

موقع أيام نيوز

 


من على المكتب وقام بنثر شيء بسيط على على يده وقربها من انفها ففتحت عيناها تدريجيا إلى أن نظرت له بوضوح فوثبت واقفة حين احست برغبتها في التقيأ من رائحة العطر النفاذة ولحسن الحظ أن بمكتبه يوجد حمام صغير فركضت نحوه ودخلت وأغلقت الباب خلفها لتسمع صوته وهو يطرق على الباب من الخارج 
يسر إنتي كويسة !

لم تجيبه وفقط كان يسمع صوت تقيأها إلى أن توقفت أخيرا وغسلت وجهها جيدا وفتحت الباب لتراه بملامح وجهه المزعورة وهو يسألها باهتمام بالغ 
اخدك للدكتور لو تعبانة 
هزت رأسها مسرعة بالنفي وقالت بارتباك وهي تهم بالانصراف 
لا أنا كويسة
داهمها الدوار مجددا وكادت أن تسقط لولا يديه التي حاوطتها من الخلف وجذبها من يدها ليجلسها مجددا على
الأريكة ويصيح مناديا على المساعدة الخاصة به فتأتي بظرف لحظات قليلة وتسمعه يقول لها بجدية تامة 
هاتي عصير لمدام يسر وأي حاجة بسيطة كدا تاكلها
حاضر يافندم
ثم استدارت ورحلت لتنظر له يسر وتقول بحدة وهي تهم بالوقوف 
مش عايزة حاجة منك وابعد سيب إيدي 
ارغمها على الجلوس هاتفا بصوت رجولي صارم بعض الشيء 
اقعدي إنتي مش شايفة شكلك إزاي ومش قادرة تقفي على رجلك ! أنا هتصل بالدكتور ياجي هنا لو مش هتقدري تروحيله
استقامت واقفة وقالت باصرار وڠضب 
ملكش دعوة إنت !! أنا مش عايزة دكتور ولا نيلة الحمدلله أنا كويسة متمثلش إنك مهتم أوي
هب هو الآخر واقفا وقال بغلظة ونظرات صادقة 
أنا مش بمثل إني مهتم أنا شايفك فعلا تعبانة وبقولك تعالي اوديكي للدكتور
آه وهو أنا لو تعبانة فعلا تفتكر إني هروح معاك إنت !! إنت شكلك لسا مش مستوعب حجم الكره اللي اتربى جوايا تجاهك ولو بتعمل كل ده عشان ضميرك فاطمن هياخدله فترة وېموت وتنسى كل حاجة زي ما أنا نسيت
طرقت المساعدة الباب ثم دخلت ومدت يدها لحسن تعطيه ما طلبه منها وغادرت ليتنهد بقوة ويمد يده بالعصير والطعام هاتفا بعدم حيلة 
طيب خدي على الأقل اشربي العصير وكلي عشان متتعبيش تاني
رمقته باشمئزاز وهتفت باستهزاء 
خليهوملك !!
وفتحت الباب وانصرفت دون أن تنتظر منه أي ردة فعل لينظر هو لما في يده ويتأفف بخنق ونفاذ صبر 
خرج زين من الغرفة بعد أن ارتدي ملابسه واستعد الخروج رآها تجلس على أحد المقاعد صامتة وتحدق في الحديقة الخارجية من الزجاج 
صباح الخير
التفتت له برأسها فورا وقالت باسمة بحب 
صباح النور
وبمجرد ما أن انتبهت لملابسه استقامت وقالت بتعجب 
رايح فين !
ابعد المقعد الذي يفصل بينهم 
رايح شغل هتأخر شوية وهاجي على المغرب إن شاء الله
زمت شفتيها بتذمر هادرة 
على المغرب ! وهتسيبني وحدي ده كله يازين !
معلش ياحبيبتي هو النهردا بس وبعدين هكمل الشغل من البيت هنا
اماءت له بتفهم ثم علقت نظرها عليه وهو يبتعد عنها ويغادر المنزل بأكمله لتبتسم حين طرأت في عقلها فكرة قد تكون منحرفة قليلا بالنسبة لها وليس له ! وظلت للحظات تفكر فيها ثم اتجهت إلى غرفتهم وفتحت باب خزانتها لتنظر إلى الملابس النسائية المٹيرة المعلقة فهزت رأسها بالنفي وقالت بخجل لا لا استطيع فعلها اطالت النظر فيهم لدقائق حتى حسمت أمرها وقررت أن تفعلها بالأخير وتتخلى عن اضطرابها فأخرجت قميص من اللون الأسود مكشوف الظهر كله وبحمالات رفيعة جدا شفاف بعض الشيء عند مناطق معينة ويصل إلى أعلى الركبة نظرت لنفسها في المرآة وشهقت بفزع قائلة باستنكار 
إيه ده لا لا هغيره
عادت تتفحص الملابس من جديد ولكن البعض كان مشابه لهذا والبعض الآخر منحرف أكثر
منه فتأففت وهي تلوم نفسها الغبية حين رفضت شراء هذه الملابس فقامت أمها وابنة خالتها بشرائهم لها وكانت هذه هي النتيجة !! عادت تتأمل نفسها في المرآة وهي لا تتخيل أنها سترتدي شيئا كهذا أمامه ففكرت وجذبت الروب الخاص بالقميص ومن نفس اللون وارتدته فوقه واغلقته بالحزام فاخفى كل شيء لتتنهد هي بارتياح وتقول لنفسها باسمة هكذا أفضل نزعته عنها مجددا وارتدت ملابسها المنزلية ثم خرجت واتجهت للمطبخ لتبدأ في تحضير الطعام لتجهز لهم وجبة عشاء هادئة ورومانسية ! 
توقفت السيارة أمام المنزل فترجلت هي منها أولا ومن ثم هو كانت تقف تحملق في المنزل بأعين دامعة وخائڤة من الفشل في أن تشرح لها كل شيء سمعت صوته الأجش وهو يقول ويتحرك أمامها ناحية الباب 
يلا ياميار
سارت خلفه على خطا متعثرة حتى طرق هو الباب وفتحت له زوجة عمه فطالعته مبتسمة ورحبت به بحرارة هاتفة 
أهلا أزيك ياعلاء ادخل يابني ادخ 
توقفت عن الكلام عندما رأتها خلفه فعبس وجهها وظهر عليه علامات الضيق وعدم الرضا لتسمع علاء وهو يهمس بصوت منخفض 
عايزة تشوف تيتا يامرات عمي يمكن تعرف تخليها تسامحها
تمتمت هدى بصوت لا يصل لمسامعها 
ده لو رضيت تشوفها أساسا جدتك منشفة راسها ولسا امبارح كانت بتقولي إن عمك خالد مجبش ولاد بنسبالها
زم شفتيه بيأس ثم نظر لها وقال بغلظة 
اطلعي ليها ياميار
هزت رأسها بالموافقة ومرت من أمام زوجة عمها ووقفت تهمس باستحياء وهي تطرق رأسها بالأرض 
عن اذنك يامرات عمي
اتفضلي ياميار ده زي بيتك برضوا
قالتها هدى ببعض الاقتضاب وبمجرد ما أن توارت عن ناظريه ادخلت علاء وجلست تتحدث معه عن أحوال أمه وأبيه وبالأخص يسر 
بالطابق العلوي وقفت ميار أمام غرفتها مترددة في طرق الباب ولكن بعد لحظات طويلة من التفكير طرقت الباب وسمعت صوتها يسمح للطارق بالدخول ففعلت وفتحته لتدخل وتغلقه خلفها فتجد الرد عڼيفا منها 
بتعملي إيه هنا 
انسابت دموعها على وجنتيها وقالت برجاء 
يانينا ارجوكي خليني افهمك
كل حاجة أنا مليش غيرك ومحدش بيحبني غيرك ابوس ايدك متقسيش قلبك عليا
صاحت بها الجدة بجفاء وڠضب 
إنتي مۏتي بنسبالي بعد عملتك المهببة دي انسيني واعتبري جدتك ماټت ويلا امشي ومتخلنيش اشوف وشك تاني
چثت اسفل قدماها هاتفة بتوسل ونظرات منكسرة وباكية 
لا إنتوا فاهمين غلط أنا مظلومة أنا معملتش حاجة غلط صدقيني يانينا
احست بأنها ستلين أمام نظراتها وتوسلاتها فاشاحت بنظرها عنها وصاحت بأعلى صوت لديها 
هدي هدي !!
وثبت هدى واقفة على أثر صياحها وكذلك علاء بعدما ظنوا بأن مكروه قد اصاب ميار وبالأخص بعدما روى لها عن محاولة انتحارها بالأمس اندفعوا إلى الطابق الاعلى حيث غرفة الجدة اقترب علاء منها ومسك ذراعها يساعدها على الوقوف بينما هدى فاقتربت من الجدة التي نظرت لعلاء وقالت بقسۏة 
خدها ياعلاء ومتجبهاش تاني هنا
رمقتها ميار بدهشة وأعين عاجزة ولم تعارض علاء مطلقا حيث وقفت وسارت معه بالخارج وهي في حالة من الصدمة كان يمسك بذراعها ويسير معها بهدوء للخارج لتنظر له بمجرد ما أن غادروا غرفتها وتقول بيأس ونظرات مهمومة تعبر عن صدق كلماتها 
قولها إني معملتش حاجة
ثم نظرت أمامها وقالت بفراغ كشخص ليس بعالمنا الواقعي 
محدش عايز يصدقني ولا يسمع مني حتى كلكم شايفيني مذنبة من غير ماتسمحولي اتكلم ولا اقول الحقيقة
اشفق عليها بشدة واحس بأنها صادقة وقد تكون الحكاية ناقصة للجميع وهم لا يعرفون سوى نصفها أو جزء منها 
وصلوا للسيارة وفتح لها الباب لتدخل ويغلقه ثم التف واستقل بمقعده المخصص للقيادة ليسمعها تهمس پألم وعدم وعي وعينان معلقان على الخارج من زجاج السيارة دون أن تنظر له 
أنا كنت عايزة أموت ليه نقذتني امبارح وودتني المستشفى فكرك إني كدا خلاص يعني ! لا ده أنا هفضل احاول اڼتحر لغاية ما هتلاقوني في مرة مېتة فعلا ومش هتقدروا تلحقوني زي إمبارح
أصدر زفيرا عاليا مغلوبا على أمره ثم حرك محرك السيارة وانطلق بها وهو يلقي نظرة عليها من آن لآن لا يدري أيسمع لقلبه الذي يخبره بأنها تقول الحقيقة وقد يكون ظالمها كالجميع أم يسمع لعلقھ الذي رأى الصور !! 
في مساء ذلك اليوم 
لملمت شفق صحون العشاء بعد أن انهو وجبة عشائهم هم الأثنين وذهبت للحمام لتغسل يداها ووجهها وفمها جيدا بفرشاة الاسنان ثم خرجت وظنت بأنها ستجده أمام التلفاز ولكنه ذهب للغرفة واغلق الستائر والمصباح رأته متسطح على الفراش فقالت باستغراب 
إنت هتنام !
أجابها بصوت مرهق وناعس 
أها تعبان جدا من الشغل وعليا النوم جدا
ثم اغمض عيناه واستعد النوم فهرولت وجلست بجواره تهزه في كتفه برفق وتهتف بعبث 
لا قوم اقعد معايا همل وحدي
نامي جمبي ياشفق وبكرا هنقعد مع بعض كتير لإني مش رايح الشركة
قالت وهي تزم شفتيها بحزن طفولي واحتجاج 
كرم قوم بقى بلاش بياخة أنا مش عليا النوم دلوقتي
مسك بذراعها يميلها للخلف لكي تتمد بجواره متمتما بصوت يغلبه الخمول 
نامي وسبيني انام ياشفق والله ما قادر افتح عيني من التعب
لوت فمها بضيق وطالعته بزعل فكادت أن تنهض وتتركه لولا أنه جذبها لترتد على الفراش وتتمدد بجانبه ولكن المشكلة لا تكمن هنا بل حين وجدته يقول بنبرة خاڤتة وناعسة 
نامي ومسمعش صوتك
دار بؤبؤ عيناها في كل ارجاء الغرفة واجتاحتها رعشة أشد من التي اصابتها حين قبلها في صباح اليوم فخرج صوتها متعلثما ومضطربا 
كرم ااا 
شششش اقفلي ده ونامي بسكات
ثم ترك حرية فمها وسحب الغطاء عليهم ليستسلم لسلطان نومه ويغطس معه في ثبات عميق بظرف لحظات قليلة ظلت عيناه مفتوحة على أخرها لا تستطيع النوم من فرط توترها حتى عادت تهتف بخفوت من جديد بعد دقائق 
كرم !
لا يوجد أجابة عادت تهتف باسمه مجددا ولكن الاجابة نفسها الصمت !! فالتفتت برأسها للخلف وكان قد نام بعمق فافترت عن ابتسامة عريضة ومغرمة 
خرج علاء من الحمام بعد أن أخذ حمام دافيء وسريع ونظر لها فوجدها على حالها منذ أن رجعوا للمنزل في الصباح بعد زيارتها للجدة تجلس على الفراش وتضم ساقيها وعيناها تذرف الدموع في صمت فتنهد بخنق وقال بجدية 
كفاية ياميار تيتا رد فعلها طبيعي لإنها لسا مش قادرة تنسي اللي عملتيه زينا كلنا ومع الوقت هتسامحك
حدجته بوهن وتمتمت في ضعف وأعين منطفئة 
أنا معملتش حاجة ياعلاء تعاقبوني عليها بالكره والنفور ده على الأقل إنت صدقني واسمع مني بعدين احكم !
تنهد بحرارة ثم اقترب وجلس على آخر الفراش هاتفا باستسلام 
قولي ياميار أنا سامعك أهو
بدأت تسرد له بأدق التفاصيل بضبط كما حدثت كالآتي 
أنا فعلا غلطانة في حجات كتير وكنت متحررة في تعاملي مع أي راجل بس موصلش
بيا التحرر للدرجة دي أكيد اليوم اللي حصل فيه الكلام ده كان قبل ما ننزل مصر بفترة قريبة جدا وكان في حفلة عيد
ميلاد وحدة صحبتنا وعازمة الكل فأنا روحت وهناك
 

 

تم نسخ الرابط