رواية كاملة الفصول
المحتويات
رأسها لأعلى تقيس طول ذلك الفندق الضخم بينما هو فالتف لحقيبة السيارة الخلفية وأخرج منها حقيبة ملابسهم السوداء ورفع ذراعها لأعلى يجرها خلفه وهو يشير لها برأسه أن تتحرك فسارت معه فورا وهي لا تتمكن من اخفاء ابتسامتها التي كانت عريضة وواسعة على شفتيها ولكن نقابها يخفيها عن أعين الناس سارت بجواره حتى وقفوا أمام الاستقبال وأخذ هو يتحدث معهم وهي تتفحص الفندق الساحر من داخله كانت فرحتها كفرحة طفل صغير اتى لقضاء عطلة نهاية السنة مع عائلته
حاضر ثانية
عاد بنظره
للرجل مجددا وأخذ منه الكارت الخاص بالدخول لغرفتهم وتحرك هو قبلها فالقت ملاذ نظرة مستشيطة أخيرة على تلك الفتاة ثم لحقت به وقفا أمام المصعد الكهربائي حتى فتح وانتظرها حتى دخلت هي أولا ومن ثم هو انغلق الباب وبدأ المصعد في الصعود فرفعت النقاب عن وجهها وهي تقول بضيق
لا في كتير أكيد بس الخدمة في الفندق ده كويسة جدا ومريحة إنتي معجبكيش ولا إيه
هتفت بغيظ وغيرة ملحوظة
لا عجبني بس مش عاجبني البنات اللي فيه
رمقها بنظرات مستعجبة ومستفهمة فأكملت هي باندفاع
البنت الغلسة اللي في الاستقبال دي ولا البنات الاجانب اللي لبسهم حاجة مقرفة
انفتح باب المصعد فانزلت نقابها على وجهها فورا وخرجوا وسمعته يهتف باسما باستنكار
وصلوا أمام الغرفة فرفع الكارت وادخله في قفل الباب واخرجه ثم امسك بالمقبض واداره لينفتح ويدخل ثم هي التي اغلقت الباب خلفها وسمعته يهتف شبه ضاحكا
أول مرة دخلت فنادق في الغردقة تقريبا كان مع بابا من سنين ومكنتش متوقع إني هلاقي المناظر دي فدخلت بنية صافية طبعا وبمجرد ما بصيت وركزت في أشكال البنات واللبس ذهلت وصممت بعدها إني همشي ومش هقعد في الفندق ده فبابا بهدلني وقتها وقالي إنت هتمنع الناس تلبس اللي هي عايزاه وغصبني اقعد معاه كنا جايين لشغل وكان عندي وقتها 25 سنة بس ومن ساعتها حرمت بقيت لما ادخل أي فندق مبرفعش عيني ومبصش على حد نهائي عشان مشوفش المناظر اللي تقرف دي تاني
إيه !!
إنك امور !! وفي الآخر تاجي واحدة زي البنت الملزقة اللي في الريسبشن تحت وتبصلك
غضن حاجبيه باستغراب حقيقي وهدر
بنت !!! طيب هتصدقيني لو قولتلك إني مخدتش بالي إن في بنت واقفة أصلا والله
تحولت نظرته من الرقة إلى الحدة ونبرتها أصبحت مستاءة وكلها غيرة وهي تتشدق
رفع حاجبه وخرجت منه ضحكة بسيطة على تشبيها للفتاة ب المعزة وقولها زغرتلها !! لا ينكر سعادته بغيرتها التي يراها للوهلة الأولى واقترابها وتدللها عليه الذي اطلق سهامه في قلبه بقوة !
زين بابتسامة عريضة وشبه مستنكرا
معزة وزغرتيلها !!!!!
هزت رأسها بالإيجاب وهي تبادله الابتسامة الناعمة وأكمل هو متسائلا بحيرة ومتلذذا بحرارة الحديث
زغرتيلها إزاي بقى !!
كدا
وسعت بؤبؤي عيناها بصرامة قليلا فخرجت لوحة وجهها طفولية وكوميدية وهذا ما كانت تسعى له حيث سمعت صوت ضحكته الرجولية التي انطلقت وجلجلت الغرفة فعاد وجهها لطبيعته ورسمت الابتسامة على شفتيها بتلقائية وهي تراه يضحك وتأملته بأعين مغرمة حتى وجدته
لا عجبتيني ! أنا هروح اخد حمام سريع عشان اريح جسمي من تعب السفر
ابتعد عنها واتجه إلى الحمام بينما هي فظلت متصلبة بأرضها مكانها تحدق على آثاره بعشق !!
كانت تجلس تشاهد التلفاز على إحدى قنوات التلفاز المعروفة وتعرض مسلسلا مصريا كلاسيكي تارة تصدر تفاعلا بضحكة بسيطة وأخرى تصبح ملامحها
جامدة وبلحظة عابرة تذكرته وأنه لم يخرج من الغرفة منذ أن استيقظ فاستقامت من مكانها وذهبت لغرفتهم فسمعت صوت منبعث من الحمام تحركت نحو الحمام الذي كان مفتوحا ورأته يقف ويلف حول رقبته منشفة صغيرة وبيده آلة الحلاقة وقد وضع على لحيته ذلك الشيء الأبيض الذي لا تعرف ماذا يسمى ولكنه حسب اعتقادها أنه يخفف ألم ازالة شعر اللحية وبمجرد ما وقعت عيناها عليه فغرت فمها مندهشة وقالت
إنت هتحلق دقنك !!!
نظر لها كرم بعينان متعجبة وأماء لها بالإيجاب ليسمعها تكمل بانزعاج وتوسل وقد دخلت ووقفت بجواره تماما
لا متحلقهاش شكلك حلو بيها أوي والله
عاد يرفع الآلة لذقنه ويقول بهدوء
أنا متعود كل فترة بحلق دقني
قبضت على يده قبل أن يضع الآلة على وجهه تنهاه بلطف وبأعين دافئة بعد أن قفزت في عقلها فكرة لطيفة
لا لا متحلقهاش بص أنا هعملك حاجة حلوة وهتنعشك إيه رأيك
حاجة إيه دي !!!
اردفت بحماس ملحوظ في نبرتها ونظرتها
اغسل وشك الأول بس !
اطال النظر في وجهها بريبة وسكوت ويفكر فيما تريد فعله ويطرح العديد من الأسئلة ولكنها نكزته في ذراعه برفق تحسه على فعل ما طلبت للتو ليأخذ نفسا عميقا ويحنى رأسه على صنبور الماء ويبدأ في غسل وجهه وبعد أن انتهى رآها تمسك بكفه وتسحبه خلفها هاتفة
تعالى في الحمام اللي برا هنا مش هينفع
ضيق عيناه بحيرة ورغما عنه عصفت في ذهنه فكرة منحرفة ليقول لها مستفهما بنبرة تحمل الاستنكار
هو إيه ده اللي مش هينفع هنا !!!
تعالى بس
!
سار معها مغلوبا على أمره حتى وصلوا للحمام الخارجي وفتحت الباب وقد كان حماما واسعا به حوض استحمام واسع وحوائطه من اللون البني الفاتح وفي آخره مرآة كبيرة واسفل المرآة بالضبط حوض شامبو متوسط الحجم من اللون الأسود وأمامه مقعدا وثير وطويلا بعض الشيء
لم تمهله اللحظة ليحاول توقع ما يدور في ذهنها وإذا به يجدها تجذبه مجددا من يده وتجلسه على ذلك المقعد ثم ابتعدت عنه لتجلب شامبو خاص فسمعت صوته الغليظ وهو يتأفف بنفاذ صبر ونبرة حانقة
شفق ممكن تفهميني بتعملي إيه عشان أنا بدأت اتعصب !
عادت له وقالت في رقة وبمشاكسة
إنت بقيت بتتعصب على أي حاجة الفترة دي أساسا إنت مش كنت بتقول لما صحيت من النوم إنك مصدع وراسك ۏجعاك انا بقى هعملك مساج بس بطريقة مختلفة
خرجت نبرته الخشنة والحازمة
وإيه الطريقة المختلفة دي بقى !!
اغتاظت من طريقته الجافة بالرغم من أنها تعرف أن مزاجه معكر منذ الصباح الباكر ولكنها ابدت عن احتجاها على طريقته حيث زمت شفتيها باغتياظ وهتفت ممتعضة وغاضبة
إنت بتكلمني كدا ليه يعني ده جزاتي إني عايزة اخففلك الصداع اللي عندك
ثم استدارت بكامل جسدها توليه ظهرها وقبل أن تهم بالرحيل قالت في خنق وعبوس
خلاص طالما إنت مضايق مش هعمل حاجة وآسفة إني عصبتك ياكرم بيه
رفع حاجبه اليسار باحترافية واجابها مستنكرا باندهاش
بيه !!!!
خدي خلاص أنا آسف متزعليش مكنش قصدي والله !
رمقته بطرف عينها بنظرة متضايقة وسرعان ما اشاحت بوجهها للجهة الأخرى محتجة عن الكلام معه فضيق عيناه باستغراب وقال بحنو
تعالى يلا اعملي المساج اللي قولتي عليه ده
ابعدت كفه الذي يقبض على رسغها وعقدت ذراعيها أمام صدرها مردفة بتذمر طفولي بعض الشيء
واعملك ليه ما إنت مش طايقني ولا طايق مني كلمة !!
بات يفهم مدى تأثير ابتسامته عليها فاتخذها كسلاح في هذه اللحظة وابتسم لها بساحرية هامسا في دفء
تعمليلي عشان أنا عايز وبطلب منك أهو ممكن !
سحق سخطها ومحاه برقته وابتسامته كأنه لم يكن وكالعادة فشلت هي في إخفاء ابتسامتها التي صعدت لشفتيها تدريجيا وقالت باستحياء بسيط وابتسامة جانبية
ماشي !
هااا إيه رأيك !
اتسعت ابتسامته وغمم دون أن يفتح عيناه
حتى لا يفسد لحظات تلذذه واسترخائه
اممممم كملي شكلي هخليكي تعمليلي البتاع ده كل يوم !
قهقهت ببساطة وقالت مداعبة إياه
بتاع !! ده مساج للشعر وليه فوايد كتير منها تخفيف الصداع والآم الرأس والتخلص من التوتر والعصبية وحط خطوط كتير تحت العصبية دي هااا !!
سمعت صوت ضحكته المنخفضة وفتح عيناه الرمادية يطالعها بلطف ويتمتم وهو يشاركها حس الداعبة
في دي معندكيش حق بقى أنا عصبي !!
هزت رأسها بالنفي قائلة بوجه مشرق ويداها لا تزال تعمل في تدليك فروة شعره
لا فشړ ده إنت كيوت
استمرت جلسة المساج إلى ما يقارب العشرة دقائق ثم بدأت تغسل شعره بالماء وتعاود تدليكه لدقيقتين بالضبط وتعود تغسل بالماء مجددا وأخيرا جذبت المنشفة ورفع هو رأسه قليلا عن الحوض فوضعت المنشفة على شعره تجففه بإحكام ورفق شديد
شفق بنبرة رقيقة وأعين جذابة
يارب يكون الصداع خف شوية
قال بضحكة خفيفة
أنا نسيت أصلا إني كنت مصدع بس ياترى بقى عندك كام موهبة تاني ياشفق هانم
تشدقت مشاكسة إياه بشيء من الفخر وهي تضحك
كتيييير مبعدش ياجيمي !!!
انطلقت منه ضحكة مرتفعة نسبيا لتتابعه هي بأعين تطلق شرارات العشق المتيم !
داخل منزل طاهر العمايري
كان علاء يقف أمام المرآة يهندم ملابسه ويستعد للخروج غير منتبها لنظرات ميار له وهي تحدجه بشيء من الخنق والقرف وحين لاحظ عيناها التي تتابعه فالټفت برأسه لها في أعين ثاقبة كالصقر وسرعان ما اشاحت بوجهها للجانب الآخر في ارتباك امتزج بالخۏف فعاد هو بنظرة للمرآة مجددا وسمعت صوته الأجش وهو يقول بلهجة آمرة لا تقبل النقاش
عشان يكون في علمك خروج من البيت مفيش ولو شميت خبر إن رجلك عتبت برا عتبة البيت محدش هيرحمك مني لا عمك ولا غيره
رمقته بطرف عيناها مستنكرة وهمست بصوت لا يسمع
وجاي على نفسك كدا ليه ماتحبسني في الأوضة احسن
استمع إلى همهمات خاڤتة تخرج من بين شفتيها فقال بتدقيق وصرامة
بتقولي حاجة !
ثبتت نظرها عليها واردفت بنبرة محتجة
بقول ليه إيه السبب إنك تحبسني في البيت !!
لاحت ابتسامة متشفية على شفتيه وقال بقسۏة ملحوظة في نبرته ونظرته
مزاجي كدا ! عندك اعتراض !!!
حدقت
متابعة القراءة