رواية كاملة الفصول

موقع أيام نيوز

 


ياشفق ومتطلعيش ورايا مفهووم
أماءت له بالموافقة ثم قالت بقلق بالغ 
حاضر بس في إيه 
لم يجبها واندفع إلى الخارج واغلق باب المنزل خلفه فهبت هي واقفة وهرولت باتجاه النافذة تنظر له من خلال فرأته يتجه ناحية الباب الرئيسي وإذا بها تجد عمها وابنه يظهران من خلف الباب فاظهرت شهقة منصدمة امتزجت بالهلع وهمست في نبرة مرتعدة 

عمي بيعمل إيه هنا !!
استدارت وهرولت إلى الغرفة لكي ترتدي شيئا يستر جسدها جيدا وتخرج لهم لتحاول انقاذ مايمكن انقاذه في هذا الوضع المريب فبالتأكيد كرم لن يصمد أمام جموحه كثيرا 
وقف كرم أمامهم يطالعهم بأعين تقذف شرارات اشتعال القنبلة وخرج صوته رجولي ومريب 
مش كنت اديتني خبر حتى الأول ياكمال بيه عشان استقبلكم استقبال يليق بيكم
كان كمال جامدا تماما أمام نظرته ونبرته حتى أجابه بكامل الثقة والثبات 
جاي أخد بنت اخويا اللي اتجوزتها من غير مانعرف والأفضل ليك إنك متعترضش
اطلق ابتسامة متغطرسة على شفتيه وهو يجيبه بنظرة أكثر ړعبا من السابقة 
بنت أخوك اللي هي مراتي !! اممم وياترى هتاخدها إزاي بقى
هنا تحدث جاسر پغضب عارم وقوة 
هناخدها سواء بلزوق أو بالعافية ياكرم
طالت نظرة كرم إلى ذلك الجاسر وهو يبتسم بأعين لا تبشر بالخير وقال بعد لحظات من الصمت القاټل 
إنت بقى جاسر سيف حكالي عنك كتير
ثم اقترب منه وهمس بالقرب من أذنه بصوت اشبه بفحيح الأفعى وبه لمسة الشړ 
بس أنا مش سيف اللي هيكتفي بأنه يعمل مشكلة ويقاطعم وبما إنك جيتلي برجيلك فاللي عملته مش هعديه بالساهل ودلوقتي اطلع إنت من الموضوع ده احسلك وإلا مش هخليك تشوف نور الشمس تاني
صاح كمال منفعلا في كرم 
وأنا قولت هناخدها يابن العمايري وورينا هتمعننا إزاي
إنت عارف كويس أوي أنا همنعكم إزاي وإنت جربتني قبل كدا وشوفت أنا أقدر اعمل إيه خليك إنت وابنك بعاد عن مراتي وإلا أنا مش مسئول عن اللي هعمله
أجابه ساخرا بسخط 
هتعمل إيه اكتر من اللي عملوه اخواتك !
ابتسم بشراسة وغمغم بوعيد حقيقي 
زين وحسن معملوش حاجة قصاد اللي هعمله عيلة العمايري كلها عندها رحمة بس أنا لا
هرولت شفق إليهم ووقفت خلف
زوجها توجه حديثها لعمها باستياء 
إنت إيه اللي جايبك ياعمي !
جاي أخدك شكلك نسيتي إنك ليكي عم ورايحة تتجوزي من ورانا زي البنات ال 
خرج صوت كرم الذي نفضهم وأولهم شفق عندما وجدته ېصرخ يقاطع عمها ومن الواضح أنه بالفعل بدأ يخرج عن قوقعة صموده 
لغاية هنا وكفاية خد ابنك القذر ده واطلعوا من بيتي بالذوق !
انحنى جاسر ناحية شفق يجذبها من ذراعها من خلفه هاتفا 
مش قبل ماناخدها معانا
طفحت حممه البركانية إلى حد الجنون عندما رآه يلمسها وتحول إلى وحش كاسر اغار عليه يلكمه پعنف صارخا 
شكلكم مش بتفهموا بالأدب
كبلته شفق تحاول ردعه وإبعاده هاتفة تتوسله قبل أن يفقد أعصابه أكثر من ذلك ويسوء الوضع بشدة 
كرم خلاص إيدك سيبه عشان خاطري !
اسند كمال ابنه ونظر لكرم نظرة ڼارية كلها حقد وڠضب هاتفا بنبرة تحمل الوعيد الشيطاني 
هنمشي بس افتكر إن إنت اللي بدأت الحړب بينا
لم يعيرهم اهتمام وحدجهم شزرا ومازالت شفق ممسكة به تمنعه عن التحرك فهو لديه ڠضب مخيف واعمى ولم تنسى ما فعله عندما اختطفت ظلت ممسكة به حتى رحلوا تماما ليبعدها هو عنه ويقول بعصبية 
أنا مش قولتلك متطلعيش ورايا
تمتمت بعدم خوف أو توتر 
وكنت عايزني اسيبك وحدك عشان تفقد اعصابك وتعمل مصېبة
هدأت ثورته قليلا وأجابها بامتعاض 
طيب ادخلي جوا يلا
وإنت !
اردف بنبرة عادية ولكن مازالت تحمل القليل من السخط 
هبقى آجي وراكي
لم ترغب في مجادلته كثيرا فتنهدت بضيق وفعلت كما طلب اتجهت عائدة لداخل المنزل وهي تحمد ربها بأن لم تحدث مشكلة وتدعو ربها أن يحفظهم من شړ عمها !! 
انتظرته بالغرفة لدقائق طويلة ومرت نصف ساعة كاملة وهو لم يعد لا تراه في الحديقة الخارجية ولا تفهم إلى أين ذهب في ذلك الوقت ! فوقفت أمام النافذة تنظر تترقب عودته وأخيرا بعد وقت طويل من الانتظار فتح الباب ودخل هو فاستدارت بكامل جسدها ناحيته تهتف متذمرة 
كنت فين ياكرم !
كنت قاعد في الجنينة من ورا بريح راسي شوية
رأت العبوس والخنق يعتل معالمه فتنهدت بإشفاق واقتربت منه كفه بين كفيها هامسة بحب 
متعصبش نفسك ممكن !
ظهرت بشائر الابتسامة الحانية
على شفتيه ثم هتف بضجر وقد تلاشت الابتسامة 
متعصبش إزاي يعني ياشفق إنتي مشوفتيش اللي حصل وليهم عين ياجوا لغاية بيتي وبذات ابن عمك الحيوان ده
أجابته برقة ولطافة تذيب القلب 
ميهمنيش اللي حصل الأهم إنك بخير ومحصلتش مشكلة وإن شاء الله متحصلش يكفيني وجودك وأنا هكون مطمنة ومرتاحة طول ما إنت جنبي
صعدت الابتسامة
أنا دايما جمبك يا أميرتي
عيناها تتحدث بدلا عن لسانها وتخبر بالكثير من سعادة وعشق وسکينة وهو يستطيع فهمها جيدا يلا مش مشكلة تتعوض
ارتبكت عند ذكره ليلتهم وتذكرت ماحدث قبل أن يرن هاتفه فازداد توترها وتوردت وجنتيها لتتمتم بصوت مضطرب 
أنا هروح أنام تصبح على خير
تصبحي على خير ياحياتي
ردت متلعثمة ومرتبكة بصوت يكاد لا يسمع 
وإنت من أهله
اغمضت عيناها تحاول الهرب من خجلها ومن وضعهم عن طريق النوم أما هو فظل مستيقظا يتطلع إلى السقف وسرعان ماعبس وجهه من جديد ورسم الحدة والوعيد على محياه فإن حاول ذلك الرجل سواء هو أو ابنه مجرد الاقتراب منها فقط يقسم بأنه سيجعلهم يذوقوا العڈاب أشكالا والوانا 
اشرقت شمس يوم جديد 
داخل مقر شركة طاهر العمايري بأمريكا 
كانت يسر تتحدث مع أبيها في الهاتف كالآتي 
أنا كويسة يابابا متقلقش
هتف طاهر مقتضبا بحزم 
كلمت حسن إمبارح وقالي إنه عايز يصلح كل حاجة بينكم لو إنتي مش عايز ترجعي وتقعدي معاه يابنتي قوليلي وأنا مستحيل اخليكي تكملي وإنتي مش عايزاه
تنهدت بأسى لتجيبه بخفوت 
اطمن يابابا أساسا هو ميقدرش يجبرني على حاجة وأنا لسا عند قرار الطلاق ووافقت اقعد معاه اليومين دول بشرط إنه يبدأ في اجراءات الطلاق واتفقنا متخفش عليا أنا بخير
سأل طاهر بترقب 
وهو وافق على الطلاق !!!
سمع همهمتها بأجل ليعقد حاجبيه باستغراب
ثم رجح بأنه قد يكون اقنعها بموافقته فقط حتى يهيأ لها أنه ذعن لرغبتها في الطلاق تمتم طاهر بنبرة حكيمة 
ماشي يابنتي طالما إنتي عايزة كدا خلي بالك من نفسك ولو حصل أي حاجة اتصلي بيا
حاصر يابابا مع السلامة
انهت معه الاتصال ووضعت الهاتف على سطح المكتب وهي تزفر بعدم حيلة باتت لا تعرف مالذي يجب عليها فعله هل تسمع لقلبها الذي لا زال يعشقه ويلح عليها في طلب واحد وهو اعطائه فرصة لعله يكون صادقا حقا أما تستمع لواقعها الذي يخبرها بأن لا طريق للنجاة وقد وصلوا إلى نهاية الطريق وكلاهما سيسلك طريقا مختلفا قريبا وضعت كفها على بطنها تملس عليها برفق تسترجع بذاكرتها يوم معرفته بحملها ومالذي فعله لكي يتخلص منها هي وطفلها فقويت مشاعر البغض عليه وزاد إصرارها على الطلاق هامسة لنفسها وهي تنظر لبطنها 
إزاي منتظر مني السماح بعد كل اللي عمله هل هو متوقع إني هرجع اطمن على نفسي مع واحد مكنتش فارقة معاه أساسا وكان عايزة يدخلني عملية إجهاض من غير مايفكر فيا أو اللي ممكن يحصلي كان عايز ېقتل ابنه عشان هو مني بس مفكرش في يوم يعاملني كويس ومعاملة طيبة وأنا كنت بستحمل عشان حبي ليه ودلوقتي جاي بيطلب السماح !!
لمعت عيناه بوميض مرعب وهي تقول بوعيد 
متخفش ياحبيبي مش هسمحله يأذيك أو ياخدك مني أبدا هخليه يشرب من نفس الكاس المر اللي كان بيشربني منه
في هذه اللحظة فتح هو الباب ودخل ثم اغلقه خلفه واقترب يجلس على المقعد المقابل للمكتب يجاهد في تمالك غضبه متمتما بهدوء مزيف 
طلعتي من غير ماتقوليلي ليه 
هدىت ببرود أعصاب واستهزاء 
بصفتك مين عشان أقولك !
بدأ غضبه يتفاقم ولحسن الحظ أنه مازال يتحكم به حيث قال وهو يصر على أسنانه 
جوزك ومن حقي امنعك من الخروج كمان لو عايز
بنسبالك بس لكن أنا عمري ماهشوفك زوج ليا لأن حسن بنسبالي ماټ من زمان وملوش وجود
ابتلع قسۏتها في الحديث معه وهتف شبه منفعلا 
مش عايز اشوفك مع راسل نهائي يايسر مفهوم ولا لا
قهقهت ساخرة تجيبه 
ماشاء الله من أول يوم مش بتلتزم باتفاقنا طيب أنا هفكرك تاني ملكش دعوة بيا أقعد مع مين ولا اطلع مع مين إنت مش هتمشي كلمتك عليا ياحسن باشا
انتفضت جالسة عندما رأته يضرب بكف يده في عڼف على سطح المكتب صارخا 
هتمشي يامدام أنا مستحمل كل طلباتك ومش برفضلك طلب واللي عايزاه هنفذه بس لغاية هنا وكفاية عشان متشوفيش حسن القديم تلتزمي حدودك مع أي راجل مش راسل بس وأنا حذرتك أهو اللهم إني بلغت اللهم فاشهد لو شفتك معاه تاني يايسر مش هكون مسئول عن اللي هعمله
لم يهمها أي شيء قاله سوى جملة حسن القديم لقد كانت للتو تفكر في اعطائه فرصة وتخوض صراع مع قلبها وعقلها وهو يقول بأنه قد يجعلها ترى الشخص الذي بغضته مجددا هل هذا هو
ندمه واعتذاره ورغبته في إصلاح ما افسده بعلاقتهم 
استقامت تصيح باندفاع واستياء 
لا اثبتلي ندمك فعلا وإنك فعلا عايزني اسامحك إنت أساسا متغيرتش عشان توريني حسن القديم إنت لسا زي ما إنت ومش هتتغير فمتحاولش تضحك عليا بكلمتين لإني كل ما بقول ده بدأ يتغير فعلا بتثبتلي العكس بكرهك ياحسن صدقني بكرهك وبكره انانيتك انت من بداية جوازنا مكنتش عايزاني واتجوزتني مش اكتر لكن متقولش اني هددتك والكلام الفارغ ده لأنك لو كنت عايز تتصرف معايا كنت اتصرفت فمتقوليش دلوقتي إنك عايزاني بجد
ادرك فداحة الخطأ الذي ارتكبه فهو لم يكن يقصد قول هذا فقد قاده غضبه وغيرته لطرق مظلمة فحجب رؤيته عن الخطأ والصح ووجد نفسه يتفوه بكلمات لا يدري خطورتها !! 
استقام هو الآخر وتمتم بنظرات هدأت حدتها وحملت الأسف 
يسر أااا
صړخت بصوتها المرتفع وهي تشير بسبابتها على الباب 
اطلع برا مش عايزة اشوفك مش طايقة اسمع صوتك حتى برا ياحسن
اطلع برا
رفع كفيه لأعلى وهو يتراجع للخلف متمتما باستسلام وبعض الدهشة من انفعالها البالغ 
تمام تمام هطلع خلاص اهدى
ظل يتراجع حتى وصل للباب وفتحه ليليقى عليها نظرة حزينة وأخيرة قبل أن يستدر وينصرف تاركا إياها بين دموعها التي انسابت على وجنتيها !! 
كانت تجوب بالغرفة إيابا وذهابا تنتظر خروجه من
 

 

تم نسخ الرابط