رواية كاملة الفصول
المحتويات
المرات من أن تستفزه وتتخطي الحدود الحمراء ولكنها لا تفهم هذا والآن هي تستحق ما سيفعله
نزل بكفه الكبير على وجنتها يصفعها پعنف ثم جذبها من خصلات شعرها إليه هامسا بجانب أذنها في صوت يقذف الړعب في الأبدان
هكتفي بكدا المرة دي لكن المرة الجاية مش هكتفي بده لإني جبت أخري منك خلاص ومبقتش طايقك ولا مستحملك
داخل شركة العمايري في صباح يحمل الكثير من المفاجآت العجيبة
كان علاء في مكتبه يقوم بإنهاء أعماله الخاصة وبينما هو منشغل ويثبت كامل تركيزه على عمله انتشله رنين الهاتف فكان سيتجاهله لولا أنه لمح اسم المتصل والذي كان والده ليتأفف بنفاذ صبر ويمسك بالهاتف وهو يجيب عليه مقتضبا بعدما توقع سبب اتصاله
أيوة ياعلاء عامل إيه
تمتم علاء في هدوء مخټنق
كويس يابابا إيه إنت امتى جاي !
اتاه صوت ابيه الذي كان طبيعيا في بدايته ومع نصف الكلام تغيرت نبرته تماما
يومين كمان إن شاء الله روحت سلمت على جدتك ولا لا !
كما توقع تماما سبب الاتصال وهاهو يتحدث عن الجدة وابنة العم الساقطة ليجيبه بثبات انفعالي
جاءه صوت أبيه الحازم وهو يلقي عليه اوامره
روح سلم عليها وجهز نفسك عشان لما آجي إنت عارف هيحصل إيه
صاح بأبيه مندفعا في عصبية
وأنا قولتلك يابابا مش موافق عايز تدبسي ليه أنا مالي
هتف طاهر في ڠضب عارم
امال عايزنا نتفضح هتتجوزها ياعلاء
هيمن عليه الصمت لثواني قليلة حتى لمعت عيناه بوميض مخيف وهو يقول بوعيد ونبرة لا تحمل في طياتها المزح أبدا
لم يجيب عليه أبيه وفضل عدم الحديث الآن وحين يعود سيتصرف كما ينبغي مع الجميع وأولهم أمه وابنة أخيه التي تدللت زيادة عن اللازم ولم يكن هناك حارس على أفعاله فأقحمت نفسها واقحمتهم جميعهم في نازلة كبيرة
كان يجلس إسلام على المقعد وعيناه معلقة عليها وهي تتحرك هنا وهناك وتلقى الأوامر والتعليمات على الجميع حتى لا يتكاسل أحد منهم عن العمل لدقيقة وكانت شفتيه تنفرج لتظهر عن ابتسامة إعجاب فقد
نظر لها وتنهد بيأس ثم هب واقفا وقاد خطواته خلفها معتكزا على عكازه حتى دخلوا لغرفة كبيرة بعض الشيء وكانت موجود عليها الكثير من الأوراق لتبدأ هي في إخراج الأوراق أمامه وتتحدث معه برسمية تامة على عكس عادتها وهي تملي عليه ماسيفعلونه بالضبط ليبدأ هو يشاركها الكلام ويعرض عليها وجهة نظره وبعد دقائق توقفت عن الحديث واطرقت رأسها أسفل مغمضة عيناها بتعب ليقول بريبة
إنتي كويسة !
آه كويسة دوخت بس شوية !
أجابته بصوت واهن ومرهق ليطيل النظر إليها بتدقيق من قسمات وجهها التي أصفر وجهها وبمجرد ما أن ازاح نظره عنها وعاد ينظر للأوراق ويتحدث من جديد ليجدها تفقد توازنها وتغمض عيناها معلنة عن تغيبها المؤقت عن الواقع وقبل أن تسقط يسندها بذراعه وجسدها يرتخي تماما اصابته الدهشة في باديء الأمر وهو يحدق بها وهي بين ذراعيها وفورا قام بإنقاذ الموقف وإنقاذ نفسه حيث تحامل على قدمه بصعوبة بعدما سقط العكاز من بيده وسحب مقعد كان بعيد عنه قليلا ثم اجلسها عليه بحرص شديد واسرع ليجلب كوب ماء ثم عاد لها وبدأ ينثر قطرات الماء على وجهها وهو يحدثها باسمها حتى تفيق ولكن دون فائدة فلجأ للحل الثاني ومد يده لانفها وبدأ يفرك بسبابته وابهامه على عظمة الانف العلوية وباليد الأخرى ينثر الماء وبعد لحظات افاقت أخيرا وهي لا تقوي على فتح عيناها جيدا فقط سمعت صوته وهو يهتف بقلق
رفيف ردي عليا إنتي كويسة !
أماءت برأسها في إيجاب دون أن تنظر له ليعود ويهتف في نبرة متهمة
طيب اخدك للمستشفى لو حاسة نفسك تعبانة
خرج صوتها ضعيف ومنخفض
لا أنا كويسة الحمدلله
اعتدل في وقفته وصاح مناديا على أحد العمال باسمه ليأتي فورا ويقول له في هدوء بعد أن أخرج من جيبه نقود
معلش روح ياحسين جيب للأنسة عصير وحاجة تاكلها عشان تعبانة
نظر لها الشاب الذي يكبرهم بسنوات قليلة وقال بعذوبة
ألف سلامة عليكي يا أنسة رفيف
ردت عليه في خفوت
الله يسلمك ياحسين
وفي هذه اللحظة انضم لهم زين الذي جاء للتو وحين رأى شقيقته جالسة على المقعد وهي مغمضة عيناها فاقترب منها وقال في فزع
مالك يارفيف !!
اجابه إسلام بنبرة رجولية عادية
تعبت شوية يازين
عاد بنظره لشقيقته ومد يده يملس على وجنتها ويقول بحنو
رفيف ياحبيبتي مالك إيه اللي تعبك !
مفيش حاجة يازين أنا مرهقة من إمبارح بليل بس
احس بحرارة جسدها المرتفعة فحرك كفه وملس على جبهتها وكافة وجهها ثم قال في حدة
حرارتك عالية عشان كدا تعبتي ليه بتاجي المطعم لما شايفة نفسك تعبانة
لم تجيبه فهي تشعر بنفسها غير متوازنه ولا تقوي على التحدث ولكن شعرت به يمسكها من ذراعها ويساعدها على الوقوف هاتفا بصرامة
يلا تعالي هوديكي للدكتورة
لم تعترض لعلمها بأن الاعتراض لن يجدي بنفع معه ونهضت دون مقاومة بينما زين فنظر لإسلام وقال بصفاء
أنا كنت جاي عشان اتكلم معاك هتصل بيك وهقولك عشان نتقابل
رتب إسلام على كتفه قائلا بابتسامة واسعة
تمام هستني اتصالك
ثم تابعهم وهو يأخذ شقيقته ويخرج بها ثم يساعدها على الصعود بالسيارة وينطلقوا
داخل منزحسن العمايري
ساعات مرت وهو يحاول الاتصال بها ولكن لا إجابة منذ استيقاظه من النوم وهي لا أثر لها بالمنزل فانتابه الفضول حيال أين ذهبت دون علمه وكان ينوي أن ينهي الشجار القائم بينهم منذ صباح الأمس ويتقبل الأمر الواقع بعدما احس في قرارة نفسه بالقلق والخۏف من أن يصبها شيء إن أجرت هذه العملية بالفعل فيعيش في عڈاب ضميره الأبدي وكان سيخبرها بتراجعه عن رغبته في إجهاض الطفل ولكنه لم يجدها والتساؤلات تنهش عقله نهش !!
بعد وقت طويل من محاولات الوصول لها أخيرا جاءته رسالة منها مدونة بها أنا في المستشفى ياحسن وداخلة العمليات هجهض الطفل
الفصل العشرون
وبعد وقت طويل من محاولات الوصول لها أخيرا جاءته رسالة منها مدونة بها أنا في المستشفى ياحسن وداخلة العمليات هجهض الطفل حدق برسالتها في ذهول لدقيقة كاملة وسرعان ما اجرى بها اتصال وهو يثب واقفا ويقول بنفس مضطربة
ردي ردي
انزل الهاتف من على أذنه وهو يمسح على جبهته پعنف هاتفا في اغتياظ وقلق
غبي !! أنا إيه اللي عملته ده
اندفع نحو غرفته وفي ظرف دقيقتين ارتدي ملابسه وغادر المنزل مهرولا ليحاول اللحاق بها قبل أن يفت الآوان وحرك محرك سيارته وانطلق به وهو يفكر بأي مستشفى ستكون !! فهي حتى أنها لم تقل له في أي مستشفى موجودة ولكنه سيجرب الذهاب لأحد المستشفيات مستمعا لصوته الداخلي الذي يقول بأنها ربما تكون هناك ! وضع هاتفه أمامه ولا يتوقف عن محاولات الاتصال بها وعندما يأس فكر بأن يجرب آخر محاولة لعلها تنجح حيث ارسل لها تسجيل صوتي يقول فيه بصوت جاد به شيء من الخۏف يسر متدخليش العملية أنا غيرت رأى خلاص عايزه الولد ردي عليا بقى ايدك وقوليلي إنتي فين أنا في الطريق
وصلتها الرسالة فقامت بتشغيل التسجيل وسمعته واعادته أكثر من مرة وعيناها تذرف الدموع بحړقة وألم وعلى ا ابتسامة مريرة وهي تتحدث في قرارة نفسها ليتك تراجعت عن كل شيء قبل فات الآوان اهنئك على انتصارك الساحق علي
قضي النهار كله يبحث في كل مستشفى من الممكن أن تذهب إليها ولكن لا وجود لها في أي مكان أحس بأنه سيفقد عقله وهو يفكر ويتساءل ماذا فعلت هل اجهضته أم لا ! وماذا حدث لها لما لا تجيب علي كلما تمر الدقائق يزداد خوفه ورعبه وتتناطح الأفكار السيئة في عقله حول إصابتها بمكروه وهي تجهض !
أوقف السيارة جانبا وهو يتأفف بعدم حيلة وملامح وجهه تقوست بعبوس شديد هامسا لنفسه في نبرة مختلفة
روحتي فين بس يايسر
ارجع رأسه للوراء على المقعد وأغمض عيناه بإرهاق بعد ذلك اليوم الطويل والشاق من البحث عنها وإذا به يسمع صوت رسالة لهاتفه فانتفض جالسا بعدما توقع أنها هي وبالفعل كانت هي وارسلت له رسالة صوتية ففتحها ليسمع صوتها الغريب والمبحوح وهو تقول بقوتها المعهودة أنا عندى واحدة صحبتي تعبانة ومش هقدر آجي متتعبش نفسك وتتصل بيا عشان مش هرد عليك وهقفل التلفون بكرا الصبح هرجع البيت وبخصوص الولد فأحب أقولك اتأخرت أنا نزلته خلاص اتسع بؤبؤي عيناه بذهول وهو يستمع لآخر جملة قالتها نزلته !! ما معنى اجهضدته !!! لماذا فعلت هذا ليتها استمعت له للمرة الأخيرة قبل أن تذهب وعرفت بأنه تراجع
بدا عى وجهه علامات الحزن والألم وهو يقول بصوت به شيء من الشجن
ليه كدا ليييه !
حاول الاتصال بها على أمل ان تجيب ولكنها اغلقته فور ارسال رسالتها ليتنهد بيأس ويستدر بسيارته ليعود للمنزل وسينتظر عودتها في الصباح فهو ليس أمامه حل سوى هذا الآن !
عاد للمنزل بعد دقائق طويلة وبدل ملابسه ثم تسطح على الفراش
وهو يحملق في السقف بسكون وأسى
ندم !! أجل ندم أشد الندم لأنه طلب منها إجهاضه ليته لم يفعل كل هذا معها بالأمس فبعد تفكير عميق أحس بأنه قد يكون شيئا جميلا أن يكون لديه طفل بغض النظر عن من هي أمه ولكنه سيظل طفله وحين تراجع وقرر إخبارها كان الآوان قد فات والقطر حمل معه طفله وذهب بعيدا دون رجعة !
حاول النوم ولكن عيناه أبت أن تذيقه الراحة وكان يخطف دقائق صغيرة من النوم ويستيقظ مجددا حتى اصبحت الساعة 9 صباحا فهب واقفا من فراشه واتجه للحمام ليأخذ حماما باردا ودقائق قليلة سمع صوت باب المنزل يفتح فأغلق صنبور الماء فورا وارتدي بنطاله على عجالة وخرج من الحمام متجها نحو الباب ليجدها تنزع حذائها عنها وغير مكترثة له بتاتا فيهتف في انفعال حقيقي ممزوج بالاهتمام
اليوم كله إمبارح برن
متابعة القراءة