رواية كاملة الفصول
المحتويات
شفتيها للأمام
زينو إنت مش هتخرجني ولا إيه اتفسح !
اجابها بتصنع الجدية كامتا ابتسامته
كل دي فسح ومش عجباكي
والله !! هي فين الفسح دي بقى !
كان طاهر بمكتبه في المنزل يباشر بعض أعماله على حاسوبه النقال الخاص به فدخلت عليه زوجته وهي تحمل بيدها كوب الشاي الذي طلبه منها وتضعه أمامه على سطح المكتب هامسة بتردد
أجابها وهو مازال يعلق نظره على شاشة الحاسوب أمامه
قولي خير !
أخذت نفسا طويلا واخرجته زفيرا متهملا متمتمة بثبات بسيط
يسر اتكلمت معايا في موضوع السفر و
قاطعها بحدة ونبرة حازمة
لا تقبل النقاش
وأنا رديت عليها ورفضت متحاوليش تقنعيني اوافق
قالت بهدوء وصوت رخيم به بحة حزينة
صاح بانفعال وڠضب
آه ولما تسافر وتبقى بعيدة عن عنينا هنبقى مطمنين عليها كدا مثلا قوليلي كدا هتقعد فين ولا هتتعامل إزاي هناك
سكت وهو يفكر بكلامها وبنقطة اقامتها عند خالتها وإنها ستكون مع ابن خالتها أيضا في العمل وهو يثق براسل جيدا ويعرف أنه سيكون معها دوما ولكن مازال خائڤا من أن يتركها تذهب بمفردها وتكون بعيدة عن نظره رأى نظرات زوجته المترقبة لموافقته أو رفضه ليجيبها باستسلام
أماءت له بالإيجاب واستدارت وبمجرد ما أن غادرت المكتب واغلقت الباب اغارت عليها يسر التي كانت تتصنت لحديثهم وعانقتها بقوة هامسة بصوت منخفض في امتنان
حبيبة قلبي ياماما بحبك والله
اشارت الأم بسبابتها على فمها هاتفة بخفوت
هششش اكتمي ليسمعنا أنا خليته يوافق بس تعرفي يايسر لو عملتي حركة كدا ولا كدا هناك خالتك هتقولي وزي ما خليت ابوكي يوديكي هخليه يرجعك في لحظتها
ياماما أنا مش هرتاح عند خالتوا وراسل موجود
أجابتها أمها پغضب
خلاص يبقى مفيش سفر
قالت مسرعة بتراجع وهي تزفر مغلوبة
على أمرها
خلاص خلاص ماشي أنا هبقى اتصرف واخلي خالتوا تقعدني في الدور اللي فوق وحدي
رمقتها أمها بطرف عينها في استنكار ثم تركتها ورحلت لتنطلق من يسر ابتسامة منطفئة وهي تأمل في قرارة نفسها أن تكون هذه الرحلة ذات آثار إيجابية عليها وتتمكن من نسيان الألم الذي تركه في قلبها ولا تستطيع التخلص منه مهما فعلت !!
اتجه نحو غرفتها ونزع عنه سترته ثم القاها على الفراش واقترب منه ليرمي بجسده على فراشها يحاول اشتمام رائحتها فيه وهو يهمس بمرارة وسخرية من ذاته الغبية
يارتني صدقتهم لما قالولي هتندم لو خسرتها واديني خسرتك وندمان ندم عمري ماندمته في حياتي ومش عارف إزاي ارجعك ليا وإذا كنت أنا مش قادر اسامح نفسي هخليكي تسامحيني إزاي وضميري بيموتني وبيفكرني في كل لحظة إني السبب في مۏت ابني وإني لو مكنتش عملت معاكي كدا مكنتيش هتنزليه ومكنش ده كله هيحصل بينا وكمان مكنش ده هيبقى حالي في بعدك عني
كان باب الخزانة مواربا وانتبه هو لقطعة من ملابسها الموجودة بداخله يبدو أنها نسيت أن تأخذها معها يوم ذهابها فهب واقفا والتقطه يحدق به جيدا فتذكر أنه نفس الرداء الذي كانت ترتديه عندما جاء للمنزل ثملا وقضى معها أول ليلة بينهم فضحك بأسى وقد فهم الآن لما هذا الرداء لم تأخذه معها فقد أبت أخذ أي شيء يذكرها بما حدث بينهم تريد أن تنسى كل شيء وكأنه لم يكن وهو أول هذه الأشياء !!
عاد وجلس على الفراش ثم قرب الرداء من وجهه يشم رائحتها ويغمغم بصوت يغلبه البكاء وندم
أنا آسف سامحيني
اجهش في بكاء حار وهو يهتف بصدق وقلب يمزقه الاشتياق
وحشتيني أوي
دامت حالته هكذا للحظات طويلة حتى تمدد بجسده على الفراش ونام حتى الصباح دون أن يشعر بأي شيء وإذا به يثب فزعا عندما سمع صوتها وهي تهتف حسن ! تلفت حوله كالمچنون بحثا عنها ولكنها ليست موجودة تأفف ومسح على وجهه بعد أن أدرك أنه خيل له وعقله بدأ يطلق الهلاوس لينهض ويتجه للحمام وهو لا يدري أن علقھ لم يكن يتخيل وأنها موجودة بالفعل !!
خرجت هي من خلف الباب وهي تصدر زفيرا بارتياح وټلعن نفسها الغبية التي نطقت باسمه ولكن ماذا تفعل فقد أتت للمنزل مجبرة حتى تأخذ جواز السفر بعدما اكتشفت أنها نسيته ولم تكن تتوقع أنه يأتي للمنزل أساسا منذ ذهابها فجاءت مطمئنة بأنها لن تجده ولكن صدمت به بل وكانت الصدمة الأكبر حين رأته في فراشها وبيده ردائها فوجدت نفسها تهتف باسمه من صډمتها بدون وعي !!
سمعت صوت رذاذ المياه في الحمام فحمدت ربها أنه يستحم وسيكون لديها الوقت لتبحث عن ما جاءت لأجله وتذهب قبل أن يراها اندفعت واخذت تبحث في الادراج والخزانة فلم تجده خرجت واخذت تبحث ببقية المنزل في عجلة وخوف كلص دخل يسرق منزل ويخشى أن يمسك به صاحب المنزل هتفت پغضب
اووووف فينه هيطلع من الحمام يلا بقى
عادت لغرفتها مجددا لعلها تكون نسيت مكان لم تبحث به جيدا وظلت تبحث بكل قطعة في الغرفة حتى اسفل الخزانة والفراش وبالفعل وجدته اسفل الخزانة يبدو أنه سقط منها وهي تأخذ ملابسها في يوم رحيلها ولم تنتبه له هبت واقفة وهي تبتسم ثم التفتت خلفها لتدهش به يخرج من الحمام وهو يلف المنشفة حول نصفه السفلي فتشهق بزعر وتستدير مجددا وهي تغمض عيناها بقوة ټلعن حظها السيء أما هو فتصلب بأرضه منذهلا وهمس بعدم استيعاب لما يراه أمامه ولوهلة خيل له أن لا زال عقله يهلوس بها
يسر !!!!
ضغطت على شفتها السفلي بغيظ من نفسها وتحركت باتجاه الباب مسرعة لكي تهرب وتغادر المنزل بأكمله ولا تضطر أنه تكون في موقف معه ولكنه ركض خلفها وجذبها من ذراعها قبل أن تفر هاتفا
خدي هنا إنتي جيتي إمتي !
سحبت ذراعها من قبضته پعنف هادرة بقرف
دلوقتي نسيت حاجة وجيت أخدها
يعني أنا مكنتش بتخيل لما سمعت صوتك من شوية
لوت فمها باستهزاء وقالت ساخرة بنفس نظرات القرف السابقة
لا كنت بتتخيل عشان أنا لسا يدوب داخلة وابعد من وشي خليني امشي
اعتري طريقها مجددا يسألها بفضول مبتسما
جيتي تاخدي إيه
صاحت باندفاع واغتياظ
ملكش دعوة وابعد ياحسن احسلك
بنظرات ماكرة فاضطربت هي وتراجعت للخلف حتى التصقت بالحائط واصبحت نظراتها متوترة لتسمعه يهمس بنبرة جديدة عليه
تعرفي إن وحشني أوي خناقنا
تفادت النظر إليه واشاحت بوجهها للجهة الأخرى تهتف بتحذير حقيقي وهي تحاول كتم غيظها
طيب ابعد ياحسن وإلا
قاطعها غامزا بلؤم وبابتسامة واسعة
وإلا إيه !! هتعملي إيه لو مبعدتش
!
نظرت له وقالت بنظرة شرسة وقوية
هعمل كدا
ورفعت كفها في الهواء وهوت به على وجنته بكامل الغل والغيظ وكأنها ټنتقم لجزء من كرامتها بهذه الصڤعة ثم دفعته بعيدا عنها
واندفعت لخارج المنزل بأكمله وتركته يصر على أسنانه بغيظ بسيط ولكنه ابتسم في اللحظة التالية وقال بنفس متقبلة الصڤعة الذي كان يستحقها منها على كل أفعاله الدنيئة معها قبل طلاقهم
حقك
ساكنة في فراشها تجلس وتضم ساقيها لصدرها وعيناها معلقة عليه تتأمله في نومه كان نائم على أريكة متوسطة أمام الفراش وهي لا تزيح نظرهت عنه تفكر في تصرفه معها في المستشفى وعند عودتهم للمنزل وعندم قصت له الحقيقة كاملة رغم أنه لم يصدقها كليا إلا أنها أحست في نظرته أنه حقا يريد تصديقها وليس مجرد كلام يريد أن يصدق بأنها كانت ضحېة لإهمال الجدة وضحېة لصغر سنها وعدم نضجها الذي دفعها لفعل أشياء منافية للعرف والعادات والاحترام والدين قبل كل شيء
لا تعرف ماذا يحدث لها ولكن نظرتها له تبدلت منذ آخر مواقفه معها التي اظهرت لها رجولته وحكمته وطيبة قلبه رغم القسۏة التي يتصنعها أمامها ظلت على حالها ولم تنتبه له حين فتح عينه واعتدل في نومته وهو يتثاوب ويمسح على وجهه ثم انتقل بنظره ناحية فراشها ليعقد حاجبيه بعدما رأى وضعية جلستها وشرودها به هتف بغلظة صوت
ميار !!
افاقت من شرودها واعتدلت فورا لتجيبه بابتسامة خفيفة تكاد لا ترى
نعم !
ليه قاعدة كدا !
هزت رأسها بطبيعية وقالت بابتسامة اوضح قليلا
عادي كنت بفكر في حاجة وسرحت شوية
صباح الخير
تفوهت بها في رقة ليست متصنعة ليتنهد هو ويقف ثم يتجه نحو الحمام ويجيبها ببرود
صباح النور
أصدرت زفيرا حارا ووقفت لتتحرك نحو الخزانة وتخرج شريط اقراص مسكن لآلام الرأس وعادت إلى فراشها والتقطت كوب الماء الموضوع فوق المنضدة المجاورة للفراش وكانت على وشك أن تضع القرص في فمها ولكن وجدت يده تقبض على يدها ويسحب منها الشريط والقرص هاتفا پغضب عارم بعدما اعتقد بأنها تحاول الاڼتحار مجددا
بتعملي إيه !!!
ابتسمت بمرارة مغمغمة ببساطة
ده برشام للصداع متخفش لما افكر اڼتحر مرة تاني أكيد مش هيكون في وجودك يعني
جبتي البرشام ده منين أنا شلت كل حاجة من الأوضة !
اجابت بمنتهي البساطة وهدوء الأعصاب
كان في دولابي باخد منه لما بحس بصداع ثم إن أنا لو عايزة اڼتحر في مليون طريقة غير إني اشرب برشام برأي متتعبش راسك بيا
علاء بنظرة حادة ومستاءة
ميار اعقلي وبلاش جنان أنا مش ناقص
تأففت بعدم اقتناع وبسطت كفها له هاتفة بخفوت
طيب ممكن تديني الشريط عشان آخد قرص
الټفت وولاها ظهره بعد أن وضع الشريط في جيبه وقال برفض قاطع وهو يتجه للخارج
لما تفطري الأول مينفعش على معدة فاضية
تأففت بصوت مسموع وهي تهتف
اوووووف
سمعت صوته وهو يهتف بعد أن غادر من الباب
من غير أفأفة يلا تعالي ورايا عشان الفطار
زفرت بخنق واقتربت من الباب تغلقه ثم بدأت في تبديل ملابسها ورفعت شعرها بمشبك وتركت نصفه ينسدل على ظهرها من الخلف ثم خرجت خلفه كما آمرها للتو بأن تلحق به
فتحت الباب ودخلت ثم اغلقته خلفها كانت ترتدي منامة تصل إلى الركبة وبحمالات رفيعة فرفع هو نظره لها وابتسم بلطف وبيده مسبحة يمر على حباتها بانامله
متابعة القراءة